كتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول: بين الجراد الزاحف بقاعاً الذي يُمثّل في ذاكرة اللبنانيين عنواناً من عناوين المجاعة التي عرفوها في الحرب العالمية الأولى وقد أكلت الأخضر واليابس، وبين تلقّي لبنان ضربة لم تكن في الحسبان من خلال القرار الذي صدر عن المملكة العربية السعودية بمنع تصدير المنتوجات الزراعية اللبنانية اليها او من خلال اراضيها بسبب استغلالها في تهريب المخدرات، وبعد منع الأجهزة الأمنية تصدير شحنة من الأبقار التي كانت متوجهة الى الخليج وإعلان اليونان عن ضبط 4 أطنان من المواد المخدرة والمهربة من لبنان، فإن غالبية اللبنانيين التي ترزح أساسا تحت خط الفقر في ظل الانهيار الكبير الذي تعانيه البلاد، تزداد مخاوفهم الكبيرة مما يلوح في الأفق من أزمات مستجدة، لا سيما مع قرب انتهاء الدعم ونفاذ احتياطي مصرف لبنان، ما ينبئ بالأسوأ في قادم الأيام ويضع حياة الناس بين فكّي الجراد الطبيعي والسياسي.
في هذا الأثناء، أطلّ رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل موزّعاً الاتهامات متذرعاً بأن أحداً لم يؤازره في محاربة الفساد، موجّها كيلاً من السهام بوجه الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ما أدى الى تصاعد إضافي في السجالات تعكس تسويف المعنيين جميعهم بمسؤولياتهم في تأليف حكومة جديدة، وهذا ما يضع البلاد أمام المجهول، الذي ما فتئ يحذر منه رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط الذي استغرب أمس “السياسة التي تتبناها قوى داخلية ودول إقليمية التي تمنع التسوية الحكومية لوقف الاستفراد والحد من الانهيار”، وسأل: “ما هو هذا الكتاب الذي يتبعونه المخالف للمنطق والذي من خلاله يستبعدون أنفسهم بأنفسهم؟”.
وتعليقاً على مواقف باسيل، اعتبر عضو كتلة المستقبل النائب نزيه نجم في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية أن “ثمة خطاباً سائداً في البلد لا بد من الرد عليه بالمنطق وبالإيضاحات كي لا يظن أصحاب هذا الخطاب أنهم على حق”.
نجم رأى أنه “لا يمكن لأحد ان يحتكر المسيحية لنفسه، وأن يوزع حسب مزاجه شهادات بمن هو مسيحي ومن هو غير مسيحي، ومن يعطي الميثاقية ومن لا يعطيها، فكلنا لبنانيون مسيحيون ومسلمون ولا ننتظر شهادة من أحد”، مضيفاً: “حسب الدستور وحسب الأصول فإن رئيس الجمهورية هو رئيس لكل البلاد وهذا ما نظن أن العماد ميشال عون هو عليه، لذلك نسأل ما المصلحة من تحجيم موقع رئاسة الجمهورية واعتباره رئيسا للمسيحيين فقط بدل أن يكون رئيساً يطالب بحقوق جميع اللبنانيين على حد سواء، وبتحصيل حاصل تكون حقوق المسيحيين مضمونة، فهل البطريرك مار بشارة بطرس الراعي اقل مسيحية من مطلقي هذه الشعارات وهو الذي يطالب بحقوق اللبنانيين جميعا من دون تفرقة بين الطوائف والمذاهب؟”، متمنياً أن “يكون رئيس الجمهورية جنبًا الى جنب مع بكركي فيطالب بحقوق اللبنانيين جميعًا والتي أُهدرت حيث أن جميعهم يعانون اليوم”.
وتابع نجم: “أما بما يتعلق بموضوع بمكافحة الفساد، فلا يمكن لأحد أيضًا أن يقول إنه خارج هذه التركيبة السياسية بعد أن أمضى 15 سنة كرمز من رموزها وحجز فيها أكثرية نيابية وأكبر عدد وزارات، فكفى بيع أوهام وكفى تنصلًا من المسؤوليات وكفى مهزلة وشعبويات، فهناك دستور في هذا البلد فليحترم، وهناك قوانين فلتطبق”.
بدوره، شبّه عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب وهبة قاطيشا النائب باسيل “بالمفلس”، وقال: “عندما يصاب الانسان بالإفلاس يتخبط في مواقفه ولا يقيم وزناً لما يصدر عنه”.
قاطيشا رأى في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية أن “باسيل يستعدي كل القوى السياسية باستثناء حزب الله الذي تربطه به مصلحة مشتركة، فحتى في طائفته المارونية لا أصحاب له فيها، فيستهدف قائد الجيش جوزف عون ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وكل القوى خارج تياره العوني”، كاشفا ان “القوات اللبنانية اتخذت قرارا بعدم الرد على استفزازاتهم المتكررة”، ووصفهم بمنظومة “مقطوع الأمل منها”، معتبراًٍ أن “باسيل حاصر نفسه بنفسه ولم يترك أحداً من شرّه ونتيجة الإفلاس الذي وضع نفسه فيه يحاول نبش دفاتر الماضي”، مشبهًا إياه “برستم غزالي اذ يذهب الى توزيع الاتهامات يمينا وشمالا اعتقادا منه انه بهذا السجال مع القوات ومع سائر القوى الأخرى يرد اعتباره. ونحن لا نريد اعطاءه هذه الفرصة”.
وفي ظل هذه المواقف العالية النبرة، عزى عضو تكتل “لبنان القوي” ماريو عون الهجوم العنيف لباسيل الى “عدم السكوت عن اتهام التيار الوطني الحر بالنازية، ولهذا السبب كان الجواب من نفس العيار الذي اتهمنا به”.
وقال عون في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية: “بالنسبة لنا لا يمكن ان يمرّ هذا الاتهام مرور الكرام، فالموضوع كان يستوجب منا الرد بهذه الطريقة، وهذا ما يجب ان يحصل كي يستوعبوا مدى جديتنا بهذا الموضوع وسائر المواضيع التي تهمنا كالحكومة والقضاء، هذه مواضيع اساسية بالنسبة لنا كي لا يعتبروا اننا لقمة سائغة وبالامكان التعرض لنا، وليكن بعلم الجميع ان هيبة التيار ومواقفه السياسية تنطلق لمعالجة الوضع الصعب الذي نعيشه”، مستغربا “استخفاف الحريري بتشكيل الحكومة، فعندما حصل الحريري على التكليف من النواب كان عليه أن يشكل الحكومة بغضون شهر او شهرين على أبعد تقدير، أو أن يعتذر، ولا توجد حلول في الوقت الحاضر لأن الوقت بدأ يضيق والشعب بلغ حداً من الإفقار لم يشهده في تاريخ لبنان، فإذا كان الحريري يرى تشكيل الحكومة لعب أولاد فعليه أن يدرك معاناة هذا الشعب فإما أن يشكل الحكومة او يذهب الى بيته”.
وأضاف عون: “نحن فريق وازن ولا يجوز التعامل معنا بهذه الطريقة، لقد ظهرت نوايا الحريري على حقيقتها فهو يريد الامساك بكل مفاصل الحكم ولكن ليس بهذه الطريقة تدار الأمور”.
الأنباء: بين الجراد الطبيعي والجراد السياسي.. السجالات تعكس واقع التسويف الحكومي
ما هو رد فعلك؟
أحببته0
أحزنني0
أضحكني0
مُمل0
أغضبني0