Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

الجمهورية : الحكومة عالقة بين أنابيب “أرامكو” ‏وتلال مأرب.. والتوتّر بين عون والحريري ‏على غاربه

كتبت صحيفة ” الجمهورية ” تقول : تحولّت الأعياد التي كانت مصدراً للفرح والبهجة، مناسبات حزينة ‏بسبب وباء كورونا الذي ما زال ينتشر ويتوسع، رغم اللقاحات من جهة، ‏والأوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية التي تولِّد غصّة من جهة ‏أخرى. ولكن تبقى الأعياد في كل الأوقات مصدراً للأمل والرجاء ‏بالتغلّب على الصعاب. وقد أحيت أمس، الطوائف المسيحية التي ‏تتبع التقويم الغربي عيد الشعانين، بالصلوات من أجل ان يتمكن ‏لبنان من عبور هذه الأزمة التي لم يسبق لها مثيلاً، كما بالدعوات لكي ‏يغلِّب المسؤولون أولويات الناس والبلد على مصالحهم، فيُصار إلى ‏تأليف الحكومة فوراً والشروع في ورشة إصلاحات تفرمل الانهيار ‏وتضع لبنان على سكة التعافي مجدداً.‏


وتبقى الأنظار مشدودة هذا الأسبوع إلى عاملين: العامل الأول يتعلق ‏بتحرك السفراء العرب والأجانب غير المسبوق، في لقاءات واجتماعات ‏لا تهدأ بين بعضهم أولاً ومع المسؤولين ثانياً، مستخدمين كل وسائل ‏الضغط الممكنة لإخراج الحكومة من عنق الشروط والشروط المضادّة، ‏ومتخوفين من انفجار اجتماعي وشيك يطيح الأخضر واليابس. ولكن، لا ‏يمكن القول انّ هذا التحرّك قد فعل فعله حتى اللحظة، إلّا انّه يشكّل ‏فرصة جدّية لإقناع أصحاب الشأن بأنّ لا مفرّ من التأليف، بغية تلافي ‏الانفجار وتحقيق الإنفراج.‏
‏ ‏
اما العامل الثاني، فيرتبط بالمبادرة التي بدأها رئيس مجلس النواب ‏نبيه بري، والتي قيل انّها ترتكز على ثلاثية ترؤس الرئيس سعد الحريري ‏للحكومة العتيدة، ومؤلفة من اختصاصيين، وأخذ هواجس الأطراف من ‏دون ثلث معطِّل لأحد. ولا شك في انّ بري يتكئ ويستفيد من ثلاثة ‏عناصر أساسية:‏
‏ ‏
ـ العنصر الأول، يتعلق بكون مبادرته هي الوحيدة اليوم على الساحة، ‏بعدما اصطدمت كل المبادرات الأخرى بجدار الحصص والمطالب. ‏وعلى رغم من كونها لا تعطي اي فريق الثلث المعطّل الذي يمثل ‏عقدة العِقد، إلّا انّها تأخذ في الاعتبار الفريق الذي يريد هذا الثلث، ‏والمقصود العهد طبعاً، ما يعني البحث عن مخارج تزاوج وتوفِّق بين ‏الثلث والهواجس التي قد تشكّل بديلاً معنوياً لا عملياً عن هذا الثلث.‏


ـ العنصر الثاني، يرتبط بكون مبادرته تتكئ على تحرُّك ديبلوماسي ‏استثنائي، يشكّل قوة دفع لمساعيه من أجل ولادة الحكومة. وهناك ‏تعويل ديبلوماسي على هذه المبادرة التي وصفت بالمتوازنة، وتشكّل ‏حلاً معقولاً للخروج من الفراغ الحكومي.‏


ـ العنصر الثالث، يتصل بكون مبادرته تشكّل مبدئياً الفرصة الأخيرة ‏بغية نقل لبنان من الانفجار إلى الانفراج، لأنّه في حال لم تسلك هذه ‏المبادرة طريقها نحو التأليف، يعني انّ التدهور سيتواصل ويتسارع، ‏وانّ لبنان سيكون أمام سيناريوهات رهيبة.‏
‏ ‏
