وإذ رحب بالوزير بن فرحان في لبنان، استذكر “الروابط التاريخية بين لبنان والمملكة”، آملا في “أن تتعزز العلاقات الثنائية بين البلدين وتزداد قوة في المجالات كافة.”
كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله، بعد ظهر اليوم، في قصر بعبدا، الوزير السعودي والوفد المرافق.
وكان الوزير بن فرحان وصل إلى القصر الجمهوري، آتيا من مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت، يرافقه وزير الخارجية والمغتربين الدكتور عبد الله بو حبيب، حيث التقاه الرئيس عون والوفد المرافق في صالون السفراء.
في مستهل اللقاء، نقل وزير الخارجية السعودي “تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز إلى الرئيس عون بانتخابه رئيسا للجمهورية، وتمنياتهما له بالتوفيق في قيادة لبنان نحو مرحلة جديدة من الازدهار والنمو والرخاء”.
وأكد بن فرحان “حرص القيادة السعودية على أن يعود لبنان كما كان نبراساً في المنطقة ونموذجا للتعايش والازدهار”، منوها بـ”قيادة الرئيس عون وبخطاب القسم الذي وضع البوصلة في الطريق الصحيح”.
كما أكد أن “المملكة ستكون إلى جانب لبنان وستتابع مسيرته الجديدة خطوة بخطوة، وستعمل مع شركائها في هذا الاتجاه”.
وأشار الرئيس عون إلى أن “خطاب القسم كتب لينفذ، لا سيما أنه عكس إرادة الشعب اللبناني وتحدث بلغته”، آملا في “أن يعود الإخوة السعوديون إلى لبنان من جديد”.
وحدد “أولويات المرحلة المقبلة بعد تشكيل الحكومة بإعادة الإعمار، ومعالجة الوضع الاقتصادي، ودعم الجيش والمؤسسات الأمنية”.
و في هذا السياق، أكد الوزير السعودي “أهمية الإصلاحات التي تعتزم الحكومة الجديدة القيام بها بعد تشكيلها”، لافتا إلى أن “ولي العهد الأمير محمد بن سلمان منفتح على الاقتراحات التي تنقل لبنان إلى مستقبل زاهر”، مشيرا إلى أن “القيادة السعودية تتطلع إلى لقاء قريب مع الرئيس عون لوضع أسس التعاون بين البلدين”، وقال: “رغم التحديات المشتركة التي تواجهنا في المنطقة، إلا أن المملكة تنظر بالتفاؤل لمستقبل لبنان، في ظل النهج الإصلاحي الذي جاء في خطاب فخامة الرئيس بعد تنصيبه، حيث أن تطبيق هذه الإصلاحات من شأنه تعزيز ثقة شركاء لبنان به وفسح المجال لاستعادة مكانته الطبيعية في محيطه العربي والدولي”.
الحضور
وكان حضر اللقاء عن الجانب السعودي: مستشار الامير بن فرحان الأمير يزيد بن فرحان آل سعود، سفير المملكة وليد البخاري، مساعد المدير العام لمكتب الوزير وليد إسماعيل، مسؤول ملف لبنان بندر قطان، ورواد السليم.
وحضر عن الجانب اللبناني إلى الوزير بو حبيب: المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، المستشارة الديبلوماسية السفيرة جان مراد، مدير مكتب رئيس الجمهورية العميد وسيم الحلبي، مستشار العلاقات الدبلوماسية ميشال دو شدرفيان، المستشار السياسي جان عزيز، المستشار الاقتصادي الدكتور فرحات فرحات، ومدير مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا.
كلمة في السجل
وعند انتهاء اللقاء، دون وزير الخارجية السعودي الكلمة الآتية في السجل الذهبي للقصر الجمهوري: “بسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
سعدت وتشرفت بتواجدي في الجمهورية اللبنانية الشقيقة، راجيا المولى عز وجل أن يُوفّقنا جميعا لتحقيق تطلعات قيادتي البلدين وتعزيز وشائج العلاقات بينهما في كل المجالات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
تصريح الأمير بن فرحان
وقبيل مغادرته القصر الجمهوري، أدلى وزير الخارجية السعودي بتصريح قال فيه: “بداية أعرب عن سروري للتواجد في بيروت واللقاء مع فخامة الرئيس جوزاف عون. وقد نقلت لفخامته تهنئة وتحيات خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لمناسبة انتخاب فخامته رئيسا للجمهورية، وتمنياتهما له بالتوفيق في قيادة لبنان لتحقيق ما يتطلع إليه شعبه من استقرار وتقدم ورخاء”.
أضاف: “لقد بحثت مع فخامته مستجدات الأوضاع في لبنان والمنطقة، وأكدت له باستمرار وقوف المملكة إلى جانب لبنان وشعبه الشقيق. كما اعربت له عن إيماننا بأهمية الإصلاحات التي تحدث عنها فخامته في سبيل تجاوز لبنان لأزماته. وثقتنا كبيرة بقدرة فخامة الرئيس ودولة رئيس الوزراء المكلف بالشروع في الإصلاحات اللازمة لتعزيز أمن لبنان واستقراره ووحدته”.
وتابع: “كما تطرقت، خلال حديثي، مع فخامته إلى أهمية الالتزام باتفاقية وقف إطلاق النار، بما يشمل الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية. وأكدت أهمية تطبيق قرار مجلس الأمن 1701 والقرارات الدولية ذات الصلة”.
وختم: “رغم التحديات المشتركة التي تواجهنا في المنطقة، إلا أن المملكة تنظر بالتفاؤل لمستقبل لبنان، في ظل النهج الإصلاحي الذي جاء في خطاب فخامة الرئيس بعد تنصيبه، حيث أن تطبيق هذه الإصلاحات من شأنه تعزيز ثقة شركاء لبنان به وفسح المجال لاستعادة مكانته الطبيعية في محيطه العربي والدولي. ونحن متفائلون بتكاتف القيادة اللبنانية لاغتنام الفرصة والعمل بجدية لتعزيز أمن لبنان وسيادته والحفاظ على مؤسساته ومكتسباته”.