برعاية وحضور معالي وزير الصحة العامّة اللبنانيّة الدكتور فراس الأبيض وبالتعاون مع نادي بنت جبيل الثقافي “ميتشغن” وجمعية كُن مبدعًا للتنمية المستدامة “لبنان” والجمعية اللبنانية للرعاية الصحية والاجتماعية، سلّم النائب الدكتور أشرف بيضون هبة من المعدّات والمستلزمات الطبيّة لصالح مستشفيي بنت جبيل وتبنين الحكومي و المقدّمة من المنظمة العالمية للإغاثة الطبية (World Medical Relief Organization). وذلك في مستشفى تبنين الحكومي، بحضور النائب الدكتور أيوب حميّد، مسؤول مكتب الصحة المركزي في حركة أمل الدكتور زكريا توبة ، رئيس مستشفى تبنين الحكومي الدكتور محمد حمادي، ممثلي الصليب الأحمر والأجهزة الأمنية، رؤساء البلديات والفعاليات الاجتماعية والطبية.
وقد تحدث مدير مستشفى تبنين الحكومي الدكتور محمد حمادي، مشيداً بجهود وزير الصحة وتقديمه التجهيزات والمعدات للمستشفى ومتابعة أمور الجرحى والنازحين، قائلاً: “نحن بفضلكم على أتم الإستعداد والجهوزية للإستمرار بتقديم الخدمات الطبية”، مؤكداً أنه معاً حتماً سننتصر.
وأشار الى التقديمات الصحية والطبية التي قدّمتها المستشفى منذ بدء الإعتداءات على أبناء الجنوب ، لأكثر من 250 جريحاً وأكثر من 200 نازح من القرى المحاذية للشريط الحدودي ولأبناء المنطقة المجاورة للمستشفى.
وتابع: “الهبة اليوم نحن بأمس الحاجة إليها للإستمرار بالتقديمات الطبية، شاكراً كل من سعى ووهب ورعى هذه المناسبة في ظل الأوضاع الأمنية العصيبة، كما وجّه التحية للرئيس نبيه بري الراعي الدائم للمستشفى”.
ثم كانت كلمة لمسؤول مكتب الصحة المركزي في حركة أمل الدكتور زكريا توبة مشيراً الى أن المقاومة تقوم بواجبها كاملاً في التصدي لهذا العدو الغاشم للقيام بنصرة فلسطين وأهلها، قائلاً: ” نحن لنا دور هام في الوقوف الى جانب المجتمع المقاوم في الجنوب، آملاً أن تصبح مبادرة الدكتور أشرف بيضون في كل الجنوب”.
وقال : نحن في مكتب الصحة المركزي كما قمنا في السابق بافتتاح مراكز الرعاية الصحية الأولية في الجنوب، سنقوم بافتتاح مركزين جديدين في كفرصير وجويا”.
وختم: “نحن في خدمة الناس وخدمة الناس عبادة كما علمنا الإمام الصدر”
كما كانت كلمة للنائب الدكتور أشرف بيضون تحدث فيها عن بلدة تبنين التي تشكل رسالة راسخة في المحبة والعيش الواحد، وأشار الى أن هذه المبادرة اليوم التي برعى تسليمها الوزير الأبيض والتي ما كانت لتبصر النور وتبلغ خواتيمها الموفقة لولا متابعة حثيثة ومواكبة دائمة من الرئيس نبيه بري الذي يسكن الجنوب قلبه.
ولفت الى أن التقديمات والمستلزمات اليوم فاقت قيمتها مبلغ المليون دولار أمريكي، شاكراً للوزير الأبيض جهوده ومساعيه لتسهيل وصولها.
وأشار الى أن هذه المبادرة الصحية هي استكمال للمبادرة التربوية التي سبق الإعلان عنها لخدمة أهلنا، وبهذه المبادرة نكون قد انتقلنا الى إطار التعاون الإغترابي ضمن خطة عامة، خاصة في هذه المحطة المفصلية التي تتطلب التعاون على أكثر من صعيد، لأن هذه المبادرة تعزز أكثر فأكثر شبكة الأمان الصحي في المنطقة الحدودية مع فلسطين المحتلة، وهي لمرفق صحي رسمي يفتح أبوابه لخدمة جميع اللبنانيين دون أي تمييز.
وختم قائلاً: ” فيما طلابنا يسطرون أبهى صور المقاومة التربوية في امتحاناتهم الرسمية متحدين كل الصعوبات والضغوطات ، نعلن المقاومة الصحية في مواجهة التحديات والتي تحفظ كرامة أهلنا وصحتهم، فعلى جانب المقاومة الرادعة للعدو الصهيوني، نحن بحاجة ماسة الى تحصين المنطقة الحدودية بخط دفاع صحي فعال يراعي الوضع المادي للصامدين في تحمل الكلفة الاستشفائية ويعزز حضورهم، واجبنا مد الأيادي للجميع وتشابكها لنرسم معاً الأمل لشعب يعيش التحدي بأدق التفاصيل، وحفاظاً على تضحيات شهدائنا وانتصاراتنا وصمودنا لا بد من تعزيز مجتمع المقاومة بما يؤسس لنهضة مجتمعية شاملة على كل الصعد لا سيما التربوية والصحية منها”.
بدوره تحدث الوزير الدكتور فراس الأبيض قائلاً أنه وسط التهويل الإعلامي والإعتداءات المتواصلة وارتقاء الشهداء ووقوع جرحى، هناك رسالة مهمة جداً، في ظل أصوات النشاذ، ترسلها الحكومة والشعب اللبناني للأهالي في الجنوب بالوقوف الى جانبهم ، مؤكداً أن الشعب اللبناني واحد وموحد في هذه الظروف.
وأضاف: “كان لزاماً علينا التنفيذ على الأرض، كما كنا في كل أزمة، لافتاً الى أن هذا القطاع يعمل بشكل متواصل وقدّم التضحيات ولا زال رغم كل التحديات صامداً ويؤدي واجباته على أكمل وجه، وهذا الطاقم يستحق كل الدعم”.
وقال انه يتم العمل على مرسوم جديد عبارة عن مساهمة لدعم المستشفيات وخاصة مستشفيات المواجهة مثل بنت جبيل وميس الجبل وتبنين ومرجعيون وغيرها..، ولفت الى العمل على مشاريع خاصة مثل موضوع الأوكسجين الذي يكلّف حوالي نصف مليون دولان كما هناك جهد من النائب الدكتور حميّد يتعلق بمستشفى بيت ليف بالإضافة الى أمور أخرى.
وفي الختام، قال: “اننا مدركون للوضع، والنجاح قائم على الإرادة والعزيمة وهي ما ظهرت في الجنوب اللبناني وأقل ما يمكن القيام به هو الوقوف الى جانب أهلنا وخاصة الجرحى والنازحين، وواجبنا أن نكون صفاً واحداً في هذه المحنة، شاكراً الجميع على جهودهم”.