وما يجدر ذكره والتوقف عنده، انّ التوتر بين العهد و”بيت الوسط” ‏تواصل بالتوازي مع الحراك الديبلوماسي ومبادرة بري، وذلك على ‏خلفية البيان الأخير الصادر عن “التيار الوطني الحر”، وكأنّ هناك إرادة ‏بعرقلة كل مساعي التأليف. ولكن، تشكيل الحكومة من عدمه يتوقف ‏على مدى قوة الدفع الخارجية وتطويق كل محاولات العرقلة ‏والتعطيل المتعمدة، من أجل انتزاع مكاسب، في الوقت الذي ينهار ‏البلد وتموت الناس جوعاً.‏
‏ ‏
تقويم مواقف
‏ ‏
وفي الوقت الذي سُدّت فيه الطرق التي تربط بين قصر بعبدا و”بيت ‏الوسط”، في انتظار إنجاز ما لم يُعرف بعد من سينجزه، أو حصول ‏حدث ما سيفرض إعادة فتح خطوط التواصل بينهما، قالت مصادر ‏مطلعة لـ “الجمهورية”، انّ “كل ما يُحكى عن مبادرات تُنسب الى هذا ‏المسؤول او ذاك لا تعدو كونها مجرد افكار مشتتة لا ترقى الى مرتبة ‏المبادرة”.‏
‏ ‏
وكشفت هذه المصادر، انّ عطلة نهاية الاسبوع شكّلت بالنسبة الى ‏قصر بعبدا فرصة لتقويم المواقف وحركة الاتصالات التي شهدها ‏الاسبوع الماضي، ولا سيما منها الحراك الديبلوماسي العربي والغربي، ‏الذي لم ينته بعد الى أي مخرج او الى اي آلية يمكن ان تشكّل خريطة ‏طريق الى الحل. وأكّدت “أنّ الحديث عن مجموعة من المبادرات ليس ‏في مكانه، وانّ قصر بعبدا ينتظر حصيلة الحملة الديبلوماسية التي ‏اجراها، وشكّلت دافعاً الى مجموعة من الاتصالات التي توزعت بين ‏اكثر من مقر وموقع وما يمكن ان تؤدي اليه”.‏
‏ ‏
عون والمرة الألف
‏ ‏
وفي غضون ذلك، قال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في ‏حديث لـ”الجمهورية”، عن مجمل التطورات المتعلقة بالتأليف ‏الحكومي، وما دار بينه وبين الرئيس المكلّف سعد الحريري منذ ‏التكليف وحتى الآن: “نام الحريري ثم استفاق على مقاربة حكومية ‏تنسف كل القواعد التي اعتدنا على اعتمادها في تشكيل الحكومات. ‏وبالتالي، فإنّ المعالجة تكون ببساطة في ان يحترم تلك القواعد. هو ‏يعرف انني “محروق” على تشكيل الحكومة، ولكن هذا لا يعني انّ من ‏حقه ان يستغل حرصي الشديد على تأليفها في اسرع وقت كي يفرض ‏عليّ تركيبة مناسبة له وليس للبلد”. وأضاف عون: “للمرة الألف، أؤكّد ‏انني لا اريد الثلث المعطّل، واتهام الحريري لي بأنني أسعى اليه هو ‏باطل. وقد سبق لي ان قلت له في احد الاجتماعات بيننا: “لولا هذه ‏الحشرة ولولا الأزمة الحادّة التي نمرّ فيها حالياً، ما كنت لأسمح لك ‏اساساً بأن تتهمني بأنني احاول الحصول على الثلث المعطّل. إذ هل ‏يُعقل ان يعطّل رئيس الجمهورية نفسه وعهده، ولو كان كل الوزراء في ‏الحكومة من حصّتي ما كنت لألجأ الى التعطيل. انا من موقعي ‏كرئيس للجمهورية استطيع ان اتدخّل، وبالتالي لا حاجة لي الى الثلث ‏المعطّل”. وتابع: “يُفترض به ان يقتنع بأنّ حزب الطاشناق مستقل، ‏ولا يصح ان يحتسبه من حصّة رئيس الجمهورية”. ولاحظ الرئيس عون، ‏انّ الحريري “أصبح أخيراً غريب الأطوار، وكأنني لا أعرفه، على الرغم ‏من انني كنت قد احتضنته وتعاملت معه كوالده، وعندما سألته: ماذا ‏جرى لك؟ أجابني: لقد تغيّرت”.‏
