وفي هذه الاجواء، لفت مستشار الأمن القومي الأميركي، جاك سوليفان الى أنّ الولايات المتحدة «تراقب من كثب الأحداث في الشرق الأوسط وخطر التصعيد نحو حرب إقليمية قائم الآن»، وقال: «من السابق لأوانه تحديد التأثير الذي قد يخلّفه موت رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، وعلينا المشاركة في جهود لمنع حرب أوسع من خلال الردع والديبلوماسية وخفض التصعيد».
دخلت الحرب في المنطقة مرحلة جديدة من المواجهة يمكن وصفها حالياً بأنّها أصبحت شبيهة بلعبة الـping pong، وسط مشهد ضبابي ينذر بتصعيد متدحرج وخطير إذا ما التزمت أطراف المواجهة سقوف عدم الانجرار إلى حرب كبرى.
وقال مصدر سياسي بارز لـ«الجمهورية»، انّ كلمة السيد نصرالله «وضعت النقاط على حروف الردّ، بتأكيده انّه سيكون حتمياً ومدروساً، لكنها أخرجته من السياق الطبيعي للعمليات التي انطلقت منذ عشرة اشهر». واضاف المصدر، انّ «الحكمة ظهرت في خطاب السيد الذي قال انّه يبحث عن الهدف، ما يعني انّه لن يكون اعتباطياً ومتسرّعاً إنما نوعياً، وما يعني ايضاً أنّ المواجهة دخلت المرحلة الثانية، اما المرحلة الثالثة فتتوقف على خروج الردّ والردّ على الردّ عن قواعد اللعبة الجديدة».
ولم يستبعد المصدر ان يكون الردّ مشتركاً ومتزامناً، لأنّ المرحلة الجديدة تستدعي انتقالاً في العمليات العسكرية إلى مستوى التطور، خصوصاً لجهة التجرؤ على استهداف بيروت وضاحيتها الجنوبية، علماً انّ «حزب الله» سبق وابلغ الى الوسطاء انّ استهداف بيروت سيغيّر المعادلات، وهذا الأمر في حدّ ذاته يُخرج المواجهة عن مسارها من خلال البدء باستخدام نمط جديد من العمليات.
ورأى المصدر انّ «لا احد يملك صورة واضحة عمّا ستؤول اليه الأمور، ولكن هناك سيناريوهات وضعها كل فريق تصل إلى عمليات التأهّب القصوى». لكن المصدر استبعد ان تتدحرج الأمور سريعاً إلى حرب واسعة لأنّ اللاعبين الأساسيين لا يريدونها.
قشرة سميكة
والى ذلك، لاحظت اوساط متابعة انّ السيد نصرالله احتفظ بأوراق الردّ طي الكتمان، مكتفياً بالتأكيد انّه سيحصل حتماً من دون أن يقدّم اي إضافة تروي غليل العدو الاسرائيلي الذي كان يترقّب الخطاب لمحاولة معرفة مسار الردّ وطبيعته.
واشارت هذه الاوساط الى انّ السيد نصرالله ترك كل ما يتعلق بالردّ من حيث المكان والزمان والهدف والوسيلة، مغلّفاً بقشرة سميكة من الغموض المقصود الذي من شأنه ان يفاقم حيرة قيادة قوات الاحتلال الاسرائيلي وإرباكها في مرحلة الانتظار الثقيل للضربة المحسومة. ورجحت الاوساط أن يأتي ردّ الحزب ومحور المقاومة بين حدّين: تجاوز سقوف المرحلة السابقة في اتجاه تصعيدي وتصاعدي من جهة، ومحاولة تفادي الحرب الشاملة من جهة أخرى، مع الاستعداد التام لخوضها اذا فرضها سلوك نتنياهو.
