كتبت صحيفة “الجمهورية”: مع الإعلان الإسرائيلي عن قرب الدخول في ما سُمّيت المرحلة الثالثة من حربها على قطاع غزة، بدا انّ استنفاراً دولياً قد أُعلن لمواكبة المرحلة الجديدة من العدوان الاسرائيلي، بتحرّك تتصدّره الولايات المتحدة الاميركية، لترجمة مندرجات مبادرة الرئيس الاميركي جو بادين لوقف اطلاق النار وبلوغ صفقة تبادل للأسرى بين اسرائيل وحركة «حماس»، واحتواء التصعيد على سائر الجبهات، ولاسيما على جبهة لبنان، والدفع في اتجاه الحل السياسي.
ضمن هذا السياق، يندرج التحرك الأميركي عبر كبير مستشاري الرئيس الاميركي الوسيط آموس هوكشتاين في اتجاه باريس، وعقد لقاء مع الموفد الفرنسي جان ايف لودريان وبعض أركان الايليزيه، حول الملف اللبناني، وما يتصل حصراً بتبريد جبهة الجنوب وخفض التصعيد القائم فيها، والتأسيس لأرضية يُبنى عليها حل سياسي يلي مباشرة وقف اطلاق النار في قطاع غزة.
وبحسب ما جرى الاعلان عنه حول لقاء الأمس، فإنّ هوكشتاين التقى في باريس امس، لودريان والمسؤولة عن الملف اللبناني في قصر الايليزيه كلير لو جاندر، وانّ الجانبين الاميركي والفرنسي ناقشا الوضع اللبناني من مختلف جوانبه، ولاسيما الوضع المتفجّر في جنوب لبنان.
وخلصت هذه المحادثات إلى اتفاق على مواصلة التنسيق بين واشنطن وباريس حول هذا الملف، وكذلك على مواصلة الجهود لمنع تصاعد التوتر، وبالتالي منع توسّع الحرب بين «حزب الله» والجيش الاسرائيلي.
فرصة الحل ممكنة
وكشفت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية»، أنّ الجانبين الأميركي والفرنسي يتقاطعان في حراكهما المتجدّد من اعتبار انّ فرص الحل السياسي باتت اكبر، في موازاة تضاؤل احتمال اندلاع حرب واسعة، جراء الضغوط الكثيفة التي مارستها واشنطن، وخصوصاً على إسرائيل، وتحذيراتها من النتائج المدمّرة لأي عمل عسكري ضدّ لبنان على جميع الاطراف.
واشارت المصادر إلى أنّ في خطط واشنطن حراكاً اميركياً مكثفاً لبلوغ حل سياسي على جبهتي غزة وجنوب لبنان، إن أمكن في آن معاً، او يليان بعضهما بفاصل زمني قصير، والظروف مؤاتية لذلك، وخصوصاً انّ كل الاطراف راغبة بالحل السياسي، ويبدو انّ واشنطن تلقّت من كل الاطراف اشارات بهذا المعنى، ومن هنا التأكيدات المتتالية من وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن، بأنّ لا اسرائيل ولا «حزب الله» ولا لبنان ولا ايران تريد الحرب.
وفيما لم تستبعد المصادر عينها ان تعقب لقاء باريس بين هوكشتاين ولودريان وبعض المسؤولين في الايليزيه، حركة موفدين في الايام المقبلة، في اتجاه اسرائيل، تواكب التطورات المتسارعة في الميدان الغزي، وانتقال اسرائيل الى المرحلة الثالثة من الحرب، وكذلك في اتجاه لبنان، كشفت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية» أنّ خطوط التواصل بين هوكشتاين ومستويات سياسية مختلفة، بقيت ساخنة منذ زيارته الاخيرة، وعنوان البحث الأساس الملف الجنوبي ومنع تفاقم التوتر وابقائه في نطاق السيطرة.
وبحسب معلومات المصادر عينها، فإنّ واشنطن لا ترى بديلاً لحل سياسي يعيد الأمن والاستقرار الى منطقة الحدود، ويؤمّن عودة آمنة لسكان الجنوب والمستوطنين الى منازلهم. وهي وإن كانت قد أبعدت خيار الحرب انطلاقاً من جنوب لبنان، فهي تعتبر انّ ترسيخ الحل في جنوب لبنان مرهون بالحلّ السياسي في قطاع غزة، وفق ما هو محدّد في مبادرة الرئيس جو بايدن التي تهدف الى وقف الحرب.
