كتبت صحيفة “الجمهورية”: توزّعت الاهتمامات أمس بين زيارة الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين للبنان باحثاً في تهدئة الوضع على الجبهة الجنوبية اللبنانية مُسلّماً بأن تحقيق وقف اطلاق النار في غزة من شأنه أن يحقق هذه التهدئة، وبين «هدهد» «حزب الله» المسيّر الذي قضّ مضاجع إسرائيل السياسية والأمنية والاستخباراتية لخطورة ما عاد به من صور لمواقع حساسة عسكرية ومدنية وأمنية في حيفا وضواحيها والمنطقة الشمالية المحاذية للبنان، والتي يمكن أن تكون بنك أهداف للحزب في حال وسّعت إسرائيل نطاق الحرب في اتجاه لبنان.
مع وصول الموفد الاميركي أموس هوكشتاين إلى بيروت آتياً من تل ابيب، ثم مغادرته مساء، ارتفعت وتيرة التهديدات الاسرائيلية بشن حرب واسعة على لبنان، بدأت مع ما توعّد به وزير الخارجية الاسرائيلي من حرب شاملة والقضاء على «حزب الله» وضرب لبنان بشدة.
وانتهت بالتأكيد انّ قائد القيادة الشمالية ورئيس هيئة العمليات عَقدا جلسة للمصادقة على الخطط العملياتية للهجوم على لبنان، بحسب ما نقل أفيخاي أدرعي. هذه التهديدات أدرجتها مصادر بأنها استمرار في الضغط على «حزب الله» وعلى الحكومة وليس هناك اي معطيات جديدة تغيّر من واقع الحرب الدائرة منذ تسعة اشهر…
وفي معلومات لـ«الجمهورية» انّ الموفد الاميركي ركّز في لقاءاته في بيروت، والتي كان أبرزها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، على ضرورة خفض التصعيد والتوتر جنوباً في انتظار نتيجة المفاوضات حول غزة، والتي أرسل اكثر من إشارة على أنها ستحسم قريباً وعلى لبنان ان يكون مستعداً لعقد صفقة جنوباً تُتيح بداية تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، وهي وقف العمليات العسكرية وعودة النازحين والمستوطنين. امّا عن تراجع «حزب الله» إلى الوراء بضعة كيلومترات، فلم يأخذ هوكشتاين جوابا حول هذا الأمر، ومرة جديدة سمع انّ مفتاح الحل في غزة ولا كلام قبل وقف الحرب عليها. وعن الأسباب التي دفعت هوكشتاين للقدوم إلى بيروت قبل حصول وقف إطلاق النار في غزة بحسب ما تم الاتفاق عليه في الزيارة السابقة، قالت مصادر تابعت أجواء اللقاءات لـ«الجمهورية» انّ جانباً من تحرك المبعوث الرئاسي مرتبط بالانتخابات الرئاسية الاميركية وبضرورة عدم ترك الأرض والاستمرار في التحرك سعياً للتهدئة…
وقَلّلت المصادر من ارتفاع وتيرة التهديدات المستمرة، وقالت: «كل هذه التواريخ تسقط أمام سياسة الردع التي فرضتها المواجهات على جبهة الجنوب، والاميركي يحاول قدر الإمكان لَملمة الوضع، وتحرّك هوكشتاين جيد في الشكل ولكن في المضمون هو لزوم ما لا يلزم لأن لا حلول من عندنا وجبهة الإسناد مستمرة في مهمتها، والشغل «مش عنّا» بل على طاولة المفاوضات وفي الضغط على اسرائيل لوقف مجازرها وحربها الهمجية».
وعلمت «الجمهورية» من مسؤول حكومي انّ هوكشتاين يحاول تسويق المبادرة التي أطلقها الرئيس الاميركي جو بايدن لوقف اطلاق النار وانهاء الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، وتمنّى ان تسير حركة «حماس» في هذه المبادرة ليتوقف إطلاق النار، ويمكن عندئذ استئناف البحث في تنفيذ القرار الدولي 1701 في الجنوب اللبناني.