الحرب الاميركية ـ الإسرائيلية
وكان السيد نصرالله قال خلال تشييع شكر إنّ «العدو استهدف مبنى مليئاً بالمدنيين في حارة حريك خلال اغتياله الشهيد فؤاد شكر. وما حصل في الضاحية هو عدوان وليس فقط عملية اغتيال». وأشار إلى أنّ «العدو سوّق قبل أيام من عدوانه أنّ ما سيفعله هو ردّ فعل، ونحن لا نقبل بهذا التقييم والتوصيف على الإطلاق. وما جرى هو جزء من الحرب الإسرائيلية ـ الأميركية على منطقتنا»، مضيفًا: «العدو يقوم بأكبر تضليل وتزوير عبر اتهام شهيدنا بأنّه قاتل أطفال مجدل شمس». وقال: «هذا ليس ردّة فعل على ما حصل في مجدل شمس بل هذا ادعاءٌ وتضليلٌ، وهو جزء من الحرب ومن المعركة، ولقد نفينا مسؤوليتنا عمّا جرى ونملك جرأة وشجاعة الاعتراف لو كان ذلك خطأ منا، فتحقيقنا الداخلي يؤكّد ألّا علاقة لنا بما جرى في مجدل شمس، والعدو نصّب نفسه مدّعياً عاماً وقاضياً وجلاداً». واضاف: «إسرائيل لا يمكنها أن تسلّم بالفرضية التي تقول بأنّ سبب ما جرى في مجدل شمس هو صاروخ اعتراضي إسرائيلي، واتهامنا بما جرى في مجدل شمس ظالم ومرفوض ويهدف إلى تبرئة جيش العدو مما جرى، والهدف من اتهام المقاومة هو الفتنة الطائفية». ولفت إلى أنّه «بفضل الوعي والمواقف الحازمة من قيادات طائفة الموحّدين الدروز الكريمة تم وأد الفتنة وتعطيلها». وقال: «إننا ندفع ثمن إسنادنا غزة ودعمنا القضية الفلسطينية وهذا ليس جديداً ونحن نتقبل هذا الثمن وندفعه ودخلنا هذه المعركة إيماناً بأخلاقيتها وأحقيتها وأهميتها»، وتابع: «لم نُفاجأ ولن نُفاجأ بأي ثمن يمكن أن ندفعه في هذه المعركة. ونحن أمام معركة كبرى تجاوزت فيها الأمور مسألة جبهات إسناد». وقال: «نحن في معركة مفتوحة في كل الجبهات وقد دخلت في مرحلة جديدة»، وسأل: «هل يتصورون أن يقتلوا القائد إسماعيل هنية في طهران وتسكت إيران»؟
وتوجّه الى الإسرائيليين قائلًا لهم: «ستضحكون قليلاً وستبكون كثيراً لأنكم لا تعلمون أي خطوط حمراء تجاوزتم». وطمأن «جمهور المقاومة الى أننا نسارع إلى ملء أي فراغ يحصل باستشهاد قائد من قادتنا، ولدينا جيل قيادي ممتاز». وشدّد على أنّ «الضغط على الجبهات كي تستسلم المقاومة في غزة لن يجدي نفعاً وهي لن تستسلم».
واضاف: «إذا كان أحد مهتماً بأن لا تذهب المنطقة إلى ما هو أسوأ فعليه الضغط لإنهاء الحرب على غزة، ولن يكون هناك حل من دون وقف العدوان على غزة».
وأعلن أنّه «منذ صباح الغد (اليوم) سنعود إلى العمل في شكل طبيعي ضمن جبهة إسناد غزة، وهذا لا علاقة له بالردّ على اغتيال السيد فؤاد». وأكّد: «القرار الآن في يد الميدان وظروفه وفرصه ونبحث عن ردّ حقيقي ومدروس جداً وليس عن ردّ شكلي». وختم: «على العدو ومن يقف خلفه أن ينتظرا ردّنا الآتي حتماً إن شاء الله وبيننا وبينكم الأيام والليالي والميدان».
اسرائيل تحتسب للردّ
وعلّقت وسائل إعلام إسرائيلية، على خطاب نصرالله، معتبرةً انّه «يبقينا في حالة توتر». وأضافت أنّ «السيد يقول إنّ الحزب سيعاود تنفيذ العمليات، وهذا يعني أننا سنرى في الشمال ما رأيناه منذ 10 أشهر». وقالت إنّ المسؤولين في إسرائيل يقدّرون أنّ «الردّ آتٍ من لبنان»، متسائلةً: «كيف ستكون النتيجة؟».
وفي السياق، ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية «انّ الخيار الأكثر ترجيحًا هو الهجوم على إسرائيل من العراق واليمن وسوريا، وانّ «حزب الله» قد يشنّ هجوماً منفرداً بعد هجوم الفصائل.
