أقامت جمعية تجار ساحة جمال عبد الناصر التل احتفال اطلاق فعاليات “طرابلس تنبض من جديد” والاعلان عن تفعيل ساعة التل واعادة تشغيلها بمبادرة من الجمعية، بمناسبة بدء شهر رمضان المبارك برعاية وزير الثقافة غسان سلامة وممثلا بمدير عام الثقافة الدكتور علي الصمد، وقد شارك النائب ايلي خوري والسيدة سليمة اشرف ريفي الى رئيس بلدية طرابلس رياض يمق وممثل لمفتي طرابلس الشيخ محمد طارق امام وممثل عن مطران طرابلس والكوره وتوابعهما للروم الارثوذكس المطران افرام كرياكوس وممثل للنائب فيصل كرامي وممثل للامين العام لـ”تيار المستقبل” احمد الحريري ورئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في لبنان الشمالي شادي السيد والمسؤول السياسي في الجماعة الإسلامية في طرابلس ايهاب نافع ونائب نقيب المحررين غسان ريفي وحضور شعبي .
بداية النشيد الوطني اللبناني ثم القى رئيس الجمعية عامر رحيم كلمة قال فيها: “طرابلس تحتاج في كل وقت لكي ينبض قلبها ولكي تنتفض شرايينها ولكي تدب الحياة في اوصالها، تستحق منا كل همة وكل عمل وكل جهد وكل اندفاعة تحفظ تراثها وترفع من شان واقعها . واننا مسؤولون في طرابلس عن ايجاد وإطلاق مسار جديد وان نتلمس طريقا حقيقية لانماء واقعي اقتصادي لمدينة طرابلس ، وذلك انطلاقا طبعا وقطعا من ساحة التل ووصولا الى باب الحديد ثم الى عمق باب التبانه، ووصولا ايضا الى باب الرمل ثم الى معرض رشيد كرامي الدولي، ووصولا الى كل مداخل المدينة”.
أضاف: “فشلت كل المحاولات خلال السنوات الماضية في التوصل الى انتظام حقيقي وتنظيم مدني للمخططات العلمية والواقعية لاسواق طرابلس وخاصة لساحة التل ، خطو تزاوج بين تراث المدينة وتاريخها وحاجاتها التجارية وضرورات السياحة والتنمية الاقتصادية والتجارية ، فسقطت كل الدراسات وبقيت الطرقات متشابكة، وزحمة السير تخنق في المواسم المدينه، كل ذلك لاننا لم نقدر ان نصيغ دراسة واضحة قيمة للمدينة انطلاقا من ساحة التل ووصولا اليها، ولذلك سعينا وتطلعنا دائما في الساحه الى اطلاق حيوية وضخ دم جديد علنا في ذلك ندفع العجلة فنحرك المياه الراكدة، وندفع التجارة والاقتصاد الى واقع جديد مطلوب”.
وتابع: “القضية اكبر بكثير من احتفال هنا او مناسبة هناك ، وندرك ايضا ان المسألة اكبر من احتفال عادي او مبادرة تطلق احتفالا او موسما او خطة مؤقتة لايام او حتى لشهر او حتى لاشهر ، لذلك لا بد من خطة دائمة ومسار طويل الامد لتغيير الواقع الحالي نخو واقع افضل يتلمس حاجات الحاضر ويؤمن ضرورات المستقبل”.
وقدر رحيم “الدعوة التي اطلقها وزير الثقافة السابق القاضي محمد وسام المرتضى لاعتماد مدينة طرابلس مدينة دائمه ابدية للثقافة ، وهي كذلك كانت وتبقى ، ونتاج ان نعيدها ولكن اذا ما عرفنا كيف نستخدم تراثها العلمي وميزاتها الثقافيه وميزات اهلها وقدراتهم وما يتمتعون به في هذا المضمار”.
وختم: “ان مهرجان طرابلس تنبض من جديد هو محطة امل وهو محطة تطلع واثقة وجدية وحقيقيه في حين ان المستقبل تحدده المحطات الآتية و والاعمال المتتالية والزرع الذي ينتج مواسم خير وعطاء. ويسرنا في المناسبة ان نعلن عن اعادة تفعيل ساعة التل التي تحمل اسم السلطان عبد الحميد وهي رمز من رموز التاريخ وهي صامدة كمعلم اساسي تزين وسط المدينة ليل نهار ، وصوتها الذي نريده ان يخرج منها دائما ، انما نتمناه مؤنسا للفضاءات والساحات والباحات وصولا الى عمق المدينة”.
