شارك رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق في غرس “شجرة المفقود”، مع أعضاء لجنة أهالي المفقودين والمخفيين قسرا في لبنان، تقدمهم رئيسة اللجنة السيدة وداد حلواني. وزرع يمق والامهات شجرة الزيتون في ساحة – السلطي الحلاب – طرابلس، الشجرة الثالثة التي تغرس بعد زحلة وعكار بدعم من اللجنة الدولية للصليب الاحمر لمناسبة اليوم العالمي للمفقودين 30 آب.
حلواني
قبيل غرس الشجرة، تحدثت رئيسة اللجنة السيدة حلواني، فقالت :”باسمي وبمن أمثل من زملاء في لجنة أهالي المخطوفين والمخفيين ارحب برئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق، وأشكر الأهالي الذين شاركونا واحيي الذين لم يستطيعوا المشاركة، كما احيي ارواح جميع المخفيين واحيي اخر فقيدة والدة المخطوف رشيد اللداوي”.
أضافت : ” انها طرابلس، وهذه ليست اول مرة ولا اول مناسبة تدعم فيها طرابلس قضية المفقودين، ليس فقط لوجود مخطوفين من اهالي طرابلس والشمال عموما، بل هي تدعم حق كل المخطوفين من مختلف المناطق، وبلدية طرابلس والرابطة الثقافية وكل الفاعليات والبيوتات الثقافية والاجتماعية كانت وما زالت تدعم قضية مفقودي الحرب في لبنان. نحن هنا، لمناسبة اليوم العالمي للمفقودين الذي أعلنته الأمم المتحدة في 30 آب من كل عام، وسنحيي الذكرى في كل المناطق بتواريخ عدة من شهر آب”.
وقالت :” ولدت وتعلمت في طرابلس، نحن نزرع هذه الشجرة في طرابلس وسط سلسلة فاعليات في المدينة في إطار طرابلس عاصمةً للثقافة العربية للعام ٢٠٢٤، فهي المدينة الثقافية والأثرية وموقعها الجغرافي على البحر الشرقي للمتوسط، ونأمل ان تستمر نهضة المرفأ ويقوم بلعب دوره النهضوي المطلوب، فطرابلس هي مدينة جامعة ومحبة ونأمل ان تزول محاولات تشويه صورتها وان تبقى حاملة الدفاع عن القضايا المحقة ومنها قضيتنا. نحن رواد سلام ومحبة وهذه الشجرة الثالثة التي يتم زرعها بعد شجرتي زحلة وعكار”.
الجندي
وتحدثت هدى الجندي والدة المفقود نزار قرطاوي، ابن طرابلس، فقالت:” التقينا في إطار لجنة أهالي المخطوفين والمخفيين قسرا في لبنان، وارتأينا أحياء اليوم العالمي للمفقودين الذي أعلنت الأمم المتحدة في 30 آب من كل سنة، ونحن نعتبر كل يوم يمر علينا يوم أحبائنا الذين سرقتهم منا الحرب”.
أضافت : “زرع شجرة المفقود تكريما لضحايانا واحياء لذكراهم، ودعما للعائلات اخترنا شجرة الزيتون كونها ترمز الى العطاء والحياة كما ترمز الى صلابتنا نحن أهالي المفقودين وأصرارنا على مدار 42 عاما على حقنا بمعرفة مصير أحبتنا، زيتونة المفقود اردناها رمزا دائما للأمل والسلام الحقيقي، زيتونة المفقود أردناها تذكيرا بضرورة السعي من أجل العدالة والمصالحة، وكان مقررا أن نزرع 50 شجرة زيتون، لكن نتيجة للوضع الامني اتفقنا على زراعة ثماني أشجار زيتون، بدعم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في مدن وبلدات لبنانية منها هذه الشجرة في طرابلس ام الفقير، ونأمل ان تكون شجرة المفقود خطوة لتحقيق المزيد من التضامن والدعم العائلات المفقودين وفرض تطبيق قانون المفقودين والمخفيين قسرا 105 /2018، وللزرع تتمة”.
يمق
كلمة الختام، كانت لرئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق، قال فيها :” أرحب، باسمي واسم زملائي في المجلس البلدي، بكم كلجنة لأهالي المفقودين قسرا في طرابلس، هذا النشاط فخر لنا، وان تكون شجرة الزيتون المباركة عنوانا للتضحية ولاحياء ذكرى المفقودين في لبنان وطبعا كلهم في قلوبنا دوما، فهذا شرف لنا ولطرابلس. هذه الزيتونة شجرة المفقود تربط الأجيال الجديدة والناشئة بماضيها وتذكرهم بمساوئ وتبعات الحروب، للحروب نتائج مدمرة قتلى وجرحى ومفقودين ودمار وتخريب، ولهذا نقول لأهلنا في لبنان قبل التفكير بالحروب تعلموا من التاريخ، تاريخ لبنان هو تاريخ سلام وعيش مشترك، وطرابلس تجسد العيش المشترك بشهادة الجميع رغم خسارتها الكبيرة من الأهل والشباب ما بين شهيد ومفقود، وقضيتهم مستمرة الى الان، وهذا واقع كل المناطق اللبنانية والأمهات خسرن ابنائهن، ونطلب لهم جميعا الرحمة والجنة، ونأمل ان تتابع الحكومة هذه القضية لعل وعسى ان يكون منهم أحياء ومخفيين قسرا، وندعو لقراءة الفاتحة عن ارواح الذين استشهدوا”.
تابع :” طرابلس دائما مواكبة لكل الأزمات في لبنان وفي العالمين العربي والإسلامي، وتحديدا في فلسطين وغزة العزة التي تواجه إبادة منظمة من قبل الصهاينة اليهود، وكذلك في الجنوب اللبناني، ونتمنى ان تمر الأمور على خير”.
ختم :” طرابلس عاصمة العيش المشترك، والشهداء هم احبتها والمفقودون فلذات اكبادها، واهلا وسهلا بكم، وهذه الشجرة، شجرة الزيتون المباركة هي تخليد لذكرى المفقودين ودعم للسلام والعيش المشترك، شجرة الزيتون واغصانها شجرة الأنبياء وشجرة المسيح عليه السلام، هي شجرة ترمز الى تخليد هذه الذكرى، لكن ارواح المفقودين وذكراهم دائما في قلوب أمهاتهم واهاليهم. أهلا وسهلا بكم في طرابلس عاصمة الشمال”.