ومع استمرار التوتر شديداً على طول خط الحدود الجنوبية وسط استمرار الاعتداءات الاسرائيلية تعيش اسرائيل حال استنفار بعد اغتيال شكر وهنية. وقد اتخذت سلسلة من الإجراءات الاحترازية في الداخل الاسرائيلي، واصدرت الاوامر بإخلاء القواعد غير القتالية في الشمال على مسافة 40 كيلومتراً من خط السياج.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»: «بسبب التوترات في الشمال، وبناءً لتوجيهات الجبهة الداخلية، تمّ إيقاف العمل داخل مصنع في عكا لوجود خزانات تحتوي على غاز الأمونيا بداخله، كما صدرت تعليمات للمصانع الأخرى التي تستخدم مواد خطرة بتفريغ وإخلاء خزانات الغاز». فيما قالت هيئة البث الإسرائيلية: «ان إسرائيل تستعد لانتقام مشترك ينطلق من الأراضي الإيرانية واللبنانية وربما من اليمن». فيما قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»: إنّ إسرائيل تستعد لردّ مُحتمل مشترك بين حزب الله والحرس الثوري الإيراني. وقد يؤخّران الردّ من أجل الاستعداد بشكل شامل».
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية: انّ 3 شركات طيران كبيرة في الولايات المتحدة وبريطانيا ألغت رحلاتها إلى إسرائيل. كما اعلنت شركتا «لوفتهانزا» الألمانية و«فلاي دبي» الاماراتية تعليق رحلاتهما إلى إسرائيل امس. وقال رئيس بلدية حيفا: «في أيام القتال نتوقع إطلاق 4000 صاروخ يومياً. وهذا دمار كبير».
وذكر موقع «واللا» العبري: «انّ الجيش الإسرائيلي ألغى إجازات الجنود في الوحدات القتالية ضمن حالة التأهب لردّ محتمل من إيران و»حزب الله». كذلك ومن ضمن اجراءات التحسّب للردّ، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية: «أنّ رئيس الشاباك طلب من رئيس حكومة العدو والوزراء تخفيف التنقل والزيارات، وأوعز بالحصول مسبقاً على موافقته لكل جولة يقوم بها نتنياهو أو الوزراء، وطلب تشديد الحراسة عليهم».
وفي هذه الاثناء دعا مجلس الأمن القومي الإسرائيلي في بيان وزعه مكتب رئيس الوزراء، حاملي الجنسية الإسرائيلية إلى «توخّي الحذر الشديد عند السفر إلى الخارج». وقال «إنّ إيران أو حليفتيها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وجماعة «حزب الله» اللبنانية قد تستهدف مؤسسات إسرائيلية أو يهودية خارج البلاد»
وفي طهران، اعلن رئيس هيئة الأركان الإيرانية: «انّ الردّ حتميّ، ويجب اتخاذ إجراءات متعددة والكيان الصهيوني سيندم على فعلته». فيما نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر قولها «انّ إيران وحلفاءها في المنطقة يجتمعون في طهران لمناقشة استراتيجية الردّ على إسرائيل».
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت لإذاعة الجيش الإسرائيلي، إنّ «اغتيال رئيس أركان «حزب الله» فؤاد شكر، هو أمر جيد ومفيد»، متسائلا «عمّا يمكن أن يمثل الاغتيال أي تغيير يُذكر في معادلة الحرب بين إسرائيل وبين حزب الله؟». وأكّد أنّه «لن يغيّر شيئاً من تلك المعادلة»، مضيفاً أنّ «فؤاد شكر لم يكن هدفاً واقعياً منذ اللحظة الأولى»، داعياً إلى «وقف الحرب في قطاع غزة والاستمرار بالمفاوضات لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين من حركة حماس».
حراك ديبلوماسي
وعلى صعيد المساعي الديبلوماسية الخارجية لمنع نشوب الحرب، زار وزيرا الخارجية والدفاع البريطانيان ديفيد لامي وجون هيلي لبنان امس، وجالا على كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب وقائد الجيش العماد جوزف عون.