يمق
من جهته لفت يمق الى ان “هذا النشاط يعيدنا الى الرقي والتاريخ والاصالة التي تجسدت في طرابلس عبر العصور، وهو عمل يعيد الفيحاء الى دورها الريادي وهويتها وتاريخها، وهنا نأمل ان يتجرأ ابناء طرابلس الميسورين على الاستثمار في مشاريع تراثية وسياحية لاعادة أمجاد مدينة طرابلس القديمة الاثرية ونفض غبار الزمن عنها وإعادة الحياة لكل منطقة التل والأسواق المحيطة لتعود الى سابق عهدها حركة تجارية وقُبلة للسواح والزوار”.
وقال: “إن طرابلس تملك كنزاً أثرياً مهملاً يتجسد في مدينتها القديمة وبقلعتها وأسواقها وأحيائها وأزقتها ومساجدها وكنائسها وخاناتها وحماماتها ومنازلها وهي آثار تنتمي لعدة عصور من الفينقيين واليونان الى العرب والصليبيين والمماليك العثمانيين، وصولا الى الانتداب الفرنسي، لذلك ندعو معالي وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة المحب لطرابلس العمل على وضع مدينة طرابلس بكل كنوزها على لائحة التراث العالمي وتفعيلها، والعمل على إصدار قانون من مجلس النواب يحمي المدينة القديمة ويحفظ مبانيها الخاصة بتدخل من البلدية بشكل استثنائي في إطار تطبيق اللامركزية الإدارية لأن هذا الكنز التاريخي يشكل اهم مشروع تنموي يمكن أن ينهض بالمدينة ويجذب الزوار من كل أصقاع الأرض، الأمر الذي يخفف من حالة الفقر والحرمان والبطالة التي تعيشها المدينة منذ عقود، ويخدم سياسة النهوض الاقتصادي لمعالجة الأزمة التي يمر بها الوطن منذ سنوات”.
أضاف: “اننا في مجلس بلدية طرابلس هدفنا مد يد المساعدة والعمل سوية مع الجميع لاعادة الحركة النشطة لكل الاسواق، ونعمل على تشجيع كل المشاريع المثمرة التي تدفع التنمية والانماء، وظيفتنا كبلدية تنمية المدينة ودفع مشاريعها الى الأمام، ودائما الشراكة هي الاساس لانجاح العمل، الشراكة بين السلطات المحلية البلدية والقطاع الخاص والمجتمع المدني، وذلك لبناء اسس سليمة للتنمية المستدامة، ولكي ننال ثقة اهلنا في المدينة التي نحب ونعمل لأجلها، ولا شك فإن مشروع “طرابلس تنبض من جديد” وجهود لجنة تجار ساحة عبد الناصر، يعد فرصة للتعبير عن الابتكار في مجالات السياحة الداخلية، وتعزيز التنمية المحلية واستثمار الموقع الفريد لمنطقة التل وساعتها العثمانية الفريدة ومقهى فهيم الاثري ومبانيها التراثية”.
خوري
والقى النائب إيلي خوري كلمة قال فيها: “في البداية، أود أن أتوجه بالشكر إلى أصحاب هذه المبادرة والمنظمين، على جهودهم الكبيرة في إعادة الحياة إلى معلم تاريخي لطالما كان شاهدًا على محطات مهمة من تاريخ مدينتنا العريقة. اليوم، وبعد عشر سنوات من التوقف، ها هي ساعة طرابلس تدق من جديد. إن إعادة تشغيل هذه الساعة، في هذا التوقيت تحديدًا، ليست مجرد عملية إصلاح فني، بل هي رسالة واضحة تحمل في طياتها دلالات كبيرة، إذ تتزامن مع مسيرة استعادة الدولة التي نطمح إليها جميعًا في هذا العهد الجديد”.
