Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

اما الوحدة او الموت البطئ/بقلم الاعلامية ريم الوريمي

لطالما حدثتكم عن أهمية الوحدة الإسلامية وما يمكن أن تعمل عليه هذه الوحدة في خدمة القضية الفلسطينية والوقوف ضد العدوان الصهيوني لكن كلنا نعلم أن هذه الأمة لا تزال غارقة في خلافاتها الثانوية ولا تدرك بعد مدى أهمية التركيز على القضايا المشتركة التي تهم الأمة بأكملها، وعلى رأسها الدفاع عن فلسطين.

نقف اليوم على أحداث انفجار أجهزة النداء ” البيجر “في لبنان. إذ قال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض في مؤتمر صحافي إن عدد القتلى جراء انفجار أجهزة البيجر بشك ل متزامن يوم الثلاثاء 17-09-2024، ارتفع إلى 12 شخصاً بينهم طفلان ووصل عدد الجرحى إلى 2800 جريح من بينهم أطفال وكبار في السن .

في سلسلة بحثي لفهم ما الذي يحدث في لبنان ومحاولتي على فهم كيف يمكن لجهاز نداء أن ينفجر دون أن يستشعر حامله ارتفاع حرارة الجهاز، وخاصة وأنه ليس موصول بالشاحن الكهربائي مما يجعل احتمال انفجار البطارية غريب، وجدت ما يلي:

بتاريخ 29-8-2024 وصلت الرسالة التالية من مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت إلى كل الكوادر الطبية:

“يرجى العلم أنه تم إطلاق النسخة المعدلة من نظام البيجر بنجاح اليوم الساعة 09:30 صباحًا. سيقتصر هذا النظام الجديد الآن على فريق الطوارئ فقط. نظرًا لأن نظام البيجر القديم لم يعد قيد الاستخدام، فإننا نطلب منك إعادة أجهزة البيجر القديمة إلى مكتب خدمات تكنولوجيا المعلومات )الطابق الثاني من MAB(” وتم قبل تاريخ 17- 09- 2024 جمع كل الأجهزة من الكوادر بحجة تحديثها .

ماذا لو قلت لكم أنه:

منذ سنة في نفس الفترة تم اكتشاف أكبر محاولة لاستهداف تصنيع الصواريخ الإ يران ية وذلك في عملية تخريب صناعية الكترونية من نفس الشركة التي تصنع البيجر وهي شركة MOTOROLLA واكتشفت مواد مفجرة قادرة على تفجير الصواريخ مباشرة في مواقعها، فتصوروا حجم الانفجار والدمار الذي يمكن أن يقع لو لم تكن لإيران أجهزة متطورة قادرة على كشف هذه المواد.

ماذا لو قلت لكم ما يلي:

الراوتر العبري: “الرئيس الإيراني السابق قتل بالطريقة ذاتها التي استهدف بها لبنان اليوم، عبر أجهزة لاسلكية انفجرت وتسببت بمقتل الرئيس الإيراني ومرافقيه وطاقم الطائرة”

مازلتم لا تعرفون من معنا ومن علينا ؟

هل تدركون اليوم أننا كلنا في خطر دون استثناء وأن الحرب التي يشنها الكيان الصهيوني ليست حرب في مكان جغرافي محدد أو في قطاع غزة فقط.

هل تدركون اليوم مدى أهمية استقلالي تنا كأمة إسلامية ووحدتنا في كل المجالات وأهمها السياسية والاقتصادية.

قال الزميل أحمد منصور في تغريدة له اليوم ” إسرائيل تضع العالم كله تحت أقدامها ولن تتوقف إلا حينما تظهر قوة أكبر منها تضعها تحت أقدامها وسنن التاريخ تقول أن هذا قادم لا محالة، لكن حتى ذلك الح ين ترقبوا المزيد من جرائم الحرب والإبادة ”

هل تتصورون أنه هناك اليوم دولة عربية مسلمة قادرة على الوقوف بمفردها ضد هذا الكيان الغاصب وضد عدوانه الغاشم الذي لم يعد يقتصر على إخواننا في غزة، بل بدأ يمتد إلى أبعد من ذلك. وكلنا نلاحظ أن الاستهداف بالأساس ضد المدنيين والأطفال والنساء.

اليوم كلنا مستهدفون، من وراء حواسيبنا، من خلف هواتفنا، من وراء شاشاتنا .

سمعت يوما لمفتي سلطنة عمان ومرجعها الفقهي سماحة العلامة الشيخ أحمد بن حمد الخليل: قد قيل: ” لا خير في أمة تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تصنع”

هذا حالنا اليوم، حتى اكتفائنا الغذائي أصبح معدوم وأصبح بيد دول الاستكبار.

