Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

قاسم: يجب أن ندعم الرئيس في الإصلاح وعملية إخراج إسرائيل وإعادة الإعمار وكذلك الحكومة

أكد الأمين العام لـ “حزب الله”، الشيخ نعيم قاسم، “التعاون المشترك بين حزب الله وحركة أمل”، في الانتخابات البلدية المقبلة، و”لكن وجدت أنّ أرضية معيّنة يجب أن تكون مُتوفّرة على المستوى السياسي لتُساعد على إنجاز الانتخابات بطريقة صحيحة، ونتمكن من استثمار هذه الانتخابات في إطار بناء الدولة. ولذا سأتحدث عن موضوعين: الأول أولوية نهضة لبنان، والثاني الانتخابات البلدية”.

وسأل: “ما هي الأولويات التي يجب أن تتوفر من أجل أن ينهض لبنان، وأن يتمكن من تحقيق الاستقرار والتقدم والتنمية ومعالجة كل القضايا التي عانيناها في الفترة السابقة، وكذلك لنلبي احتياجات الناس؟”، وأضاف: “لدينا ثلاث أولويات يجب أن نركز عليها، وأعني بالأولويات أنّ الدولة والشعب والكل يجب أن يعمل لإنجاز هذه الأولويات، لأنها تساعد على استقرار لبنان ونهضة لبنان ونمو لبنان”.

وتابع: “الأولوية الأولى، يجب وقف العدوان الإسرائيلي والانسحاب من جنوب لبنان والإفراج عن الأسرى. هذه أولوية لا يتقدّم عليها أولوية أخرى، وهي من ضمن الأولويات الثلاث. ولماذا هذه الأولوية مهمة؟ لأنّ البلد إذا كان معرّضًا في كل يوم لعدوان في مناطق مختلفة من لبنان، وإسرائيل لم تنسحب من جنوبه، كيف يمكن أن نبني هذا البلد والضغوطات قائمة ليل نهار؟ ما هي الحجة؟ ما هي الذريعة؟”.

وأكد: “ثمة اتفاق انعقد وبدأ تنفيذه في 26 تشرين الثاني سنة 2024، بين الدولة اللبنانية والكيان الإسرائيلي، قي شكل غير مباشر. هذا الاتفاق اسمه وقف إطلاق النار. عُقد هذا الاتفاق منذ خمسة أشهر. التزمنا كحزب الله، كمقاومة إسلامية، كمقاومين من مختلف الأفرقاء، بكل مندرجات اتفاق وقف إطلاق النار المعقود، ومكّنا الدولة اللبنانية من أن تنشر الجيش في منطقة جنوب نهر الليطاني، وهو المستهدف بهذا الاتفاق. ونفّذنا منذ خمسة أشهر من دون أي ثغرة، من دون أي خرق، من دون أي تجاوز، وهذا ما تشهد به دول العالم بأسرها. كل العالم يشهدون أن لبنان التزم، المقاومة التزمت، لم يحصل خرق واحد من جهتنا لوقف إطلاق النار. لكن إسرائيل خرقت واعتدت أكثر من ثلاثة آلاف مرة، والله يا جماعة رقم لا يمكن أن يتحمله أحد، يعني عادة يُحكى عن خرق، اثنين، عشرة، لكن ثلاثة آلاف خرق! حتى أن فرنسا بنفسها منذ فترة أشارت إلى هذا الأمر وانتقدت، طبعًا قامت الدنيا ولم تقعد في الكيان الإسرائيلي على فرنسا. أما أمريكا فهي متواطئة بالكامل وتُغطّي وتُعطي مبررات وذرائع لإسرائيل لتستمر بالاعتداءات، لأن لها أهدافًا تريد أن تحققها”.

