بعد النشيد الوطني ونشيد الحركة ونشيد مؤسسات أمل التربوية، القى الطالب المتفوق والأول على لبنان علي ياسين كلمة الخريجين القاها تلاه مدير الثانوية سليمان عليان مؤكدا ان “تحدي غطرسة الاحتلال والمضي قدما رغم كل اعتداءاته ، هي بالنتائج الباهرة والمميزة التي حققتها ثانويتنا ، حيث تظافرت جهود التلامذة والأهل والمدرسة وتكاملت ادوارهم لتحقيق هذا التميز “، لافتا الى ان “تميز ثانوية الشهيد بلال فحص كان في شتى الميادين الرياضية والادبية والدينية وفي الامتحانات الرسمية”.
زين الدين
ثم تحدث زين الدين وقال:” نلتقي في هذا الصرح التربوي الشامخ، وفي قلوبنا جميعا شعور بالفخر والاعتزاز. نقف هنا ليس فقط لنحتفل بتخرج دفعة من أبنائنا وبناتنا، بل لنشهد ولادة جيل جديد، جيل استطاع بجهده وعزيمته أن يحقق المستحيل، جيل جعل من اسم مؤسساتنا رمزا للتميز والتفوق على مستوى كل المدارس والمؤسسات. أيها الخريجون الأعزاء، اليوم هو يومكم، هو اليوم الذي تعبتم من أجله، سهرتم الليالي، وقطعتم الأشواط الطويلة للوصول إليه. هو اليوم الذي يحمل في طياته لحظات من الفرح والفخر، ودموع تختلط بين وداع لمكان أحببتموه، وشوق لمستقبل تنتظرون خطواته بثقة. كل واحد منكم يحمل بين ضلوعه قصة تستحق أن تروى، قصة كتبتها أنتم بأنفسكم، قصة تحد وصمود، وإصرار على النجاح والتفوق”.
تابع:”تخيلوا تلك اللحظات التي مررتم بها: اللحظات التي شعرتم فيها بالإرهاق مرارا، لكنكم في كل مرة وجدتم القوة للوقوف من جديد، لتثبتوا لأنفسكم أولا، وللعالم من حولكم، أنكم قادرون على التغلب على كل الصعوبات. كل لحظة من تلك اللحظات، كل دمعة، كل ابتسامة، هي جزء من هذه الرحلة العظيمة التي تقفون اليوم في نهايتها، على أعتاب مستقبل جديد. نحن فخورون بكم، لأنكم لم تكونوا مجرد تلاميذ يتلقون الدروس، بل كنتم جزءا من رؤية أكبر، من حلم يتجسد أمام أعيننا. لقد أثبتم أن مدرستنا ليست مجرد مبنى يحتوي على صفوف وقاعات، بل هي بيت للثقافة والتعلم والإبداع، وحاضنة للتميز. أنتم اليوم تحملون بين أيديكم ثمرة جهدكم وجهد كل من آمن بكم، وكل من عمل ليلا ونهارا ليهيئ لكم البيئة المثالية للتميز”.
اضاف:”أيها المعلمون الكرام، لا تكفي الكلمات لشكر عطائكم اللامحدود. كنتم الأمهات والآباء في المدرسة، كنتم الدعم والسند، كنتم من آمن بقدرة كل تلميذ على الوصول إلى أعلى القمم، وزرعتم فيهم الإصرار وحب التعلم. شكرا لأنكم كنتم الشريك الحقيقي في تحقيق هذا الإنجاز. وأما أنتم، أيها الآباء والأمهات، يا من عشنا معكم كل لحظة من لحظات هذه الرحلة، يا من سهرتم الليالي وتابعتم بكل حب وخوف خطوات أبنائكم، أنتم الأبطال الحقيقيون الذين يقفون خلف كل قصة نجاح هنا. لا يمكننا إلا أن نقف إجلالا واحتراما لكل تضحياتكم، لكل نصيحة قدمتموها، ولكل ابتسامة ملأتم بها قلوب أبنائكم أملا وثقة”.
وقال:”اليوم، ونحن نقف في حضرة هذا التفوق، نتطلع إلى المستقبل، نتطلع إلى رؤيتنا التي نعمل جاهدين لتحقيقها. لقد كانت مدرستنا ولا تزال، موطنا للأفكار الكبيرة، للإبداع الذي لا حدود له، للعقول التي تضيء طريق المستقبل. نحن نؤمن بأن التعليم هو القاعدة الصلبة التي تبنى عليها الحضارات، ولذلك نسعى دائما لتطوير أساليبنا، وتحسين بيئتنا التعليمية، لكي نظل في مقدمة الركب، ونظل منارة للعلم والابتكار. رؤيتنا للمستقبل هي أن نكون المؤسسة التي تقدم لطلابها أفضل ما في العلم والمعرفة، أن نكون الحاضنة التي تحتضن مواهبهم وتنمي قدراتهم، أن نكون الجسر الذي يعبر بهم إلى مستقبل أكثر إشراقا، وأكثر إبداعا”.
