عُقد لقاء حواري مع الدكتور عدنان السيد حسين بعنوان “لبنان على شفير الفتنة كيف نواجه؟”، بدعوة من “الجبهة الوطنية لإنقاذ لبنان وبناء الدولة”، في ملتقى السفير – الحمراء، في حضور وزير الخارجية السابق عدنان منصور، النائب السابق نجاح واكيم، المحامية بشرى الخليل، الدكتور عبد الرؤوف سكّرية، الإعلامي قاسم قصير، الدكتور حسن جوني والمفكر نصري الصايغ، العميد المتقاعد حسين الشيخ علي وفاعليات.
بداية، تحدثت الإعلامية ثريا عاصي مرحبة، تلاها السيد حسين مطالبا بـ”تمتين الجبهة الوطنية في مواجهة أي إنقسام داخلي، فالإنطباع الأول يقول ان الأمر مبالغ فيه، إلاّ أن تاريخ لبنان من 1920 إلى اليوم يوجد فيه فتن ومشاكل نتيجةً صراعات الهويات الفرعية والعصبيات والتفاوت الإجتماعي والمشاكل الإقتصادية والسياسية والإجتماعية من ناحية، ومرارا بسبب إعتداءات وتدخلات العدو الإسرائيلي”.
وقال:”من أجل مواجهة أي فتنة، على اللبنانيين التمسك بنقطتين:
– “النقطة الأولى، التمسك بما جاء في مقدمة الدستور اللبناني بأن أرض لبنان واحدة وهي لجميع اللبنانيين، وقد جرت محاولات لرأب الصدع وإعادة الناس إلى المناطق التي تم تهجيرهم منها بعد إنتهاء الحرب الأهلية، إلاّ أن الفرز السكاني إستمر على الرغم من ذلك، معطياً المثل بالواقع السكاني في جبل لبنان أو الضاحية الجنوبية حيث أغلبية السكان هم من لون طائفي واحد. فالناس تمسكت بالعيش في المناطق التي نزحت اليها بسبب الإسترزاق أو المدارس والجامعات فارتبطت حياتهم بالسكن والبقاء فيها”.
واشار الى ان “هذا الموضوع مهمل بسبب عدم وجود رجال دولة ذوي رؤية وطنية، فهناك أجيال لا تعرف لبنان لأنها تعيش في منطقة واحدة، فالسياحة الداخلية ضعيفة والرحلات المدرسية هي ضمن المنطقة الواحدة، حتى الموظف أصبح تعيينه الوظيفي يتم في منطقته، ويجب العمل على إعادة التوزع السكّاني على الأراضي اللبنانية كما كان قبل العام 1975 ليشعر اللبنانييون أن أرض لبنان واحدة ولكل اللبنانيين، وهذا يساعد على مواجهة الفتنة ومشاريع الفدرلة”.
وقال :”اما النقطة الثانية، فهي الإتفاق على أن إسرائيل هي العدو للبنان واللبنانيين وهذا شيء لا يمكن أن يكون محل خلاف، فقد يختلف اللبنانيون على النظام السياسي والنظام الإقتصادي والنظام الإجتماعي لكن لا يمكنهم الخلاف على العدو. لأن الإسرائيلي يفكر كيف يستخدم السلام مع العرب في كيفية هدم الدول العربية والمشروع والفكر العربي والقومية العربية، فمصر بعد توقيعها إتفاقية كامب ديفد خسرت مقر جامعة الدول العربية التي إنتقلت إلى تونس، واتهمت بالخيانة من قبل الدول العربية الأخرى فزاد الشرخ والإنقسام. كذلك إتفاق أوسلو قسّم الفلسطينيين بين مؤيد ومعارض، لكن على الفلسطينيين أن يتوحدوا في مواجهة الحرب على غزة، فالمقاومة في غزة تشبه المقاومة في فيتنام”.
وتابع:”لقد قال أحد المسؤولين الصهاينة أننا سوف ننتصر عندما يكون العداء العربي للعربي أكبر من العداء للإسرائيلي. فالحكّام العرب منحرفون ومكافأتهم هي بقاؤهم في الحكم، وينقصهم فهم حقيقة الدولة ويتعاملون بالعصبية والعشائرية والقبلية. ونحن في لبنان لدينا فريقين الأول مقاوم والثاني مشكك في عمل المقاومة، ودعا الفريق المشكك الى تحرير كنيسة القيامة وبيت لحم، فالصهيونية كذلك فرّقت بين السنة والشيعة عموما”.
وختم مشددا على “التمسك بهاتين النقطتين في مواجهة الفتنة في لبنان”.