توجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان اليوم، “لمن يشكك بحرب الجبهة الجنوبية للبنان”: “إنّ الحرب على الجبهة الجنوبية من صميم مصالح لبنان الإقليمية، ولا قيمة للبنان بلا مصالحه الإقليمية، والردع الإستراتيجي جزء من مصالح لبنان العليا، ولا ردع بلا حرب، ولا سيادة بلا حرب، والقتال على مصالح المنطقة ضرورة وطنية بامتياز، والحرب هنا إنقاذية لا استباقية فقط، وجماعة الحائط الصهيوني بكاءهم على إسرائيل لا على لبنان، ومشكلتهم حجم المشروع الأميركي الذي انخرطوا فيه، والنقطة العمياء بعقل البعض تضعه بمقلب آخر من هذه الحرب التي لا قداسة وطنية أعظم منها، وله نقول: المقاومة صخرة بقاء لبنان، ومستقبل لبنان يرتبط بمستقبل هذه الحرب الأكثر أهمية، وسيادة لبنان ترتبط بقدرات المقاومة وحجم ترسانتها الوطنية الضامنة لمصالح لبنان الإقليمية، ولا مساومة بأمن لبنان ومصالحه الإقليمية، وقتال المقاومة من أجل لبنان يلزمها بحماية مشروع لبنان الوطني والسيادي بما في ذلك تعزيز دور الدولة والشراكة الوطنية وقطع اليد الصهيونية عن لبنان وهيكله الخارجي والداخلي، والأثمان السيادية زمن الحرب ضرورة مطلقة لتأمين السيادة الوطنية المطلقة، والمقاومة بهذه الحرب تأخذ لبنان نحو سيادة واستقلال لم يحلم به أحد منذ نشأة لبنان التاريخية، والمقاومة بهذا المجال تنتشل لبنان من المجهول وتضعه بقلب القوة السيادية الإقليمية، والمصيبة الكبرى لإسرائيل وشركائها الضمنيين، والحكومة اللبنانية بقلب مصالح لبنان وموقفها السيادي مشرّف. وللتاريخ أقول: أي تصعيد إسرائيلي سيكون لصالح المقاومة لا عليها، وما يجري بغزة يطال مصالح الأمن الإقليمي اللبناني، ومقاومة لبنان أقرب إلى غزة من أميركا إلى إسرائيل، ولا أطماع للمقاومة سوى بسيادة لبنان ومصالحه الوطنية وشراكته التاريخية، ومصالح طوائف لبنان من مصالح هذه الحرب المصيرية، والثقل المسيحي الوطني من تاريخ ثقل لبنان، وشراكة المسيحيين لخيار الإمام الصدر المقاوِم مدوّية، وتاريخ المقاومة من تاريخ الدفاع عن مصالح لبنان بوجه أطماع تل أبيب لا من تاريخ شراكة تل أبيب بمجازر لبنان، ومصلحة الجميع بانتصار المقاومة المدوّي لا بالتحريض عليها”.
وتابع: “لهذا البعض نؤكد أنّ زمن انتصارات تل أبيب انتهى، والتعويل على هزيمة المقاومة تعويل على سراب، والمقاومة بعون الله من انتصار إلى انتصار، ومع أي حرب إسرائيلية مفتوحة فلتنتظر إسرائيل نصف مليون صاروخ وقدرة دمار ستعيد إسرائيل سبعين سنة للوراء، ويجب تذكير البعض هنا بأنّ الجيش الصهيوني بكل عدّته وعتاده واحتياطه لم يستطع الإنتصار على مقاتلين يواجهونه بالأسلحة الفردية طيلة ثمانية أشهر في غزة، وما ينتظرهم في لبنان ترسانة دمار وقتال وتكنولوجيا حرب ورعب ولحظة انتقام لم تتخيلها تل أبيب ولا مشغّلوها منذ نشأتها، وانتصار المقاومة انتصار للبنان وبالأخص للطوائف المسيحية، ولا قيمة للبنان بلا مسيحييه الوطنيين، ولا قتال على حسابهم ولا سيادة دون مصالحهم الوطنية، وعلى طول المنطقة والعالم تزداد الثقة بالمقاومة وجدواها ويزداد الغضب والتشكيك بأميركا وإسرائيل، والمطلوب من البعض أن يكون شريكاً للبنان بانتصاره وليس بوقاً لإسرائيل بهزيمتها، ولا اغتيال سياسي للبنان أكبر من معاداة المقاومة ومنع التسوية الرئاسية التي تليق بتضحيات جبهة الجنوب وأثمانها الوطنية”.