هبّت ريح الجياع وانكشف الغطاء عن معظم اللبنانين فمن كان ميسور الحال انقلبت به الاحوال واصبح بحاجة الى معيل ومن كان معدوم الحال تحولت حياته لجحيم فكسرت خبز لم يعد يجدها لتسنده وقت الضيق . اوضاع اقتصادية صعبة لم يستفد منها إلا الفاسدين فهم اليوم يحتفلون بكأس النصر في ملاعبهم ، يبتهجون عند اذلال اهلهم ، ويجنون الارباح على حساب لقمة عيش المساكين ، فمنهم من يرفع سعر صرف الدولار والبعض يتلاعب بأسعار المواد الغذائية ويخفون المدعوم من دون محاسب او رقيب ، فكل يغني على ليلاه الى الشرفاء منهم اصحاب النخوة الكرماء فهم يبذخون بالعطاء وينتشلون المحتاج ويقدموا ما عجزت عنه دولة ( الغز والاباء) عبر بطاقات سميت باسم ” السجاد ” تسند جميع اللبنانين في ظل هذا الغلاء الفاحش .
من اين انطلقت فكرة بطاقة السجاد
ان فكرة بطاقة الامام السجاد انطلقت من الواقع الذي نعيشه بمعنى انه كما انطلقت فكرة مقاومة الاحتلال الاسرائيلي للدفاع عن ارض الوطن وعن الشعب اللبناني لا سيما عن ارض الجنوب المحاذية لفلسطين المحتلة ، جاءت اليوم فكرة بطاقة الامام السجاد لمقاومة الحصار والعقوبات وعمليات التجويع التي تستهدف بالاصل فكرة وبيئة وجمهور المقاومة التي وكما عمل العالم المستكبر المهيمن الداعم والمؤيد لفكرة للاحتلال العسكري بتغطية الاحتلال الوحشي والاجرامي والتدميري الصهيوني العربي الرسمي اولا لفلسطين وبعدها الاردن وسورية ومصر ولبنان المقاوم يعمل هذا العالم الارهابي الى مواصلة حربه الحالية ضد هذه المقاومة التي اصبح لها محور كامل متكامل ممتد من طهران الى العراق الى سورية الي لبنان الي فلسطين المحتلة
، لذلك فإن البطاقة هي جزء من مواجهة هذه الحروب العسكرية والاقتصادية والماليه والثقافية والاعلامية بمعنى الحرب ( الناعمة) الاخيرة.
ما هدف بطاقة السجاد
إن هدف البطاقة بالدرجة الاولى هو اعانة الشعب من الفقر الذي تغلغل بهم وتربع داخل بيوتهم بين ليلة وضحاها ، وثانيا لقطع الطريق على السماسرة وتجار المواد الغذائية ( موزعيها وبائعيها ) من سرقة المليارات بواسطة احتكار المواد الغذائية المدعومة وغيرها .
كيفية الاستفادة من البطاقة
ان سقف البطاقة 300 ألف ليرة يعني ان نسبة الحسومات هي ٣٠٪ بالمئة فيمكن الاستفادة منها
طبيًا ومعيشيا ، ايّ شراء سلع ومواد غذائية من مراكز تسوّق فتحت ابوابها خصيصًا لحاملي البطاقة “تعاونيات السجّاد”، بأسعار أقل من أسعار البضاعة المدعومة التي توفّرها الحكومة اللبنانية كما ان
مستخدميها لا يمكنهم اعادة الشراء مرة ثانية عند استنفاد المبلغ المحدد ضمن فترة ٣٠ يوما
، ومن الخدمات والحسومات التي تأمنها داخل مراكز صحية معينة مثل مراكز الهيئة الصحية.
من المستفيد منها
إن امتلاك البطاقة ليس حكرًا على ” بيئة المقاومة ” فحسب فمعظمهم لا يملكونها ، بل يتم توزيعها لكافة اللبنانين باختلاف مذاهبهم الدينية بغض النظر عن انتمائاتهم الحزبية والفكرية فهي تُعطى خصيصًا للعائلات التي اشتد عليهم طوق الانهيار المعيشي والاقتصادي ايّ المخصصة للعائلات المتعففة .
لماذا سميت ببطاقة السجاد
سميت ببطاقة ” السجاد ” تيمنًا بالإمام زين العابدين (عليه السلام) نجل سيد الشهداء الإمام الحسين بن علي . فقد كان كثير التصدّق على فقراء المدينة لا سيّما التصدّق في السرّ.
وجاء في كتاب الحلية: أنّ الإمام (عليه السلام) كان يحمل الغذاء والطعام والطحين وكل ما تحتاج إليه العائلة على ظهره بالليل يخرج ليلاً ويغطى وجهه لئلا يعرفه أحد، فيطرق باب المساكين باباً باباً ويعطيهم رزق الله… فيتصدّق به ويقول: إنّ صدقة السرّ تُطفىء غضب الربّ عزّ وجل.
فلّما تُوفّي الإمام (عليه السلام) تبيّن أنّه كان يُعيل مئة عائلة من عوائل المدينة، وكان أهل المدينة يقولون: ما فقدنا صدقة السرّ حتّى مات علي بن الحسين (عليهما السلام) وقد ترك هذا العمل آثاراً على ظهره، اكتشف بعد وفاته حين غسلوه وكفنوه .
تساهم بطاقة السجاد في تقليص الظاهرة الاجتماعية الاقتصادية الا وهي البطالة عبر زيادة اليد العاملة وتأمين عمل للشباب اللذين عصفت بهم الحياة و أغرقتهم في همومها ، فالكثير حصلوا على عمل من خلال المراكز التي فتحت خصيصًا لهذا المشروع والذي هو عمل انساني بحت في زمن عمت به القسوة و الا رحمة ، فهي ليست حلًا للازمة الاقتصادية انما هي وسيلة لإعالة المحتاج وتأمين كسرة الخبز للجياع فلقد سترت عائلات
قد نخر الجوع عظامهم فيمكن القول انها ” الحجرة التي تسند الجرة ” . ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره.. ) .
نور علي زريق