واعرب الرئيس عون عن امله في ان “يستمر التعاون بين لبنان والمفوضية، في سبيل تحقيق الاهداف المشتركة”.
وكان الرئيس عون استقبل قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، غراندي ترافقه مديرة مكتب المفوض السامي في جنيف شهرزاد طادجباخش، المديرة الإقليمية لمكتب المفوضية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا ريما جاموس، كبيرة المستشارين لشؤون الاتصالات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا رولا امين، ليزا أبو خالد وحسام الحريري.
في مستهل اللقاء، هنأ غراندي الرئيس عون على انتخابه، واستذكر لقاءهما خلال شهر تشرين الأول الماضي، منوها بما ابداه الرئيس عون من “ايجابية وقيادة حكيمة على رأس المؤسسة العسكرية”.
وإذ لفت الى “تقديرات المفوضية بعودة اكثر من 200 الف نازح سوري الى بلادهم من الدول التي نزحوا اليها، بما فيها لبنان وسوريا والأردن وغيرها منذ تغيير النظام في سوريا في الثامن من كانون الأول الماضي”، اشار الى ان “هناك عددا آخر يرغب أيضا في العودة”. وقال: “ان استطلاعا للرأي تقوم به المفوضية يظهر زيادة عدد الراغبين بالعودة من حوالى 1 بالمئة الى 30 بالمئة، في غضون أسابيع”.
أضاف: “رسالتنا اليوم هي اننا نريد ان نستثمر بما تحقق ودعم العائدين، وقد باشرنا بالفعل في ذلك”، لافتا الى ان “علاقة المفوضية مع السلطات الجديدة على امتداد الأراضي السورية بناءة، وهم باشروا باعطاء أولوية لمسألة عودة النازحين”، مشيرا الى ان “المفوضية ترغب في العمل مع لبنان على بناء طريقة عملية لدعم هذه العودة، والى أهمية الدور الذي يمكن ان يلعبه رئيس الجمهورية مع المجتمع الدولي تحقيقا لذلك”.
رد الرئيس عون
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مشددا على ان “الهدف الأساس يجب ان يكون عودة النازحين الى بلادهم لا لبقائهم في لبنان الذي لم يعد باستطاعته تحمل عبء ما يشكلونه عليه على مختلف المستويات”.
وإذ لفت الرئيس عون الى “عودة عدد من النازحين بعد التطورات الأخيرة في سوريا”، أشار الى ان “هناك عددا آخر قد دخل الى لبنان بعد تلك التطورات”. وقال: “نريد عودة النازحين في اقرب فرصة ممكنة ونحن حاضرون للتعاون معكم في شتى الوسائل”، مشددا على “أهمية العمل على وقف التسلل عبر جانبي الحدود بين البلدين”.
تصريح غراندي
وبعد اللقاء، قال غراندي في تصريح: “قدمت التهاني لرئيس الجمهورية على انتخابه. لقد وصلت الى لبنان في مستهل زيارتي الى المنطقة التي ستستغرق نحو اسبوع، حيث سأزور سوريا وتركيا والاردن”، واعتبر ان “هدف الزيارة هو البحث في مسألة النازحين السوريين، في ظل التغييرات السياسية الجديدة في سوريا والتي نعتقد انها ستفسح المجال امام هؤلاء النازحين للعودة الى بلدهم ومغادرة الدول التي تستضيفهم، ومن بينها لبنان الذي كان كريماً جداً وبالغ الصبر في استضافتهم قرابة 14 عامأ”.
اضاف: “منذ سقوط النظام السوري في 8 كانون الاول الفائت، فقد عاد، وفق تقديراتنا، نحو 200 الف سوري الى بلدهم من مختلف انحاء العالم. تذكرون انه خلال الحرب الاخيرة التي شهدها لبنان في ايلول وتشرين الاول الماضيين، عاد بالفعل اكثر من 450 الف نازح سوري. وبالتالي، نجد ان هناك عدداً مهماً من النازحين قد عادوا وهم يحتاجون الى الدعم لتكون هذه العودة دائمة. لذلك، من المهم تأمين الدعم المادي ولكن ايضاً اعادة الحياة الى المناطق التي سيحلون فيها، والا فسيعمدون الى المغادرة مجددا وربما العودة الى الدول التي كانت استضافتهم. من هنا، ناشدت، خلال لقائي الرئيس عون، وجوب العمل معاً مع الدول المانحة، لضمان وصول المساعدات الى سوريا لتثبيت العودة وفتح المجال امام الآخرين ليعودوا ايضاً، فهناك مئات الآلاف من النازحين لا يزالون هنا في لبنان وفي تركيا والاردن وغيرها من الدول”.