وإذ سأل قاسم: “كيف نواجه هذه الاعتداءات؟ كيف نواجه هذا الخرق المستمر؟”، أجاب: “نحن سلّمنا للدولة اللبنانية أن تكون هي المفاوض الأساسي، وهي المسلطة على حماية البلد، وهي التي تستخدم الجيش اللبناني من أجل القيام بواجباته في جنوب نهر الليطاني وفي كل لبنان. نحن نعتبر أنّ الدولة مسؤولة عن المتابعة بالضغط على الدولتين الراعيتين، أمريكا وفرنسا، وكذلك على الأمم المتحدة ومجلس الأمن وقوات الطوارئ الدولية. على الدولة أن تضغط، والضغط الذي مارسته الدولة حتى الآن هو ضغط ناعم وبسيط، لا يرقى إلى أكثر من بعض التحركات وبعض التصريحات. هذا أمر غير مقبول. ونحن نطالب الدولة اللبنانية أن تتحرك بشكل أكبر، بشكل يومي، بشكل متفاعل، استدعوا سفراء الدول الخمس الكبرى، ارفعوا شكاوى إلى مجلس الأمن، استدعوا السفيرة الأمريكية دائمًا لأنها لا تعمل بشكل صحيح وتنحاز إلى إسرائيل، ولا تقوم أمريكا بدورها في الرعاية، بل هي مشاركة مع الكيان الإسرائيلي. تحركوا بطريقة ديبلوماسية بشكل أوسع وأكبر”.

وجزم: “أنا لا أريد أن أطرح الآن برنامج عمل، ولكن الحكومة اللبنانية عليها أن تجعل كل جلسة من جلساتها في مقدمتها الحديث عن الخروقات، عن الاعتداءات، عن الأعمال الشنيعة التي ترتكبها، عن خرق وقف إطلاق النار، عن عدم الالتزام. خمسة أشهر مرت على عدم الالتزام، يجب أن نكون متفاعلين أكثر، وأن تقوم الدولة بالضغوطات بشكل أكبر. وبالأمس حصل اعتداء على الضاحية الجنوبية من بيروت، وهذا الاعتداء فاقد لأيّ مُبرّر حتى ولو كان وهميًا. هذا اعتداء سياسي، هذا اعتداء لتغيير القواعد، هذا اعتداء لتثبيت قواعد معينة، يعتقدون أنهم من خلالها يستطيعون الضغط على لبنان وعلى مقاومته، وأن يحققوا الأهداف التي يريدون. والميزة في هذا الاعتداء أنه بإذن من أمريكا، لأن إسرائيل قالت إنها أبلغت أمريكا، طبعًا أمريكا لم تمانع لأنه جزء من تحقيق الهدف السياسي في تغيير المعادلة، في وضع معادلات جديدة، في محاولة الضغط السياسي، وهذا أمر خطير وكبير جدًا. هذا فضلًا عن قتل المواطنين المدنيين في قراهم، في أعمالهم، في مزارعهم، في بيوتهم، في سياراتهم، إضافة إلى تدمير المنازل الجاهزة وغير الجاهزة، وتجريف الأراضي. اعتداءات كثيرة جدًا تحصل. هذا أمر خطير، يا أخي ارفعوا أصواتكم، املؤوا الدنيا صراخًا، أنتم لا تتحدثون بالقدر الكافي، ولا تتحركون بالقدر الكافي”.

أضاف: “طبعًا الموقف أمس لرئيس الجمهورية ولرئيس الحكومة موقف جيد، ونعرف أن رئيس الجمهورية مهتم جدًا ويعمل بشكل دائم، لكن أنا أقول أنّ المطلوب من الحكومة، من وزارة الخارجية اللبنانية، من كل المعنيين بالمتابعة أن يرفعوا الصوت عاليًا، أن يصرخوا، أن يكثفوا الاتصالات. كل يوم يجب أن يكون هناك تحرك، كل يوم يجب أن يكون هناك مطالبة. اضغطوا على أمريكا، أفهموها بأنّ لبنان لا ينهض من دون وقف العدوان. واعلموا أن أمريكا لها مصالح، لا أحد يفكر أن أمريكا تعمل الآن لمصالح لبنان، لا، هي لها مصالح من لبنان، أفهموها أن مصالحها لا يمكن أن تتحقق بهذه الطريقة، الاستقرار هو الذي يُحقّق المصالح، الاستقرار هو الذي يؤدي إلى النتيجة التي تنتفع منها لبنان وأيضًا تنتفع منها الأطراف الأخرى”.

