اعتبر “المؤتمر المسيحي الدائم”، في بيان اثر اجتماعه الدوري، “اإن البيوعات العشوائية والمشبوهة للأراضي المسيحية باتت سلاحا خطيرا متنقلا يضرب الديموغرافيا التاريخية للبنان ويصيب المكون المسيحي في العمق”.
واشار الى “ان آخر الفصول المتتالية لخسارة الأرض والتهديد الديموغرافي الخطير، ظهر جليا في بيع أرض في زحلة- كساره (حوش الأمرا، الأراضي، عقار رقم 673) من مالك مسيحي إلى غير مسيحي. وبغض النظر عن أحقية البيع قانونا، فإن عدم أحقية البيع أخلاقيا وديموغرافيا ووطنيا هي التي يجب أن تطغى اليوم، كون عمليات البيع هذه تصيب الوجود المسيحي في مقتل، وتشكل بالتالي تهديدا فعليا للموزاييك اللبناني الذي عليه تتوقف صيغة لبنان التعددية ووجهه الحضاري”.
ولفت الى “ان خروج هذا النوع من البيوعات بصورة فاضحة إلى العلن يأتي بعد أسبوعين على عقد المؤتمر المسيحي الدائم مؤتمره في زحلة بعنوان “الإنسان والأرض”، الذي شارك فيه جميع الأساقفة و ممثلي المذاهب المسيحية في البقاع والرهبانيات الرجالية والنسائية الموجودة على أرض البقاع وجميع الفاعليات البقاعية من وزراء ونواب وأحزاب، ورؤساء بلديات ومدراء عامين، ونقابيين ومسؤولي جامعات، حيث رفعوا جميعا الصوت عاليا لضرورة معالجة موضوع خسارة الأرض، وأصدروا بيانا شديد اللهجة يدعو إلى حماية الوجود المسيحي في لبنان بدءا من حماية الارض. كما أصدر المؤتمرون سلسلة توصيات تؤكد ضرورة البدء بالتنفيذ السريع للإجراءات العملية الآيلة إلى معالجة سريعة ومضمونة لهذا الموضوع المصيري.“
واكد “ان استفحال عمليات بيع الأراضي المسيحية، سواء في البقاع أو في أي منطقة لبنانية، يجعل من انخراط جميع المسؤولين الروحيين والزمنيين في التنفيذ السريع لتوصيات مؤتمر زحلة ضرورة ملحة، ليس على صعيد البقاع فحسب، بل على جميع الأراضي اللبنانية”.
وناشد المؤتمر المسيحي الدائم “جميع المسيحيين في لبنان عدم بيع أراضيهم وأملاكهم مهما اشتدت المصاعب، لا إلى الأغراب ولا إلى غير المسيحيين، لأنهم بذلك يساهمون في خراب لبنان”. كما ناشد “شركاءنا وإخوتنا في الوطن المسلمين عدم شراء أراضي المسيحيين حفاظا على لبنان المتنوع والمتعدد الذي نعرفه ونريده جميعا”. وناشد ايضا “جميع ذوي الإرادة الطيبة مساعدة من يحتاج بشدة إلى البيع في إيجاد شارٍ من طائفة صاحب الأرض، سواء أكان مسيحيا أم غير مسيحي لكي تحافظ بذلك جميع الطوائف على ما لها، حفاظا على التنوع والشراكة”.
أخيرا، دعا المؤتمر المسيحي الدائم “جميع المسيحيين إلى اعتبار الأرض والديموغرافيا قضيتهم التي يتوقف عليها مصيرهم، وعليها أيضا يتوقف وجود لبنان أو زواله، وإلا فـ”على الأرض السلام”.