وكان هوكشتاين قد أمضى ساعات في بيروت امس، آتياً من اسرائيل، أجرى خلالها محادثات مع كل من رئيسي مجلس النواب والحكومة نبيه بري ونجيب ميقاتي ووزيرالخارجية عبدالله بوحبيب وقائد الجيش العماد جوزف عون. وقالت مصادر مطلعة على جوانب من حركته لـ«الجمهورية» انه سينقل مقترحاته الى «حزب الله» عبر الرئيس نبيه بري، والفكرة الاساسية فيها هي العودة الى ما كان عليه الوضع قبل دخول الحزب في معركة إسناد غزة ودعمها في 8 تشرين الاول الماضي، وخَلق نوع من المنطقة الآمنة على الحدود، وربما نقل بعض ما سمعه من اسرائيل من تهديدات وتلويح بالحرب كما سبق وفعل سابقاً.
واضافت المصادر انّ هوكشتاين سيحاول عبر برّي إقناع «حزب الله» بالتأثيرعلى حركة «حماس» لكي تتجاوَب اكثر مع مشروع الحل الذي طرحه الرئيس الاميركي لغزة لوقف اطلاق النار، ولو مؤقتاً، بما ينعكس تهدئة في جبهة الجنوب اللبناني.
وأوضحت أوساط حكومية شاركت في اجتماع ميقاتي مع هوكشتاين: «أنّ الوضع قابل للتهدئة على رغم من التصعيد الميداني الظاهر».
في متناول اليد
وبعد لقائه مع بري وصف هوكشتاين المحادثات بأنها «كانت جيدة، فقد ناقشنا الاوضاع الامنية والسياسية في لبنان وكذلك الاتفاق المقترح على الطاولة بخصوص غزة، والذي يعطي فرصة لإنهاء النزاع على جانبي الخط الأزرق». وقال: انّ الاتفاق الذي حدده الرئيس بايدن في 31 ايار 2024، والذي يتضمن إطلاقاً للرهائن ووقفاً دائماً لإطلاق النار وصولاً لإنهاء الحرب على غزة، قُبِل من الجانب الاسرائيلي ويحظى بموافقة قطر ومصر ومجموعة السبع، ومجلس الأمن الدولي. انّ هذا الإتفاق يُنهي الحرب على غزة ويضع برنامج انسحاب للقوات الاسرائيلية، فإذا كان هذا ما تريده حماس عليهم القبول به». واعتبر انّ «وقف إطلاق النار في غزة ينهي الحرب، وأي حل سياسي آخر ينهي النزاع على جانبي الخط الأزرق سوف يخلق ظروفاً لعودة النازحين الى منازلهم في الجنوب، وكذلك الأمر للمدنيين على الجانب الآخر». ورأى انّ «النزاع على جانبي الخط الأزرق بين «حزب الله» وإسرائيل طال بما فيه الكفاية، (…) لذلك لمصلحة الجميع حل النزاع بسرعة وسياسياً وهذا ممكن وضروري وفي متناول اليد». وقال: «إننا نريد تجنب مزيد من التصعيد بين إسرائيل ولبنان بدلاً من حرب مفتوحة. والوضع على الحدود بين لبنان وإسرائيل في غاية الخطورة، ونسعى لوقف التصعيد تفادياً لحرب كبيرة».
الى ذلك، أكد ميقاتي خلال لقائه مع هوكشتاين «أنّ لبنان لا يسعى الى التصعيد، والمطلوب وقف العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان، والعودة الى الهدوء والاستقرار عند الحدود الجنوبية». وشدد على انّ «التهديدات الاسرائيلية المستمرة للبنان لن تثنينا عن مواصلة البحث لإرساء التهدئة، وهو الامر الذي يشكل اولوية لدينا ولدى كل اصدقاء لبنان».