وشدد: “واجب الدولة أن تتصدى، وقد أخذت الدولة من الاتفاق كلّ ما تحتاجه لتطبق هذا الاتفاق، صار الآن أولويتها أن تُحقّق الأمن، وأن تُحقّق التحرير، وأن تؤمن لمواطنيها ما يُطمئنهم وما يُعطيهم المطلوب. أنا سأشير لكم بأمر مهم جدًا، البعض ماذا يظن؟ أنّ الدولة يجب أن تُطالب دائمًا بأن تأخذ وتأخذ من دون أن تعطي شيئًا. ماذا تريد الدولة بعد؟ تقول إنها تريد أن تطبق الاتفاق، تريد أن ينتشر الجيش في جنوب نهر الليطاني، هذا تحقّق، المقاومة التزمت 100%. أي أمر آخر يفترض ألا يكون مطروحًا الآن قبل أن تنفذ إسرائيل كل ما عليها، قبل أن تنسحب، قبل أن توقف العدوان، قبل أن تُفرج عن الأسرى، لا يمكن أن تأخذ شيئًا. حتى أنا أريد أن أقول لبعض أركان الدولة: يا أخي لديكم حقوق تأخذونها، وهذا حقكم أن تبسطوا السيادة وأن تكونوا مسؤولين عن المواطنين، لكن عليكم واجب أن تؤمنوا الحماية، لا يمكن أن تأخذوا كل شيء ولم تفعلوا شيئًا. الآن عندكم ضعف بالموضوع؟ أقول: مكّنوا أنفسكم بمزيد من التحرّك، بالاتصال بالدول المختلفة، بالتعاون مع القوى السياسية الموجودة في لبنان، بإبراز أنّ هذه القضية هي الأساس. لا نُلاحظ إلا أنه عندما يأتي مبعوث دولي أو مندوب دولي، بسرعة يتصدى بعض اللبنانيين ليقولوا لهم إنهم ملتزمون بالقرار 1701، نحن حاضِرون أن نعمل حصر السلاح، نحن حاضِرون أن نكمل للأخير. يا أخي لماذا تعطونهم تفاصيل يفترض أنّ بعضها، وهو أساس، قد طبّقتموه ولم يُطبّق الطرف الآخر ما عليه؟ انتظروا ودعوهم ينفذون، تتحدثون بما يُرضيهم! لا، قولوا لهم ما لا يرضيهم، تحدثوا معهم ليعرفوا أنّ هذا لبنان لا يمكن أن يسير بهذه الطريقة، مهما فعلوا، لا يمكن للبنان أن يدخل في فتنة كما يريدون وكما يريد البعض”.

واستطرد: “وكذلك القوى السياسية، مسؤولة، مطالبة، كل القوى السياسية مسؤولة. أين أصواتكم يا أخي؟ أين كلامكم؟ أين أبحاثكم؟ أين مطالباتكم؟ أين اجتماعاتكم؟ أين مؤتمراتكم في مواجهة إسرائيل؟ بعض القوى السياسية من خمسة أشهر لم تتنفس ضدّ إسرائيل، لكنها تتحرّك ضدنا، ضد المقاومة، ضد مستقبل لبنان، جماعة فتنة، جماعة يريدون أن يأخذوا كل شيء حتى ولو كان لمصلحة العدو الإسرائيلي. لا يصح ذلك، يجب أن ننتبه، نحن أمام منعطف، علينا أن نعمل بطريقة صحيحة. وأنا هنا أريد أن أقول لكم شيئًا: ما هي أهداف إسرائيل؟ هذا الحديث عن ذرائع؟ انتهينا من الذرائع، لو أنّ دجاجة لبنانية مرّت عن الحدود أو تحركت بطريقة معينة من دون أن يُدرك الإسرائيلي بعض الأبعاد، سيقول إنكم تتحركون ضدنا وهذه ذريعة. هل هم محتاجون لذرائع؟ لا يحتاجون لذرائع. أهداف إسرائيل واضحة، يبدو أن هناك أناسًا لا يعرفونها. إسرائيل تريد السيطرة على لبنان، إسرائيل تريد إقامة مستوطنات في لبنان، إسرائيل تريد التوطين في لبنان، إسرائيل تريد إضعاف لبنان إلى درجة لا يستطيع معها أن يقول “لا” ولا يرفض المشاريع الإسرائيلية. وكذلك أمريكا تريد هذا. هذا هو المشروع الإسرائيلي. يا أخي، من لا يؤمن أن هذا هو المشروع، فليقل لي لماذا سنة 1982 بقيت إسرائيل 18 سنة، ولم تخرج إلا بالمقاومة، لماذا؟ فليقل لي لماذا فعلت ما فعلته بسوريا، احتلت 600 كيلومتر في سوريا ولم يواجهها أحد؟ هل تستطيع أن تقول لي لماذا إسرائيل دائمًا تقوم باعتداءات من دون أي مبررات فعلية؟ يكفي أن تقول أن هناك يوجد مخزن، هناك محل للحزب، هناك منشأة، ما هذه المبررات؟ هناك اتفاق، هذا الاتفاق يجب أن يُنفّذ، الاتفاق يعني مرحلة، هذه المرحلة مسؤولية إسرائيل أن تقوم بواجباتها في هذه المرحلة.
وأنا أريد أن ألفت النظر للمسؤولين اللبنانيين، هل تظنون أن نتنياهو اليوم مثل نتنياهو قبل سنة وسبعة أشهر عندما بدأت الحرب؟ نتنياهو وضعه صعب، نتنياهو اليوم لا يعرف من أين تأتيه الضربات في الداخل، نتنياهو حائر لأنه لم يُحقّق الأهداف التي يريدها، نتنياهو يقتل البشر في غزة، لكنه لا يحقق أهدافه، ولم يستطع الوصول لما يريد. أعتقد أنّ بعضكم سمع وشاهد الخادمة عند نتنياهو عندما قالت إنه لا يعرف كيف يأكل، لا يعرف كيف يعيش، دائمًا متوتر، وضعه صعب، على وشك أن يصاب بالجنون، لأنه يقتل ويقتل ويقتل ويفعل كل ما يفعله ولا يستطيع الوصول إلى نتيجة، كم يصمد بعد؟ بالنهاية “زيته سنتهي”، بالنهاية سيقف عند حدّ معين”.