وقالت مصادر ديبلوماسية وسياسية واكبت حركة الوزيرين البريطانيين لـ«الجمهورية»، انّهما كانا واضحين في شرح المخاطر المترتبة على ما يجري في المنطقة وما بلغته اجواء التحدّي والعمليات العسكرية مما لا يمكن لجمه إن بقيت الأطراف كافة متمسكة بالمواقف والسقوف العالية.
وحسب هذه المصادر، شدّد الوزيران باسم حكومة بلادهما على «ضرورة ممارسة الضغوط على «حزب الله» والفصائل التي انتهكت القرارات الدولية في الجنوب لمنع تفجّر الوضع وإبقاء ردات الفعل ضمن قواعد الاشتباك المعتمدة والتي حالت حتى اليوم دون الانفجار الكبير في المنطقة، وعبّرا عن «قلقهما من أن يؤدي سوء حسابات الأطراف كافة الى جرّ المنطقة الى مزيد من التصعيد».
وقالت المصادر نفسها، انّه وبمعزل عن خصوصيات المواقف اللبنانية، فقد عبّر المسؤولون اللبنانيون عن رفضهم للتهديدات الاسرائيلية، وشّددوا على ضرورة ان يمارس المجتمع الدولي الضغوط الضرورية لمنع إسرائيل من التمادي في ارتكاباتها الإجرامية في غزة ووقف إطلاق النار لتهدأ بقية الجبهات.
وشدّد الوزيران على اهمية «منع اي عمل عسكري متهور يقود الى تفجير الوضع»، واعتبرا انّ «ما يجري غير مقبول وخصوصاً انّ معظم المبادرات الدولية والأممية انهارت واحدة بعد اخرى ولم يتوصل احد الى ترتيب وقف للنار وخصوصاً قرار مجلس الأمن الأخير الذي صدر في 10 حزيران الماضي بالاستناد الى صيغة تبنّت مبادرة الرئيس جو بايدن. فردّ الجانب اللبناني أنّ من رفض المبادرة والقرار هي اسرائيل وليس لبنان الذي يشدّد على أهمية وقف النار في غزة والالتزام الكامل بالقرار 1701 من الجانبين اللبناني والاسرائيلي، وانّ لبنان جاهز لكل الترتيبات المطلوبة».
لا يريد الحرب
وعلمت «الجمهورية» انّ الوزيرين البريطانيين ابديا تخوفهما من اندلاع حرب شاملة في المنطقة، واكّدا انّ بلادهما مستعدة لبذل ما امكنها للحؤول دون نشوبها.
واكّد بري خلال اللقاء «أنّ لبنان لا يريد الحرب، لكنه في الوقت نفسه مستعد للدفاع عن نفسه، وأنّه على مدى أشهر كانت مساعيه وجهوده مع كافة الدول المهتمة بلبنان، الوصول للظروف التي تسمح بتطبيق القرار الأممي 1701 الذي التزم به منذ اليوم الأول لإقراره، والذي نرى الفرصة لتطبيقه بوقف دائم للعدوان على قطاع غزة أو من خلال هدنة لأسابيع». وأشار الى «أنّ الغطرسة الاسرائيلية الأخيرة برفضها لكل الطروحات والإمعان في سياسة خرق قواعد الإشتباك والإغتيالات تجرّ المنطقة نحو مخاطر لا تحمد عقباها».
ومن جهته الوفد الوزاري البريطاني اكّد «إهتمام بلاده بوجوب الوصول الى التهدئة ووقف لإطلاق النار في غزة ولبنان»، مبدياً «قلقاً بالغاً من التصعيد الأخير»، لافتاً الى «أنّ اي سوء تقدير لهذا التصعيد قد يؤدي الى توسيع رقعة الحرب في المنطقة».
من جهته، الرئيس ميقاتي اعتبر «انّ إيفاد رئيس الحكومة البريطانية كير ستامر وزيري الخارجية والدفاع الى لبنان في هذه الظروف رسالة دعم يقدّرها لبنان»، وشدّد على «انّ اسرائيل إنتهكت السيادة اللبنانية واعتدت على ارضنا مخالفة القوانين الدولية وتعتدي يومياً على المدنيين بشكل سافر». وقال: «إنّ الحل لن يكون الّا سياسياً عبر تطبيق القرارات الدولية بما فيها القرار 1701»، داعياً بريطانيا والمجتمع الدولي الى» الضغط على اسرائيل لوقف عدوانها».