أضاف: “لقد أثبتت الأحداث الأخيرة أن زمن الاستقواء على القضاء والقوانين قد ولّى، فحين يتحرك القضاء لمحاسبة المعتدين على قوات اليونيفيل، وحين تصدر مذكرات توقيف بحق المتورطين في اعمال الشغب على طريق المطار، وحين يعلن رئيس الجمهورية،مام الموفد الإيراني وبكل وضوح، أن لبنان لن يتحمل حروب الآخرين بعد اليوم، فإننا نستطيع أن نقول بكل ثقة: لقد دقت ساعة استعادة الدولة، ومعها دقت ساعة طرابلس التي انتظرت طويلًا عودة الدولة وناضلت من أجل ذلك”.
وتابع: “إن هذه الساعة، التي شهدت فترات ازدهار المدينة كما شهدت فترات الإهمال والصراعات، تعود اليوم مع عودة الدولة لتكون رمزًا لاستعادة الدور الريادي لطرابلس. هذه الساعة هي ساعة طرابلس، إنها نبض طرابلس، نبض الدولة، نبض السيادة و الاستقلال،،، نبض لبنان. ان النور الذي يشعّ منها ليس إلا امتدادًا للنور الذي بدأ يضيء في سماء لبنان والمنطقة”.
وقال: “إن هذه المبادرة وغيرها من المبادرات تعكس إرادة أبناء طرابلس في النهوض بمدينتهم من جديد. ونحن، بدورنا، سنكون أوفياء للثقة التي منحنا إيّاها أبناء المدينة، وسنعمل على إعادة طرابلس إلى دورها الطبيعي كمركز اقتصادي حيوي في لبنان. و هذه الخطوة بدأناها مع هذه الحكومة التي تعتبر من أفضل الحكومات لما تحتويها من كفاءات عالية و نحن على معرفة شخصية بأغلبهم . و ايمانا مني بضرورة استجلاب الاهتمام الحكومي الذي بدأناه من غرفة التجارة و الصناعة سنعمل على إعادة تنشيط الحركة الاقتصادية و نحنا نعلم جيدا أن طرابلس تحتاج إلى الكثير من العمل والقليل من الكلام. وندرك ايضا حجم المعاناة، ونعلم أن مدينتنا تعاني من نسبة بطالة هي الأعلى في لبنان. لذا، علينا جميعًا، بالتعاون مع الحكومة، أن نضع طرابلس على رأس الأولويات. وأعدكم بأنني سأسعى بكل جهد لتحسين أوضاع المدينة وأهلها، من خلال العمل الجاد والمسؤول في المجلس النيابي”.
أضاف: “لقد عانت طرابلس طويلًا من الإهمال والتهميش، ومن القبضة الأمنية للنظام السوري البائد، وما تبعها من سياسات ظالمة. واليوم، بعد أن استعاد الشعب السوري البطل حريته، وبعد انتظام العمل الحكومي والبرلماني في لبنان، وانطلاق عجلة الإصلاح، فقد آن الأوان لأن تستعيد طرابلس تألقها ودورها الاقتصادي الرائد. فمدينتنا تمتلك كل المقومات اللازمة للنهوض، بدءًا من مرافقها الحيوية، وصولًا إلى الطاقات والكفاءات العالية التي يختزنها أبناؤها”.
وختم: “معًا، وبجهدنا المشترك، سنعيد طرابلس إلى موقعها الطبيعي، وسنعمل يدًا بيد من أجل مستقبل أفضل لمدينتنا وأهلها وأجيالها القادمة”.
عرض تاريخي لتدمري
ثم قدم رئيس لجنه التراث والاثار في بلديه طرابلس خالد تدمري عرضا بالصور لتاريخ ساحة التل توقف عند معالمها والمحطات التي شهدتها ابان الحكم العثماني والتركي وما شهدته من تطور كما توقف عند بناء السرايا الرسمية التي هدمت في وقت لاحق بخطأ محلي ولفت الى مرور سكة الحديد فيها ضمن خطة ايضا اشرف على تمويلها وانشائها السلطان عبد الحميد واستعرض بعد ذلك التطور العمراني في المنطقه وبناء القصور من قبل العائلات الطرابلسية لا سيما نوفل وعريضه وسلطان وغيرهم .ولفت الى تسمية التل المرتبطة بالتلة التي لا تزال موجودة حتى الساعه في قسم منها والتي تعتليها قهوه التل العليا .كما اشار ايضا الى عدد من المباني التي ازيلت من المنطقة وكانت قد بنيت باسلوب هندسي راق ابان الحكم العثماني.