وقال: “الآن يأتي بعض اللبنانيين تحت عنوان أننا نريد أن نكف شره، فلنتجاوب، فلنتنازل، فلنتراجع. لا، يا رجل، عندما كنا في وقت الحشرة، وقت الصعوبة، وقفنا وجمّدناه عند حده. كل الألوية والفرق التي جُمعت، 75 ألف واحد كانوا موجودين على الحدود، ولم يستطيعوا أن يتقدموا، وهذا ما اضطرهم إلى الذهاب إلى وقف إطلاق النار. الآن، بعد أن حصل ما حصل، وبعد أن عجز عن تحقيق الأهداف، يأتي بعض الناس ليقولوا: دعونا نُقدّم تنازلات. لا، لا يوجد عندنا تنازلات، لا يوجد شيء نعطيه بعد في لبنان، لا أحد يطلب منا أي طلب، لأنّ كل الطلبات إضعاف، كلها تنازلات لمصلحة إسرائيل، كلها تخلي عن القوة، لن نتخلى عن قوتنا، وقوة لبنان، وقوة الجيش اللبناني، وقوة الدولة اللبنانية. ماذا بكم؟ قفوا يا أخي، ارفعوا رؤوسكم، الحمد لله لدينا شباب، لدينا نساء، لدينا شعب، لدينا إمكانات كثيرة، لماذا تتراخون إلى هذا الحد؟ ما الذي يضعفكم؟ خائفون من الأمريكيين؟ هؤلاء الأمريكيون يقفون عند حدّهم عندما يروننا رجالًا ونساءً نقف بطريقة صحيحة. كفى أن تطرحوا علينا مواضيع وأفكارًا ومحاولات للتنازل أمام هذا العدو الإسرائيلي. ليكن بعلمكم شيئًا: لبنان يجب أن يكون قويًا وسيبقى قويًا بمقاومته وجيشه وشعبه. لا أحد يظن أن يعمل على موضوع القوة لنصبح ضعفاء، أبدًا، هذا لن نعود إليه، لن نعود إلى ما قبل أربعين سنة، لن نعود حتى تكون إسرائيل متحكمة وأمريكا متحكمة، ورغمًا عنها أمريكا ستتعامل معنا عندما ترى أننا صامدون، جامدون”…

وتابع: “أنا أقول للدولة اللبنانية: قفي على قدميك جيدًا، تحركي بطريقة صحيحة، كفى أن تعطيهم أمورًا حتى يرضوا عنك، لن يرضوا عنك. إذا كانت الدولة تريد أن تعمل لنهضة البلد، لن يتركوها، لكن إذا تريد أن تعمل بالتعاون مع كل الأطراف على قاعدة نحن عندنا كرامة وعندنا قوة، إن شاء الله نستطيع أن نؤسس لنهضة البلد”.

