Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

النهار: يوم ماكرون: الالتزامات الفرنسية تتجاوز كل السقوف… انفراج واعد في الملف الحكومي بعد لقاء بري – سلام

تجاوزت أبعاد ودلالات زيارة العمل التي قام بها أمس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبنان،  وهي الثالثة له منذ انفجار مرفأ بيروت قبل خمس سنوات، الهدف الرسمي المعلن لها لتهنئة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون بانتخابه لترسم سقفاً لعلّه الأعلى إطلاقاً في التزامات الدعم الفرنسي للبنان في مرحلة “نهوضه” الواعد من الأزمات والحرب والكوارث التي أصابته.

وبدا الرئيس الفرنسي، ان في الخطب والتصريحات التي ألقاها وان في ظهور معالم تفاؤله بما تحقق في لبنان بانتخاب الرئيس عون وانطلاق الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نواف سلام في مهمته، منخرطاً بقوة لا هوادة فيها في تقديم كل أوجه وجوانب الدعم للبنان بدءاً باكمال تنفيذ الالتزامات السابقة كلها ومن ثم بإعلانه عن الاتجاه لعقد مؤتمر دعم دولي جديد للبنان لمساعدته في إعادة اعمار ما هدمته الحرب الأخيرة ووصولاً إلى ما حصل في كواليس لقاءاته مع الرؤساء لجهة مساندة العهد والرئيس المكلف في تجاوز العقدة الشيعية. ولم يكن غريباً ان تتصاعد معالم الإيجابيات في ملف تشكيل الحكومة خلال وجود ماكرون في بيروت علماً انه كان لافتاً للغاية إطلاقه موقفاً صارماً وحازماً من قصر الصنوبر قبيل مغادرته بيروت لجهة التشديد على حصرية سلاح الدولة والا سلاح خارج الدولة.

وأما في الملف الحكومي فإنّ الخلاصات التي أعلنها الرئيس المكلف نواف سلام بعد لقائيه مع الرئيسين عون ونبيه بري بدت كافية لتعميم انطباعات إيجابية لجهة تحقيق سلام أوّل خرق جدي في معالجة الاعتراضات التي كانت وراء مقاطعة الثنائي الشيعي للاستشارات علماً أنّ ما أعلنه سلام لناحية تداول العناوين العريضة لتشكيلة الحكومة يعكس احتمال أن تكون ولادة الحكومة قياسية في سرعتها.

ماكرون

إذاً يوم ماكرون الطويل كانت أبرز محطاته في قصر بعبدا الذي وصله ظهراً وبعد اجتماع ثنائي مع الرئيس عون كانت كلمتان للرئيسين. وطغى طابع وجداني على خطاب الرئيس عون اذ قال “السيد الرئيس، تأتون اليومَ لتهنئتنا. وأنتم تدركون أنّ التهنئة هي للبنان. ولكلِ لبناني. للذين صمدوا وناضلوا وتمسكوا بوطنِهم وأرضهم. للذين عادوا إلى بيوتهم المدمرة أمس، وهم يبتسمون للغد. وللذين رحلوا وعيونُهم علينا. أو سافروا، وأيديهم على حقيبةِ العودة، ينتظرون … وننتظرُهم. قد يطولُ الكلامُ عما يحتاجُ إليه وطنُنا الآن. في السياسةِ والاقتصادِ والأمنِ وشتى المجالات. لكنني اليوم، بإسمِ شعبي، وباسمي شخصياً، أتمنى منكم السيدَ الرئيس أمراً واحداً فقط. أنْ تشهدوا للعالم كلِه، بأنّ ثقةَ اللبنانيين ببلدِهم ودولتِهم قد عادت. وأنّ ثقةَ العالمِ بلبنانَ يجب أن تعودَ كاملة. لأن لبنانَ الحقيقي الأصيل قد عاد. أما الباقي كلُه، فنحن وأنتم وأصدقاؤنا في العالم، قادرون عليه”. وختم: “السيد الرئيس، يقولُ الكاتبُ الفرنسي جان جينيه (Genet)، قوله مرة عنا، “إنّ لبنانَ بلدٌ نتعلمُ فيه كيف نعيش. وخصوصاً كيف نموت”. اليومَ أقولُ لكم، إننا أنجزنا القسمَ الثاني من هذا التعليم، نهائياً وإلى غير رجعة. ومن الآنَ فصاعداً، نحن طلابُ الحياة لا موت فيها.”.

