اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، “تجذر العلاقات اللبنانية – الامارتية في التاريخ”، معربا عن الامل في ان تفتح زيارته الى الامارات “صفحة جديدة من العلاقات الثنائية”.
كما اعرب عن امله وتفاؤله بالمستقبل، مشيرا الى انه لا يملك عصا سحرية “بل كل التصميم والإرادة على تحقيق إلانجازات والانتقال بلبنان الى ضفة الأمان والاستقرار”، لافتا الى ان “الامن والقضاء هما معركتنا الأساسية لمكافحة الفساد ومحاربة الجريمة”، مجددا التأكيد أن “أي موضوع خلافي يجب ان يحل بالتواصل والحوار مع الآخر”.
موقف الرئيس عون جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، رئيس المجلس الوطني الاتحادي في دولة الامارات العربية المتحدة صقر غباش، يرافقه القائم بالاعمال لدى السفارة الإماراتية فهد سالم الكعبي، الأمين العام لشؤون الرئاسة في المجلس الوطني طارق المرزوقي ونائب مدير المراسم سعيد المهيري، في حضور سفير لبنان في الامارات فؤاد دندن وعدد من مستشاري رئيس الجمهورية.
الغباش
بداية، نقل الغباش لرئيس الجمهورية “تحيات رئيس دولة الامارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وثقته وتقديره لشخصه وللبنان وحرصه على متابعة ما يتم من إعادة بناء الدولة كما ثقته بالحكومة اللبنانية”، واعتبر أن “ما انجز خلال الفترة القصيرة قياسا بالزمن يمثل نقلة نوعية ويثلج صدورنا ويطمئننا على لبنان وأهله بما نملكه من محبة وتقدير له ولشعبه”، وقال: “للبنان خصوصية في العالم العربي لجهة غناه وتنوعه الذي يميزه بين مختلف بلداننا العربية، ومحبة خاصة نظرا لطبيعته وقربه منا والجميع متشوق لهذا البلد، وصاحب السمو يؤكد دائما وقوفه الى جانب لبنان وشعبه ووحدته وعودته الى الحضن العربي الى جانب بناء الدولة الوطنية الجامعة بكل أطياف الشعب اللبناني”.
واعتبر أن “خطاب القسم يضاف الى الوثائق الأساسية في لبنان ليكمل الدستور واتفاق الطائف، كذلك الامر بالنسبة للبيان الوزاري”، وقال: “لقد وضعتم على أنفسكم عهودا واداؤكم وأداء الحكومة يؤكد اننا امام عهد جديد”، مشيرا الى أن “بناء الدولة ركيزته القانون وقد اشرتم في ذلك في اول تعهد لكم، فالدول الناجحة هي دول القانون التي يطبق فيها على الجميع سواسية، مواطنين او غير مواطنين”.
ولفت الى “تميز لبنان بالكفايات التي تشكل ثروته المستدامة”، منوها بنجاح “أعضاء الجالية اللبنانية في الامارات ومساهتمهم في بناء اقتصادها”، مشددا على “أهمية الاستقرار والامن اللذين يعتبران اساس التنمية، فاذا إطمأن رأس المال تتحقق التنمية”، معربا عن ثقته بأن “لبنان مقبل على نقلة نوعية تحتاج الى الوقت والحكمة والصبر في التعاطي مع الأمور”.
أضاف: “قدركم اليوم ان تكونوا المسؤولين عن إعادة بناء الدولة وقدر اللبنانيين ان يكونوا محظوظين بوجودكم وحكومتكم وكل الكفايات التي هي الى جانبكم، لا سيما وان خطاب قسمكم منسجم مع كل تصريحاتكم ووضوح رسائلكم واضحة لشعبكم وللخارج”.
وإذ تمنى الغباش للرئيس عون التوفيق، أكد “متابعة الامارات لما ينجز بكل محبة وتقدير للبنان وشعبه”.
الرئيس عون
ورد الرئيس عون مرحبا بالغباش والوفد، مؤكدا “تميز العلاقات اللبنانية – الإماراتية وتجذرها في التاريخ”، وعبر عن “اشتياق لبنان لعودة الاماراتيين الى ربوعه”، متمنيا “وضع ما حصل في السابق وراء ظهرنا والنظر الى الامام”.
