وقال الأسعد :” هذه الزيارة وتوقيتها تعني بالمباشر عودة السعودية الى لبنان بشكل رسمي، وتؤشر الى المعادلة التي تقول أن عودة المساعدات والاستثمارات العربية والأجنبية وعودة الاعمار الى لبنان ستكون مرتبطة بشكل مباشر بموضوع تأليف الحكومة، على قاعدة ان ما كان سائدا في الماضي واعتادت عليه الاحزاب السياسية والطائفية الحاكمة منذ أكثر من 35 سنة في تشكيل الحكومات في لبنان قد انتهى بحيث انها كانت تسمي الوزراء وتوزع الحقائب بغض النظر عن الكفاءة وترسخ نهج المحاصصة كيفما تشاء، فهذا لم يعد مقبولا في المرحلة المقبلة”.
وأكد انه “لا يمكن ان يكون هناك إصلاح في ظل استمرار سياسة الفساد والمحاصصة، وأن اي محاولة من أي احد لفرض القاعدة التي كانت معتمدة في التعاطي مع الدولة ومؤسساتها واعتماد شعار عفا الله عما مضى واصدار عفو عام عن الفاسدين والمتحاصصين والسارقين والمرتكبين ستكون لها نتائج مدمرة على العهد والدولة والوطن”.
وشدد الاسعد على انه “لا يمكن ان يكون هناك اصلاح من دون عودة الاموال المنهوبة العامة والخاصة ومحاسبة من استولى عليها و هربها الى الخارج”، معتبرا “ان لبنان ليس مفلسا بل هو منهوب”.
واعتبر الاسعد “ان المرحلة الراهنة والمقبلة حساسة جدا ودقيقة، وتشكيل الحكومة في أسرع وقت هو بمثابة حجر الرحى لانطلاقة العهد والانقاذ، والخطر في عدم التشكيل او التأخير ليس فقط على الشعب اللبناني بل له تبعيات وتداعيات امام المجتمع الدولي الذي يطالب بالاسراع في تشكيل هذه الحكومة والمباشرة بالإصلاح والشفافية قبل العودة الى لبنان ودعمه والاستثمار فيه وبالتالي اعماره”.
وتوقع الاسعد “اذا ما استمر التشنج والعرقلة في تأليف الحكومة، فإن اكثر ما يمكن فعله اعتذار الرئيس المكلف عن التأليف وما يترتب على ذلك من فوضى داخلية والدخول في نفق يصعب الخروج منه من دون تداعيات كارثية”، داعيا الافرقاء السياسيين والطائفيين الى “الرأفة والرحمة بالشعب اللبناني وبالوطن اذا ما كانت لديهم بعضا منها، خاصة انها تحكمت عقودا وجربت وخربت وافسدت واخذت حصصها وحققت مكاسبها، وعليها ان تدرك قبل فوات الاوان انه من حق الشعب اللبناني ان يعيش في وطنه بأمان و وامن واستقرار وكرامة”.
ورأى “ان الوضع في الجنوب خطير جدا، لأن هناك من يربط الانسحاب الإسرائيلي بتنفيذ السلطة السياسية الحاكمة في لبنان للقرار 1701 وأن تلتزم بما تعهدت به لجهة نزع السلاح ليس فقط من جنوب الليطاني بل من كل لبنان”، واشار الى “ان العدو الإسرائيلي لن ينسحب من معظم الاراضي اللبنانية ويبدو انه سيحتفظ ببعض المواقع الاستراتيجية حتى التنفيذ الكامل للقرار الدولي1701 وعودة المستوطنين الصهاينة ومستقبلا يتم تسليمها الى الولايات المتحدة او الامم المتحدة”.