استقبل وزير الزراعة الدكتور نزار هاني في مكتبه في الوزارة، في إطار متابعته الحثيثة للملفات البيئية والزراعية، سلسلة وفود نيابية ومهنية وبيئية، بحثت أبرز التحديات والمبادرات المطروحة على الساحتين الزراعية والبيئية، ضمن رؤية متكاملة تنطلق من حماية الموارد الطبيعية وتعزيز سلامة الغذاء، وصولًا إلى زراعة مستدامة تلبي تطلعات المواطنين والمزارعين على السواء.
استهل الوزير هاني لقاءاته باستقبال النائبة الدكتورة نجاة صليبا، يرافقها المدير التنفيذي للمعهد الاجتماعي الاقتصادي للتنمية السيد رشاد رافع، والمحامي شكري حداد، حيث تناول اللقاء المخاطر المتزايدة التي تهدد الغابات اللبنانية، من قطع جائر للأشجار إلى الحرائق المتكررة، وجرى التشديد على ضرورة رفع مستوى المراقبة والمحاسبة.
وأكد المجتمعون “ضرورة تطبيق القوانين البيئية النافذة، لا سيما القرار رقم 22/2024 الصادر عن مجلس الوزراء، والذي يكرس حماية الغابات كأولوية وطنية عليا”.
من جهته، شدد الوزير هاني على “التزام الوزارة الكامل تعزيز حماية الثروة الحرجية، داعياً إلى توسيع إطار التعاون مع مختلف الإدارات والجهات المعنية والمجتمع المدني للحد من التعديات البيئية ومنع تكرار الكوارث”.
وفي لقاء آخر، بحث الوزير هاني مع نقيب المهندسين في بيروت المهندس فادي حنّا ووفد من النقابة، سبل تنظيم قطاع الأدوية والمبيدات الزراعية ، كخطوة أساسية لضمان الاستخدام السليم للأدوية والمبيدات الزراعية وتعزيز الممارسات الزراعية الجيدة.
وأكد الوزير هاني أن “تقدم القطاع الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي يرتبطان ارتباطًا وثيقا بتنظيم هذا القطاع”، مشددا على “أهمية إعداد إطار تنظيمي واضح يراعي الدور الحيوي للمهندسين الزراعيين والكيميائيين ويحفظ حقوقهم”. وأعلن “عزمه إجراء دراسة شاملة لوضع رؤية متكاملة لتنظيم المهنة بالشراكة مع الجهات المعنية”.
وأشار إلى أن “خطة الوزارة ترتكز على تقليص الاعتماد على المبيدات، وتعزيز الإرشاد الزراعي لتحسين جودة الإنتاج وخفض نسبة الترسبات الكيميائية، مع وضع آليات لتتبع المنتجات من الحقل إلى المستهلك، ما يسهم في خفض الفاتورة الاستشفائية وتحقيق الاستدامة البيئية”.
وفي سياق متصل، أكد الوزير هاني أن “الدراسات التي أُجريت على الأحراج المتضررة من العدوان الإسرائيلي، ولا سيما جراء استخدام الفوسفور الأبيض، أظهرت أن الطبيعة بدأت باستعادة توازنها تدريجيا”، مشيرا إلى أن “معظم الغابات تحتاج لبضع سنوات للتعافي، في حين سيتم استبدال الأشجار التي تضررت بشكل دائم”.
أما بخصوص بساتين الزيتون، فأوضح الوزير هاني أنها “لم تتأثر بشكل كبير، والعمل جارٍ لإعادة غرس الأشجار التي تم جرفها، مع تأمين الأغراس المناسبة والدعم الفني للمزارعين، وذلك في إطار خطة الوزارة لإعادة تشجير الأراضي المتضررة بالتعاون مع الشركاء المحليين والدوليين”.
وفي السياق ذاته، استقبل الوزير هاني وفدًا من الحركة البيئية اللبنانية برئاسة الدكتور حسان مخلوف، الذي أكد “استعداد الجمعيات البيئية المنضوية ضمن الحركة لوضع إمكاناتها في خدمة الوزارة”، مشددا على “ضرورة تفعيل دور “المرصد البيئي” لمراقبة التعديات على الغابات”.
وتناول اللقاء مجموعة من المطالب أبرزها: رفع الرسوم عن تسجيل الأراضي الزراعية، الحفاظ على تصنيف الأراضي بعد الحرائق، تنظيم استثمار أراضي الأوقاف، ومكافحة تهريب الطيور، بالإضافة إلى ضرورة إطلاق حملات توعية ومؤتمرات محلية بعد الانتخابات البلدية لتعزيز دور البلديات في حماية البيئة.
وفي إطار تعزيز التعاون مع السلطة التشريعية، التقى الوزير هاني النائب أديب عبد المسيح، الذي أثنى على الزيارات الميدانية التي يقوم بها الوزير، داعياً إلى زيارة منطقة الكورة لدعم النشاط الزراعي والصناعات الغذائية المحلية فيها، ومؤكداً أهمية تفعيل الأجهزة الرقابية لضمان الشفافية والمحاسبة.
كما استقبل وزير الزراعة وزير الإعلام السابق زياد مكاري، حيث دار النقاش حول التحديات التي تواجه القطاع الزراعي، وسبل التوعية المجتمعية وتعزيز ثقافة الزراعة المستدامة، والدور الذي يمكن أن يضطلع به الإعلام في دعم القضايا البيئية والزراعية في لبنان.
واختتمت وزارة الزراعة بالإشارة إلى التزامها الثابت السير نحو زراعة مستدامة، قائمة على الإرشاد الزراعي وتطبيق الممارسات الجيدة، بما يرفع كفاءة المزارعين ويضمن إنتاج غذاء صحي وآمن، خالٍ من الترسبات الكيميائية، يمكن تتبع مصدره من الأرض إلى المستهلك، بما ينسجم مع المعايير الدولية لسلامة الغذاء والبيئة.