أضاف: “الأمر الثاني من الأولويات إعادة الإعمار. تأخرت الحكومة كثيراً بإعادة الإعمار، وهذا واجبها. هي تحدثت بالبيان الوزاري أنّ الأولوية إعادة الإعمار، وبشكل عام أي دولة مسؤولة عن مواطنيها، والمواطنون في لبنان من مختلف المناطق اعتدت عليهم إسرائيل، لهم حق على الدولة اللبنانية أن تُعمّر هذا البلد. أنا أريد أن أسأل: لماذا حتى الآن لم نبدأ بعملية الإعمار؟ البعض يقول: لأنّ الخارج عنده شروط قبل أن يبدأ بعملية الإعمار. ماذا أريد بالخارج؟ قل لي أنتِ الحكومة اللبنانية ماذا عملت من مسؤولية تجاه هذا الأمر؟ ألا تستطيع الحكومة تشكيل لجان من أجل الإعمار؟ ألا تستطيع تشكيل لجان من أجل تقديم الدراسات المناسبة؟ ألا تستطيع وضع نقطة على جدول الأعمال حتى تقول ما هي الخطة للإعمار؟ ابدأوا يا أخي، ضعوا خطتكم، بالخطة هناك دعم داخلي وهناك دعم خارجي، على الأقل تستطيعون البدء بالمسار، نستطيع أن نعرف أين سنصل، ويستطيع المواطنون أن يفهموا متى ستبدأ الدولة؟ متى ستقوم بما عليها وما عندها من قدرة؟ ومتى تتصل بالأطراف الأخرى؟”.

وشدد على وجوب “أن تبدأوا، هذا من لوازم تنفيذ الاتفاق، لا يوجد اتفاق بلا إعمار. شاهدوا كل الحروب التي تحصل في العالم، دائماً عندما يقولون هناك اتفاق يقولون هناك إعادة إعمار. فاليوم نحن في مواجهة إسرائيل يجب أن يكون عندنا إعادة إعمار. اعلموا أنّ عدم الإعمار يعني إفقار الناس، يعني التمييز في المواطنة، يعني أنكم تستهدفون مكوناً أساسياً موجوداً داخل البلد، يعني أنكم تعرقلون الاقتصاد والتنمية الاجتماعية. كفى، توجهوا إلى الإعمار وضعوه نقطة على جدول الأعمال. ونحن اليوم كحزب الله، ما قمنا به نيابة عن الدولة وأرحناها منه، لا يوجد تنظيم في العالم يقوم به، لا توجد مقاومة في العالم تقوم به. نحن إلى الآن عملنا إيواء لخمسين ألفاً وسبعمائة وخمسة وخمسين من الذين هُدّمت بيوتهم بالكامل، قمنا بترميم لثلاثمائة واثنين وثلاثين ألف مواطن. تصور الآن عندك تقريباً حوالي ثلاثمائة وخمسين ألفاً، هؤلاء الذين أنجزوا، ثلاثمائة وخمسين ألفاً من الذين عادوا إلى بيوتهم أو من الذين تم إيواؤهم. وهذا كله من مسؤولية الدولة، نحن عملناه باللحم الحي. طبعاً، يجب أن نشكر الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ويجب أن نشكر سماحة القائد الإمام الخامنئي (دام ظله)، الذين ساعدونا وأيّدونا، ويجب أن نشكر الشعب الإيراني على حبّه وعلى تعاطفه وعلى تعاونه بهذا الموضوع. يقولون ماذا تفعل إيران؟ قولوا لي ماذا يفعل الآخرون؟ ممَّ يخاف الآخرون؟ لماذا لا يأتون حتى يساعدوا بعملية الإعمار وعملية البناء؟ لا تظلموا هؤلاء الناس. إذا أحد فكّر أنه يستطيع أن يمشي بالبلد ويعلو به ويفعل ما يريد وهو يسحق هذه الجماعة ويُحرمهم من أن يعودوا إلى بيوتهم ويمشي الحال، فلا، لا يمشي الحال. البلد لا يستقر إلا بكل أبنائه، والبلد لا ينهض إلا إذا تعاونّا جميعاً. نحن نمد اليد ونتمنى عليكم أن تتعاونوا. يجب أن نلتف كلبنانيين ونضع أيدينا ببعض من أجل أن نصل إلى النتيجة المطلوبة”.

