الوزير المكاري كان يتحدث في الندوة السياسية التي نظمها نادي الشقيف -النبطية في رحاب الذكرى السنوية السادسة والاربعين لتغييب الامام موسى الصدر ومرافقيه، بعنوان: “مرتكزات الوحدة الوطنية في فكر الامام القائد السيد موسى الصدر”، وذلك في قاعة النادي في مدينة النبطية، تحدث فيها الى الوزير المكاري، مدير مكتب الرئيس نبيه بري عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب هاني قبيسي.
حضر الندوة علي قانصو ممثلا رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، محمد حجازي ممثلا النائب ناصر جابر، محافظ النبطية الدكتورة هويدا الترك، عضو هيئة الرئاسة في حركة “أمل” خليل حمدان، نائب رئيس الاتحاد العمالي العام حسن فقيه، رئيس اتحاد بلديات الشقيف الدكتور محمد جميل جابر، ممثلون عن الاحزاب والقوى الوطنية والاسلامية في النبطية ، رئيس دير مار انطونيوس في النبطية الاب جوزيف سمعان، رئيس الجمعية التنظيمية لتجار النبطية محمد بركات جابر، المدير العام لمستشفى نبيه بري الحكومي في النبطية الدكتور حسن وزنة ، رئيس دائرة امن عام النبطية المقدم علي حلاوي، مدير المدير الاقليمية لامن الدولة في النبطية المقدم حسين طباجة، امر مفرزة النبطية القضائية المقدم فاروق سايقا، عضو مجلس ادارة هيئة الأسواق المالية الدكتور واجب قانصو، رئيس رابطة اطباء النبطية الدكتور سمير كحيل، وفد من الراهبات الانطونيات في النبطية ، مديرو ثانويات ومدارس رسمية وخاصة في النبطية ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات.
فران
بعد النشيد الوطني افتتاحا، وتعريف للزميل علي عطوي ، ألقى رئيس نادي الشقيف اكرم فران كلمة قال فيها : “یقول الراحل الكبیر سعید عقل: في قلب كل لبناني معبد لموسى الصدر، فمن ھنا نبدأ ومنھا نقول: أھلا بكم في بیتكم عرین الثقافة والممانعة والمقاومة والإبداع نادي الشقیف الثقافي على كتف مدینة النبطیة، حیث لا یطاله ولا یطالھا عابر أو مارق أو دخیل ولو كان معل قا بأطراف السماء، لأن النبطیة بأھلھا الأحرار الشرفاء وبعلمائھا وشھدائھا ومثقفیھا ومجاھدیھا الأبطال یمسكون مفاتیح الإشراق والانتصارات والنھوض من رماد محنھم وأتون نوائب الدھر علیھم مھما عظمت، یفتحون نوافذ الصباحات والأمل، متمسكین بصبرھم وعنادھم وتضحیاتھم وصمودھم وثبات إراداتھم، متسلحين بنھج ھادر نضاح لا ینضب، زرعه وأرساه فیھم إمام الوطن والمقاومة والعیش المشترك والوحدة الوطنیة الحاضر فینا أبد الدھر، سماحة الإمام القائد السید موسى الصدر وأینع ثمره في نفوسھم وقلوبھم وعقولھم، سلوكا حسینیا واضحا یبدأ بالتضحیات وینتھي بالشھادة. حیث استنفرنا واستصرخ ھممنا حین قال: أنتم یا أخوتي الثوار كموج البحر متى توقفتم انتھیتم”.
أضاف: “ها نحن یا سیدي، غداة ذكرى تغییبك السادسة والأربعین، تستنھضنا من جدید صرخة ملأت رئة الوطن الجریح، حیث مدت الشمس قرصھا تسأل، وقد أضناھا طول السفر ھل من خبر ٍوراء حدیث الموج؟ ھل أدرك الغیم سر البوح؟ فلملم الندى سحابة قبل الغیاب حملت نسمة صدى عطره لتغفو على خد الفجر فكرك ایمان، وصوتك یرد المدى ونھجك به الكون ینتشر”.