وختم:”سنستمر في توفير بيئة تعليمية تحفزهم على التفكير النقدي، على الإبداع، وعلى السعي الدائم لتحقيق الأفضل، سنظل ملتزمين بأن نكون المثال الحي على أن التفوق ليس مجرد كلمة، بل هو طريق من العمل المستمر والاجتهاد”.
بيضون
من جهته قال ببضون :” في هذا اللقاء الذي يجمعنا في رحاب الذكرى ال46 لتغييب الإمام الصدر، في حفل تخريج طلاب ثانوية الشهيد بلال فحص، واحدة من درر مؤسسات أمل التربوية، نلتقي اليوم في خير المناسبات، حيث الصمت أنطق نفسه متفائلا في زمن التحديات، وحيث القلب ينبض بقلق الوطن والمواطن وتتزاحم الأهوال، فتأتي رحابة اللقاء مهللة لقدومكم. أبدأ كلامي بتحية للشهداء، كل مقاومين الشهداء، لكل المقاومين الذين غزلوا أجسادهم بساط ريح إلى حرية الوطن، وبتحية أيضا للأساتذة الذين يزرعون ضحكة ورود على شفاه الوطن، الذين يطلقون سهام العلم في براحات العتمة، لكم نبضات قلوبنا في هذا العرس التربوي، فأنتم تربته خصبة تثمر خيرات المستقبل واستثمار حقيقي، بل علامة مضيئة في مسيرة الوطن”.
تابع:”يا أبناء، أيها الطلبة، عرس الجنوب… يا فرسان الميدان التربوي في الزمن الأصعب، نستعيد معكم ما قاله الأخ النبيه عندما تسلم وصية الشهيد بلال فقال: أحسست به واعتززت بأنني قد شمخت عزا. ها هو دولة الأخ النبيه، وبعد أربعين عاما، وبعد اكتمال عرسه، أيقن منذ اللحظة الأولى بكم، بأنكم زرعتم عزا، وبتفوقكم واعتزازكم، يشمخ عزا بأنكم أبناء عرس الجنوب بلال، وأن هذا العرس التربوي هو ثمرة من ثمار ذلك العريس. فقم يا بلال يا حارس أمننا، قم وارتفع صدى صوتك في الميدان،. قم يا حبيب الجنوب، ورمق أبناءك الفرسان يجمعون أشلاءك شهادات تفوق على مساحة كل لبنان. قم يا بلال، وشاهد طلاب الجنوب تلك الجملة العجيبة من البشر الذين يلين حديدهم ولا تلين عزائمهم؛ فهم الوجه الحضاري المشرق للبنان، هم الوطن في فضائله وقيمه، هم الهوية والانتماء”.
اضاف:”في هذا المقام نقول: لقد أبى دولة الرئيس نبيه بري أن يسلب الطالب الجنوبي حقه في التفوق، فكان الإصرار على عدم حرمانه من الامتحانات الرسمية أو تمييزه عن أقرانه طلبة لبنان سبيلا لإحراز التفوق، وكان المتفوقون في لبنان جنوبيين رغم كل التشويش ومحاولات تثبيط الهمم، وكان النجاح لوزارة التربية بشخص وزيرها وفريقه الذي خضنا معه هذا الاستحقاق الموحد على مساحة الوطن. إرادة التحدي وثبات المقاومين؛ وثانيا للبنان، كل لبنان، بأسرة التربوية مجتمعة التي خاضت هذا الاستحقاق موحدة، ورجعت منتصرة للوطن الكبير”.
وختم:” لقد أراد الإمام الصدر أن تكون المؤسسات التربوية هي الأساس في إزالة علة الطائفية والمذهبية التي فتكت بالجسم الوطني، والتي طالما كانت سببا للوهن في لبنان. من هنا نرى، إن المهمة التي تضطلع بها التربية في صناعة الإنسان هي العلاج الحقيقي لأزمة الأخلاق وأزمة الضمير التي تغلف الممارسة السياسية الموسومة بالطائفية والمذهبية البغيضة والتي من شأنها أن تصيب الوطن بمقتل، أو في أحسن الأحوال تضعف سبل مجابهة التحديات التي تفرضها انقسامات الداخل وأطماع الخارج على لبنان، وليس آخرها العدوان الإسرائيلي على السيادة اللبنانية التي تستلزم منا التمسك بالمقاومة أكثر فأكثر والاعتصام بحبل الوحدة والتوافق اللبنانيين. هذا ديننا الذي تعلمناه من إمام المقاومة ورمز العيش المشترك في مقاربة كل الاستحقاقات والتحديات الداخلية منها والخارجية. فالوحدة والصف أقصر الطرق لمواجهة التحديات وبلسم لأوجاع أهلنا والتخفيف من قساوتها”.
وفي الختام ، تم توزيع الشهادات على الخريجين.