بعد الإنجيل المقدس، كان للمطران ابراهيم عظة توجه فيها بالمعايدة من كل الذين يحتفلون بالعيد، وتحدث عن مزايا السيدة العذراء فقال: “نجتمع اليوم في ليلة العيد المقدسة لنحتفل بتذكار انتقال سيدتنا مريم العذراء إلى السماء بالنفس والجسد، هذا الحدث العظيم الذي يؤكد لنا مكانة أمنا مريم في قلب الله، ويُظهِر لنا أن السماء هي وطننا الحقيقي، وأن مريم، أمنا السماوية، هي نموذجنا ومثالنا.”
واضاف: “إن هذا العيد هو فرصة للتأمل في مزايا السيدة العذراء التي يمكننا الاقتداء بها في حياتنا اليومية كمؤمنين. ففي حياتها نجد كمال الطاعة، عمق الإيمان، نقاء القلب، وتواضع الروح، وكلها فضائل يجب أن نسعى لتجسيدها في مسيرتنا الروحية.
أولاً: الطاعة الكاملة لإرادة الله
نرى في حياة العذراء مريم طاعةً كاملةً ومطلقة لإرادة الله. عند البشارة، لم تتردد مريم في قبول خطة الله لخلاص البشرية، قائلة: “ها أنا أمة الرب، فليكن لي بحسب قولك” (لوقا 1:38). هذه الطاعة التي أظهرتها مريم يجب أن تكون حافزاً لنا لنفتح قلوبنا لإرادة الله في حياتنا، ونقبل خطته لنا، حتى عندما تكون الأمور غير مفهومة أو صعبة”.
وتابع ” ثانياً: الإيمان العميق والراسخ
الإيمان الذي أظهرته العذراء مريم هو إيمان لا يتزعزع. لقد آمنت بأن الله قادر على أن يحقق وعده، حتى وإن بدا ذلك مستحيلاً من المنظور البشري. نرى هذا الإيمان جلياً في زيارتها لأليصابات، حيث أُطريَت من قِبَلِها على إيمانها: ” طُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ” (لوقا 1:45). فلنتعلم من مريم كيف نؤمن بوعود الله وكيف نثق بأنه قادر على تحقيق المستحيل.
ثالثاً: نقاء القلب وصفاء النية
مريم العذراء كانت مثالاً للنقاء الداخلي والطهارة. قلبها كان مكرساً لله وحده، ولم تلوثه شوائب العالم. نحن مدعوون لنقتدي بمريم في نقاء قلوبنا، لنسعى لنعيش حياة خالية من الخطايا والشرور، مستمدين طهارتنا من محبة الله ونعمه.”
واردف: “رابعاً: التواضع العميق والروحانية العميقة.
مريم العذراء كانت متواضعة في كل شيء. لم تسعَ للتمجيد الذاتي، بل كانت تعتبر نفسها خادمة للرب. هذا التواضع هو ما جعلها عظيمة في نظر الله والبشر. نحن مدعوون لأن نكون مثلاً في التواضع، نعيش حياتنا بخدمة الآخرين ومحبتهم دون أن نطلب المجد لأنفسنا.
خامساً: الأمومة المحبة والحنونة
مريم لم تكن فقط أم يسوع، بل أصبحت أم الكنيسة بأسرها. حبُّها وحنانها يشملان الجميع، وتفتح ذراعيها لتحتضن كل من يلجأ إليها. دعونا نستلهم من مريم روح الأمومة والمحبة في علاقتنا مع الآخرين، فنكون داعمين ورحماء ومحبين”.
وختم المطران ابراهيم: ” أحبائي، في هذا العيد المبارك، دعونا نتأمل في حياة السيدة العذراء ونستلهم منها القوة والشجاعة لنعيش حياتنا كمؤمنين حقيقيين. لنطلب شفاعتها دائماً ولنسلمها أمرنا وحالنا وبلدتنا الفرزل الغالية وعائلاتنا، ولنتخذ من فضائلها منارة تضيء لنا طريقنا نحو الله. لنصلِ معاً، طالبين من الرب أن يمنحنا نعمة الاقتداء بمريم العذراء، وأن يجعلنا قادرين على تطبيق فضائلها في حياتنا، حتى نتمكن يوماً من مشاركتها فرحة الحياة الأبدية في ملكوت السماوات. كل عيد وأنتم والفرزل وكل أهلها بألف خير!”.
وبعد القداس، انتقل الحضور الى صالون الكنيسة حيث تبادلوا التهاني بالعيد.