‏ ‏
وقال: “من غرائب الأمور انّ الحريري يبرّر ما يفعله بحرصه على تشكيل ‏حكومة اختصاصيين، فيما هو شخصياً لا علاقة له بالاختصاص، اي انّه ‏كرئيس مكلّف، يفتقر الى المعيار الذي يشترطه في الوزراء، ومع ذلك ‏تغاضينا عن هذا الخلل لتسهيل التشكيل، فكانت النتيجة أننا رضينا ‏ولم يرض هو”.‏
‏ ‏
وأستهجن عون إصرار الحريري على أن يكون عدد الوزراء 18، موضحاً ‏انّه عرض عليه تشكيل الحكومة من 20 او 22 او 24 وزيراً، “وبذلك ‏نحمي التوازنات من دون أن يستحوذ اي طرف على الثلث المعطّل، الّا ‏انّه رفض، وأبلغني بأنّه متمسّك بصيغة الـ18، ما يدعو الى الاستغراب ‏والارتياب”. وتساءل: “ما السرّ في تمسّك الحريري لوحده بهذا الرقم ‏السحري؟ فليقنعني بسبب وجيه حتى أوافق معه. أما وأنّه لم يستطع ‏اقناعي فأنا لا أجد مبرّراً لعدم توسيع الحكومة، الّا اذا كان الجمع بين ‏حقيبتي الخارجية والزراعة، كما طرح في تشكيلته، هو مثال يُحتذى في ‏الاختصاص”.‏
‏ ‏
‏ ‏وقيل لعون انّ هناك انطباعاً بأنّه يسعى الى إحراج الرئيس المكلّف ‏لإخراجه، نفى صحة هذا الانطباع، معتبراً “انّ العكس صحيح، والحريري ‏هو من يحاول ان يُحرجني ليُخرجني عن قواعد التشكيل السليمة، الّا ‏انني لن ارضخ لذلك”. ‏


بين مأرب و”أرامكو”‏
‏ ‏
واعتبرت مصادر مواكبة للاتصالات، انّ عون ما زال يتمسك بأن يكون ‏له الثلث المعطّل في الحكومة، بدليل انّه رغم قوله انّه ردّ لألف مرة ‏للحريري انّه لا يريد الثلث المعطّل، فإنّه يريد من الحريري ان لا ‏يحتسب وزير حزب “الطاشناق” من حصّة رئيس الجمهورية.‏
‏ ‏
وفي هذا السياق، قال مرجع مسؤول لـ”الجمهورية”: “فليتخلّ من ‏يتمسّك بالثلث المعطّل عن هذا الثلث وعندها تولد الحكومة غداً”.‏
‏ ‏
على انّ اوساطاً سياسية قالت لـ”الجمهورية”، انّ “الحكومة عالقة بين ‏انابيب “ارامكو” وتلال مأرب، ولا بدّ من انتظار انكشاح دخان المنطقة ‏حتى يتضح مصير الحكومة، الّا اذا إمتلك المعنيون بتشكيلها القدرة ‏والإرادة لفك الارتباط بينها وبين تطورات الإقليم”.‏
‏ ‏
زيارة الفرزلي للحريري
‏ ‏
وفي “بيت الوسط”، يستمر الهدوء مسيطراً، فلا ردّ فعل إزاء الحراك ‏السياسي والديبلوماسي، فيما بقي اللقاء الذي جمع الحريري بنائب ‏رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي مدار نقاش، لمعرفة الظروف التي ‏قادت اليه.‏
‏ ‏
وتوقعت مراجع نيابية ان يكون هذا اللقاء وما أدلى به الفرزلي عقب ‏اللقاء وإشادته بـ “الراحة النفسية التي يعيشها” الحريري، بعد زيارته ‏الى بكركي ولقائه بالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس ‏الراعي ومدى ارتياحه الى التطورات، مدار بحث في اللقاء الاسبوعي ‏لتكتل “لبنان القوي” غداً، لمجرد انّ بعض نواب التكتل عبّروا عن ‏استيائهم من مواقف الفرزلي، على الرغم من معرفة الجميع بالتمايز ‏بين موقفه وخلافه مع عدد من نواب التيار، في شأن العلاقة مع ‏الحريري ودوره في المرحلة المقبلة.‏