وبحسب معلومات المصادر عينها ايضاً، فإنّ انتقال اسرائيل الى المرحلة الثالثة من الحرب، لا يزعج واشنطن، بل هي لا تمانعه، وحتى ولو تمّ الانتقال الى هذه المرحلة، فإنّها تبقي مبادرة بايدن كأساس لحل سياسي ينهي الحرب في غزة، ويمنع حرباً واسعة انطلاقاً من جنوب لبنان. وهي في هذا الاتجاه تقول انّها تكثف جهودها مع الجانب الاسرائيلي، وتعوّل في الوقت نفسه على ضغوط تُمارس على حركة «حماس» من القطريّين والمصريّين وحتى من الايرانيين وحلفائهم، للسير بالحل الاميركي.
الى ذلك، أكّدت مصادر مطلعة على محادثات هوكشتاين خلال زيارته الاخيرة الى بيروت لـ«الجمهورية»، انّ الموقف الاميركي ما زال يصوّر «حماس» على انّها الطرف الوحيد المعطّل للمبادرة الاميركية، وهوكشتاين في لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين عبّر عن هذا الموقف بطريقة ديبلوماسية وصل فيها الى حدّ الطلب بصورة واضحة بأن يقوم «حزب الله» بتليين موقف «حماس» من مبادرة بايدن. حيث عبّر عن حرص الولايات المتحدة على انّها لا تريد أن ترى حرباً بين لبنان واسرائيل، مشيراً الى ما مفاده بأنّ «مبادرة الرئيس بايدن التي ألزمنا اسرائيل بها، هي الحل، واذا لم تقبل بها «حماس»، يعني ذلك أنّ الحرب ستبقى مستمرة، وفي هذه الحالة امام إسرائيل خيارين، الاول، هو أن تعلن انتهاء العملية العسكرية في رفح، وتجمع قواتها من رفح ومن غزة وترسل أكثرها الى الشمال، وفي الوقت ذاته يبقي الجيش الاسرائيلي على حصار غزة ويقوم بعمليات انتقائية انقضاضية كلما رأى ذلك ضرورياً. ووجود الجيش في الشمال وضغط سكان المستوطنات ومطالبتهم بإجراءات تمكنهم من العودة معناه انّ احتمال الحرب وتوسعها يصبح اكبر، فيما قدرتنا (الاميركيون) على الضغط على الاسرائيلي من اجل عدم الذهاب الى الحرب تصبح ضعيفة».
لا خطط رئاسية
رئاسياً، البديهي مع الاستنفار الاميركي والفرنسي لاحتواء الملف الأمني ومنع تصاعد التوتر على جبهة الجنوب، افتراض أن لا خطط او افكار جديدة مرتبطة بالملف الرئاسي. ويؤّكد ذلك مرجع سياسي بقوله لـ»الجمهورية»: «الملف الرئاسي «نايم وشبعان نوم، وواضح انو مطوّل ليفيق» حيث لا يوجد شيء حياله على الاطلاق، لا مبادرات ولا حراكات».
ورداً على سؤال عن الوقت الذي سيستغرقه تنييم الملف الرئاسي، قال: «هناك طريقة واحدة ما زالت ممكنة لحسم هذا الملف، هي أن نجلس على الطاولة ونتفاهم، فننتخب رئيساً للجمهورية ونشكّل حكومة ونضع البلد على سكة النهوض. الّا انّ هذه الطريقة رُفضت، وطالما هي مرفوضة فأمامنا وقت طويل جداً من الانتظار. وبالمناسبة، حكومة تصريف الاعمال القائمة، تربّعت على عرش حكومات تصريف الاعمال، حيث انّها صارت صاحبة اطول فترة تصريف اعمال بتاريخ لبنان، وما زال الوقت مفتوحاً امامها لفترات اطول، طالما لم نتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية».
رهان على الحرب
وفي سياق متصل، أبلغت مصادر سياسية مستقلة الى «الجمهورية» قولها، إنّها لا ترى فرصة لانتخاب رئيس للجمهورية في المدى المنظور.
