Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

الجوزو يحذّر من مخاطر السير بمشروع تقسيم البلدات في الجبل: أي خطاب طائفي في هذه الأيام هو خطاب تدميري للوطن

أمّ قاضي الشرع الشيخ محمد هاني الجوزو، ممثلا مفتي جبل لبنان الشيخ الدكتور محمد علي الجوزو، المصلين في صلاة عيد الفطر السعيد، في مسجد الإمام علي، في بلدة مزبود، وألقى خطبة العيد .

وإستهلها بشكر الله، وقال: “لك الحمد ربنا أن أكرمتنا بتمام صيامنا،  وأكرمتنا بأن قمنا لك عابدين ساجدين تائبين في شهر رمضان المبارك، ولك الحمد أن مكنتنا من أن  نتصدّق ونقرأ القرآن في شهر القرآن..نشكرك على نعمك وفضلك يا أرحم الراحمين، والصلاة والسلام على قائدنا وإمامنا وقدوتنا، محمد، الذي علمنا هذا الطريق وهذا المنهج، وكان لنا نعم المرشد والمربي ..”

وأضاف: “عيدنا هذا، هو عيد التعظيم لله، نكبر الله فيه ما إستطعنا، ونعظم الله سبحانه وتعالى.. فالله أكبر من كل شيء وفوق كل شيء وقبل كل شيء.. خضعنا له وأنبنا له وواليناه سبحانه وتعالى، عبدناه وسجدنا له وتلونا له في رمضان.. وبإذن الله قبلنا وغفرلنا، وشهدت لنا المساجد والمنابر والساحات أننا أقمنا شعائر الله في الشهر المبارك..”

وأضاف: “يقول النبي:”للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه”، فهنيئا لكم هذا العمل الطيب المبارك الذي بذلتموه، وأسأل الله أن يكون في ميزان حسناتكم جميعا.. وليس العيد لمن لبس الجديد، ولكن العيد لمن خاف يوم الوعيد، ولمن إنتفع من شهره ولمن عبد الله صادقاً..”.

وتطرق الى الأوضاع التي نعيشها في المنطقة، فقال:”عيد بأي حال عدت يا عيد..  ان العيد هو للفرح والسرور، فلا بد أن نفرح ونسر نحن وعائلاتنا ونحي سنن النبي (عليه الصلاة والسلام)، وأن نأكل أفضل ما يمكن من الطعام، وأن نجتمع كعائلات وأقارب وأصدقاء في تواصل إجتماعي.. ولكن  يأتي العيد وفي الأمة جراح قاسية ومؤلمة، وتتجدد دائما منذ زمن طويل، فأهلنا في غزة يعانون ما يعانون، ويتعرضون للقتل والعذاب والسفك على مرأى من العالم ومسمعه، الذي لا يفهم إلا بلغة واحدة، لغة الأقوياء، الذين يفرضون ما يريدون على هذه الأرض، ولكننا بإيماننا وبوحدة صفنا نعتز بإذن الله، وما الشام عنا ببعيد وفعلوا فيها ما فعلوا وقتلوا وذبحوا، ولكن التدبير الرباني قدّر لنا أن تعود لنا بإذن الله تعالى الى المكان الذي لا بد أن تكون فيه ..”.

وتابع الجوزو: “يأتي العيد على بلدنا الحبيب لبنان، الذي نعيش فيه جميعاً، كوطن وكمواطنين، وهناك من يشاركوننا في هذا الوطن، ويطالبون أن يكون وطنا نهائيا لكل المواطنين في هذا البلد، ولكن يقولون في كثير من الأحيان ما لا يفعلون للأسف الشديد . نحن عندما إخترنا أن نتشارك في هذا الوطن، وإخترنا أن نكون جميعاً يداً واحدة نتعاون على بناء الوطن، سعدنا أن يكون هناك تقدما على مستوى السلطة والبنية السياسية، فأملنا كبير في هذه المرحلة الجديدة، ولكن يبدو أن هناك من لا يرد لهذه المرحلة أن تسير بالشكل المطلوب، فيبدو أن هناك من يريد أن تكون هذه المرحلة فيها من الأزمات، فكل خطاب طائفي في هذه الأيام، هو خطاب تدميري للوطن، فعندما تقول لي اريد أن أستقل بنفسي، فأنت تقول لي أنك تريد أن تنهي هذا الوطن، هذا الوطن ليس إختيارا لك تقرر متى تشاء أن تخرج منه أو تدخل اليه، هذا الوطن هو قرار تأسيسي منذ أن بني هذا البلد، وعندما إخترنا أن نعيش مع بعضنا وأن لا نعد بالأرقام والأعداد، وتنازلنا عن ذلك لأجل شركائنا، كان ذلك لأننا إخترنا وطنا نعيش فيه. أما اليوم بدأنا نسمع خطابات، حول تقسيم وفصل هذه البلدة وتلك، ونريد فصل هذه المنطقة الفلانية، فهذا غير مقبول، ونقول لرأس السلطة الذي وضعنا آمالنا عليه، وعلى أهل السلطة، هذا الطريق إن مشيتم به، فهو طريق لن يسر أحدا ولن تكون خاتمته خيرا، الحرية لها حدود، فعليكم أن تتداركوا الأمر قبل أن ننتقل من مكان الى مكان آخر، وقبل أن نجد أنفسنا أمام فوضى لا تنتهي، فالطريق اذا بدأت في جبل لبنان لن تنهي فيه، بل ستنسحب على معظم المناطق ولن تتوقف عند هذه البلدة أو تلك .. فإذا بدأنا عهدنا بهذه الطريقة، فإننا سنكون أمام واقع مخيف لا بد أن نحذر منه جميعاً “.

بعدها تقبل الجوزو والمشايخ التهاني بالعيد من المصلين .