لقد كان اللقاء مع الرئيس عون ايجابيا جدا، وعلى الرغم من المشاكل الرئيسية التي يواجهها اكانت سياسية او عسكرية، الا انه يركز كثيرا على هذه المسألة وهو على توافق معنا حول الطريقة التي يجب ان نعمل بها”.
وتابع: “سأزور ايضاً الرئيسين نجيب ميقاتي ونواف سلام اليوم، للبحث في امور اكثر عملية حول كيفية تسريع العودة. المهم هو ان نتذكر ان السلطات السورية الجديدة رحبت بعودة النازحين وهو امر جيد، ويجب عليها ايضاً ان تستمر على المسار الايجابي لناحية احترام الاقليات والمحافظة على حقوق الجميع، ونقل سوريا الى افق جديد يمنح الثقة للجميع بمن فيهم النازحون. وسألتقي السيد الشرع يوم السبت لبحث هذه الامور، لانه علينا ان نتعاون جميعاً لمواجهة هذا الموضوع، وهو قد ابلغنا انهم اذ يرحبون بعودة السوريين، الا انهم طلبوا تنظيم العودة بشكل تدريجي وليس دفعة واحدة، لان من شأن هذا الامر خلق مشاكل كثيرة في ظل التحديات العديدة التي تواجهها سوريا حالياً، وهو امر منطقي. لذلك اعتقد انه سيبقى نازحون في الدول التي تستضيفهم ولكن عددهم سيخف تدريجياً، وسنواصل العمل مع هذه الدول في هذا المجال”.
واردف: “اردت ان اكون واضحاً، وكما قلت للرئيس عون فإن الامم المتحدة ستبقى شريكاً مهماً في هذا الجهد مع السلطات اللبنانية، واذكر انه خلال زيارتي الاخيرة الى لبنان، التقيت الرئيس عون في وزارة الدفاع حيث كان قائداً للجيش، وكانت القنابل تنهال على بيروت، وقمنا بكل جهد ممكن في ذلك الوقت لمساعدة النازحين اللبنانيين من البلدات والقرى التي اضطروا الى مغادرتها، ولا زلنا مستعدين لمساعدتهم حتى حل هذه المشكلة”.
حوار
ثم دار بين غراندي والصحافيين الجوار التالي:
سئل عما سيحمله من أفكار الى السلطات السورية حول عودة النازحين، فأجاب: “انه وضع معقد، الأمم المتحدة تضع خطة شاملة حول كيفية مساعدة السلطة السورية الحديثة، للتحرك بالاتجاه الصحيح، ليس فقط في ما يتعلق بالنازحين، بل ايضاً في مختلف التحديات الأخرى، كنظام التعليم، والمياه، والكهرباء، والبنية التحتية، واي قطاع يحتاج الى إعادة البناء، والتعامل مع مسألة العودة سيكون جزءا من هذه الخطة. اخبرت الجميع انه ليس بإمكاننا الانتظار لأن الناس بدأوا بالفعل يعودون الى بلادهم، لذا بدأنا بتنفيذ برنامج لدعم العائدين من دول مختلفة عبر تقديم مساعدات مادية، وغيرها من وسائل الدعم. اذاً ما علينا الآن مناقشته في لبنان هو كيف يمكننا العمل معاً بطريقة عملية مع الحكومة الجديدة من اجل دعم العائدين الى بلادهم، فهناك أمور كثيرة علينا مواجهتها، مثل كيفية تسجيلهم، ومساعدتهم، وماذا يمكن ان نفعل في لبنان، وماذا يمكن ان نفعل بعد عودتهم الى سوريا. وبعدها في سوريا، يجب ان يكونوا جزءا من خطة المساعدة، وعلينا ان نقرر ما هي الأولويات، هل هو السكن، او الأمور القانونية علما ان الكثيرين منهم لديهم مشاكل متعلقة بالملكية. الامر الجيد هو اننا في سوريا لدينا خبرة بالتعامل مع هذه المشاكل، ولدينا أيضا القدرة، وعلينا فقط بدء العمل. الأطراف الثلاثة المعنية في هذا العمل هي الدول المضيفة كلبنان، والدولة المعنية أي سوريا، والدول المانحة التي عليها تقديم الدعم. علينا جميعا ان نعمل معا لمواجهة واحدة من المسائل التي كانت حتى الفترة الاخيرة، بالغة الصعوبة وهي لم تعد كذلك الآن و اليوم لدينا فرصة”.
