*قالت لي الأيام*
..نعم لقد
كبرنا بهدوء! ..
كبرنا لدرجة اننا لم نعُد نبحث عن أصدقاء جُدد ،أو حتى على أشخاص يُحبوننا ونُحبهم..ونحرص على اللقاء بهم باستمرار ..
كبِرنا لدرجة اننا نرتدي نفس الملابس لأيام متتالية ، دون أن نشعر بالحرَج…
كبرنا لدرجة أننا أصبحنا نخافُ على أهلنا بدلا من الخوف منهم..
توقفنا عن مجادلة أحد، حتى وإن كنا على صواب.. أصبحنا نترك الأيام تُثبت صحةَ وجهة نظرنا..
كبرنا لدرجة إنه ما عدنا نتحدث مع أحد عما يحدث معنا، ولا عما يؤلمنا. وصرنا نداوي جراحنا بأنفسنا..
كبِرنا وصرنا نفرح بصمت ونبكي بصمت ونضحك بابتسامة..
لم نعد نهتم بنوع الهاتف الذي نمتلكه،
ولا نوع السيارة او رقمها … دون ان نخجل مما نملك..
لم يعد للمظاهر معنى كبير في حياتنا، كما كنا نحرص بالسابق !
ولم نعد نتاثر بمعسول الكلام! أصبحنا نريد افعالا من القلب..
لم نعد نستهزئ بالغير…. بل صرنا نقول (الله يعين الناس)..
كبرنا ، وصرنا نعطي صدقةً للفقير ونساعدُ المحتاج رغم ضعفنا ..وكأننا ندخّر ما ننفقه لآخرتنا التي تقترب!
كبرنا وعرفنا ان المظاهر خدّاعة، وتعلمنا إنه ليس كل ما يلمع ذهبا، وأن حبل الكذب قصير.. صرنا نعرف من يضحك علينا. بل ونتركه يصدّق نفسه بأنه استغفلنا..!
صرنا نعرف متى نسامح ولا ننتقم، ومتى نتغابى ومتى نعدّيها بكيفنا، وتعلمنا ألا ننتظر أي شيء من أحد ..ولا نتأمل بأحد . بل تعلمنا كيف نكتفي بأنفسنا، نقاسمها افراحنا والآلام..وصرنا الى الله اقرب!
تعلمنا متى نثق وبمن نثق!
كبرنا..
نعم كبرنا ، و كبرنا بهدوء .
انه الزمن!.. ونحن بين يديه في رحلة شارفت على نهاياتهامع اشراقة كل شمس او حلول كل مساء، لتخبرنا اننا كبرنا ..نعم كبرنا بهدوء ولربما اقتربت ساعة الرحيل !
ن.س