من جهته، أكد ماكرون في خطابه “أن فرنسا تقف إلى جانب لبنان وتلتزم العمل معه، معتبرًا أن انتخاب الرئيس أعاد الأمل لهذا البلد. وتوجه إلى عون: “إنتخبتم رئيسًا للجمهورية ومن 9 كانون الثاني عاد الربيع في فصل الشتاء وفخامة الرئيس أنتم الأمل ورئيس الحكومة سيجسد هذا الأمل فانتخاب اللبنانيين لك أكد على مطالبتهم بالتغيير وإنعاش لبنان، سوف ندعمكم وسندعم هدفكم بلبنان ذات السيادة وهذا شرط لحماية لبنان من الاعتداءات ولاستمرار وقف إطلاق النار مع إسرائيل الذي كان نجاحاً دبلوماسياً”.

وأكد أنّ فرنسا تجدد التزامها تجاه اللبنانيين بإنجاح الترتيبات السياسية الجديدة وأنها ستدعم هدفكم بلبنان ذي سيادة، مضيفًا: “نتطلع لانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي وأن يكون السلاح فقط في يد الجيش اللبناني، و سنعمل على تجنيد المجتمع الدولي لمساعدة لبنان في كل المجالات ويجب تعزيز عمل اليونيفيل للتتمكن مع انجاز مهمتها، سنستمر في تدريب الجنود اللبنانيين وننوه بتطبيق القرار 1701 وسنعمل معكم لترسيم الحدود على طول الخط الأزرق”.

وشدد على وجوب تشكيل حكومة جديدة سريعًا، وقال:” اعرف ان كل القوى السياسية ستتحرك لمواكبتكم ومواكبة رئيس الحكومة المكلف والجميع مجند الى جانبكم لايجاد الحلول، و سننظم خلال زيارتكم فرنسا بعد بضعة أسابيع مؤتمرًا دوليًا لحشد التمويل لاعادة إعمار لبنان وفرنسا ستكون الى جانبكم، ونشدد على ضرورة تنفيذ الاصلاحات على الصعيدين القضائي والمصرفي”.

وبعد المؤتمر، عُقد إجتماع رباعيّ ضم إلى الرئيسين عون وماكرون رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. بعدها وقّع ماكرون على السجل الذهبي في قصر بعبدا، وانضم الجميع الى مأدبة الغداء.

وفي خطاب ألقاه مساء في استقبال أقيم للجالية الفرنسية وحضره حشد من الشخصيات اللبنانية أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن رحلات الطيران الفرنسي ستعود إلى بيروت مطلع شباط المقبل.وقال: ” ناضلنا دبلوماسيا من أجل تحقيق وقف إطلاق النار في لبنان، ونؤكد ألا سلاح خارج سلاح الدولة وستدعم فرنسا الجيش اللبناني من أجل بسط سلطته”.وقال:” لم ننس أي وجه من ضحايا ٤ آب ونحن هنا لنحتفل معكم بالصفحة الجديدة في لبنان”.

وكان ماكرون جال بعيد وصوله في منطقة الجميزة في بيروت يرافقه محافظ بيروت مروان عبود والتقى فاعليات المنطقة واستمع إلى آرائهم، ثم جمعه لقاء مع الشباب المتطوعين في الصليب الأحمر وزار مدرسة “الأقمار الثلاثة”. كما تفقد بعض الصور للمباني البيروتية التاريخية، قبل ان ينتقل الى قصر بعبدا.

سلام: ٢٤ ساعة

على الخط الحكومي الداخلي، اجتمع رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة مع الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة القاضي نواف سلام، حيث جرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية ونتائج الإستشارات النيابية غير الملزمة التي أجراها الرئيس سلام على مدى يومين في مجلس النواب، اللقاء الذي إستمر لساعة إكتفى بعده الرئيس نبيه بري بالقول: اللقاء كان واعداً”. بدوره قال سلام: “في الحقيقة لا أريد أن أقول أكثرية بل كان هناك إجماع من جميع الكتل ومن النواب الذين التقيتهم على ضرورة النهوض  سريعاً بالبلد والعمل على الإنقاذ الذي أنا سأتعهد بالعمل 24 ساعة على  24 و7 أيام على 7 أيام، وشعوري من جميع الكتل و النواب المستقلين إستعدادهم للتعاون الإيجابي. سمعت وقرأت في الصحف عن عراقيل وغيرها، اؤكد لكم لا يوجد عراقيل من أحد وأمس مساء رأيت بالإعلام  كلاماً لأحد النواب الكرام، قال إننا أمام خيارين وهما إما التفاهم أو التصادم، وأجبناه صحيح هناك خياران إما التفاهم او التفاهم، واليوم سأقول لكم ما هما ليسا بخيارين “لا التعطيل ولا الفشل”،  لا أحد سيعطل ولا أحد سيسمح بالفشل بتشكيل الحكومة، نريد تشكيل الحكومة من أجل البدء بالعمل المطلوب للإنقاذ ليس غداً بل بالأمس.