‏ ‏
ابراهيم في باريس
‏ ‏
وفي هذه الاجواء، تتجّه الأنظار الى باريس التي يزورها المدير العام ‏للأمن العام اللواء عباس ابراهيم منذ أمس الاول، وسط تكتم شديد ‏حول برنامج لقاءاته فيها وما يمكن ان يعود به من مخارج للأزمة ‏القائمة. وفي انتظار ان تتوافر اي معلومات رسمية عن جدول اعمال ‏الزيارة، فإنّه ستكون لإبراهيم لقاءات مع عدد من الاصدقاء الذين كانت ‏لديه معهم اهتمامات أمنية وسياسية مشتركة في المرحلة الحالية ‏وفي فترات سابقة، ومن بينهم من تولّى مهمات ديبلوماسية في ‏بيروت، كالمسؤول عن فريق الأزمة الفرنسي المكلّف ملف لبنان ‏السفير السابق في بيروت برنارد ايمييه والموفد الرئاسي الفرنسي ‏الخاص الى لبنان باتريك دوريل ومسؤولين أمنيين آخرين.‏
‏ ‏
اللقاء الاميركي – الاوروبي
‏ ‏
الى ذلك، تنتظر المراجع المعنية ما يمكن أن يسفر عنه الاجتماع ‏الاميركي – الاوروبي الذي سيُعقد افتراضياً اليوم في باريس، ويضمّ ‏وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان ووزراء من الاتحاد الاوروبي ‏من جهة، ووزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن من جهة ثانية، ‏وسيتناول بعض القضايا الدولية، ولا سيما منها حصيلة الاتصالات ‏الاوروبية الجارية مع طهران، وتلك التي تتصل بالأزمة القائمة بين ‏واشنطن وبكين على خلفية العقوبات المتبادلة بينهما، كما بالنسبة ‏الى ملف الصواريخ في كوريا الشمالية والملف النووي الايراني.‏
‏ ‏
وكانت المعلومات قد تحدثت عن نية فرنسية إضافة ملف لبنان الى ‏جدول اعمال اللقاء، بعدما تكثفت الاتصالات بين سفيرتي فرنسا آن ‏غريو واميركا دوروتي شيا، بالتنسيق مع السفير السعودي وليد ‏البخاري، في مسعى لتكوين رؤية اوروبية – اميركية موحّدة تجاه لبنان، ‏وهو ما عبّرت عنه السفيرة شيا عندما دعت اللبنانيين السبت الماضي، ‏الى العمل بما قالت به خريطة الطريق التي اقرّتها المبادرة الفرنسية.‏
‏ ‏
لا تأكيد لعقوبات
‏ ‏
ولم تشأ المصادر المتابعة التي تحدثت لـ “الجمهورية”، تأكيد او نفي ‏المعلومات التي تحدثت عن احتمال فرض عقوبات اميركية ـ اوروبية ‏مشتركة، على من سمّتهم التسريبات الاخيرة “المعرقلين” لتأليف ‏الحكومة اللبنانية، كأحد الاقتراحات المتداول بها ما بين هذه العواصم ‏وسفاراتها في بيروت. ذلك انّ هذا اللقاء الاوروبي ـ الاميركي لن يكون ‏مناسبة للتطرق الى القضايا اللبنانية الداخلية والدخول في كثير من ‏التفاصيل، بمقدار ما يمكن ان ترسمه من خطوط عريضة وعناوين ‏كبرى للحراك الديبلوماسي في لبنان.‏
‏ ‏
مواقف
‏ ‏