وقال: “الأولوية الثالثة بناء الدولة. نحن مع بناء الدولة. بل إذا راقبتم كل حياتنا وكل أعمالنا وكل نشاطاتنا خلال الفترات الماضية، كنا دائماً مع بناء الدولة. والآن مع بناء الدولة. أثبتنا أننا ونحن في قلب الحرب مع بناء الدولة. شاركنا بانتخاب رئيس للجمهورية العماد جوزاف عون، بتوافق بيننا وبين حركة أمل، بتكاتف مع اللبنانيين حتى يُقلع البلد وحتى يسير البلد. هذا إنجاز، هذا معناه أننا مع بناء الدولة. واخترنا الحكومة وأعطيناها الثقة، نسير بكل المشاريع التي تسير. نعم، نحن نعتبر أنّ بناء الدولة تحتاج لقوانين، ونحن حاضرون وسنشارك في القوانين. تحتاج لتعيينات إدارية، نحن موافقون وسنشارك بالتعيينات الإدارية. تحتاج إلى إعادة أموال المودعين، يجب أن يحصل هذا. تحتاج إلى قوانين إصلاحية للمصارف ولأمور كثيرة على المستوى الاقتصادي، أيضاً نحن مشاركون. يجب العمل على خطة اقتصادية اجتماعية تستطيع أن تنهض بلبنان، ونحن جزء من هذه الخطة. انظروا إلى كل مسارنا تجدوا أنه مسار مساعد لبناء الدولة. نحن نعتبر أن بناء الدولة أساس ويجب أن تُبنى. إذاً، تحصّل لدينا ثلاث أولويات يجب أن تسير معاً:
أولوية وقف العدوان الإسرائيلي بكل أشكاله والانسحاب وإعادة الأسرى.
الأولوية الثانية هي العمل بشكل حثيث من أجل إعادة الإعمار.
الأولوية الثالثة هي بناء الدولة.
هذه الأولويات الثلاثة لها قواعد، يجب ألا نشغل الناس بسفاسف ومهاترات جانبية. وأنا أقول لكم: هؤلاء دعاة الفتنة لا تردوا عليهم، لأنهم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً، ولن يستطيعوا أن يفعلوا شيئاً. هؤلاء الذين يريدون أن يصنعوا مشكلة بين المقاومة والجيش، ليس لهم خبز، هؤلاء الذين يحاولون أن يظهروا رؤوسهم أنهم يريدون أن يؤسسوا للدولة تاريخهم معروف وإجرامهم معروف وأعمالهم السابقة معروفة. على كل حال، من كانت له خصلة لا يغيرها، ولكن ليعرفوا أننا لن نسمح لهذه الفتنة أن تمر”.
كما وشدد على “وجوب أن ندعم الرئيس في عملية الإصلاح، وعملية إخراج إسرائيل، وعملية إعادة الإعمار، وكذلك الحكومة اللبنانية. وأما القرار 1701، تفاصيله التي هي بعد اتفاق وقف إطلاق النار والتنفيذ من الجانب الإسرائيلي، عندئذ يأتي وقته، ومطلوب منا ومطلوب من الكيان الإسرائيلي، ليس فقط منا.
أطيلوا بالكم، لا تستعجلوا، لكي نتمكن من تحميل المسؤوليات للآخرين، وخطوة خطوة، لا يأخذوا منا كل شيء وهم لا حقّ لهم أن يأخذوا كل تلك الأشياء”.