وقال: “ھي ذكرى الوجع والقھر وطول الغیاب، قد أدمت سیاطھا ظھورنا فكم نشتاق ان نحلم ان نفرح، يداھمنا طیفه بالأمل، كأنه ضوء منكسر على الماء، الإمام الصدر أسر إلینا بما تختزنه النفوس من آلام المعاناة المتماھیة مع تفاعلات الحیاة المؤدیة، تبعناه بلا تردد ، كان یرى أبعد من عیوننا، لیكتشف ما في نفوسنا من المكنونات الغامضة دخل في أحلامنا وأیقظ فینا العنفوان، كتب مواسم ربیع لفصولنا المزدھرة بالقمح، وأخبرنا أن شتلة التبغ أسطورة سوف توقظ المارد فینا، كان یعرفنا، وجوھنا والأسماء، وكنا نسعى لنتعرف إلیه، وكلما عرفنا بعض تفاصیله كنا نرید ان نعرف اكثر. مھنیة برج الشمالي كانت مصنعه للرجال الرجال الممتلئین عزة كحبوب الحنطة لحظةٓ الحصاد . نخط على دفاتر ایامنا صفحات اقواله نقرأھا في كل صباح مرسومٍ على لوح الزمن: إسرائیل شر مطلق، قاتلوا العدو بأسنانكم، رسخوا الوحدةٓ الوطنیةٓ، واحفظوا الطوائف والتنوع. عرفناه وصدقناه وآمنا بكلماته في لحظة ذلك الانفجار في عین البنیة. كانت الثورة والمقاومة تھمة تختبئ في مساكب النعناع وتحت الصخر، لكنه أرادنا الفوج المعاصر لثورة الإمام الحسین في مواجھة الظلم والقھر”.
اضاف: “سیدي سماحة الإمام ھا نحن نتوضأ بأقوالك ونصلي في محراب إیمانك ونتفیأ تحت مظلة عباءتك، ونسیر في ھدي حامل أمانتك الأمین المؤتمن على الخط والنھج رافعین رایة “أمل”، رددین: حیا على خیر العمل، نحن یا سیدي الإمام على العھد وعلى الوعد نبقى على أمل الانتظار، نبقى على فرح العودة، تبقى حركتك أمل تحمل رایتھا اسمك تحت ظل النبیه الأمین ویبقى الوطن كل الوطن، یصوب اتجاھاته على دقة بوصلة خطك وصوابیة نھجك وصحة رؤیتك إلیه، وتماما كما أردته: وطنا نھائیا لجمیع أبنائه نعزز فیھ عوامل المنعة ونصون عیشه المشتركٓ ونفتخر بغناه بطوائفه نحفظه بالوحدة الوطنیة ونذود عنه بالأحمر القاني منذ فاتح عھد الاستشھادیین أحمد قصیر إلى كوكبة شھداء فرون ومنھم من ینتظر”.
وختم: “نبقى على عھدنا لكم ومعكم بأن یبقى نادي الشقیف منبرا ظھیرا للبندقية المقاومة والكلمة المقاومة والموقف المقاوم، وملتقى للتنوع الفكري الذي یخدم ویؤازر وحدتنا الوطنیة وجبھتنا الصامدة الممانعة”.
المكاري
أما الوزير مكاري فقال: “تحية إلى الحضور الكريم، وإلى مدينة النبطية عاصمة الجنوب في الصمود. هو حضور رغم الغياب. وطني. لا طائفي. مخلص للبنانه. ناصع التاريخ. بهي السيرة. نقي الضمير. نضر الذهن، ونزيه، وشفاف، وأمين، وإصلاحي، وتطويري، والأهم الأهم، رجل مواقف ومبادئ. هذه بعض من صفات الغائب ـ الحاضر، سماحة الإمام المغيب موسى الصدر”.
أضاف: “46 عاما على تغييبه، لكنه لا يغيب،، حاضر بيننا بأعماله وبأقواله، كيف لا وهو القائل “نؤمن بلبنان وطنا عزيزا وسيدا كريما، ونريده وطنا للإنسان”. وعليه،، سيبقى الإمام الصدر ماثلا أمام كل ساعٍ لبناء الدولة الوطنية، كما سيبقى مقياسا يقاس به كل من يعمل في الشأن العام”.
تابع: “كان الإمام رسول سلام، وداعية حوار، بلغة العقل دعا للتقارب، ورسم ملامح المستقبل على أسسٍ رسالية واضحة، يشكل العيش الواحد ركيزة لها، وقد استبسل في الدفاع عن هذه “الأطروحة اللبنانية” الفريدة، ولكل ذلك جريمة إخفاء موسى الصدر، هي جريمة بحق لبنان. “أنا قارع أجراس الكنائس القديمة. أنا مؤذن الجوامع تحول نشيدا وطنيا، عندما أتلو الأبانا يغمرني طيف علي، أبكي الحسن والحسين ويطيب قلبي بمحمد. أصلي للسيدة العذراء فيقبل وجهي يسوع. أسمع الله أكبر من خشوع الكنائس، وأسمع صوت يسوع من قبة الجوامع. فلا تسألني من أنا. أنا من بلد كل الأديان. أنا من لبنان“.
وقال: “كان العيش المشترك بالنسبة إليه الفكرة المخلصة التي تفتح للبنانيين مسيحيين ومسلمين أبواب السلام، وتغلق أبواب التحارب والتناحر والتناطح والإقصاء، وتزيل الحواجز، وتهدم جدران القطيعة. من أقوال الإمام الصدر: “التعايش أمانة ثقيلة، وعظمة الإنسان اللبناني هي في حمله لهذه الأمانة…”. كلام ماسي يضفي بعدا سماويا على تجربة التعايش اللبنانية”.
أضاف: “كان الإمام صمام أمان للبنان، ونفتقد اليوم ظله الوارف. كان لبنان في عينه أيقونة العالم، وكان لبنان في عقله الأمانة والرسالة والنموذج الحضاري المثير للدهشة، وما أحوجنا اليوم لإعادة قراءة هذه “الأطروحة اللبنانية” التي صاغها حرفا حرفا بعقله النير وانفتاحه الكبير“.
وختم: “مخاطر كثيرة تحيط بلبنان الذي يمر في أسوأ مراحله وأخطر أيامه. اعتداءات إسرائيلية. محاولة تقويض للسيادة اللبنانية. العمل على إحداث شرخ في الوحدة الوطنية. وأزمة اقتصادية وأزمة نازحين سوريين، ما نعيشه اليوم هو صدى للمخاوف العميقة التي اعترت الإمام الصدر قبل 46 عاما. دافع الإمام عن الجنوب، وعن رفاهية الجنوبيين، وعن وحدة لبنان، وعن فرادة اللبناني، وتكلم في حينها باللسان الذي يتحدث به دولة الرئيس نبيه بري اليوم. حركة لا تهدأ لتعزيز الوحدة الوطنية، ودعوات متتالية إلى الحوار والتلاقي. ففي ظل الانسداد السائد منذ عامين، لا حل إلا بالحوار، ومن قال إن الحوار تعديا على مندرجات الدستور، أو مقدمة لتعديله؟ الرافضون لطاولة الحوار ليسوا أحرص منا على الدستور، لذلك كفى مزايدة، وكفى متاجرة، وكفى تعطيلا، وكفى تهديما، وكفى حقدا، وكفى كيدا، وكفى نكدا”.
قبيسي
وكانت كلمة للنائب قبيسي رحب في مستهلها بوزير الإعلام في مدينة المقاومة مدينة النبطية، وقال: “عبرت من الشمال الى الجنوب نجدك اليوم بيننا مقاوما فذاعنيدا كمن يدافع عن الحدود، فزيارتك ليست الأولى، سبقتنا الى مارون وقلعتها وصديقتها لتمثل موقفا ورأيا نحلم به أن يكون موقف الدولة اللبنانية منذ زمن طويل”.
أضاف: “فمن هذه المدينة المقاومة الى كل لبناني بأننا أبناء الامام القائد موسى الصدر الذي علمنا ثقافة الوطن وانتماء المقاومة وحماية السيادة، الامام الذي زرع فينا عشق الوحدة الوطنية والعيش المشترك، ليكون لبنان وطنا نهائيا لجميع أبنائه. الامام الصدر الذي اختطف على أيدي استعمار عربي وعلى ايدي مؤامرة عربية، وهنا نقول للإمام الصدر يا عباءة يعبر تحتها الغمام ويا عمامة تكبر مع الايام، ويا حلما يراودني في كل يوم، يا مقاومة زرعت في جسد العدو الآلام، يا من علمتنا ثورة الامام الحسين الف تحية وسلام.
ونحن اليوم نؤكد صدق الانتماء لرجل ضحى لأجلنا و لأجل بلدنا وحريتنا وسيادتنا”.
وقال: “الامام الصدر رهن نفسه لأجل بلدنا وقال لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه بدون تمييز ولا تفرقة ولا كراهية ولا حقد، هذا الوطن هو للبنانيين وعلى كل اللبنانيين أن يعيشوا فيه بأمان وسلام واستقرار، دون لغة طائفية او مذهبية، دون كراهية دون دول ومستعمرات وجزر، لبنان بلد صغير فيه التنوع الذي يزين حديقته بأزهار وورود الطوائف الذين يبنون هذا الوطن ويتمسكون بوحدته، الا أن البعض ينغص العيش بكلمات حقد وكراهية تبتعد كل البعد عن حماية الحدود وعن حماية السيادة الوطنية، لأنهم يفكرون بلغة طائفية بغيضة. فنحن اليوم نشتاق الى الدولة وحضورها وجيشها وقوتها للدفاع عن لبنان وحدوده، وعندما لمسنا غياب الدولة سرنا على خط الامام القائد موسى الصدر مقاومين مدافعين عن الأرض، لا نرضى لبلدنا أن يكون ذليلا وبالتالي قدمنا خيرة شبابنا شهداء”.
وأسف “لأننا نسمع اصواتا لا توافق على عمل المقاومة بل لا توافق على وجود المقاومة وأطراف أخرى تنتقد اسلوبها وقوتها وقدرتها مع غياب الحماية للجنوب من قبل الدولة في ظل ما يتعرضه الجنوب من اعتداءات من العدو الصهيوني، هذا الاختلاف لا يجب ان يفسد وحدة الدولة وقوتها، بل علينا جميعا أن نكون موحدين لحماية بلدنا لأن الامام موسى الصدر قال إن افضل وجوه الحرب مع اسرائيل الوحدة الوطنية الداخلية، فكم من ساسة بلدنا يفهم الوحدة الوطنية، بل أكثرهم يبحث عن الفرقة وعن الاختلاف، يعطل الحوار ويعطل انتخاب رئيس للجمهورية يعطل تشكيل حكومة وحدة وطنية، لعلهم ينتظرون جلسات المفاوضات التي تجري لأجل لبنان من دول نشكر تدخلها، ولكننا نحن لبنانيون علينا أن ننتخب رئيسا دون تدخل الآخرين، فلبنان لا يتدخل في انتخابات رئاسة لأي دولة أخرى، بل لا يتدخل في شؤون دول أخرى، ونسمع كل يوم عن زيارات وموفدين، بعضهم يفكر بتجديد لغة الاستعمار بطريقة أو بأخرى، وهذا الأمر لا يصلح في زمن المقاومة ففي هذه الايام لا تصلح الإملاءات على لبنان، فمن ينتظر الاملاءات الخارجية نقول له طاولة الحوار اللبنانية اجدى أن نلتقي حولها وننتخب رئيسا للجمهورية، ونعيد بناء الدولة عبر خطة اقتصادية، والسعي لحماية حدودنا بالحفاظ على المثلث الذهبي الذي ارتضيناه جميعا لحماية لبنان بوحدة الشعب والجيش والمقاومة”.
وختم: “الرهان على العالم ومفاوضاتهم ولقاءاتهم لا تثمن عن جوع، بل هي تعطي لإسرائيل الفرصة والوقت لاستمرار بقتل الابرياء والمدنيين في لحظة عجزوا عن مواجهة المقاومين تهدم الابنية على رؤوس الآمنين في غزة، وفي الجنوب اللبناني وعدم مواجهة الصهاينة من دول عربية واسلامية، ليس نتيجة ضعف، بل هو فعل تخل عن القضية الفلسطينية وعن القدس وكنيسة القيامة، ونحن في لبنان اثبتنا من خلال مواجهتنا للصهاينة، بأننا قادرون على المواجهة والصمود، فلا يمكن للصهاينة أن يبحثوا عن نصر في بلد فيه مقاومة لا يمكنهم البحث عن نصر في جنوبنا وفي بلدنا، فمقاومة موسى الصدر ووفعل موسى الصدر وثقافته حمت لبنان واعزته وجعلته بلدا منتصرا، وسنبقى حاملين لهذه الراية ليبقى لبنان حرا ابيا عزيزا ينعم بإلغاء الطائفية السياسية ويستقر بعيش مشترك “.
لوحة تذكارية
بعد ذلك قدم قبيسي وفران لوحة زيتية عربون وفاء وتقدير للوزير المكاري رسم فيها الرئيس الراحل سليمان فرنجية والامام موسى الصدر، والرئيس نبيه بري ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية معا