وفي قراءة متشائمة للوضع الرئاسي، اعتبرت أنّ الرئاسة تحوّلت الى لعبة قمار، بدليل الرهانات على الحرب. وقالت: «منذ بداية الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، وتمدّدها الى جبهة الجنوب اللبناني قبل نحو 9 أشهر، توالت تأكيدات من اكثر من طرف سياسي بأن لا ربط بين الملف الرئاسي وبين المواجهات الدائرة بين «حزب الله» والجيش الاسرائيلي. الّا انّه ثبت بما لا يرقى إليه ادنى شك لديهم، أنّ تلك التأكيدات ليست اكثر من مجرّد كلام لا يعبّر عمّا هو حاصل على أرض الواقع».
فالملف الرئاسي، تضيف المصادر، ونتيجة لنزق اطراف التعطيل، صار مركوناً على هامش الاولويات والمتابعات الجدّية، حتى لا أقول انّه صار مُهملاً؛ كان قبل الحرب معلقاً على حبل طويل من الشروط التعطيلية ومحاولات التشاطر والتذاكي، وكلّ طرف يتلطّى خلف معطّلات و«فيتوات» من الداخل والخارج، ويستقوي بقدرته على تعطيل نصاب انعقاد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وقد صرّحت اطراف التعطيل علناً بذلك. وأمّا مع اندلاع الحرب واحتدامها على جبهة جنوب لبنان، وضعوا كلّ بيضهم في سلّتها، في ما بدا انّه رهان – غير معلن انّما هو مؤكّد بالممارسة – بين اصطفافين، على متغيّرات سيفرضها الميدان العسكري، تتحدّد في ضوئها هوية رئيس الجمهورية، وكلّ من هذين الاصطفافين يُمنّي نفسه بأنّ هذه المتغيّرات ستمكّنه من ادارة الدفة الرئاسية وفق سياسته وتوجّهاته ومواصفاته. فأيّ مراهقة هذه، بل أيّ غباء هذا الذي يراهن على خراب ودمار»؟
وتلفت المصادر الى «انّ اطراف الانقسام الرئاسي تنفي تهمة الرهان على متغيّرات الحرب، ولكن ما يعزّز هذه التهمة ويؤكّدها، هو عدم الاستجابة للنداءات والدعوات المتتالية الى تحصين البلد في وجه العاصفة التي تضرب المنطقة، والإمعان في سدّ الأفق الرئاسي والإجهاز الكامل للمبادرات واحباط كلّ جهد او مسعى يحاول التأسيس لمساحة رئاسية مشتركة، والإمعان في سدّ الافق الرئاسي والهروب من الجلوس على طاولة التوافق والتفاهم، اللذين يشكّلان المفتاح الوحيد لعقد جلسات متتالية بدورات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية كإجراء فوق الضرورة والإلحاح، لوضع البلد على سكة الخروج من أزمته، وإعادة انتظام مؤسساته الدستورية وبنيانه السياسي».
وتخلص المصادر الى القول: «وسط هذه الصورة، يبدو أنّ كل طرف قد اتّخذ لنفسه زاوية انتظار لما ستؤول اليه الحرب المتدحرجة من غزة الى جنوب لبنان، ويبدو انّه انتظار طويل وبلا سقف زمني، وخصوصاً انّ أفق هذه الحرب، ومع فشل محاولات احتوائها وإطفائها، يكتنفه غموض واحتمالات مجهولة مزدحمة في الميدان العسكري، يستحيل معها تحديد متى ستضع هذه الحرب أوزارها، وكيف، وايّ واقع جديد سينتج منها بل أيّ منطقة وأيّ لبنان»؟.
بكركي والمجلس الشيعي
من جهة ثانية، تتكثف حركة التواصل على خط البطريركية المارونية والمجلس الاسلامي الشيعي الأعلى، حيث استقبل نائب رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب في مقر المجلس امس، المطران بولس مطر والوزير السابق وديع الخازن موفدين من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي، وجرى التباحث في القضايا والشؤون الوطنية وتطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة.
