Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

النهار: التحفّز لملف السلاح عشية الذكرى الـ50 للحرب… وعون يؤكد مرونة “حزب الله” حيال خطة زمنية

وزير الثقافة غسان سلامة كشف عن طلب جاء من البنك الدولي، تبنته أورتاغوس، يقضي باختيار قيادة جديدة لمجلس الإنماء والإعمار قبل مباحثات صندوق النقد الدولي في 21 نيسان
وطنية – كتبت صحيفة “النهار”: عشية إحياء لبنان الذكرى الـ50 لاندلاع الشرارة الأولى للحرب فيه، في 13 نيسان من العام 1975، بدت المفارقة الأكثر إثارة للغرابة أن هذه الذكرى لم تعد مجرد محطة “تنذكر وما تنعاد” كما يتردد بالشعار الشعبي الشائع سنوياً فحسب، وإنما لا يزال في الواقع اللبناني ما يبقي هواجس لدى اللبنانيين من “حرب آخرين” ما تستهدفهم أم من اضطرابات داخلية تعرقل التعافي الواعد الذي بدأوا يشهدونه منذ ثلاثة أشهر. والحال، وإن المخاوف من خطر داخلي تبدو متراجعة إلى حدود كبيرة، فإن لبنان لا يزال يواجه استحقاق تعطيل حقل الألغام الأخير المتمثل في مسالة بسط سيادة وسلطة الدولة وحدها على كل الاراضي اللبنانية واحتكار السلاح وتامين انسحاب اسرائيل من النقاط الخمس التي تحتلها في الجنوب انطلاقاً من الالتزام الصارم للقرار 1701. وسيشهد اليومان المقبلان موجة واسعة غير مسبوقة من الاحتفالات والمناسبات والندوات لإحياء هذه الذكرى، فيما ستكون هناك موجة مماثلة من المواقف لأركان الدولة والقيادات السياسية والدينية من منطلق إجماع اللبنانيين على رفض العودة إلى أي من حقبات الحروب الداخلية أو الخارجية في لبنان وعلى لبنان. ولذا ستتركز الأنظار في المرحلة المقبلة أكثر من أي وقت على كل ما يتصل بما أثير أخيراً عن التزام الدولة اللبنانية بحصرية السلاح وبسط سلطتها، سواء عقب “العاصفة” التي أثارتها زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس والتشدّد الأميركي حيال نزع سلاح “حزب الله”، أم بفعل الوقائع الموضوعية لحماية لبنان والتخلص نهائياً من الضغوط الهائلة التي يتعرض لها، فيما تسلّط إسرائيل سلاح التهويل والاغتيالات والاختراقات اليومية عليه.
في هذا السياق، وبعدما برزت استعدادات ومؤشرات تتصل بخطوات سيقوم بها العهد والحكومة حيال ملف سلاح “حزب الله”، نُقل أمس عن رئيس الجمهورية العماد جوزف عون في معرض الحديث عن السلاح أن “حزب الله أبدى الكثير من الليونة والمرونة في مسألة التعاون وفق خطة زمنية معينة، وهو متفائل بأن الإيجابية لدى الحزب يجب مقابلتها بإيجابية أيضاً وبتفهم للواقع الجديد الذي يعيشه البلد”. وأكد الرئيس عون أن الانتخابات البلدية ستجري في مواعيدها، مشيداً بالتعاون المطلق مع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام “والتناغم والتفاعل الكبير في موضوع التعيينات والقوانين والمراسيم التي ستصدر في إطار من الشراكة التي لم نشهد لها مثيلا في السابق”. ولفت إلى أن “الحكومة أنجزت خلال ستة أسابيع الكثير من الملفات”، معبّراً عن تفاؤل كبير بحل عدد من المسائل السياسية والاقتصادية. كلام الرئيس عون نقله عنه النائب سجيع عطية بعد لقائه ووفد “كتلة الاعتدال الوطني” الرئيس عون في قصر بعبدا..
وفي السياق، كشف وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة في حديث إذاعي أنه “كان لدى أورتاغوس همّان أساسيان خلال لقائها الوزراء في لبنان، الأول، عسكري ويتركّز حول نزع سلاح “حزب الله” وضرورة حصره بيد الدولة اللبنانية وهو شرط أساسي لتدفق المساعدات إلى لبنان، والثاني، اقتصادي يتعلق بالإصلاحات المالية والاقتصادية المطلوبة من الحكومة”. وأشار إلى “معرفة أورتاغوس الدقيقة بنوع التشريعات التي تنوي الحكومة الدفع بها إلى مجلس النواب ونوع الشروط التي تضعها المنظمات الدولية على لبنان ومدى تقدّم لبنان أو تأخره في تبني هذه التشريعات”، لافتاً إلى أن “اهتمام أورتاغوس بالجانب الاقتصادي يتفوّق على الشأن العسكري”. وشدد على أنه “رغم أن التطبيع لم يكن ضمن برنامج زيارة الموفدة الأميركية إلى لبنان، لكنّ يجب أخذه على محمل الجد”. وأكد “وحدة الموقف الرئاسي والوزاري في المحادثات مع أورتاغوس”، قائلاً: “موقفنا واضح، الجيش يقوم بما يستطيع بالنظر لتجهيزاته في عملية نزع سلاح “حزب الله”. وكشف سلامة عن “طلب جاء من البنك الدولي، تبنته أورتاغوس وغيرها من الدول، يقضي باختيار قيادة جديدة لمجلس الإنماء والإعمار قبل مباحثات صندوق النقد الدولي في 21 نيسان”، وقال: “هذا ما سنقدم عليه قبل هذا التاريخ”. وأضاف: “نحن لا نلبي مطالب أميركية بل نعمل وفق سياسة نعتبرها من مصلحة لبنان لإعادة النمو الاقتصادي”.