امّا بوحبيب فقال لـ«الجمهروية»: «إلتقينا هوكشتاين وعرضنا للوضع في الجنوب وغزة وموضوع رئاسة الجمهورية، وانني أكتفي بما قاله رئيس الحكومة عمّا يطالب به لبنان».
وقد انتقل هوكشتاين مساء امس من لبنان الى تل ابيب حيث استقبله رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أنه «أبلغ الى الإسرائيليين أنه لا يفهم خطتهم العسكرية وأنّ «حزب الله» ملتزم بالتصعيد طالما أن ساحة غزة نشطة». وأشارت إلى أن «الأميركيين يحاولون فعل كل شيء لمنع الحرب الشاملة مع لبنان».
في إسرائيل
وكان هوكشتاين قد زار امس الاول اسرائيل والتقى نتنياهو، الذي طلب منه «نقل رسالة محددة الى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي مفادها إمّا انسحاب «حزب الله» الى ما وراء الليطاني الآن وإمّا الحرب».
والتقى هوكشتاين الوزير المستقيل من «حكومة الحرب» المنحلّة بيني غانتس، الذي قال: «إننا ملتزمون بإزالة تهديد «حزب الله» عن السكان الإسرائيليين على الحدود الشمالية». وأكد «أننا سندعم أي تحرك فعّال بشأن الجبهة الشمالية من خارج الحكومة الحالية»، معتبراً أنّ «وقت التوصّل إلى اتفاق في شأن الحدود الشمالية بدأ ينفد».
والتقى هوكشتاين ايضاً زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، الذي قال: «على سكان الشمال العودة إلى منازلهم»، مشيراً إلى أنه «لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهل منطقة بكاملها تتعرّض لإطلاق النار منذ ثمانية أشهر». وأضاف: «تحتاج إسرائيل إلى إبعاد «حزب الله» عن الحدود، سواء من خلال تسوية سياسية أو من خلال العمل العسكري، ويجب أن تتوقف الفوضى في الشمال».
إلى ذلك، قال متحدث باسم السفارة الأميركية في اسرائيل، انّ «هوكشتاين موجود في إسرائيل كجزء من جهود إدارة بايدن لمواصلة منع التصعيد على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية»، بحسب ما نقلت عنه «تايمز أوف إسرائيل».
وذكر المتحدث بإسم البيت الأبيض جون كيربي أن «حزب الله» ينفذ هجمات متزايدة لكننا لم نر بعد مؤشرات الى شَنّه حرباً كاملة على إسرائيل».
في حين أشارت الخارجية الأميركية إلى أن «هناك إطاراً ديبلوماسياً نعتقد أنه يمكن التوصّل إليه بين «حزب الله» واسرائيل لتفادي حرب واسعة».
واكدت مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، خلال جلسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، انّ «الاوضاع على الحدود بين لبنان واسرائيل متقلبة جدا في شكل مثير للقلق».
وكشفت انّ هوكشتاين يواصل العمل على تهدئة الأمور بين «حزب الله» وإسرائيل.
وقبَيل وصول هوكشتاين الى لبنان أفادت القناة 12 الإسرائيلية أن اسرائيل أبلغت إليه «أنّ العمليات في رفح شارفت على الانتهاء»، لافتة الى انّ «هوكشتاين تبلّغ أن انتهاء العمليات في رفح سيؤثّر على المنطقة وعلى جبهة لبنان».
في هذه الاثناء قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في بيان صدر عن مكتبه أمس: «نحن قريبون جدا من اللحظة التي سنقرر فيها تغيير قواعد اللعبة ضد «حزب الله» ولبنان. في حرب شاملة، سيتم القضاء على «حزب الله» وسيُضرب لبنان بشدة».
في المقابل، حذّر هوكشتاين، الإسرائيليين من «احتمال أن تؤدي الحرب مع «حزب الله» إلى هجوم إيراني واسع يصعب على إسرائيل التصدي له»، بحسب ما نقلت صحيفة «هآرتس».
