تحدث بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا في لقاء ريميني بنسخته ال 45 عن “الآمال الصغيرة في الأراضي المقدسة، والأساسية لعدم الاستسلام للعنف” وقال:” نحن نعمل لدعم الجماعة الكاثوليكية في غزة والضفة الغربية من خلال تزويدهم بالطعام”، معتبر ان “هناك ثقافة المصالحة التي يجب تعزيزها للخروج من وطئة الاستبداد ولا يمكننا الحديث عن السلام في هذه اللحظة”.
وفي حديثه مع وسائل الإعلام الفاتيكانية قبيل افتتاح لقاء ريميني – الذي افتتحه الكاردينال بمؤتمر بعنوان: “حضور من أجل السلام” – شدد على “ضرورة العمل على وقف إطلاق النار، ووقف العمليات العسكرية لبدء عملية شفاء لخلق الثقة بين بعضنا. ان الطريق موجودة، لكن لا رغبة في اتباعها على المستوى المؤسساتي، فهي تتطلب قيادة سياسية ودينية تمر في أزمة”. وشدد على أنه “من المهم القيام بكل ما هو ممكن، حتى لو بدأنا من القاع”.
تابع:”الرجاء هو الكلمة المطلوبة في هذه المرحلة، لكن يجب ألا نخلط بين معنى الكلمات. الرجاء لا يعني أن الأمور على وشك أن تنتهي، والآفاق ليست إيجابية على المدى القصير. الرجاء هو موقف داخلي يجعلنا قادرين على أن نرى بعيون الروح ما لا تراه العيون البشريّة. إن الآمال الصغيرة تحيي الكنيسة المحلية، التي تلتزم في غزة والضفة الغربية دعم الجماعة الصغيرة التي تضم نحو ٦٠٠ شخص من خلال توزيع الطعام”.
ويذكّر بـ” التزام فتح العيادات، ومدرسة مغلقة منذ عام، من أجل إعادة تنشيط ديناميكيات العلاقات الطبيعية التي تساعد على لخروج من وطئة الإستبداد من أجل خلق فرص عمل حتى لو كانت غير كافية”.
وفي ختام مقابلته، أشار الكاردينال بيتسابالا إلى أنه “يمكن لأي شخص أن يفعل شيئًا لتحقيق السلام. إن السلام هو ثقافة، وهو ليس شيئًا يتعين على المرء القيام به، إنه سياسة، إنه تربية، إنه التزام وسائل الإعلام، وهو أن نعمل على نطاق ٣٦٠ درجة، في عالم معولم حيث لا أحد منا هو جزيرة. إنّ السلام ثقافة”.
من جهة اخرى، على منصة اللقاء، وفي حوار مع رئيس “مؤسسة برنارد شولتز”، اللقاء الذي افتتح فعليًا الدورة الخامسة والأربعين، استعاد الكاردينال بيتسابالا سنوات حياته الخمسة والثلاثين في الأراضي المقدسة ونموه في الحوار بين الأديان. هذا ولم تغب الإشارة إلى الأحداث الجارية وقال: “نحن في مرحلة حاسمة، مع الحوارات الجارية، ستنتهي الحرب، وآمل أنه مع المفاوضات، سيتم حل شيء ما: لدي شكوكي ولكنه النداء الأخير”. هذا ولا يخفي بطريرك القدس للاتين خطر الانحطاط”.
أضاف: “لقد أصبحت لغة الرفض لبعضنا البعض أمرا يوميا ويمكن الشعور به في وسائل الإعلام وهو أمر مأسوي حقا. ندعو للصلاة من أجل مواجهة مواقف الكراهية وعدم الثقة والازدراء العميق التي نشعر بها. إن إعادة بناء المستقبل ستتطلب التزام الجميع”.