في 11 آذار/مارس من العام الماضي، أعلنت منظمة الصحة العالمية أزمة فيروس كورونا “جائحة عالمية” التي ذهب ضحيتها أكثر من مليوني شخص وإصابة أكثر من 118 مليون به.
في البداية، توقع الجميع أن الأوضاع غير الاستثنائية ستستمر لأيام، أو لأسابيع أو حتى لأشهر، حتى بات هناك يقينا أن الوضع “سيستغرق سنوات” للعودة مجددا إلى الحياة الطبيعية التي كانت ما قبل ظهور فيروس كورونا المستجد.
وفي 11 آذار/مارس 2020، عندما أعلنت منظمة الصحة العالمية تفشي الجائحة لم يكن بوسع أحد توقع هذا القدر من الوفيات والإصابات بالفيروس حول العالم؛ الاقتصادات المدمرة؛ والحياة المعطلة.
في 11 آذار/مارس 2020، بلغ عدد الحالات المؤكدة المصابة بفيروس كورونا 125 ألفا، والوفيات أقل من 5 آلاف. أما اليوم، عشية 11 آذار مارس 2021 فقد وصل عدد المصابين عالميا إلى 118 مليونا، وأكثر من 2.6 ملايين متوفٍ.
ـ أحداث الـ11 من آذار/مارس 2020:
في ذلك اليوم، أغلقت إيطاليا المتاجر والمطاعم بعد فرضها إغلاقا عاما من أجل التصدي لـ10 آلاف إصابة بكورونا سجلتها.
علقت الرابطة الوطنية لكرة السلة في الولايات المتحدة موسمها، وأعلن الممثل توم هانكس، وهو يصور فيلما في أستراليا أنه مصاب بالفيروس.
في مساء ذلك اليوم، خاطب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مواطنيه من المكتب البيضاوي، معلنا فرض قيود على السفر من أوروبا؛ فاكتظت المطارات بحشود في الأيام التي تلت ذلك.
وكانت تلك، بالنسبة لمعظم العالم، مجرد البداية.
– تطور الجائحة
أصبحت الولايات المتحدة مع توالي الأشهر، أكثر دول العالم تضررًا من فيروس كورونا حيث سجلت نحو 29 مليون مصاب وما يزيد عن 527 ألف وفاة.
وشهدت جنوب إفريقيا أسوأ تجربة في القارة السوداء مع الفيروس. وسجلت الدولة التي يبلغ عدد سكانها 60 مليون نسمة أكثر من 1.5 مليون حالة إصابة مؤكدة، وأكثر من 50 ألف حالة وفاة.
كما تحولت أوروبا لا سيما كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا إلى بؤر جديدة لتفشي الفيروس بعد أن كانت إيطاليا الضحية الأولى في القارة جراء الجائحة.
وظهرت في سبتمبر/ أيلول الماضي، سلالة جديدة من فيروس كورونا، تم رصدها لأول مرة في مقاطعة كينت البريطانية، وصنفت بأنها أوسع انتشارا من الأولى لكن أقل فتكا.
فيما بعد، انتشرت السلالة الجديدة من كورونا في نحو 50 دولة، واستمرت في التحوّر فظهرت سلالة جديدة نسبت إلى جنوب إفريقيا.
وفرضت هولندا حظر تجوال هو الأول في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية؛ لمكافحة الموجة الثانية من الجائحة؛ ما أشعل غضب المواطنين ونتج عنه احتجاجات عنيفة في البلاد.
– نهاية الجائحة
وأملاً في انتهاء الجائحة، اعتمدت عدة دول بشكل رسمي عددا من اللقاحات، أبرزها لقاح التحالف الأمريكي ـ الألماني (فايزر ـ بيونتيك)، واللقاح الأمريكي (موديرنا)، واللقاح البريطاني أسترازينيكا، واللقاح الصيني (سينوفاك) واللقاح الروسي (سبوتنيك 5).
خلق اعتماد ومنح تراخيص استخدام في حالات الطوارئ لعدد من اللقاحات في مختلف دول العالم، أملا في نفوس سكان العالم، إلا أن خبراء حذروا من استمرار الجائحة إلى حين الانتهاء من تطعيم 60% من سكان العالم بشكل كامل.
أطلقت منظمة الصحة العالمية برنامج لقاحات مجاني أطلقت عليه اسم “كوفاكس” لتوفير اللقاحات للدول الفقيرة ومتوسطة الدخل، في ظل مساعي الدول الغنية لاحتكار اللقاحات.
وما زال العالم ينتظر انتهاء الجائحة التي لم تعد أزمة استثنائية، فلا شيء يعود إلى ما كان عليه.