وقال الخطيب: «نحن في المجلس نعتبر انّ اللبنانيين أخوة وشركاء في الوطن، والمسلم مسؤول عن حفظ أخيه المسيحي كما المسيحي مسؤول عن حفظ أخيه المسلم». وقال المطران مطر: «كان لقاءً أخوياً وجيداً جداً، نحن وأنتم أيها الاخوان لنا علاقات تضرب عميقاً في التاريخ وفي الجغرافيا في لبنان، وهذه ثوابت ستبقى، والعلاقة بيننا هي علاقة مستمرة وقوية».
وعلمت «الجمهورية» من مصادر تابعت اللقاء، أنّ لقاء مطر- الخطيب أسهم في تبريد الأجواء وعودة التواصل المباشر، واكّد الجانبان حرصهماعلى العيش المشترك كما ينادي قداسة البابا، لانّه من دون هذا التعايش لا وجود للبنان ولا لمسيحييه.
لكن المعلومات، اكّدت انّه لم يحصل اتفاق على لقاء بين نائب رئيس المجلس والبطريرك الراعي في وقت قريب، حيث لا لزوم لذلك طالما انّ الامور عادت الى مجاريها ولكن لا شيء يمنع اللقاء لاحقاً.
الميدان العسكري
ميدانياً، وتيرة التصعيد على حالها من الارتفاع على امتداد الحدود الجنوبية، في ظل اعتداءات اسرائيلية مكثفة على البلدات والمناطق اللبنانية، حيث نُفذت غارات جوية بالطيران الحربي طالت بلدة حولا، اطراف عيتا الشعب، كما نفّذت مسيّرة اسرائيلية غارة على سيارة مدنية في منطقة الحوش في قضاء صور، حيث أفيد عن سقوط شهيد وجرحى، كما نفّذت مسيّرة ثانية غارة في بلدة الجبين، وانفجرت مسيّرة «دراون» وسط بلدة الطيبة من دون وقوع اصابات.
وتزامن ذلك مع قصف مدفعي طال الطيبة، حيث تسبب باندلاع حرائق، ومدينة الخيام، واطراف بلدة دير سريان، وكفر كلا، واطراف الجبين، والناقورة ومركبا.
وفي المقابل، اعلن «حزب الله» انّ المقاومة الاسلامية ردّت على الاغتيال الذي حصل امس في منطقة الحوش في مدينة صور، بقصف مقر قيادة اللواء 769 في ثكنة كريات شمونة بصواريخ فلق، ومقر قيادة فرقة الجولان 210 في ثكنة نفح ومقر قيادة الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع بمئة صاروخ كاتيوشا، ومقر الكتيبة التابعة لسلاح البر في ثكنة كيلع بعشرات صواريخ الكاتيوشا، وثكنة زرعيت بصواريخ بركان. كما استهدفت موقع السماقة في تلال كفر شوبا بالأسلحة الصاروخية، وتجمعاً لجنود العدو الاسرائيلي في مثلث الطيحات، وموقع الراهب، وموقع الرمثا في تلال كفر شوبا، والمواقع التجسسية في موقع المالكية.
ونعى «حزب الله» الشهيد محمد غسان خشاب (ذو الفقار) مواليد المنصوري في العام 1997، كما نعى القيادي الشهيد محمد نعمة ناصر (الحاج ابو نعمة) مواليد حداثا في العام 1965، واعلن الجيش الاسرائيلي مسؤوليته عن الاغتيال. ونقلت «الجزيرة» عن صحيفة»اسرائيل هيوم» انّ نتنياهو اعطى موافقته للمؤسسة الامنية والجيش قبل ايام لاغتيال مسؤول كبير في «حزب الله».
وقال عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله»: «انّ اغتيال العدو للقائد المجاهد «ابو نعمة» لن يدفع المقاومة الى التراجع، انّ الفاتورة تكبر مع العدو الذي لا خيار معه سوى وقف عدوانه، وهي ستزيد من وتيرة ضغطها عليه، وسبيكون لها ردّها العقابي على جريمته، ليفهم العدو ان يد المقاومة طويلة وقادرة على تعقّب جيشه».