إلى متى يا أمة الإسلام تتلاعب بكم دول الاستكبار؟

العود إذا خرج من حزمته يسهل كسره… ولكن الحزمة إذا اجتمعت لن تكسر أبدا .

أليس التعاون والتكافل بين المسلمين من أهم قيمنا الأخلاقية ومن توصيات القرآن الكريم والسنة النبوية.

ألم ي قل الله سبحانه وتعالى” :وَاعْتصَِمُوا بِحَبْلِ هاللَِّ جَمِيعًا وَلََ تفََ هرقُوا “)آل عمران: 103(.

ألا تلخص هذه الآية الكريمة أهمية الوحدة وتحث الأمة الإسلامية على الوقوف معًا في وجه التحديات.

ألسنا من ندعي وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟

ها أنا أصرخ من سنوات وأذكر على أمل أن نستيقظ.

استفاق طلاب الجامعات واستفاق كل من في قلبه ذرة إنسانية رغم أنهم لا يؤمنون بدعوانا المزعومة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، طيب لو حتى كتب نا رسالة شكر لهم كما فعل السيد القائد الخامنئي… لكن أين نحن من القيادة. من تقوده نفسه لا يمكن أن يقود أحد.

اليوم نحن في أمس الحاجة لوحدت نا الإسلامية، بل الإنسانية فهي الحل الوحيد للوقوف ضد هذا العدوان الذي أصبح يهدد كل فرد من هذه الإنسانية.

متى سن تأكد أن هذا المشروع مشروع هدم للدين ومشروع محو الارتقاء الروحي والعلاقة الباطنة مع الله.

يا أمة 1.8 مليار نسمة حول العالم، تصوروا قوتنا لو تم استغلالها بطريقة صحيحة من خلال تحشيد الجهود والمواقف السياسية والاجتماعية وبناء وحدة إعلامية، تصوروا كيف يمكن أن يكون التصدي لهذا الكيان الغاصب.

يا أمة 1.8 مليار نسمة الوحدة ليست فقط مسألة تضامن، بل هي عنصر أساسي لمواجهة التحديات السياسية والعسكرية والاقتصادية التي تتعرض لها فلسطين، بل أدركنا أننا نتعرض لها كلنا عاجلا أو آجلا.

متى ندرك أن تفككنا السياسي يضعف موقفنا في مواجهة العدوان الصهيوني وأن الدعم ال فردي للقضية لا يمكن أن يكون مصدر قوة.

متى ندرك أن سعينا لتوحيد الخطاب واتخاذ القرارات الجماعية يمكن أن يؤدي إلى ضغط قوي دولي وإقليمي على إسرائيل لإيقاف عدوانها الذي لم يبق اليوم مقتصر على قطاع غزة.

ماذا لو كان هذا التوحيد عسكريا؟ ماذا لو وقفت الدول الإسلامية كجيش واحد؟ ماذا يمكن أن تكون النتيجة؟

يمثل الاقتصاد اليوم جزء كبير ومهم من أي صراع تصوروا معي كيف يمكن للوحدة الاقتصادية أن تكون مفتاح لتغييرات عظيمة؟

ماذا لو توحدنا اقتصاديا وقاطعنا كل من يدعم هذا الكيان وأوقفنا التعامل مع الشركات أو الدول التي تدعم الاحتلال وفرضنا مقاطعات اقتصادية صارمة ودخلنا في وحدة اقتصادية وتسهيلات جمركية تخص فقط البلدان الإسلامية؟ كيف يمكن أن تكون قوتنا وكيف يمكن أن تصبح قوتهم ؟

ماذا لو تطورت فتاوى مشايخنا من أحكام الحيض والنفاس والبول والغائط إلى فتاوى تسعى لبناء هذه الوحدة الإسلامية وتتجه لتحريم التعامل والشراء و البيع لكل من يدعم “دويلة “إسرائيل الغاصبة كما سماها السيد القائد الخامنئي لما سئل عن التعامل مع شركة MOTOROLLA بعد محاولة الاستهداف ضد تصنيع الصواريخ الإ يران ية وذلك في عملية ال تخريب الصناعية و أصدر فتوى متعددة في التحريم؟

ألم يئن الأوان ل ن س كت ز ر اع الفتنة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من ي د عون المشيخة ويرفعون راية الدفاع إما على السنة أو على آل البيت دون أن يدركوا أو يفقهوا أنهم هم من يهدمون ما يظنون أنهم يدافعون عنه .

صدق رسول الله إذ قال:” سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة. قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة ”

ماذا لو… ؟

ماذا لو…؟

ماذا لو…؟

ولكن، يا ليت قومي يعلمون…