الانتخابات البلدية

وقال قاسم: “الموضوع الثاني الأساسي هو الانتخابات البلدية والاختيارية. بنظرتنا كحزب الله، الانتخابات البلدية والاختيارية ليست منصباً ولا استثماراً، بل هي مسؤولية وخدمة. أي الناس الذين سيدخلون إلى الانتخابات البلدية والاختيارية، الناس التي تريد أن تتصدى لتلك المواقع يجب أن يكون في خلفيتها أنها تريد أن تخدم الناس، وأنها تريد أن تقدم تجربة. وهناك أهداف من المشاركة بالانتخابات البلدية:
أول هدف خدمة أهلنا المستضعفين ورعاية مصالحهم وتنمية مناطقهم ورفع الحرمان عنهم والمساهمة في نهوضهم من خلال الإمكانات المتوفرة.
نحن جماعة مربَّون على أن خدمة الناس أصل. النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: “الخلق عيال الله، فأحب الخلق إلى الله من نفع عيال الله وأدخل على أهل بيت سروراً”. نحن من هذه المدرسة، ولسنا من مدرسة الذين يدخلون إلى الانتخابات ويعطون خدمات قبل الانتخابات ليأخذوا منصباً وموقعاً، لا، هذه خدمة تحدث في الانتخابات وخارج الانتخابات وقبلها وبعدها، روحية التربية.
الهدف الثاني، يجب أن نساهم في إصلاح وتحديث إدارة البلديات والأجهزة والمؤسسات الخدماتية والإنمائية التابعة لها.
الهدف الثالث، يجب أن نساهم في تقديم تجربة رائدة في الإدارة تُشكّل نموذجاً في الاستفادة من الكفاءة والاستقامة والمصداقية.
وهؤلاء نحن في الفترات السابقة عملنا عليهم، والآن أيضاً نريد أن نعمل عليهم، لأنّ موضوع البلديات موضوع حيوي بالنسبة للناس، وهذا له علاقة بحياتهم اليومية.
ما هي السياسات العامة التي يجب أن نعمل عليها؟
يجب أن نحرص على وحدة القرية ووحدة المدينة وجوّ التفاهم والتآلف والتعاون، وأن يكون لدينا رعاية وأخوة من قبل الجميع.
البعض يقول لماذا يتفاهمون؟ فليكن هناك تنافساً حراً، يا أخي، لا نريد أن ندخل الناس بعضهم ببعض. إذا استطعنا أن نصنع ائتلافاً ونجمع كل هذه الكفاءات وكل هذه العائلات، ونقدر أن نجمع هذه المكونات السياسية المؤثرة كذلك بنفس الوقت ونصنع جمعة، هكذا يُنتج لدينا مجلس بلدي معقول، مجلس بلدي مُتجانس يتفاهم مع بعضه.
نحن عقدنا تحالفاً مع حركة أمل لإدارة العملية الانتخابية، أولاً لأن لنا رصيداً شعبياً كبيراً نحن وحركة أمل. ثانياً لأننا نستطيع أن ننقل الواقع الموجود من التأزّم والخلاف إلى موضوع الاتفاق، ونكون حكماً ونساعد.
نعم، هناك ناس من حركة أمل ومن حزب الله يشاركون في الانتخابات ويكونون أعضاء بلدية واختيارية، وهناك آخرون لا ينتمون للحزبين، لكنهم من هذه البيئة، بالنهاية حتى أعضاء أمل وحزب الله هم جزء من هذه العائلات وجزء من هذه البيئة التي تتصدى، وإذا كان هناك إمكانية مع باقي المندوبين عن العائلات، فهذا أمر جيد.
نحن نريد أن نطور مبدأ المشاركة حتى يكون هناك تمثيل شعبي ويشارك الجميع. نريد أن نراعي تمثيل العوائل والعشائر والفئات الاجتماعية، وحتى القوى الحزبية الموجودة، ما الذي يمنع طالما أننا نبتعد عن الخلافات والصراعات؟ روحيّتنا يجب أن تكون هذه الروحية. نحن نريد أن نُنمّي ونُقوّي الحس العمل الجماعي الاجتماعي داخل البلدة، ونريد أن نجعل كل الناس مشاركين في تنمية البلدة”.