واعرب عن امتنانه “لاحتضان الشيخ محمد بن زايد ودولة الامارات للبنانيين الذين يعيشون بكرامتهم فيها”، وقال: “لقد أنجزت الحكومة في فترة زمنية قصيرة الكثير من الملفات رغم الصعوبات والتحديات، إلا اننا مصممون على مواصلة المسيرة، ليس فقط لوجود رغبة عربية ودولية في ذلك بل لان الامر يشكل حاجة لبنانية قبل ان يكون حاجة خارجية”.
واكد أن “على لبنان في هذه المرحلة ومن خلال ما أقوم به إعادة الثقة مع الدول الشقيقة والصديقة. فالشعب اللبناني يريد ان يعيش بعدما مل الحروب على مدى 50 عاما، ونحن اليوم نقوم بالتأسيس لمرحلة جديدة فيها الكثير من التحديات، ومنها إعادة الاعمار التي تتطلب مساعدة الدول العربية”.
ونوه الرئيس عون بانها “ليست المرة الأولى التي تساعد فيها دولة الامارات لبنان”، معربا عن امله في أن “تفتح الزيارة التي سأقوم بها اليها صفحة جديدة من العلاقات الثنائية”.
واذ اشار رئيس الجمهورية الى ما تحقق حتى الان “على صعيد التعيينات الأمنية والقضائية وحاكم مصرف لبنان”، شدد على ان “الامن والقضاء يكملان بعضهما بعضا وهذه هي معركتنا لمكافحة الفساد ومحاربة كل أنواع الجريمة، ومنها المخدرات والإرهاب كي يسود الاستقرار والأمان”.
ولفت الى ما انجز لجهة “إقرار مشروعي قانون السرية المصرفية وإعادة هيكلة المصارف على ان يتم في المرحلة المقبلة العمل على المشروع المتعلق بالفجوة المالية”، لافتا الى ان “الأمور وضعت على السكة الصحيحة”.
كما تحدث الرئيس عون عن التحديات على الحدود الشرقية، فأشار الى أن “الأمور في الملف السوري الى تحسن بعد زيارة رئيس الحكومة لسوريا حيث ستكون هناك متابعة من قبل لجان ثنائية للعديد من القضايا، ومنها مكافحة التهريب وضبط وترسيم الحدود وإعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين”.
اما في موضوع الجنوب، فاكد الرئيس عون “استمرار الاحتلال الاسرائيلي لخمس تلال لا يساعد على استكمال تطبيق القرار 1701 وانتشار الجيش حتى الحدود، ونحن نسعى لمعالجة الأمور بالطرق الديبلوماسية”، مشددا على أن “أي موضوع خلافي يجب ان يحل بالتواصل والحوار مع الآخر”، وقال: “مهما كانت المواضيع، أكانت تتعلق بسلاح حزب الله او بالتحديات الداخلية او هيكلة المصارف او الوضع المالي والاقتصادي يجب ان تعالج بالحوار الداخلي”.
وعبر رئيس الجمهورية عن امله وتفاؤله بالمستقبل، مشيرا في المقابل الى انه لا يملك عصا سحرية “بل كل التصميم والإرادة على تحقيق إلانجازات والانتقال بلبنان الى ضفة الأمان والاستقرار”.
وأعاد الرئيس عون التأكيد انه في سدة الرئاسة الأولى ليخدم لا ليكون مخدوما، معربا عن تصميمه على “تحقيق بنود خطاب القسم”، مشددا على ان “العالم العربي بمثابة جسد واحد عندما يمرض احد أعضائه يتأثر كله”، داعيا الى “الاستثمار بالقدرات البشرية والفكرية والطبيعية في ازدهار الانسان والمجتمعات فيه بدل الدمار والحروب والقتل”.
السجل الذهبي
وقبيل مغادرته قصر بعبدا، دون الرئيس الغباش في السجل الذهبي ما يلي: “تشرفت اليوم 22/4/2025 بزيارة فخامة الرئيس جوزاف عون ونقل تحيات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة وتمنياته له بالتوفيق والسداد في إعادة بناء لبنان الجديد، وللشعب اللبناني الامن والأمان والاستقرار لينعم بالتنمية والازدهار”.