وأعربت «سرايا القدس» عن فخرها بما قدّمه الحاج ابو نعمة في دعم المقاومة الفلسطينية ومجاهدي سرايا القدس. وقالت في بيان: «انّ المضي بثبات على طريق القدس ومن ثم الارتقاء على يد المحتل بهذه الطريقة، يدل على انّ الشهيد القائد الحاج ابو نعمة واخوانه في المقاومة الاسلامية، كانوا خير من أحب فلسطين واهلها ونصر شعبها ومقاومتها. وان دماء الحاج ابو نعمة ستزيد من عزيمتنا ومن عزيمة اخوانها على الاستمرار في هذا الدرب».
ميقاتي: خيارنا السلام
الى ذلك، قال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في كلمة له ضمن فعالية «لبنان الدور والموقع والانتهاكات الاسرائيلية والمواثيق الدولية» التي أُقيمت في فندق «موفمبيك» امس: «إنّ الإعتداءات الاسرائيلية على جنوب لبنان وما يشهده من قتل متعمّد لأهله وتدمير للبلدات واحراق للمزروعات، ليس فقط محل ادانة واستنكار من قبلنا بل هو عدوان تدميري وإرهابي موصوف ينبغي على المجتمع الدولي ان يضع حداً لتماديه وإجرامه».
واكّد «أنّ خيارنا في لبنان كان ولا يزال هو السلام، وثقافتنا هي ثقافة سلام مبنيةٌ على الحق والعدالة وعلى القانون الدولي، لا سيما القرار 1701، لكننا شعب ما رَضِي، ولن يرضى بالإعتداءات على سيادته وعلى كرامته الوطنية وسلامة أراضيه، وعلى المدنيين من أبنائه، وبخاصة الأطفال والنساء».
وقال: «من فلسطين تبدأ مسيرة السلام، وفي فلسطين يبدأ تأريخ هذه المنطقة، لا اتفاق سلام يستطيع أن يحيا إلّا بضمان حق العودة للفلسطينيين، جميع الفلسطينيين، ولن تستطيع قوة على وجه الأرض أن تطمس قضية فلسطين».
البيسري وبخاري
إلى ذلك، استقبل سفير خادم الحرمين الشريفين وليد بن عبد الله بخاري في مقر إقامته في اليرزة، المدير العام للأمن العام اللبناني، اللواء الياس البيسري.
وتم خلال اللقاء «البحث في أبرز التطورات السياسية الراهنة على الساحتين اللبنانية والإقليمية، بالإضافة إلى سبل تعزيز التعاون الأمني بين البلدين الشقيقين، وعدد من القضايا ذات الإهتمام المشترك».
تهديد إيراني
الى ذلك، قال المشرف على وزارة الخارجية الإيرانية علي باقري، في تصريح امس «إنّ لبنان سيكون حتماً جحيماً بلا عودة للإسرائيليين».
اضاف: «في لبنان، لعبت المقاومة، باعتبارها فاعلاً مؤثراً في المجال العملياتي والميداني والديبلوماسي، دوراً خلق الردع اللازم».
وتهديد إسرائيلي
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت «اننا نوجّه ضربات موجعة لـ«حزب الله» كل يوم»، معتبراً «انّ الدبابة التي تخرج من رفح في امكانها ان تصل الى الليطاني». مضيفاً: «اننا سنصل الى مرحلة الجاهزية الكاملة، وسنكون في موقف قوة لأي عملية او تسوية».
بدوره كرّر اللواء في احتياط «جيش» الاحتلال، ومفوّض شكاوى الجنود السابق، إسحاق بريك في مقابلة مع قناة «كان» العبرية قوله: «إنّ الدخول في قتال بري وبحري وجوي اليوم بقوة في مقابل «حزب الله»، لن يبقى في مواجهة «حزب الله» فقط، بل سيصبح أيضاً حرباً إقليمية شاملة». وحذّر من انّه «إذا دخل الجيش الإسرائيلي براً لبنان، فهو منهَك اليوم، ويطلب وقف إطلاق نار في غزة، ومن الصعب على الجيش الوصول إلى الليطاني»، مشيراً الى «مشاكل صعبة جداً في الصيانة ومن الناحية اللوجستية». وشكّك في وجوب اندلاع مثل هذه الحرب، قائلاً إنّ «إسرائيل ستكون كلها تحت النار، مع انهيار كامل للتجمعات السكانية والكهرباء والمياه».