اعتبر المفتي الشيخ حسن شريفة إمام مسجد الصفا خلال خطبة الجمعة أن “شهر رمضان شهر الرحمة والمغفرة والبركة” ، وقال:”إن اكبر الجوائز التي أنعم الله علينا بها هي أن بعث لنا نبيا منا من بني قومنا هاديا ومرشدا حيث قال الله تعالى: (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين ) هذا النبي الذي علمنا حقوق الإنسان، من وصاياه للمسلمين فى الحروب : “لا تقطعوا شجرة .. ولا تقتلوا امرأة ولا صبيا ولا وليدا ولا شيخا كبيرا ولا مريضا” وأعطى صلاة كيف يكون المسلم بقوله : (المسلم من سلم الناس من لسانه ويده ) إلى ماهنالك من وصايا وارشادات تحفظ المجتمعات وتصون كرامتهم . هذه التوجيهات تحتاج الى الإنسان المسلم العاقل ليكون بمقدوره تحمل الرسالة، اما اذا كان من الهمج والرعاع يكون مدمرا للرسالة وتعاليمها حيث يتحرك من خلال بغض وكراهية، فيلوث المبادىء الدينية بنزعة تكفيرية يحكم عليها عدم تقبل الآخر ،وهذا السبب الرئيس الذي أدى إلى ارتكاب المجازر في الساحل السوري بتطهير طائفي ومذهبي لم ينجُ من ذلك الاجرام لا شيخ ولا طفل ولا امرأة بمخالف واضحة لكل تعاليم الدين والرسالة “.
وأسف لـ”الشدة والغلظة على أبناء الوطن الواحد بينما إسرائيل تسرح وتمرح على مقربة من العاصمة دمشق ويغض الطرف عنها، حتى حبر الاستنكار غاب عن أوراق أهل الشأن”.
وحيا المفتي شريفة “التظاهرة في ساحة دمشق الرافضة لتلك المجازر”، مستغربا “غياب الاعلام عن هذه المشاهد الدموية المؤلة بينما لم ينقطع البث المباشر عن سجن صيدنايا لأيام”.
وقال: “نحن في لبنان لا نعمل بعصبية ولا بردات فعل غير مدروسة بل سنبقى دائما ندعو إلى نبذ الفرقة والعنف ورفض الفتنة ودعوتنا دائما إلى التلاقي والحوار بين جميع المكونات على اساس إنساني يتقبل الآخر”.
وفي الشأن الداخلي هنأ بـ “خطوة التعيينات الأمنية وبارك الأجواء الايجابية المرافقة للتعيينات”، متمنيا أن “ينسحب الجو الهادىء على كل المواقع الإدارية تمهيدا لانتظام عمل المؤسسات وتسهيلا لامور المواطنين وإنصاف الأساتذة المتعاقدين في الجامعة اللبنانية عبر إقرار ملف تفرغهم الذي يناضل من أجله الأساتذة منذ أكثر من عشر سنوات” ، وراى أن “الاستثمار بالعلم والقطاع التربوي هو أنجع خطوات الإصلاح وبناء الإنسان والمجتمع”.
وتوجه إلى “المطالبين بسحب سلاح المقاومة” بالقول : “مهلا إن العربدة الاسرائيلية اليومية وعصيانها القرارات الدولية تجعلنا نفكر الف مرة باي قرار ممكن ان يتخذ”.
ختم: “اننا في مرحلة صعبة على مستوى وطننا والاقليم وهناك متغيرات فرضت نفسها علينا لا بد من مواجهتها بحكمة ودراية وارادة توافقية كي نستطيع العبور فعلا الى مساحة الأمان والاطمئنان التي ينشدها جميع اللبنانيين”.
