أشار الرئيس فؤاد السنيورة في حديث الى قناة “الحدث”، الى أنه “بين لبنان وفرنسا علاقات وثيقة تمتد على مدى عقود طويلة، وقد بادر الرئيس ماكرون، واستنادا الى الأوضاع الصعبة التي يمر بها لبنان، ولا سيما بعد التفجير الرهيب والمزلزل الذي حصل في لبنان قبل شهر بالذات، لزيارة لبنان من أجل تقديم الدعم له من فرنسا ومن دول صديقة أخرى”.
وعن العلاقة بين الرئيس الفرنسي و”حزب الله”، قال الرئيس السنيورة: “فرنسا هي إحدى الدول الخمس الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، ولها علاقة وثيقة ومصالح كبيرة مع لبنان، انما لديها أيضا علاقات وثيقة ومصالح كبيرة مع إيران، وهي تحاول ان تشق طريقها في تعزيز هذه العلاقة والمراهنة عليها كوسيلة من الوسائل من أجل إقناع إيران بإعادة النظر في سياساتها التدخلية وترشيد الدور الذي تلعبه في المنطقة العربية، وكذلك من أجل تحسين علاقتها مع العالم الغربي”.
وبشأن رغبة فرنسية في فتح علاقة بين لبنان وإيران، أكد أن “لبنان يريد أن يكون على علاقة جيدة مع جميع دول العالم ومن ضمنها إيران. ولكن على أساس قواعد الاحترام المتبادل والعلاقة الندية في التعامل”.
وأضاف: “ما نشكو منه أن إيران تتدخل وتسيطر على لبنان عبر حزب الله الذي أصبح، عبر دويلته التي أنشأها في لبنان، يسيطر ويهيمن على الدولة، ويضغط على لبنان في كافة المجالات السياسية والداخلية والاقتصادية لحماية سلاحه واستمرار سلطته وهيمنته على البلد”.
وقال رئيس الحكومة السابق: “لبنان بات بالفعل يريد مخرجًا من هذا الوضع الخطير، بعدما أصبح يتحمل ما لا يطيقه من أحمال، وهو وضع لا يمكن أن يستمر نظرا لتداعياته الداخلية والخارجية والمعيشية والأمنية وحتى الوجودية على الدولة اللبنانية. هذه هي المراهنة التي يقوم بها السيد ماكرون لتحقيق هذا الاختراق”.
وعن المستقبل السياسي لـ”حزب الله” في ظل المتغيرات الدولية والمحلية، لفت السنيورة إلى أن “وجود دولتين في بلد واحد أمر لا يستقيم، أي لا يمكن لأي دولة أن تكون فيها دويلة تطبق على الدولة الأساسية وتتحكم بها وبقراراتها”.
واعتبر أن “تكليف الرئيس مصطفى أديب قد جرى بعد تلكؤ من رئيس الجمهورية مثلما فعل سابقا عند تكليف الرئيس حسان دياب بعد خمسين يوما، وذلك كان فيه مخالفة فاضحة للدستور، أي ان رئيس الجمهورية يخالف الدستور. أما الآن وقد جرى التكليف، فعلينا أن ننظر ما ستنجلي عنه عملية تأليف الحكومة”.
وأشار إلى أن “الرئيس المكلف مصطفى اديب يريد تأليف حكومة من اختصاصيين مستقلين وغير منتمين الى أي من الأحزاب. هذا المطلب يعتبر جيدا كخطوة حقيقية وأولى نحو استعادة الدولة اللبنانية لوجودها ولدورها ولسلطتها ولهيبتها”.
وأعلن السنيورة، أن “تأليف هكذا حكومة هو المطلب وعلى بساطته، مع أني أظنه صعب التحقق بسبب حدة التجاذبات السياسية التي تعصف بلبنان ومنها داخلي والآخر خارجي”