Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

الجمهورية: مجرزة «البايجر» تغيّر «القواعد» و«الحزب» يتّهم إسرائيل ويتوعدها

أكثر من 3 آلاف جريح حالة 200 منهم حرجة و11 شهيداً بينهم مهدي نجل النائب علي عمار، سقطوا امس في عدوان اسرائيلي من نوع جديد على لبنان، في جريمة يمكن وصفها بأنّها جريمة إبادة جماعية، لأنّ هؤلاء الجرحى كان يمكن ان يستشهدوا جميعاً، ولكن العناية الالهية أنجتهم من القتل وجعلتهم في مرتبة «الشهداء الأحياء»، وسيكون بينهم المئات من المعوقين جراء انفجار أجهزة «البايجر» المحمولة بين ايديهم بواسطة تقنية عالية اخترقت نظامها.

ونقلت قناة «الجزيرة» عن مصدر أمني لبناني قوله إنّ أجهزة الاتصال «بايجر» التي انفجرت كانت مفخخة مسبقاً، وزنة العبوة التي تمّ تفجيرها فيها لم تتجاوز 20 غراماً من المواد المتفجرة». واشار إلى انّ هذه الاجهزة تمّ استيرادها قبل أشهرعدة». وأنه «يتم التحقيق في مجموعة فرضيات حول طريقة تفعيل الشحنة المتفجرة».

الموقف الأميركي

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، مساء امس، أنّ «سياسة الولايات المتحدة الأميركية لا تزال على حالها، وتسعى إلى حل ديبلوماسي للنزاع بين إسرائيل و«حزب الله». وأكّدت أنّ «لا تقييمات عن هوية المسؤول عن تفجيرات أجهزة الاتصال في لبنان». وأشارت إلى «أننا نجمع معلومات عن تفجيرات أجهزة الاتصال في لبنان، وواشنطن ليست ضالعة في الأمر، كما انّ اميركا ليست لديها أي تقييمات بشكل أو بآخر عن هوية المسؤول عن تفجيرات أجهزة الاتصال في لبنان.

والى ذلك، شدّد المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في مؤتمر صحافي، على انّ واشنطن ترغب في إيجاد حل ديبلوماسي للصراع بين إسرائيل و«حزب الله»، وهي قلقة دائماً بشأن أي واقعة يمكن أن تثير التصعيد في الشرق الأوسط». واعتبر انّ «من السابق لأوانه معرفة مدى تأثير تفجيرات أجهزة الاتصال في لبنان على محادثات وقف إطلاق النار في غزة». وحضّ ايران «على عدم استغلال أي حادثة لمحاولة مفاقمة عدم الاستقرار وتصعيد التوترات في المنطقة، بعد الانفجارات التي أصيب فيها أيضاً السفير الإيراني في بيروت مجتبى اماني».

وذكر موقع «اكسيوس» الاميركي، انّ «العملية تمّت الموافقة عليها هذا الأسبوع في اجتماعات بين نتنياهو وأعضاء حكومته والقادة الكبار». وقال انّ «إسرائيل نفّذت العملية لنقل قتالها ضدّ «حزب الله» إلى مرحلة جديدة مع السعي لعدم بلوغ حرب شاملة».

ونقل الموقع عن مصدر، أنّ «استخبارات إسرائيل قدّرت قبل العملية أنّ «حزب الله» من المرجح أن يردّ بهجوم كبير على إسرائيل»، لافتاً الى أنّ «إسرائيل لم تبلّغ إدارة بايدن مسبقاً بعمليتها بشأن تفجير أجهزة استدعاء أعضاء «حزب الله».

وذكر الموقع، أنّ «العملية تمّت الموافقة عليها هذا الأسبوع في اجتماعات بين نتنياهو وأعضاء حكومته الكبار والقادة «، مضيفاً: «إسرائيل نفّذت العملية لنقل قتالها ضدّ «حزب الله» إلى مرحلة جديدة مع السعي لعدم بلوغ حرب شاملة».

القصاص العادل

وقد أحدث هذا العدوان التقني اختلالاً كبيراً في قواعد الاشتباك القائمة منذ اليوم التالي لعملية «طوفان الأقصى». في وقت اعلن «حزب الله» في بيان، انّه «بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات الراهنة والمعلومات المتوافرة حول الاعتداء الآثم الذي جرى بعد ظهر هذا اليوم، فإنّنا نحمّل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي والذي طال المدنيين أيضًا، وأدّى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة». وقال «إنّ شهداءنا وجرحانا هم عنوان جهادنا وتضحياتنا على طريق القدس، انتصارًا ‏لأهلنا الشرفاء في قطاع غزة والضفة الغربية وإسنادًا ميدانيًا متواصلًا. وسيبقى موقفنا هذا بالنصرة والدعم والتأييد للمقاومة الفلسطينية الباسلة محل اعتزازنا وافتخارنا ‏في الدنيا والآخرة».‏ وأكّد إنّ «هذا العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم ‏من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب، والله على ما نقول شهيد».‏

واشار الحاج حسين الخليل المعاون السياسي للامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، رداً على سؤال لقناة «الجديد» حول تفجير اجهزة الاتصال التابعة لـ«حزب الله» ووقوع عدد من الضحايا، الى انّه «لاحقين عالردّ»، وعلى العدو أن يتوقع من لبنان كل شيء بعد الجرائم التي ارتكبها بحق اللبنانيين».

