رأى مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، أن “الصوم فقرٌ إجباري يُشعر النفس الإنسانية بطريقة عملية أنَّ الحياة تكون على أتمّها حين يتساوى الناس في الشعور، لا حين يختلفون، وحين يتعاطون بإحساس الألم الواحد، لا حين يتنازعون بإحساس الأهواء المتعددة”.
وتابع: “تنشأ الرحمة عن الألم، وهذا هو السرّ الاجتماعي في الصوم، إذ يبالغ في منع الغذاء عن الجسم مدة آخرها الطاقة، فتتربى الرحمة في النفس، وتعظم إنسانية الصائم لتشف عن نور وأشعة، خير في الدنيا وريّان في اليوم العصيب: “ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ”.
ولفت إلى أن “شهر الله هو الفرصة الأوفى للتكافل والتعاون والتراحم. ولو صام الناس جميعًا لرأت البشرية معنى البذل كرهاً وطوعاً، زكاةً للنفوس وزكاةً للفلوس”.
وقال: “إذا كان للأوقات عبادة، فعبادة التُّجار الأولى في رمضان هي البعد عن الجشع والطمع والاستغلال. يا معشر التجار، أبشروا بالنار إلا من برَّ وصدق. من احتكر طعاماً أربعين ليلة فقد برئ من الله تعالى، وبرئ الله تعالى منه. وأيُّما أهل بلدة أصبح فيهم امرؤٌ جائعٌ، فقد برئت منهم ذمة الله تعالى”.
تابع: “يستمر العدو في استباحة الأرض والمقدسات، وينتهك كل الاتفاقات الدولية دون وازع أو رادع، فهو لا عهد له ولا ميثاق. نحتاج إلى موقف دولي وعربي حازم لوضع حدٍّ لهذا الإجرام المستمر”.
وأكد أنه “من الواجب الشرعي والأخلاقي إعادة أموال الناس والمودعين إليهم، فهي حقوق محفوظة لا يجوز المساس بها أو هضمها”.
أضاف: “بعد نيل الحكومة الثقة، تتعاظم مسؤولياتها في تحقيق الإصلاح الإداري والاقتصادي. عليها العمل بجدية على مواجهة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية”.
وختم: “يجب رفع الحصانة عن الفاسدين ومحاسبتهم، مهما كانت مناصبهم أو مكانتهم. لا أحد فوق القانون، والمحاسبة واجب لتحقيق العدالة”.
