أحيت رابطة ألأخويات الأم – اقليم زحلة عيدها السنوي وعيد سيدة البشارة بقداس احتفالي في كاتدرائية سيدة النجاة احتفل به رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم بمشاركة النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم والمرشد الإقليمي للأخويات الأب جوزف شربل، بحضور كثيف للأخويات من مختلف رعايا زحلة.
بعد الإنجيل المقدس كان لسيادته عظة هنأ فيها اللجنة الإقليمية بعيدها السنوي وتحدث عن دور الأخويات فقال :
” أيها الأحباء في المسيح،
نحتفل اليوم بعيد البشارة، هذا الحدث الخلاصي العظيم الذي غيّر وجه التاريخ وأضاء درب البشرية بنور الرجاء. إن عيد البشارة ليس مجرد ذكرى لواقعة حدثت منذ ألفي عام، بل هو نداء متجدد لكل مؤمن ومؤمنة، وخاصة لكنّ أيتها الأخوات العزيزات، أعضاء أخويات البشارة، اللواتي اخترتن اسم العذراء مريم كشعار ورسالة التزام في مسيرتكنّ الروحية والخدمية”.
واضاف:” عندما نتأمل في مشهد البشارة، نقف بإعجاب أمام شخصية مريم العذراء، هذه الفتاة المتواضعة من الناصرة، التي لم تكن تعيش في القصور، ولم تحطّ بها مظاهر القوة البشرية، لكنها كانت مملوءة من النعمة، متيقظة للقيم الإلهية، ومُصغية لصوت الله في حياتها. فعندما جاءها الملاك جبرائيل يحمل البشارة العظيمة، لم تتردد ولم تتراجع، بل أصغت، سألت، تأملت، ثم أجابت بتواضع العابدين وثقة الملتزمين: “ها أنا أمة الرب، فليكن لي بحسب قولك”. بهذه الكلمات، فتحت مريم قلبها بالكامل لإرادة الله، وسلمت ذاتها له دون شروط، فصارت أم المخلّص وأم الكنيسة وأمنا جميعًا”.
وتابع :” إن التزام مريم لا يقتصر على قبول إرادة الله، بل يمتد ليكون شهادة حيّة للإيمان العامل بالمحبة. لم تبقَ في عزلة تتأمل في سر التجسد وحدها، بل سارعت إلى الجبال لتخدم نسيبتها أليصابات، تعلمنا أن الإيمان ليس انعزالاً، بل انطلاق للخدمة، ليس مجرد تأمل، بل فعل محبة يتجلى في العطاء. وهنا، نجد النموذج الذي ينبغي لكنّ أن تحتذين به، أيتها الأخوات، في رسالتكنّ داخل الأخويات. فكما حملت مريم المسيح في أحشائها، أنتنّ مدعوات إلى حمله في قلوبكنّ وأعمالكنّ، إلى أن تكون حياتكنّ بشارة حيّة للمحبة والرحمة والالتزام المسيحي العميق.
إن روح الأخويات يجب أن تكون امتدادًا لروح مريم العذراء، روح الطاعة لإرادة الله، روح الخدمة المتفانية، وروح الصلاة العميقة التي تجعل من كلّ عمل شهادة حبّ لله والقريب. في عالمنا اليوم، الذي تسوده الماديات ويهيمن عليه السعي وراء المصالح الشخصية، أنتنّ مدعوات لأن تكنّ علامة مضيئة للرجاء، أن تبرهنّ أن الحياة المسيحية ليست فقط التزامات طقسية، بل هي نمط حياة يرتكز على الإيمان العميق، المحبة الصادقة، والخدمة المجانية”.
واردف:” مريم لم تكن فقط منفتحة على الله، بل كانت مستعدة للذهاب إلى الآخر، إلى حيث يوجد الألم والحاجة. وهكذا، رسالتكنّ كأعضاء في أخوية البشارة لا تنحصر داخل جدران الكنيسة، بل تمتد إلى بيوتكنّ، إلى أماكن عملكنّ، إلى الفقراء والمحتاجين، إلى كل مكان يمكن أن تصل إليه يد المحبة. فكلّ أخوية هي انعكاس لحضور الكنيسة في المجتمع، وكلّ عضوة هي سفيرة المسيح في محيطها.
لقد أطاعت مريم دعوة الله، وواجهت الصعوبات بثقة وإيمان. لم يكن طريقها سهلًا، ولم تكن أمومتها للمسيح طريقًا مريحًا، بل كان طريقًا محفوفًا بالألم، لكنه مكلل بالمجد. وهكذا، التزامكنّ في الأخوية لن يكون خاليًا من التحديات، لكن ثقن أن كل تعب، كل تضحية، كل عمل محبة، له قيمته أمام الله. فأنتم لستن وحدكنّ في هذا الطريق، بل هو ذاته الطريق الذي سلكته مريم، والطريق الذي سار عليه القديسون، والطريق الذي تقودكنّ إليه الكنيسة لتكونن شاهدات للفرح الإلهي في هذا العالم”.
وختم المطران ابرهيم :” أيتها الأخوات، احملن قلب مريم في قلوبكنّ، صلين مثلها، أخدمن مثلها، أحببن مثلها، وكونوا بشارة حية في عالم اليوم. اجعلن من حياتكنّ نشيدًا يمجد الله، ليكن شعاركنّ “ها أنا أمة الرب”، ولتكن أفعالكنّ صدى لهذه الكلمات، في كل يوم، وفي كل مكان، ومع كل شخص تلتقينه.
أطلب من الرب، بشفاعة أمنا مريم العذراء، أن يبارككنّ، ويعطيكنّ نعمة الثبات في رسالتكنّ، وينير قلوبكنّ بنور البشارة، لتبقين مشاعل مضيئة تنشر حب الله في العالم. آمين.”
بعد العظة اقسم اعضاء الأخويات رتبة تجديد الوعد امام مريم العذراء سيدة البشارة، المطران ابراهيم، الأرشمندريت حكيم والمرشد الإقليمي الأب شربل.
وفي نهاية القداس قدمت رئيسة الإقليم السيدة سمر ساسين واعضاء الإقليم درعاً تكريمية للمطران ابراهيم، ودروعاً تقديرية لأخويات سيدة البشارة في الرعايا.
بعد القداس انتقل الحضور الى قاعة المطران اندره حداد حيث كانت كلمة للسيدة ساسين شكرت فيها المطران ابراهيم على احتفاله بالذبيحة الإلهية في عيد اللجنة وعلى محبته ورعايته للجميع، واكدت على تكرار هذا الحدث سنوياً في سيدة النجاة.
وجرى قطع قالب حلوى بالمناسبة والتقى الجميع حول مائدة محبة.
