Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

المجلس الشيعي الاعلى أحيا اليوم الرابع من محرم طقوش: للتكافل والتضامن بين أبناء الأمة الإسلامية الواحدة

أحيا المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى اليوم الرابع من محرم، في مقره، برعاية نائب رئيس المجلس العلامة الشيخ علي الخطيب ، في حضور علماء دين وفاعليات.
بعد تلاوة اي من الذكر الحكيم للمقرىء احمد المقداد، قدم الإحتفال الدكتور غازي قانصو وقال:” لقد وقف الحسين وأصحابه في كربلاء موقفا أسطوريا، مستمدا من عقيدة الإسلام وشريعته، من مبادئه وقيمه حيث تجسدت أسمى معاني الإباء والعزة، في مشهد يتحدى الزمن ويخترق حواجز التاريخ ليصل إلينا، نورا عظيما يضيء لنا دروب الجهاد والثبات على الحق”.
تابع:”في نهضة الحسين، نجد أن الحق لا يمكن أن يغلب مهما كانت قوة أعدائه، وأن الدماء الزكية التي سالت على أرض كربلاء كانت بمثابة توقيع أبدي على وثيقة الحرية والعدالة والمسؤولية والمبادرة. تلك الدماء الطاهرة لم تذهب سدى، بل أثمرت وأينعت ثمارا في قلوب الأحرار الأبرار،  في وجدان الاوفياء والشرفاء، في عقول أصحاب الفكر والانصاف، وفي كل زمان ومكان تجد من ينهل من هذا النبع الصافي”.

ختم:”لم يكن هدف الحسين البحث عن النصر الدنيوي، ولا ابتغاء حكم او سلطان، بل كان يهدف إلى إحياء الضمائر النائمة، وتحريك العقول الجامدة، لإحياء الامة واخراجها من دائرة الصمت، أجل اخراجها من دائرة الصمت. كان يهدف إلى غرس بذور التحرر المستنير في كل قلب ينبض بالإيمان، وفي كل روح تتوق إلى الحرية والعدالة. أراد أن يكون صوته نداء لكل مظلوم، وموقفه رمزا لكل مقاوم”.

طقوش
ثم القى الامين العام “الجماعة الاسلامية” الشيخ محمد طقوش كلمة بعنوان:”عاشوراء من منظور قرآني” جاء فيها: إن الحسن والحسين سبطا النبي وسيدا شباب أهل الجنة كانت لهما منزلة كبيرة عند رسول الله ، وكانت وما زالت لهما منزلة رفيعة في نفوس المسلمين وقد حملا أثر وإرث النبي وعملا كل من موقعه وفي حينه على إصلاح ما فسد من أمر الأمة الإسلامية وهو ما أشار إليه الحسين بقوله: إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله “.
تابع:”إن من المعاني العظيمة والمسؤوليات الجسيمة التي استشعرها الحسين القيام بواجب الإصلاح حتى تستقر الأمور على الشريعة الحنيفية السمحة التي تنصف المظلوم، وترد المظالم، وتنشر العدل، وتفشي السلام، وتقري الضيف، وتسود معها الحرية، ويرتفع بها لواء الحق، ويقوم بها الاعوجاج، وتعود فيها روح الأخوة والتعاون، فالمسلم أخ المسلم، والمسلمون أمة واحدة ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم. وواجب الإصلاح هو طريق الأنبياء والمرسلين الذين ابتعثهم الله. إصلاح النفس حتى تصلح العلاقة مع الله، وهل هناك أفضل وأحسن من أن تصلح علاقة الإنسان بربه؟! هل هناك أفضل من أن يكون الحبل بينك وبين الله موصول؟! فإذا كان موصولا فإن الله يكفيك مؤنة الناس. والحسين والحسن وأبوهما من قبلهما، وجدهما، أرادوا جميعا أن تكون الصلة بالله قوية وقائمة ومستمرة لأنها ضمان الصلة الطيبة والجيدة مع الناس والمحيط والمجتمع. وماذا ينفعك الناس برضاهم إذا لم يرض الله عنك؟ وإصلاح المجتمع حتى تستقيم أموره وتسود فيه العدالة وروحية التعاون والتكافل والمحبة، وهي من أبرز وأهم معاني الحياة الطيبة والسعيدة التي أرادها الإسلام لبني البشر، في مقابل الظلم والاستحواذ والاستبداد وأكل أموال الناس بالباطل، ونشر الفوضى والخوف والقلق، والتجاوز على حقوق الله وحقوق العباد”.
اضاف:”لقد فهم الحسين دعوة جده واستوعبها بشكل يليق به، فخرج ينادي بالمعاني التي ضجت بها الرسالة التي حولت مكة مركزا لسيادة منطق العدالة والقانون والحرية والاحترام ومعاني الخير التي لا تنتهي. ولم يخرج من أجل مال ولا من أجل سلطة ولا من أجل جاه فارتقى شهيدا في سبيل الله ومن أجل هذه المعاني.اليوم أمتنا تمر بأيام صعبة تداعت فيها على أمتنا أمم الأرض تريد النيل منها، ومن إسلامها، ومن القيم المثلى التي جاء بها الإسلام. تريد سلبها خيراتها وثرواتها ومقدساتها حتى تبقى هذه الأمة بلا عمق، بلا تاريخ، بلا قيم، بلا مبادىء، بلا حضارة”.

وقال:”من هنا نحن بحاجة إلى استلهام المعاني التي حملها الإسلام وخرج من أجلها الحسين، وأبرزها وأهمها: نبذ الفرقة والخلاف والتحلق حول حلقة الإسلام الحنيف الذي ابتعث الله به نبيه محمد منقذا ورحمة وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا. التكافل والتضامن بين أبناء الأمة الإسلامية الواحدة، وكل من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فهو مسلم عصم من المسلمين دمه وماله وعرضه، ومن خرق ذلك فإن الله خصمه يوم القيامة. رفض كل أشكال الظلم والاستبداد والاستحواذ بحق المسلمين، بل وبحق البشرية جمعاء، فالإسلام والظلم لا يتفقان ولا يلتقيان، فالله حرم الظلم على نفسه، وجعله بين عباده وخلقه محرما. من صور رفض الظلم، نصرة المظلوم والعمل لرفع الظلم والاستبداد عنه. إصلاح ما اعوج من أمر الأمة، والإصلاح وكما أشرت وظيفة الرسل. قال تعالى على لسان شعيب: إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت. والحسن كان رائدا كما الحسين ولك على طريقته في بذل النصح والإصلاح في الأمة”.

ختم:” إن أمتنا تتعرض اليوم لحملة شديدة لا تفرق بين أبنائها ، لا بين ألوانهم ولا بين أجناسهم، ولا بين أفهامهم، ولا بين أعراقهم. تريد هذه الحملة القضاء على الإسلام كدين، وعلى المسلمين كأمة، وهذا يحتم علينا العمل بالمعاني الآنفة الذكر حتى تكون كلمة المسلمين واحدة وحتى يردوا كيد الأعداء إلى نحورهم، وتبقى كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون”.
وفي الختام تلا السيد حسين حجازي مجلس عزاء حسيني.