ومن جهته دعا لامي «جميع الاطراف الى احترام القرار الدولي الرقم 1701 وتطبيقه بكل بنوده ومندرجاته»، فيما اشاد هيلي بـ«الشراكة القائمة بين الجيشين اللبناني والبريطاني»، ودعا الى «معالجة كل النزاعات بالحوار والاساليب الديبلوماسية، لأنّ العنف ستكون عواقبه وخيمة على الجميع».
وعلمت «الجمهورية» انّ ميقاتي سيلتقي اليوم سفراء الدول الدائمة العضوية وغير الدائمة العضوية في مجلس الامن، مطالباً حكومات هذه الدول والمجتمع الدولي عموماً بلجم اسرائيل لكي توقف اعتداءاتها على لبنان وقطاع غزة والزامها بتطبيق القرارات الدولية، ولاسيما منها القرار 1701.
حراك ديبلوماسي
وفيما كان للسفيرة الأميركية ليزا جونسون ونظيرها الفرنسي هيرفي ماغرو بعض الزيارت لعدد من المسؤولين والقيادات السياسية، جال السفير المصري علاء موسى على بري وميقاتي وبوحبيب، واكّد «دعم مصر للبنان في الظروف التي يمرّ فيها، ورفضها أي إعتداء عليه والتأكيد على أهمية التهدئة، لأنّ توسّع دائرة النزاع والمواجهات يأتي بعواقب وخيمة على لبنان وعلى المنطقة بأسرها». واكّد «موقف مصر الذي يحذّر من اللجوء الى الإغتيالات السياسية وعواقب هذا النهج الذي سيُدخلنا الى حلقة مفرغة، وهو منحى في منتهى الخطورة،». وختم: «لا سبيل الى التهدئة في أي جبهة من الجبهات الّا بوقف اطلاق النار في غزة ووقف المعاناة التي يتعرّض لها شعبنا في فلسطين».
مجزرة جديدة
في غضون ذلك، لم يكتفِ العدو الاسرائيلي بما ارتكبه في الضاحية الجنوبية لبيروت بحق المدنيين، فقد واصل قصف المدنيين في جنوب لبنان ومن دون ان تردّ المقاومة بأي عملية عسكرية منذ الامس، حيث استهدفت غارة اسرائيلية منزلاً في اطراف بلدة شمع في المنطقة الواقعة بين بلدتي طير حرفا ومجدل زون، اصابت منزلاً تقطنه عائلة سورية، ما ادّى الى مقتل 4 من افرداها وهم الام وثلاثة من اولادها، واصابة آخرين بجروح بينهم 4 لبنانيين في منزل مقابل للمنزل المستهدف. وفي حصيلة أولية لغارة شمع، صدر عن وزارة الصحة العامة البيان التالي: «تفيد الوزارة أنّه في حصيلة أولية لغارة العدو الإسرائيلي على بلدة شمع، سقط 4 شهداء وجُرح خمسة أشخاص، وسط توقعات بارتفاع الحصيلة حيث تعمل فرق الاسعاف على رفع اشلاء من المكان الذي إستهدفته الغارة».
واغار الطيران الحربي الاسرائيلي على بلدة كفركلا . واستهدفت دبابة ميركافا بقذيفتين صباحاً جنوب بلدة الخيام. فيما أطلق الجيش الاسرائيلي صباحاً نيران رشاشاته الثقيلة في اتجاه الأحراج المتاخمة لبلدات رامية وعيتا الشعب وبيت ليف في القطاع الغربي.
الى ذلك، حلّق الطيران الحربي الاسرائيلي نهاراً على علو متوسط في اجواء قرى وبلدات القطاع الغربي الحدودية وصولاً الى اجواء مدينة صور. ثم خرق جدار الصوت بعد الظهرعلى دفعتين فوق منطقتي النبطية واقليم التفاح محدثاً دوياً قوياً.
وفي تطور لاحق، أطلقت المقاومة صواريخ دفاع جوي في اتجاه الطائرات الاسرائيلية التي خرقت جدار الصوت. في وقت سُجّل قصف مدفعي إستهدف اطراف بلدة زبقين ومنطقة وادي حسن عند اطراف طير حرفا ومجدل زون.