بعد الانجيل المقدس، القى عون عظة تحدث فيها عن مراحل حياة القديس ضوميط الشهيد، داعيا الى “الصلاة على نية ابناء البلدة وسكانها وبخاصة الاخت جومانا لكي يوفقها الله في مسؤوليتها الجديدة كمدبرة في الرهبانية اللبنانية المارونية، وليعط الرب دائما دعوات مقدسة من شباب وشابات البلدة يسمعون نداء الرب”، مهنئا كل من يحمل اسم القديس ضوميط . وقال:”علينا كمسحيين ان نعمل لكي يعم ملكوت الله كل العالم ، فالكنز الحقيقي في حياتنا هو الرب وهو اللؤلؤة والاساس ، والدعوة المسيحية لربح الملكوت موجهة الى كل مسيحي ليختبر كل واحد منا ان الرب هو الاول في كل ما نعيشه في العائلة والمجتمع وعلينا العمل بما يوحيه الينا ، عندها يعيش المسيحي المحبة ومعنى العطاء والاخوة والسعي الى احلال السلام والابتعاد عن كل ما هو غير موجود فيه الرب ، واذا نظرنا الى حياتنا نجد ان هناك خطايا كثيرة نقترفها لاننا ننسى ربنا ونضعه جانبا ونسعى دائما الى تحقيق اهوائنا ، لذلك القديس الشهيد ضوميط يعلمنا كيف نعرف قراءة الاحداث في حياتنا لنعود ونكتشف مكانة الله”.
تابع:”الرب لا يقاصص الخاطئين بل يعطيهم علامات لكي يفكروا ان لحياتهم معنى واهمية اكثر من الامور السطحية التي يعيشونها ، لذلك على المسيحي ان يتعلم قراءة علامات الازمنة ، فنحن اليوم نمر بظروف دقيقة جدا ، ومرت علينا ايام صعبة قضت على جنى العمر على الصعيد المالي، ولكن المسيحي يقف وقفة ايمان ويقول ان الرب سمح من خلال خطايا السياسيين والمصرفيين الا تبقى موجودة تلك الضمانات ، لكي نفكر كيف علينا اعادة بناء تلك الضمانات بالاتكال على الله والتعرف عليه وعيش المحبة”.
اضاف:”مدعوون في حياتنا الى ان نعرف اختيار الرب يسوع والعيش بموجب وصاياه وكلمته، وعيش المحبة والترفع عن الصغائر التي هي في اكثر الاحيان بسبب كبريائنا وجشعنا وانانياتنا ولكن في النهاية نخسر الجوهر والاساس ، فاختبار الرب يبعد الخوف عنا الذي هو اساسه غياب الرب عن حياتنا وليس الحرب وتهديدات اسرائيل لنا ولا الخوف من كل الامور التي نعيشها”.
وقال:”نسمع الاخبار وهي تخيفنا اذ يقولون ان الحرب على الابواب غدا او بعد غد ، ونعيش في قلق وخوف لاننا لا نعرف ماذا سيحصل وان كنا جميعنا نتمنى الا تحصل الحرب على ارضنا، ولكن علينا ان نتمسك بيسوع المسيح الذي يعطينا الرجاء والسلام والاتكال عليه والصلاة له ، واؤكد لكم ان صلينا جميعا بإيمان لن تحصل الحرب لان الرب قدير واقوى من الشر ، لذلك علينا العودة الى الصلاة الى ربنا واختياره هو وحده في حياتنا، فان كان هناك سلام ننعم به واذا فرضت علينا الحرب نعيشها مع الرب ونختبر انه لن يتركنا. فلنجدد اليوم ايماننا ونصلي من اجل السلام في وطننا لبنان وليلهم الله اصحاب القرار والمسؤولين للتفكير بالابرياء وبخير العالم، لان الحرب لا تؤول الا الى الحرب والعنف لا يؤدي الا الى العنف ، وحدهما السلام والحب يزرعان الاخوة بين البشر”.
وختم:” لا تخافوا الرب معنا ، فلنضع كل رجاءنا به وهو الذي سيزرع السلام في وطننا وفي كل العالم”.
عشاء قروي
وبعد القداس، اقيم عشاء قروي وفني في ساحة الكنيسة احياه الفنان عاصي بيطار وشارك فيه الى المطران عون والكهنة ورئيس البلدية والمختار ، النائبان سيمون ابي رميا وزياد الحواط ، وفد من مشروع “وطن الانسان” – جبيل ممثلا النائب نعمة افرام ، رئيس اقليم جبيل الكتائبي حليم الحاج ، عضو المكتب السياسي في التيار “الوطني الحر” المحامي وديع عقل، مسؤول العلاقات الخارجية الدكتور طارق صادق ، الاب شربل دريان ممثلا رئيس دير مار مارون عنايا الاباتي طنوس نعمة ، فراس سعد مستشار الوزير السابق يوسف فنيانوس.
سعد
بعد النشيد الوطني وقصيدة للشاعر بسام صوما، القى نائب رئيس لجنة الوقف البير سعد كلمة شكر فيها لراعي الابرشية “رعايته المهرجان وكل من ساهم في انجاز المرحلة الاولى من تطوير باحة الكنيسة”، مشيرا الى اننا “نعيش فرحة العيد بعد غياب قسري متسلحين بالايمان وبشفاعة مار ضوميط ويسوع القائم من بين الاموات”، وقال:”لم نخف يوما من ازمة اقتصادية خانقة لنطلق المشاريع وآخرها تطوير باحة الكنيسة لتتلاءم مع متطلبات ادراجها على خارطة السياحة الدينية في لبنان بمسعى من المجلس البلدي، وفي الايام المقبلة سنسعى لتأمين التكلفة بالتعاون مع وزارة السياحة واصحاب الايادي البيضاء”..
وختم:” نحن ابناء مشمش وبصوت عال ملؤه الثقة الممزوجة بصلابة الايمان، اعطينا الامل للآخرين واثبتنا اننا ابناء القيامة وخير دليل على ذلك ما تشهده رعيتنا من تجدد روحاني وتكاتف اجتماعي لانجاح مشاريعنا”.
ضاهر
ثم تحدث الخوري ضاهر ووصف هذا اللقاء بـ”العائلي برعاية القديس ضوميط الذي طالب كل انسان بان يكون شاهدا على حضور الرب في حياته”، مهنئا اللبنانيين بالطوباوي الجديد اسطفان الدويهي “الذي من خلاله يعيدنا الرب الى درب القداسة”، واثنى على “الانجاز الذي حققته لجنة الوقف في تطوير ساحة الكنيسة مما يدل ان الرعية بأبنائها بصمة جدية”، داعيا الى “الحفاظ على هذه الروحانية”.
عون
من جهته، شدد المطران عون على “اهمية زرع الايمان والرجاء في هذه الايام الصعبة التي نعيشها في وطننا لبنان”، واعرب عن تقديره للعمل الذي قامت به لجنة الوقف امام الكنيسة وساحتها كمرحلة اولى، منوها بـ”التضامن بين جميع ابناء البلدة وفاعلياتها وكهنتها بروح المحبة من اجل كنيستهم ورعيتهم”.
وختم سائلا الله بشفاعة القديس الشهيد ضوميط وجميع القديسين أن “يحمي أبناءنا ولبنان، ويعطينا الرجاء ويجنب وطننا اي حرب تؤذي الشعب اللبناني”