«الهدهد» يهزّ إسرائيل
وتزامنت زيارة هوكشتاين مع نشر الإعلام الحربي لـ«حزب الله»، مقطع فيديو صوّرته مسيّرة «هدهد 3» التي يملكها الحزب، يكتسب أهمية كبيرة من الأراضي الفلسطينية المحتلة، تحت عنوان «هذا ما رجع به الهدهد». وفي مقطع طويل تجاوزت مدته 9 دقائق ونصف الدقيقة، عرض مشاهد من استطلاع جوي لمناطق في شمال «كريات شمونة» و«نهاريا» و«صفد» و«كرميئيل» و«العفولة» وصولاً إلى حيفا ومينائها. وتضمّنت معلومات استخبارية لمواقع «إسرائيلية» داخل الاراضي المحتلة، وأظهَرت وصول المسيّرة إلى ميناء حيفا وما رصدته من مواقع حساسة في حيفا من الميناء إلى مصافي النفط ومصانع عسكرية، بالإضافة إلى مواقع تمركز البوارج الحربية، وأماكن اقتصادية مهمّة في ميناء حيفا. ومن بين المواقع التي أظهرتها المشاهد مجمّع الصناعات العسكرية وهو منطقة صناعية عسكرية لشركة «رافاييل»، ويضم عدداً كبيراً من المصانع والمخازن وحقول التجارب، ويجري فيها تصنيع وتجميع مكوّنات أنظمة الدفاع الجوي الفعّال، خصوصاً «القبة الحديد» و»مقلاع داود». ويُعدّ هذا المجمّع بالغ الحساسية والسرية، وتبلغ مساحته الإجمالية 6.5 كلم2 ويبعد عن الحدود اللبنانية 24 كلم. وبالإضافة إلى مشهد كامل وعالي الدقة للمجمّع، أظهرت المشاهد بشكلٍ واضح: منصات للقبة الحديدية، نفق اختبار محركات صاروخية، مخازن محركات صاروخية، مخازن صواريخ الدفاع الجوي، منشآت تصنيع المكوّنات الصاروخية، منصات مقلاع داود، مصانع أنظمة التحكّم والتوجيه، المباني الإدارية الخاصة بالشركة، بالإضافة إلى رادارات التجارب الصاروخية.
وظهرت في الحلقة الثانية من الفيديو «منطقة الكريوت» شمال حيفا، وفيها مشهد كامل عالي الدقة للتكتل السكاني مع تفصيل يتضمن المناطق والأحياء والسكان والمساحة والبعد عن الحدود اللبنانية: شارع يتسحاق بن تسفي، ميدان كارتي، مساكن السلك النظامي، مجمعات تجارية مجمع سافيونائي يام، أبراج حدائق أبراهام.
اما في الجزء الثالث فظهرَ، وبدقة عالية، الميناء كله والمنطقة المحيطة به: هنغارات صيانة السفن، ومبنى وحدة الحوسبة 3800، وقاعدة حيفا البحرية، والمستودع الرئيسي وقسم التموين في حوض قاعدة حيفا، ومبنى وحدة مهمات الأعماق ـ يلتام. إضافة الى مبانٍ تابعة لوحدة الغواصات. ورصيف ومرسى الغواصات ومبنى قيادة وحدة الغواصات «شييطيت 7». وتمّ رصد السفن الحربية في الميناء: سفينة الدعم اللوجستي باتيام، وسفن «ساعر 4.5»، زوارق «ديفورا» – سفن «ساعر 6»، ورصيف الكرمل، وسفن الحاويات والعمل في الميناء، ورصيف «مزراحي».
على انّ كمية المعلومات التي تم الكشف عنها في فيديو الدقائق التسع صُنّفت بعنوان «الحلقة الاولى»، ممّا يعني ان هناك حلقة ثانية على الأقل تتضمن كمية معلومات ـ أهداف مكثفة جداً ليس من عادة «حزب الله» الاعلان عنها دفعة واحدة.
