أشار مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي في رسالة “منبر الجمعة” إلى أنه “مرَّ 55 عاما على جريمة حريق المسجد الأقصى الذي وقع عام 1969 على يد صهيوني حاقد”.
وتابع: “في عام 564هـ، صنع القائد نور الدين زنكي منبرا خشبيا فاخرا في حلب ودمشق، وبدأ خطته لتمكين الأمة وتحرير المسجد الأقصى، ونذر أن ينقل منبره من الشام إلى بيت المقدس محررا. استكمل هذا المسار الناصر صلاح الدين الأيوبي، الذي حقق حلم الأمة ونقل منبر نور الدين زنكي إلى المسجد الأقصى وخطب عليه، بعد أن غاب صوت المنبر عن المسجد الأقصى لمدة 90 عاما، قال يومها: “لا تظنوا أني فتحت البلاد بالسيوف، بل فتحتها بقلم القاضي الفاضل”.
وأضاف: “استمرت خطب الجمعة في المسجد الأقصى تقام على هذا المنبر حتى عام 1969م، حيث قام المتطرف الصهيوني دينس مايكل، بالتعاون مع الاحتلال الصهيوني، بإشعال حريق في المصلى القبلي في الأقصى المبارك”.
واعتبر أن “حريق المسجد الأقصى كان مؤامرة وجريمة مدبرة من الاحتلال الصهيوني المجرم، حيث قطع المياه عن منطقة المسجد الأقصى بالكامل، وتباطأ في إرسال سيارات الإطفاء، وعرقل تحرك الجماهير المسلمة نحو المسجد، وحاصر مدينة القدس لمنع تدفق أهالي الضفة الغربية نحوها، وما زال الحريق يتجدد بطرق متعددة، وما زالت نار الحقد والهمجية التي اشتعلت فيه لم تنطفئ حتى الآن”.
وقال: “خمسة وخمسون عاما والنار مشتعلة في المسجد الأقصى: نار التهويد، نار الحفريات، نار الاقتحامات، نار الاعتداءات، نار ترهيب المصلين، وهدم البيوت والاعتقالات. من أبشع صور الحريق المستمرة ما يحدث منذ أكثر من عشرة أشهر، حيث نار طوفان الأقصى في غزة مستمرة ولن تنطفئ إلا بتحرير الأقصى، الذي ما زال يرزح تحت نير عصابات الموت والهمجية الصهيونية التي تعيث في فلسطين ولبنان والعالم فسادا وقتلا”.
ولفت إلى أن “عدد الشهداء والمصابين تجاوز المائة وخمسين ألفا، فضلاً عن التدمير الممنهج لكل مقومات الحياة هناك، في ظل صمت عربي وعالمي مطبق وتآمر أمريكي أوروبي بريطاني واضح، وغياب تام لما يسمى بالأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان”.
وأردف: “يجب دعم المرابطين والمجاهدين على الثغور بكل وسائل الدعم والمؤازرة والإسناد، فهم شرف الأمة وحصنها المنيع وخط الدفاع الأول عن دينها وعرضها وشرفها وتاريخها ومقدساتها”.
وتابع: “هذه أيام مفصلية، والكلام فيها دقيق للغاية، غير أنّ الوقائع على الأرض بعد فشل المفاوضات لا تبشر بخير، والتصعيد سيد الموقف… اللهم سلم”.
وختم الرفاعي: “عدد الشهداء في لبنان تجاوز ال500 والذي يسأل هل ستقع الحرب فجوابه هي واقعة من عشرة أشهر، والعدو أعجز من أن يوسعها وإن فعل فنحن أهل المواجهة”.