وردا على سؤال عن وضع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، أجاب: “اللاجئون الفلسطينيون ترعى شؤونهم منظمة الاونروا التي تواجه تحديات كبيرة. الحل لقضية اللاجئين الفلسطينيين يتم فقط حين يتم التوصل الى حل سياسي للنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني. برغم ان المفوضية ليست معنية بذلك، الا اننا نتابع التطورات. عندما تم تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار في غزة الذي سمح للسكان هناك بالتقاط انفاسهم، قلنا ان هذا الاتفاق يجب ان يؤدي الى اتفاق سلمي قابل للحياة، بحيث لا نحتاج الى اتفاق آخر بعد عدة سنوات. وهذا ما يجب العمل عليه الآن بعد إتمام اتفاق وقف اطلاق النار، وفي هذا الاطار يجب النظر الى الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي. ولكن موضوع اللاجئين الفلسطينيين ليس من شأننا كمفوضية، ولسنا منظمة غير حكومية، وعلينا الالتزام بما يتم تفويضنا به من قبل الجمعية العامة للامم المتحدة”.
وفد الصليب الأحمر
واستقبل الرئيس عون وفد الصليب الاحمر اللبناني برئاسة الدكتور انطوان الزغبي الذي القى كلمة، هنأ فيها الرئيس عون بانتخابه، واشاد بـ”المزايا التي عرفه بها الجميع حين كان قائدا للجيش”، واعتبر انه سيكون “املا لغد لبنان ورسالته ودوره”، مشددا على “وقوف جمعية الصليب الاحمر اللبناني الى جانب الرئيس عون”.
وعرض الوفد مطالب الجمعية والمصاعب التي تواجهها للقيام بعملها والمهمات المطلوبة منها على اكمل وجه.
ورد رئيس الجمهورية بالترحيب بالوفد، شاكرا اياه على التهنئة، مقدرا “التضحيات التي يقوم بها الصليب الاحمر والشفافية في تعاطيه مع الناس”، مستذكرا المهمات التي قامت بها هذه الجمعية في مختلف الظروف، “خصوصا في اوقات الحروب والمواجهات العسكرية، ان مع اسرائيل او مع المنظمات الارهابية”.
واعتبر ان “ما يقوم به المتطوعون في الصليب الاحمر، هو قمة الانسانية بهدف خدمة لبنان والمواطنين من دون مقابل وبشجاعة لافتة، وهي اعلى درجات التضحيات”، وأمل ان “تعمل مؤسسات الدولة كافة بالمثل وبالاهداف التي تعمل في ظلها جمعية الصليب الاحمر”، مؤكدا دعمه لها “لتبقى على هذا المسار والنهج”.
وضم الوفد، الأمين العام جورج كتاني، نائب الرئيس فادي الصيداوي، امين الخزينة محمد منصور، مسؤولة قطاع الخدمات الطبية والاجتماعية امينة فواز، مسؤول قطاع بنوك الدم باسل المكاوي، مسؤولة قطاع الإسعاف والطوارىء روزي بولس، مسؤول الدائرة القانونية طوني الزغبي، مسؤول قطاع الناشئين والشباب سامر أبو نادر، مدير قطاع الإسعاف والطوارىء الكسي نعمة، مديرة قطاع بنوك الدم الدكتورة ريتا فغالي، مدير قطاع الخدمات الطبية والاجتماعية حسن سعد، مديرة قطاع الناشئين والشباب مريانا بدر، مدير قطاع إدارة الكوارث زياد الريس ومساعد الأمين العام للشؤون العملانية عبد الله زغيب.
رياشي
وعرض الرئيس عون مع النائب ملحم رياشي، للاوضاع العامة في البلاد في ضوء التطورات السياسية والميدانية التي تشهدها المنطقة.
وفد الجامعة اللبنانية الاميركية
والتقى الرئيس عون رئيس الجامعة اللبنانية الاميركية الدكتور شوقي عبد الله على رأس وفد من الجامعة، ضم، الدكاترة: جورج نصر، نور حجار وكريستيان اوسي، اتى للتهنئة بانتخابه، وللتمني أن يكون هذا الانتخاب “بارقة امل بالنسبة الى لبنان للخروج من ازماته، ومن المشاكل التي يعاني منها”.
وعرض الدكتور عبد الله للرئيس عون، عمل الجامعة والنشاطات التي تقوم بها على الصعد التربوية والاجتماعية، واضعا كل امكاناتها في تصرف رئيس الجمهورية “لناحية التدريس والتدريب والدراسات، والتعاون مع جامعات اخرى للمحافظة على المستوى العالي للتعليم الجامعي في لبنان”.
من جهته، رحب الرئيس عون بالوفد، وهنأ الدكتور عبد الله على تعيينه رئيسا للجامعة، مركزا على “اهمية القطاع الجامعي في لبنان في تخريج جيل شاب قادر على احداث التغييرات اللازمة في مسيرة النهوض التي ستبدأ لاعادة لبنان الى دوره الريادي الذي لطالما لعبه في المنطقة والعالم”.