ورجّح مُحلّل قناة «الميادين» للشؤون الامنية والعسكرية العميد شارل أبي نادر أنّ «حزب الله» استخدم مسيرة «هدهد 3» إيرانية الصنع، وهي طائرة كهربائية بلا بصمة حرارية أو صوتية. وأوضح انّ هذه المسيرة «لديها القدرة على أن تحمل مجموعة متنوعة من الكاميرات وصوتها منخفض. السرعة القصوى لمسيرة «هدهد 3» تبلغ 70 كيلومتراً في الساعة وبإمكانها التحليق لأكثر من ساعة».
وبعد انتشار الفيديو على نطاق واسع، طالبَ رئيس بلدية حيفا الحكومة الاسرائيلية «بوضع خطة دفاعية واسعة النطاق عن حيفا وإيجاد الحل العسكري لإزالة التهديد».
فيما علّقت وسائل إعلام إسرائيلية، على الفيديو «قائلة: «تابعنا فيديو المقاومة وهو يُظهر في شكلٍ واضح مرفأ حيفا الذي تم تصويره من مسيرة تابعة لحزب الله». وأضافت: «وفق «حزب الله» فإنّ طائرات بلا طيار دخلت إلى إسرائيل وجمعت معلومات في شمال البلاد وهذا خطير جداً، وللتذكير أنه تم إطلاق إنذار كاذب في منطقة ميناء حيفا قبل أسبوع»، قالت: «ماذا؟ ميناء حيفا صُوّر من الجو من قبل «حزب الله» من دون أدنى إزعاج». وختمت: «حزب الله ينشر توثيقاً واسعاً بحسب الظاهر من طائرة مُسيّرة اخترقت أجواء إسرائيل وصوّرت وعادت سالمة».
وقال المراسل العسكري لموقع «والاه» العبري: «على سلاح الجو الإسرائيلي أن يجيب وزارة الحرب الإسرائيلية عن السؤال الآتي: كيف تمكّن «حزب الله» من الوصول والتحليق فوق بوارج الجيش الإسرائيلي في خليج حيفا؟
وتهَكّمَ المراسل العسكري للقناة 14 العبرية على الجيش فقال: «إتّضح أن الإنذارات الكاذبة هي التي صوّرت خليج حيفا ومناطق استراتيجية حساسة أخرى في الشمال».
واضاف: «حزب الله ينشر وثائق غير عادية من عمق «الأراضي الإسرائيلية» ويعرض الأهداف الإسرائيلية وحتى من ميناء حيفا والقاعدة البحرية، لقد تركت القدرة التي أظهرتها منظمة «حزب الله» فجوة واسعة بين العسكريين والأمنيين».
امّا مراسل إذاعة الجنوب يودي بن ديفيد فقال: «انّ حزب الله ينشر واحداً من أصعب التسجيلات في الحرب، ليس فيديو قتلى أو جرحى، بل يكشف قدراته الاستخباراتية».
وكتب عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب ايراهيم الموسوي عبر منصة «إكس»: «هذا ما أعلنه الحزب ورأيتم، ولكن ما خُفِي أعظم وأعظم وأعظم! حيفا وما بعد، ما بعد، ما بعد حيفا!».
الوضع العسكري
وعلى الصعيد العسكري واصَل العدو الاسرائيلي اعتداءاته على قرى الجنوب خلال ايام عيد الاضحى المبارك، اذ قصفت مدفعيته الاطراف الغربية لمدينة الخيام ووادي شبعا في قضاء حاصبيا ممّا أدى إلى اشتعال نيران أخمدتها فرق الدفاع المدني. كذلك استهدف اطراف كفرشوبا وراشيا الفخار. وأفيد انّ مركز العرقوب للرعاية الصحية الأولية التابع لمؤسسة «عامل» الدولية تعرّض للقصف ما خلّف أضراراً كبيرة.