وافاد مسؤول كبير بـ«حزب الله» لوكالة «رويترز»، أنّ «أمين عام الحزب نصر الله لم يصب بأذى في تفجيرات أجهزة الاتصال».

جريمة موصوفة

واشار رئيس مجلس النواب نبيه بري الى «انّ ديدن الإحتلال الإسرائيلي ومستوياته الأمنية والعسكرية والسياسية، الغدر، والإرهاب، والقتل الجبان على نحو يخالف كل القواعد الأخلاقية والقانونية والإنسانية». وشدّد بري على أنّ ما أقدمت عليه إسرائيل عصر اليوم لا يرقى الى مستوى المجزرة فحسب، إنما هو جريمة حرب موصوفة لم يعد جائزاً من المجتمع الدولي الإكتفاء بعبارات الإدانة والشجب والإستنكار، إنّ العالم بأسره مدعو الى تحرّك عاجل للجم آلة الإرهاب الإسرائيلي التي إن إستمرت على هذا النحو من التفلّت والإجرام فهي آخذة المنطقة والأمن والإستقرار الاقليميين نحو شر مستطير».

ميقاتي

وزار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الضاحية الجنوبية لبيروت مساء امس، حيث قدّم التعازي الى النائب علي عمار باستشهاد نجله مهدي عمار. ووصف ما حصل بأنّه «خطير جداً». وتلقّى لاحقاً اتصالاً من نائب رئيس الحكومة وزير الخارجية الاردني أيمن الصفدي، الذي نقل له نقل توجيهات ملك الاردن عبدالله الثاني بتقديم أي مساعدات طبية يحتاجها القطاع الطبي اللبناني لمعالجة الجرحى. وشدّد الصفدي «على ضرورة وقف التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة، عبر الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على غزة والتصعيد في الضفة الغربية والتزام قرار مجلس الأمن الرقم 1701». وأكّد «إدانة الأردن ورفضه كل عمل يهدّد أمن لبنان واستقراره وسلامة مواطنيه».

وتلقّى ميقاتي ايضاً اتصالاً من وزير خارجية مصر الدكتور بدر أحمد محمد عبد العاطي، نقل خلاله تضامن مصر رئيساً وشعباً مع لبنان في مواجهة ما تعرّض له من تفجيرات. كذلك نقل لميقاتي توجيهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي «بدعم لبنان في كل ما يحتاجه في هذه الظروف العصيبة التي يمرّ فيها».

وكان مجلس الوزراء الذي اجتمع برئاسة ميقاتي بعد ظهر امس اكّد «إدانته هذا العدوان الاسرائيلي الاجرامي، والذي يشكّل خرقاً خطيراً للسيادة اللبنانية واجراماً موصوفاً بكل المقاييس». وشدّد على انّ الحكومة باشرت على الفور القيام بكل الاتصالات اللازمة مع الدول المعنية والامم المتحدة، لوضعها امام مسؤولياتها حيال هذا الإجرام المتمادي». واعلن إبقاء اجتماعاته مفتوحة لمواكبة ما يحصل.

جنبلاط

وإلى ذلك، اعتبر الرئيس السابق «للحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط انّ ما حدث امس «ضربة إسرائيلية قاسية، وما حدث اليوم من قبل إسرائيل جولة من الجولات وليس نهاية المطاف». ولفت جنبلاط في تصريح متلفز الى «انّ لبنان لا يريد الحرب لكنه يريد الدفاع عن نفسه، وإسرائيل بعملية اليوم (أمس) قد استفزته»، وقال: «أدعو الى ضبط الصفوف ثم التحضير لمزيد من الاعتداءات الإسرائيلية ضدّ لبنان»، مؤكّداً «انّ النزاع مع إسرائيل نزاع وجود وليس نزاع حدود، وهم يحاولون استباحة الجنوب لكن المقاومة باقية». وشدّد على «انّ الحرب ستطاول الجميع والسقوط سيطاول الجميع إذا لم نبن خطة عربية مشتركة للمواجهة». واكّد «انّ إسرائيل ستجتاح العالم العربي كله آجلاً أم عاجلاً وستفرض شروطها، وعلى العالم العربي أن يقدّم المال والسلاح للمقاومة في غزة والضفة وجنوب لبنان». واكّد انّ «الشعب اللبناني لن يستسلم وسيقاوم».

الامم المتحدة

في هذه الاثناء، اشار المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في تصريح له، الى «إنّ التطورات في لبنان تبعث على القلق الشديد في ظل الوضع «الشديد التقلّب»، لافتاً الى «أنّ الامم المتحدة تأسف لسقوط أي ضحايا من المدنيين».