وأكد: “الذين يريدون الترشح يجب أن يكون لديهم مقبولية عند الناس، إذا لم يكن لديهم مقبولية، لا يمكنك أن تفرض أحداً، ونحن لا نقبل أن يُفرض أحد لا يتمتع بالمقبولية. يجب أن نأتي بخيارات ذات كفاءة ونزاهة، متجانسة بالمجلس البلدي، وحتى متجانسة على المستوى السياسي العام. نعم، لأنّ المجالس البلدية ليست مجالس لتصفية الحسابات السياسية، ولا للمناقرة، ولا لتضييع أموال الناس. لا، يجب أن نعمل على قاعدة من يهتم بالشأن العام هو الذي نتعاون معه في هذا الأمر. وانظروا التوجيه الرائع لأمير المؤمنين علي عليه السلام، يقول لمالك الأشتر: “وليكن نظرك في عمارة الأرض أبلغ من نظرك في استجلاب الخراج”، أي أن الضرائب ليست هي الأساس عندك، بل يجب أن تعمر الأرض، هو الأساس. “لأن استجلاب الخراج لا يُدرك إلا بالعمارة، ومن طلب الخراج بغير عمارة أخرب البلاد وأهلك العباد ولم يستقم أمره إلا قليلاً”. هذا الذي يفكر فقط في جلب الضرائب، لا يا أخي، يجب أن تُعمّر، يجب أن تبني، يجب أن تدفع وتبذل. “فإن شكوا ثقلاً أو علّة أو انقطاع شرب أو بالة أو إحالة أرض اغتمرها غرق أو أجحف بها عطش خفّفت عنهم بما ترجو أن يصلح به أمرهم”. هذه الروحية التي يجب أن نشتغل فيها في البلديات، روحية تعاون، روحية خدمة ناس، روحية أن نكون متعاونين”.

وتمنى على “جميع إخواننا وأخواتنا وأهلنا وأحبائنا وقرانا ومدننا، بل على جميع المواطنين اللبنانيين، أن نشتغل بهذه الروحية، بهذه السياسات العامة. نحن نريد أعضاء يتمتعون بالعصامية، نظفاء الكف، لا يحتاجون إلى أن يمدوا أعينهم إلى أي مكان، لأنهم يريدون أن يخدموا، أن يكونوا منسجمين مع البيئة التي يعملون بها. وأنا أدعوكم إلى أن يكون هناك إقبال كثيف على الانتخابات البلدية والاختيارية، لأنّ من يريد أن يُعمّر بلده يجب أن يجتمع مع إخوانه وأحبائه ويتعاهدوا معاً أن يعملوا في التنمية والعمل الاجتماعي. لا يصح أن ننكفئ ونعود إلى الخلف. وإن شاء الله تكون النتائج إيجابية. وبهذه الطريقة نكون قد استكملنا جزءاً من إدارة البلد بالانتخابات البلدية والاختيارية وتحملنا المسؤولية. ويجب أن نتقبل المحاسبة على العمل الذي نحن فيه. وأنا هنا أريد أن أنتهز الفرصة لأذكر أربع ملاحظات سريعة:
الملاحظة الأولى: أريد أن أعزي العالم المسيحي بوفاة قداسة البابا فرنسيس، وإن شاء الله أعماله وأفكاره الإيجابية المنطلقة من الإنجيل ومن المسيح سلام الله تعالى عليه، تنعكس على القادم وتنعكس على كل العالم من دون استثناء”.
وقال: “أعزي إيران الإسلام، الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أعزي سماحة الإمام القائد الخامنئي دام ظله، ورئيس الجمهورية والحكومة والشعب الإيراني، بوفاة هذا العدد الكبير في بندر عباس في ميناء الشهيد رجائي. وإن شاء الله تمر هذه الأزمة من دون أي تأثير، وتكون دفع بلاء أكبر، وإن شاء الله يُحتسب الأجر عند الله تعالى في هذه البلاءات مع الصبر والمتابعة الحثيثة. كما وأريد أن أقول لأهل غزة: أنتم صابرون وأنتم مضحون. للأسف هذا العالم عالم طاغٍ، عالم مجرم، العالم الغربي، العالم الأمريكي، العالم الإسرائيلي، يعني هؤلاء الذي يقفون في المقلب الآخر. لكن الحمد لله صمودكم الأسطوري إن شاء الله لا يجعل الأهداف تتحقق عند الكيان الإسرائيلي، وبالنهاية هذا الثبات بحدّ ذاته هو مقدمات للنصر الأكيد”.

ولفت إلى أن “الملاحظة الرابعة والأخيرة: سأكرر التحية لليمن، اليمن العظيم قيادةً وشعباً، وكذلك لكل القوى الموجودة في اليمن وتُواجه العدو الأمريكي الإسرائيلي البريطاني، لا لشيء إلا لأنهم يريدون نصرة فلسطين والقدس. هذا شرف أنتم تتميزون به على كل العالم”.