“رمضان” شهر الأسرة بامتياز.
هو شهر مفضل ومبارك لدى المسلمين والمسيحيين، ففيه يكثر الخير وتعم البركة ويضاعف الأجر ، أما تسميته برمضان فجاءت بالأصل من كلمة رمض لأنه يرمض الذنوب ويحرقها بالأعمال الصالحة .
الفائز من يستثمر في هذا الشهر المبارك و يحقق التوازن بين العمل والعبادة، غير أن للصيام فوائد صحية مهمة ينظف الجسم من السموم المتراكمة خلال العام .
هذا الشهر فرصة لتعزيز وتقوية الروابط الأسرية .
لكن نلاحظ اليوم وبسبب المشاغل والمشاكل الحياتية قليلا ما تجتمع الأسرة مع بعضها البعض في أوقات تناول الطعام كما أن الجلوس على المائدة الواحدة هي طقوس بدأت بالإندثار .
_ أصبح نمط الحياة سريع فلا يستطيع الفرد أن يلتزم بمواعيد عودته إلى البيت في أوقات تناول الوجبات مع أسرته .
_الحياة الأسرية أصابها الخلل، تغيرت النفوس و بدأنا نفتقد للجلسات العائلية فلا يوجد إنسجام.
“هنا يأتي الشهر الكريم المبارك ليلم شمل الأسرة في نفس التوقيت على “مائدة الطعام” التي بدأت تندثر في زمن سيطرت فيه العولمة وجاءت مكانها مائدة تلبس لباس السرعة والتكنولوجيا والوجبات السريعة.
و بما أن الحياة الأسرية لها تأثير كبير على الصحة العقلية والمشاركة فيها تحسن من مستوى الصحة الذهنية، يعتبر شهر رمضان من أجمل الشهور في السنة، يلتقي فيه الأحبة على مائدة رمضانية (الآباء،الأبناء،الأحفاد،الأصدقاء،الأقارب،،،) ضمن أجواء من المودة والألفة والمحبة .
فرمضان ليس مجرد شهر للصيام والعبادة فقط بل هو شهر الروحانيات والدفء العائلي ومن أهم الأشخاص الذين يضفون على هذا الشهر نكهته الخاصة هي “ست البيت” التي تجهز أشهى الأطباق بأفضل صورة مع مساعدة أفراد العائلة لها ، هذا التعاون هو قيم تنعكس فوائدها بخلق ذكريات جميلة في النفوس .
فلنشكر الله على هذا الشهر الفضيل مع الحرص على عدم الإسراف والتبذير في المأكل ذلك أن الإنسان إن أعطى نفسه كل ما يشتهي من غير ضوابط دخل التكبر إلى نفسه ولم يشعر بجوع وفقر من حوله.
فرسالة شهر رمضان هي التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة والشعور بدفء العائلة وأن يشعر الغني بحال الفقير ومدى حاجته إلى الرحمة فيدعوه ذلك إلى الإحسان والاكثار من الصدقات وهذه حكمة من حكم رب العالمين.
سائلين المولى عز وجل أن يختم لنا هذا الشهر برضاه عنا والعتق من النار والأمن والأمان لنا ولأولادنا وأن يعيده علينا بالخير واليمن والبركات .
كل عام وأنتم سالمين
رمضان كريم
