Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

خلدون الشريف من جامعة البلمند: لبنان دخل في الحقبة الأميركية والأولوية للاستقرار الداخلي

أكّد الدكتور خلدون الشريف أنّ “الاستقرار الداخلي في لبنان يجب أن يكون الأولوية في هذه المرحلة”، مشددًا على أنّ “لبنان دخل في الحقبة الأميركية لكنّ الاهتمام الأميركي في لبنان عادة ما يكون موقّتًا وغير مستدام، فيما الاهتمام الفرنسي في لبنان مستمرّ ودائم ولو كان في كثير من الاحيان بدون قدرات”.

كلام الشريف جاء خلال حضوره ضيفاً، يوم الخميس، في جامعة البلمند ضمن سلسلة “محاضرات الـ27 دقيقة” التي ينظّمها قسم العلوم السياسية والشؤون الدولية في كلية الآداب والعلوم في الجامعة.

وعدّد الشريف المحطات التي مرّ بها الصراع مع اسرائيل منذ العام 1948 وصولاً إلى اليوم، مشيراً إلى دور لبنان في كافة هذه المحطات وكيفية تأثّره بهذا الصراع والعواقب التي كانت تطاله.

ورأى أنّ “المحطّة الأخيرة لدور لبنان في الصراع مع اسرائيل كانت دخول حزب الله في حرب إسناد غزة في 8 أكتوبر 2023”. معتبراً أنّها “كانت حربًا محسوبة بالنسبة لحزب الله، لكن اتّضح أنّ إسرائيل كانت تعدّ العدّة منذ عام 2012 لمثل هذه المواجهة، إضافة إلى أنّ حزب الله كان مخترقًا من الداخل ما كبّده خسائر كبيرة أبرزها اغتيال أمينه العام السيد حسن نصرالله وهو ما أدّى لاحقاً إلى سقوط نظام بشار الأسد في سوريا وانكفاء إيران وتراجع دورها في المنطقة”.

واعتبر الشريف أنّ “لبنان كان بإمكانه أن يصل إلى وضع أفضل وأكثر أمانًا لو تمّ ترسيم الحدود مع إسرائيل على أساس الحدود الدولية، وخط الهدنة منذ رسم الخط الأزرق سيّئ الذكر على يد تيري رود لارسن والذي ترك عن قصد نقاط ربط نزاع”.

وشدّد على أنّ “اهتمام أميركا بلبنان منذ انشائه هو اهتمام موقّت وغير مستدام فيما الاهتمام الفرنسي دائم ومستمر في لبنان ولو كانت أدواته اقل وفعاليته ضعيفة إلا انه اهتمام ثابت”، لافتًا إلى أنّ “الأميركيين دائمًا ما يطرحون حلولاً غير قابلة للتطبيق، وهو ما يبقي جذوة الصراع متقدة في المنطقة”.

وأضاف: “صحيح أنّ حزب الله الإقليمي انتهى بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل، ولكنّ حزب الله اللبناني لا يزال موجودًا بقوته الشعبية والتمثيلية في الداخل ويعدون ليكون  يوم تشييع السيد نصرالله في 23 شباط يوم الاستفتاء على ذلك”.

وشدّد على أنّ “الأولوية في لبنان هي الاستقرار الداخلي ومنع المواجهة الداخلية”

مذكّرًا بأنّ “لبنان بلد توافقي أي لا يمكن اتخاذ قرار بناء على رغبة الآخرين والخارج بل بناء على حاجة لبنان الجامعة ومصلحته العليا، وأمنه واستقراره من هنا كان السؤال المحق عن جدوى الدخول في حرب الإسناد للبنان مثلًا وهو سؤال محق، ومن يريد أن يحكم في لبنان يجب أن يراعي هذه التوازنات الدقيقة”.

وعن مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول تهجير الفلسطينيين من غزّة، أشار الشريف إلى أنّ “القرار بتوطين الفلسطينيين خارج أرضهم وتوسيع حدود إسرائيل ليس قرارًا جديدًا بل كان دائمًا جزءًا من المقترحات الأميركية – الإسرائيلية، فحق العودة كان فقط في رأس الفلسطينيين واللبنانيين والعرب والتهجير كان رغبة ثابتة اسرائيلية طول الوقت”، لافتًا إلى أنّ “الموقف العربي كان نائيًا بنفسه بالمجمل بعد السابع من أكتوبر 2023، عما جرى في غزة وفلسطين، اللهم إلا بعض البيانات من هنا وهناك، واليوم يدفع العرب ثمن موقفهم على قاعدة أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض”.

ولفت إلى أنّ المواقف العربية اليوم هي ردّات فعل على مقترح الرئيس دونالد ترامب، جازمًا أنّ “الموقف السعودي اليوم اصلب بكثير مما كان عليه قبل حرب غزة اذ أنّ المملكة العربية السعودية وضعت شروطًا غير قابلة للمساومة قبل إقامة أي علاقة أو تواصل مع إسرائيل وهي أنّنا لن نقيم أي علاقة مع إسرائيل قبل أن يكون هناك دولة فلسطينية”.

وحذّر الشريف من أنّ “الأردن قد يتعرض للزوال، كما أنّ سوريا المعروفة حاليا قد تزول، ودور المنظمات الأممية انتهى”.