وفي المواقف السياسية، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة ‏بطرس الراعي امس في قداس الشعانين على مذبح كنيسة الباحة ‏الخارجية للصرح البطريركي في بكركي: “يا ليت المسؤولين ‏السياسيين عندنا، الممسكين بسلطان الحل والربط بشأن تأليف ‏الحكومة، والبدء بالإصلاحات وعملية الإنقاذ الإقتصادي والمالي، ‏يسمعون لصوت الله الذي لا يسكت بل يبكت ضمائرهم! ويا ليتهم ‏يسمعون لصوت الشعب الذي لا يسكت وهو مصدر سلطتهم ‏وشرعيتهم، ويا ليتهم يسمعون صوت المليوني فقير من شعبنا الذين ‏لا يسكتون عن حقهم في كفاية العيش الكريم! ويا ليتهم يسمعون ‏لصوت شبابنا الذين لا يسكتون مطالبين بمستقبل لهم في الوطن لا ‏في البلدان الغريبة!”.‏
‏ ‏
وأضاف: “لقد كان بمقدور الجماعة السياسية أن تغيّر نظرة الشعب ‏إليها وتعوم دورها، لو استيقظت على الواقع وعدلت بسلوكها وعملت ‏على إنقاذ لبنان، وخصوصاً بعد تفجير مرفأ بيروت. لكن معظم ‏المسؤولين تمادوا في الخطأ والفشل واللامبالاة، حتى أنّ بعضهم ‏أعطى الأولوية لمصالح دول أجنبية ولم يسألوا عن مصير الشعب ‏الذي انتخبهم، فسقطوا وأكّدوا أنّهم غير صالحين لقيادة هذا الشعب ‏الذي ضحّى في سبيل لبنان، واستشهد أفضل شبابه وشاباته من أجل ‏هذا الوطن”. وقال: “نحن نرفض هذا الواقع وندين كل مسؤول سياسي ‏أوصل دولةَ لبنان وشعب لبنان إلى هذه الحالة المأسوية. لم يكن هذا ‏الصرح البطريركي يوماً مؤيّداً لأي مسؤول ينأى بنفسه عن إنقاذ لبنان ‏وشعبه. لم يكن هذا الصرح يوماً مؤيّداً لسلطة تمتنع قصداً عن ‏احترام الاستحقاق الدستوري وتعرقل تأليف الحكومات. لم يكن هذا ‏الصرح يوماً مؤيّداً لجماعات سياسية تعطي الأولوية لطموحاتها ‏الشخصية على حساب سيادة لبنان واستقلاله”.‏
‏ ‏
قبلان
‏ ‏
ومن جهته، رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ ‏عبد الأمير قبلان، دعا في ذكرى ولادة الإمام المهدي، السياسيين في ‏لبنان الى “إنقاذ وطنهم المهدّد بالسقوط وشعبهم المعرّض للجوع ‏والفقر، فيتنازلوا لبعضهم البعض خدمة لوطنهم ورحمة لشعبهم؛ ‏فيسرعوا في تشكيل حكومة وطنية إنقاذية اصلاحية، تؤسس لقيام ‏وطن العدالة الاجتماعية التي تعني الاحساس بالمسؤولية الوطنية ‏وتجسيدها عملاً جاداً يحفظ كرامة المواطن وحقوقه، ويوفّر له ‏الاستقرار المعيشي ويحقق العدالة الاجتماعية في الحقوق ‏والواجبات”. وقال: “الواجب ان تقوم السلطة بإصلاحات حقيقية تعيد ‏الحقوق لأصحابها، من خلال محاسبة منظومة الفساد والإفساد التي ‏افلست البلد، واعادة حقوق المودعين في المصارف، ومعاقبة خائني ‏الشعب والوطن الذين نهبوا المال العام وضربوا النقد الوطني ‏واحتكروا الغذاء والدواء ولقمة عيش الفقراء”.‏
‏ ‏
عوده
‏ ‏
بدوره، متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس ‏عوده، اكّد خلال ترؤسه قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس ‏في بيروت، أنّ “المسيحي يضع نفسه بين يدي خالقه، المدافع الوحيد ‏عنه، ولا يعمل بطرق ملتوية، مسمّياً طرقه دفاعاً عن حقوق المسيحية ‏والمسيحيين. فمن يريد أن يعمل حقاً، فليدافع عن الجائع والعطشان ‏والعريان والمظلوم والمنكوب والمشرد كائناً من كان، لأنّ إيماننا ينصّ ‏على أنّ الإنسان مخلوق على صورة الله ومثاله، والإنسانية لا لون لها ‏ولا مذهب ولا قبيلة. هكذا، فالمسؤول، خصوصاً المسيحي، يكون ‏مسؤولاً عن الجميع، لا عن أتباعه ومناصريه والمهللين له فقط، لأنّ ‏الوطن هو لجميع مواطنيه، وكذلك من كان مسؤولاً فيه. ولأنّ الوطن ‏للجميع، كذلك مؤسساته، وإداراته، ووزاراته”.‏