وأسفت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، «للهجوم الذي طاول اليوم( أمس) أنحاء متعددة من لبنان. وقالت: «تشكّل أحداث اليوم (أمس) تصعيداً مقلقاً جداً في ظلّ سياق قابل للاشتعال بنحو غير مقبول». وحضّت «جميع الأطراف المعنيّة على الامتناع عن أيّ تصعيد إضافي او خطابات عدائية قد تؤدي إلى نشوب نزاعٍ أوسع لا يستطيع أي طرف تحملّه». وشدّدت على «ضرورة استعادة الهدوء سريعاً، وجعل الاستقرار أولوية قصوى. فالمخاطر ستكون كبيرة جداً في حال لم يتمّ التحرّك في هذا الاتجاه».

هوكشتاين

وفي هذه الأجواء، ثبت للمسؤولين اللبنانيين انّه لن تكون هناك اي زيارة للموفد الرئاسي الاميركي عاموس هوكشتاين الى بيروت، بعدما انهى زيارته لإسرائيل التي غادرها أمس الى جهة لم يعلن عنها.

وعلمت «الجمهورية» انّ بعض المسؤولين تبلّغوا في الساعات القليلة الماضية انّ هوكشتاين لم يكن موفقاً في زيارته لتل ابيب، إذ لم يحقق اي نتائج في محادثاته، وانّه عاد الى واشنطن ولم يجد من داعٍ لزيارة لبنان.

وفي المقابل، يُتوقع أن يزور الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لبنان الاثنين المقبل في زيارة وصفت بأنّها استطلاعية وتشكّل استكمالاً للمناقشات التي جرت في الرياض أخيراً بينه والوزير المفوض لدى الديوان الملكي نزار العلولا بمشاركة السفير السعودي في بيروت وليد البخاري.

وتوقعت مصادر ديبلوماسية ان تكون هناك مشاركة استثنائية للودريان في اليوم التالي لوصوله بصفته موفداً رئاسياً فرنسياً في مناسبة العيد الوطني السعودي التي ستحييها السفارة السعودية في بيروت الأسبوع المقبل.

استنفار ديبلوماسي

وفي مواكبة الاستنفار الطبي والاستشفائي، أُعلنت حال الاستنفار على المستوى الديبلوماسي في لبنان، حيث تلقّت مراجع معنية عسكرية وامنية اتصالات من المراجع الديبلوماسية المعتمدة في لبنان .

تزامناً، وفي الوقت الذي بدأت التحضيرات لتقديم شكوى الى مجلس الامن ضدّ اسرائيل على الهجوم السيبراني، كانت بعثة لبنان لدى الامم المتحدة وبناءً على تعليمات وزيرالخارجية عبدالله بوحبيب، قد قدّمت شكوى للمجلس ضدّ اسرائيل لاستهدافها آلية تابعة للدفاع المدني ومقتل أربعة من عناصره في بلدة فرون الجنوبية اللبنانية، ومجمل الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة والمتعددة وغير المبرّرة على عمال الاغاثة والاسعاف والمراكز الصحية والمؤسسات الاستشفائية، والتي تعدّ انتهاكاً فاضحاً لحقوق الانسان والقانون الدولي.

وفي هذا الاطار، تلقّى بوحبيب ووزير الصحة فراس الأبيض إتصالين من نظيريهما الإيرانيين عباس عرقجي ومحمد رضا ظفرقندي، اللذين دانا الهجوم السيبراني الإسرائيلي وقدّما تعازيهما لحكومة لبنان وشعبه، ووضعا إمكانات بلادهما الصحية في خدمة لبنان والإستعداد لإرسال طائرة لإجلاء الجرحى لإجراء جراحات خصوصاً للإصابات الحرجة في العين، إضافة الى إمكانية تقديم مستشفى ميداني لمساعدة المصابين والجرحى.

جعجع يلتقي بخاري وماغرو

من جهة ثانية، وبعد استقباله السفير السعودي وليد البخاري، أبدى رئيس حزب «القوات اللبنانيّة» سمير جعجع «أسفه وحزنه» حيال ما سبّبه الحادث الأمني من إصابة مئات وآلاف من الناس». وقال للصحافيين: «هلق مش وقت نحكي سياسة».

وعمّا اذا كان بخاري قد حمل جديداً في الملف الرئاسي علّق جعجع قائلاً: «يمكن يكون كان حامل معو شي بس بعد يللي حصل بطّل». كما التقى جعجع ايضاً سفير فرنسا لدى لبنان هيرفيه ماغرو، وتناول البحث «آخر التطورات السياسيّة في لبنان والمنطقة».

وعقب اللقاء ردّ ماغرو في دردشة مع الاعلاميين على سؤال حول اهمية انجاز الاستحقاق الرئاسي في ظل الوضع الراهن، فقال: «لبنان بأمسّ الحاجة الى رئيس في خضم هذا الوضع، واكثر من اي وقت آخر، هذا مع العلم انّه كان من المفترض ان يكون لكم أصلاً رئيس منذ فترة طويلة، وهذا ما نكرّره دائماً في اجتماعات اللجنة الخماسية».