ماذا يقول “الحزب”؟

وبدا لافتاً أن “حزب الله” أصدر بياناً رد فيه ضمناً على ما نسبته وكالة “رويترز” إلى أوساطه من استعداده للحوار حول سلاحه بعد انسحاب إسرائيل من النقاط التي تحتلها في الجنوب وإنهاء اعتداءاتها على لبنان. واعتبر أن “الأخبار والمعلومات المنسوبة إلى مصادر في حزب الله أو إلى مسؤولين فيه وتلك الادّعاءات هي عارية عن الصحة جملة وتفصيلًا ولا يوجد مصادر في حزب الله، وأنّ مواقف الحزب تصدر حصرًا عبر البيانات الرسمية الصادرة عن العلاقات الإعلامية في حزب الله أو عبر تصريحات مسؤوليه في المواقع الرسمية والحزبية”.
بدوره اعتبر عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله من مجلس النواب، أن “الحكومة هي المسؤولة عن القيام بأي جهد رسمي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وعليها التزام ما جاء في بيانها الوزاري”، واعتبر أن هناك “بندًا أساسيًا يجب أن يكون على جدول أعمال الحكومة وهو وقف استباحة لبنان وهذه هي الأولوية الوطنية”، ورأى أن “المواطنين يعانون الاعتداءات الإسرائيلية ويطالبون الدولة بالقيام بدورها الفعلي”. وأشار إلى أن “النقاش الجدي يجب أن يركز على الحقائق المرتبطة بالاعتداءات الإسرائيلية وكيفية مواجهتها ضمن استراتيجية وطنية وحوار بين الحرصاء على هذه الوطنية”. ونفى “الادّعاءات حول تهريب السلاح عبر مرفأ بيروت، داعياً القضاء المختص إلى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق مروجي هذه الاكاذيب”. ورأى أن “هناك من يعمل على ضرب الأسس التي يقوم عليها لبنان كبلد للتنوع والشراكة ولا يتوانى عن استهداف وحدة مؤسسات الدولة”.
في غضون ذلك، التقى وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي، السفير السعودي لدى لبنان وليد بخاري، وبحث معه التطورات في لبنان والمنطقة. ونقل بخاري “دعم المملكة الكامل لمسيرة الإصلاح في لبنان، التي يقودها رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام والحكومة”، فيما أكد الوزير رجّي “التزام الحكومة اللبنانية بكامل أعضائها بتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والمالية والادارية المطلوبة، وحصر السلاح بيد الدولة، لوضع لبنان على سكة التعافي والنهوض”. وزار السفير السعودي أيضاً مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى وأكد خلال اللقاء “أن المملكة العربية السعودية حريصة أن يكون لبنان آمناً ومستقراً وموحداً تحت سقف الدولة ومؤسساتها الشرعية انطلاقاً من اتفاق الطائف”.

استهداف عيتا الشعب

على الصعيد الميداني في الجنوب، وبعد قصف ثلاثة منازل أول من أمس في بلدة ياطر، قضاء صور، استهدفت مسيّرة إسرائيلية أمس على ثلاث دفعات، حفّارة في بلدة عيتا الشعب، سبقتها معلومات بأن الجيش الإسرائيلي طلب عبر لجنة الإشراف التزام الجيش واليونيفيل مراكزهم في البلدة وهو ما فُهم كتمهيدٍ لاعتداء ممكنٍ من قبله كما حصل في ياطر قبل قصفها وأبلغ الأهالي بتوخي الحذر. قوات “االيونيفل” أبلغت بدورها المعنيين في عيتا الشعب بتهديد إسرائيلي بضرب هدف في البلدة من دون تحديده، وقد تم إبلاغ المتواجدين فيها لأخذ الحيطة والحذر. تزامناً، وردت رسائل نصية واتّصالات تبيّن أنّ مصدرها أفريقيا، إلى سكان منطقة السموقة في بلدة جبشيت لجهة بلدة عبا، في قضاء النبطية، تُنذر السكان بإخلاء منازلهم. وعلى الرغم من الشكوك حول صحة التهديد، إلّا أنّ هذه الرسائل تسبّبت بحالات هلع بين السكان.
من جهته، قال الناطق الرسمي باسم “اليونيفيل”، إن التقارير عن قيام قواتنا بإبلاغ الجيش اللبناني والطلب إلى الأهالي في عيتا الشعب وقرى أخرى في جنوب لبنان بإخلاء منازلهم، غير صحيحة ولا أساس لها من الصحة”.