يا كعبة الشّهداء تَجَمَّلي بالماء نميرًا من عيونهم. تَألَّقي بالسّنابل طالعةً من زنودهم المشغوفة بالمناجل والقنابل. تعملقْ يا حجيرُ في ربيعك الآتي من عاتي نجيعهم موَّارًا بالمجد وفوَّارًا بالحياة. اُهدر يا آذارُ بأغنياتِ عشقهم، واِروِ الأرض العطشى لِخَطَّة إقدامهم وخبطة أقدامهم. اِنبجسي يا مياهَ الحجيرِ شآبيبَ رحمةٍ على أبناء الأرض الحقيقيّين. فيا أُمَّهُم يا أرضَ الجنوب، يا نفنافةَ روح ألف مقاوم وصفصافةَ قامة ألف شهيد: اِنفجري تينًا وزيتونًا وكرومَ عنب ومروجَ ذَهَب. واِملئي دنيانا بنعمةِ الكرامة ولُقمة الكفاف في مرير الأيّام وهجير الأعوام.
في وادي الحجير، تضيءُ أطياف الشُّهداء مئذنةً للجمال، مُؤَذِّنَةً للصّبح على صهوة الجرح. في وادي الحجير، يبوحُ هديل اليمام للغمام بصدى النّبيِّ في المدى البهيّ:
الجنّةُ تحت ظلال بنادق الشّهداء وبيارقهم.