وأضاف: أؤكد لكم أنا و دولة الرئيس أننا نقرأ في كتاب واحد هو الدستور المعدلّ بموجب إتفاق الطائف، هذا كتابنا الوحيد الذي نعمل بموجبه سوياً، وأنا سأبقى على تواصل مع دولة الرئيس من الآن و حتى تشكيل الحكومة، واليوم بعد الظهر سألتقي فخامة الرئيس لأضعه بهذه الأجواء. واضاف: لا حقائب ولا أسماء ولا تصوّر للحكومة قبل أن أجتمع مع فخامة الرئيس والتباحث بالأمر معه .وحول مشاركة الثنائي في الحكومة من عدمها؟.أجاب سلام: سنعود للقاء غداً وبعد الغد كل ذلك بعد إجتماعي مع فخامة الرئيس وبعد أن أكون قد وضعته بالأجواء وتفاهمنا على الخطوط ولدي تصوّر أولي سأعرضه على فخامة الرئيس” .

ومساء التقى رئيس الجمهورية العماد جوزف عون رئيس الحكومة المكلف نواف سلام الذي اطلعه على آخر نتائج الاتصالات والمشاورات التي أجراها خلال الاستشارات النيابية غير الملزمة، ومع رئيس مجلس النواب نبيه بري.

واتفق الرئيس عون والرئيس سلام على وجوب الإسراع في تشكيل الحكومة، خصوصاً في ظل الأجواء الإيجابية التي تبلّغها رئيس الحكومة المكلف من النواب الذين التقاهم ومن الرئيس بري ايضاً.

 

وتحدث الرئيس سلام الى الصحافيين فقال:

“زرت فخامة الرئيس اليوم بعد لقائي مع دولة الرئيس نبيه بري، وكما قلت من عين التينة، اكرر اننا سنعمل 7 أيام في الأسبوع ولمدة 24 ساعة يومياً، لانجاز تشكيل الحكومة واطلاق ورشة العمل الانقاذية المطلوبة.

ان الأجواء اكثر من إيجابية لدى كل الكتل، وعند الرئيس بري ايضاً. وأكرر ما قلته بعد لقائي رئيس مجلس النواب من ان ما يجمع بيني وبينه هو الدستور وميثاق الطائف.”

سئل: هل سيشارك الثنائي الشيعي في الحكومة ام حركة “امل” فقط؟

أجاب: يجب اعطائي بعض الوقت كي نعد تشكيلة حكومية.

سئل: هل ولادة الحكومة متأخرة؟

أجاب: تم تكليفي حديثاً، التشكيلات الحكومية كانت تأخذ 7 و11 او 12 شهراً ليتم إنجازها، فهل تكون الحكومة متأخرة اليوم اذا تم تكليفي منذ 3 أيام؟ لن تتأخر، فبمجرد القول انني سأعمل على مدار الساعة، فهذا يعني انه سيكون هناك مشروع تشكيلة حكومية في اسرع وقت ممكن.

سئل: هل وضعتم تصوراً معيناً اليوم مع فخامة الرئيس؟

أجاب: بالطبع، تباحثنا انا وفخامته بالخطوط العريضة لهذه الحكومة، لجهة عددها ونوعيتها والثوابت التي يجب ان تحملها.

سئل: ما الذي يريده الفرنسيون بعد لقائك الرئيس ماكرون؟

أجاب: سأقول ما طلبته انا من الفرنسيين. لقد اصريت كمواطن لبناني- لانني لم اصبح بعد في موقع المسؤولية- على الانسحاب الإسرائيلي وعدم وجوب تأخيره ولو ساعة واحدة لانه يهدد استقرار البلد، ويجب بالتالي ممارسة الضغط من فرنسا والمجتمع الدولي في هذا المجال. كما التقيت الأمين العام للأمم المتحدة وسألتقي به غداً ايضاً لابلاغه الطلب نفسه.

نحن نعتمد على دعم فرنسا، ليس فقط من خلال المؤتمر الذي اعلن عنه الرئيس ماكرون لاعادة الاعمار، انما لمعرفة كيفية إعادة احياء المشاريع التي كانت واردة في “سيدر”، كما يهمنا ايضاً الحصول على مساعدة تقنية من فرنسا لتحديث القوانين وعمل المؤسسات”.

 

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب