وقال السفير موسى عقب اللقاء الذي استمر نحو الساعة ونصف الساعة : “كان اللقاء جيداً، تناولنا فيه مواضيع عدة تتعلق بالأوضاع في الإقليم وفي لبنان. وناقشنا ملفات كثيرة، من بينها ملف غزة ومفاوضات وقف إطلاق النار فيها، كما تطرقنا إلى التهديدات الأمنية التي تواجه لبنان في ظل ما يحدث في غزة وضرورة التغلب على هذه التهديدات وإزالتها في أسرع وقت. كذلك، تناولنا الملف الرئاسي في لبنان وتحدثنا بالتفصيل عن أفكار عدة قد تساعد في إحداث بعض الحلحلة في هذا الملف وصولاً إلى انتخاب رئيس جديد. إنني أرى أن اللقاء كان جيداً، واستعرضنا تقييمات لأمور كثيرة، وأرجو في الفترة المقبلة أن نجد حلولاً سواء للملفات الإقليمية الراهنة أو للملف الرئيسي المتعلق بانتخاب رئيس في لبنان. كان لقاء جيداً، وسنرى ما ستأتي به الأيام المقبلة. أتمنى أن نحدث الخرق الذي نبحث عنه في الملف الرئاسي، لأن لبنان بات في موقف لا يتحمل البقاء من دون رئيس لفترة أطول، نظراً للتحديات الكبيرة والمهمة الآتية، لذلك لا بد من وجود رئيس ومؤسسات بصلاحيات كاملة لمواجهة ما هو آتٍ من تحديات”.
وعما إذا وجد خلال جولته أي حلحلة لدى “فريق الممانعة” تُمكِّن من الوصول في نهاية المطاف إلى انتخاب رئيس، قال موسى: “الحقيقة، يجب أن نكون أكثر إيجابية ولا نبحث عن النقاط المعرقلة، نحن نبحث عن النقاط المشتركة التي من خلالها يمكننا الانطلاق إلى الأمام. هذا أمر صحي يجب أن نحافظ عليه إذا ما كنا نريد إيجاد بيئة إيجابية يمكن من خلالها إحداث تقدم. لا بد من البحث عن النقاط المشتركة، وهناك نقاط مشتركة قد تكون قليلة بعض الشيء، لكن هناك قدر منها، سنعمل عليها ونبحث عن شيء يمكن أن يساعدنا في إحداث حلحلة في هذا الملف المهم”.
وبالنسبة إلى النقاط المشتركة قال: “دائماً أقول إن التشاور والحوار هما أساس العملية السياسية، وهذا شيء مهم للجميع. لكن كيفية التشاور وآلياته، فهي أمور أخرى أتصور أنه يمكن البحث فيها. الأهم هو الاتفاق سوياً على أمرين، الأمر الأول ضرورة انتخاب رئيس، والأمر الثاني أننا لن نصل إلى رئيس سوى من خلال التفاعل بين القوى الرئيسية في لبنان”.
وفي ما يتعلق بإمكان البحث عن مرشح ثالث غير المرشحين المطروحين حالياً، رأى أن “القناعة التي لدي هي أن الحوار والتشاور والحديث سيصل بنا حتماً إلى نتيجة، إذا ما توافرت الإرادة والرغبة والنوايا الجيدة من أجل النهوض بلبنان. سوف نتغلب على الكثير من العقبات ونصل إلى مرشح أو اثنين أو ثلاثة يكونون صالحين لقيادة هذا البلد”.
وفي ما يخص دور “اللجنة الخماسية” واستعادة حركيتها لإحداث خرق ما في ملف الرئاسة، وعما إذا كان يحمل أي مبادرة جديدة على هذا الصعيد، أجاب: “الحقيقة أن اللجنة الخماسية لم تتوقف عن العمل لكي تبدأ من جديد، وإنما يمكن أن نقول إنه خلال الفترة الفائتة كان هناك تركيز أكبر على تهدئة الأوضاع في المنطقة وتجنب نشوب صراع أكبر وحرب أوسع. لكن الآن، وبعد هدوء هذه الأوضاع بعض الشيء، نعيد التركيز على الملف الرئاسي. نرجو أن تكون الأشهر الماضية قد أعطت إشارات للجميع داخل لبنان بأنه لا بديل سوى الاستعداد لما هو آتٍ، وهذا الاستعداد يبدأ بأول خطوة، وهي خطوة انتخاب الرئيس. هناك خطوات تالية ذات أهمية كبيرة، وما يفتح الطريق لها هو انتخاب رئيس، لذا أرجو أن يكون لدى الفرقاء في لبنان هذه القناعة ولديهم الإرادة لكي نتحرك إلى الأمام”.
وبالنسبة إلى إمكان أن تتوصل “اللجنة الخماسية” من خلال مسعاها إلى فصل مسألة انتخابات الرئاسة في لبنان عن حرب غزة، قال : “عندما نتحدث دائماً عن فصل ملف الرئاسة عن ملف غزة، فهذا حديث حقيقي. وما استمعت إليه شخصياً من الفرقاء في لبنان كان دائماً حديثاً عن عدم ربط هذا الملف بذاك. ولكن يجب أن نعلم أيضاً أن تأثير ما يحدث في المنطقة وغزة واضح على أمور كثيرة وليس على لبنان فحسب. إلا أن ما علينا القيام به هو عدم التوقف أو الاستسلام لفكرة تأثير ملف غزة على الانتخابات الرئاسية في لبنان، بل يجب أن نعمل بغية وضع حد لهذا التأثير ومحاولة التغلب عليه بقدر يسمح لنا بتحقيق خرق في جدار ملف الرئاسة”.
وفي ختام تصريحه، وعند سؤاله عن مدى تفاؤله، أجاب السفير موسى: “أنا دائماً متفائل”.