‏ ‏
وقال: “من المعيب في بلد أن يتوقف تشكيل حكومة بسبب أداء ‏قبلي، كل واحد فيه يريد حصّة قبيلته ومصلحتها قبل مصلحة البلد ‏والمجتمع، حتى ولو كان هذا على حساب تجويع الملايين من الناس ‏وإيقاف عمل مئات المؤسسات، وإفلاس عشرات القطاعات. في أي ‏عصر نعيش؟ علينا كسر الطوق الطائفي والمذهبي إن كنا نريد ‏الخلاص. الحل في استظلال راية الوطن. منطق الاستقواء مرفوض ‏كائناً من كان من يقوم به. كفى تقديم المصالح الخاصة على مصلحة ‏الشعب. لا يجوز أن يتفرّد أحد في لبنان بمصير البلد وناسه، كائناً من ‏كان”.‏
‏ ‏
الكهرباء والفيول
من جهة ثانية، وعلى صعيد أزمة الكهرباء، أبلغت مصادر وزارية الى ‏‏”الجمهورية”، انّ أزمة نفاد الفيول في معمل الزهراني للكهرباء هي ‏قيد المعالجة، ويُفترض ان تُحلّ خلال الساعات المقبلة. وأوضحت، انّ ‏السبب الأساسي لهذه الازمة هو انّ شركة “سيمنز” المشرفة على ‏المعمل، اعتبرت انّ كمية الفيول التي كان ينبغي تفريغها، ليست ‏مطابقة لكل المواصفات المطلوبة، بينما اعتبرت وزارة الطاقة انّها ‏تراعي المعايير الضرورية.‏
‏ ‏
وتوقعت المصادر، ان يتمّ إيجاد مخرج من هذه المشكلة على ‏الطريقة اللبنانية التي تستند الى تدوير الزوايا.‏
‏ ‏
المنصّة والدولار
‏ ‏
الى ذلك، أكّدت مصادر مالية، “انّ مصرف لبنان المسؤول عن حماية ‏النقد الوطني سيطلق المنصّة الإلكترونية لضبط سعر الدولار في 16 ‏نيسان المقبل”. لكنها لفتت الى “انّ مفعول تلك المنصّة سيكون ‏مؤقتاً ومحدوداً، وانّ الحل الحقيقي والدائم يكمن في تشكيل حكومة ‏يكون بمقدورها تنفيذ الإصلاحات والحصول على مساعدات من ‏المجتمع الدولي”، مشيرة الى انّه “وفي الانتظار فإنّ حاكم مصرف ‏لبنان المركزي رياض سلامة يربط بين القدرة على ضبط الدولار وبين ‏ترشيد الدعم”.‏
‏ ‏
ونبّهت المصادر إلى “أنّ استمرار الدعم سيرتب اقتطاع ما بين 6 و 7 ‏مليارات دولار من الودائع المتبقية للبنانيين في مصرف لبنان خلال ‏سنة، أما ترشيد الدعم فسيفضي الى اقتطاع نصف هذا المبلغ تقريباً، ‏اي انّ الخيار هو بين السيئ والأسوأ، الّا اذا تمّ قريباً تشكيل حكومة ‏موثوقة تستطيع كسر هذه المعادلة المقفلة، عبر نيل دعم المجتمع ‏الدولي”.‏
‏ ‏
كورونا
‏ ‏
وعلى الصعيد الصحي، أعلنت وزارة الصحة العامّة في تقريرها ‏اليومي أمس، حول مستجدات فيروس كورونا، تسجيل 2724 إصابة ‏جديدة (2705 محلية و19 وافدة) ليصبح العدد الإجمالي للإصابات ‏‏461062 اصابة. كذلك تمّ تسجيل تسجيل 38 حالة وفاة جديدة ليرتفع ‏العدد الإجمالي للوفيات الى 6096 حالة.‏