وبعد ظهر أمس تعرّض وادي شبعا مجدداً لقصف بالقذائف الثقيلة. فيما أغارت طائرة مسيّرة على سيارة عند مفترق البرغلية قرب صور ما ادى الى احتراقها. وبعد تَجمهر الاهالي لتفقّد السيارة الاولى إستهدفت سيارة أخرى في المكان ما أدى الى سقوط شهيدين و8 جرحى نقلوا الى مستشفيات صور.
وأغار الطيران المسّير بعد ظهر امس على أطراف بلدة الطيبة ومحيط «البانوراما» عند المدخل الشرقي لبلدة العديسة، فيما سجّل قصف مدفعي على أطراف بلدة طيرحرفا.
وبعد يومين من استراحة لم تنفذ فيها اي عمليات، أعلنت «المقاومة الإسلامية» انها استهدفت ظهر أمس دبابة «ميركافا» داخل موقع حدب يارين بمسيّرة انقضاضية، وأصابتها مباشرة.
وردًا على عملية الاغتيال في بلدة الشهابية، هاجمت «المقاومة الإسلامية» بسرب من المسيّرات الإنقضاضيّة مربض مدفعيّة تابع للكتيبة 411 (تابعة للواء النار 288) في «نافه زيف»، مُستهدفةً نقاط تجمّع الضبّاط والجنود «وأصابت أهدافها بدقّة وأوقعت فيهم إصابات مؤكدة، إضافة إلى اندلاع حرائق في الموقع».
وأفيد مساء امس انّ المقاومة أطلقت رشقات صاروخية في اتجاه ثكنة زبدين وموقع الرمثا، في مزارع شبعا المحتلة.
الى ذلك اكد موقع «حدشوت بزمان» العبري «أنّ هناك آلية مدرعة تضررت جرّاء سقوط طائرة بلا طيار في الجليل الغربي. فيما تحدثت القناة 14 العبرية عن سقوط إصابات شرق «كابري» في الجليل الغربي واندلاع حريق كبير في المنطقة.
كذلك اعلنت وسائل إعلام إسرائيلية عن إطلاق صاروخ مضاد للدروع في اتجاه مستوطنة «المنارة» في الجليل الأعلى، فيما أفيد عن اندلاع حريق كبير جنوب مستعمرة المطلة بعد سقوط صاروخ في منطقة مفتوحة.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن إجراء مناورة عسكرية شاملة وسريعة في كريات شمونة تمتد لثلاث ساعات اليوم.
غالانت
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية مساء امس أنّ وزير الدفاع يوآف غالانت أصدر تعليماته للجيش برفع درجة الاستعداد لحرب في لبنان. وقال خلال مؤتمر صحافي انّ «الحرب الصعبة التي نخوضها جاءت مفاجئة ودفعنا ثمناً باهظاً لم نر له مثيلاً». واعتبر انّ «الفشل الموجِع سيجري البحث فيه والتعلّم منه، وهذه الدروس ستؤثر على مستقبلنا على هذه الأرض». وأكد انّ «قوات الجيش والموساد وأجهزة الأمن تقاتل في 7 جبهات منذ 8 أشهر، وهي حرب لم نعهد لها مثيلاً». وختم : «على الأمن والقيادة السياسية التحقيق لفهم كيف استطاع العدو بناء قدرات دفاعية وهجومية أدت إلى 7 تشرين الاول».
إستعدادات
الى ذلك، أعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أنّ «قائد القيادة الشمالية ورئيس هيئة العمليات يبحثان في الاستعدادات لمواصلة القتال على الجبهة الشمالية». وقال: «أجرى قائد المنطقة الشمالية الميجر جنرال أوري غوردين ورئيس هيئة العمليات الميجر جنرال عوديد بيسوك اليوم جلسة للمصادقة على الخطط ولتقويم الوضع، حيث تمّت المصادقة وإقرار خطط عملياتية للهجوم في لبنان، وتمّ اتخاذ قرارات بخصوص مواصلة تسريع استعدادات القوات في الميدان».