الأنتصار الذي نتج عنه انهيار سببه ان الأسد مضى لمواجهة الذئاب خارج الديار وترك أمر تدبير الغابة للحمار ولأن الحمار لم يكن سوى سمسار احاط نفسه بمجموعة من المقاولين والتجار ولأن الحمير لا تجيد التدبير فقد نجحت بعملية التدمير بحيث لم تبقي في الغابة لا قمح ولا شعير فماذا سيفعل الأسد ازاء هذه الكارثة وكيف سيحمي سكان الغابة
الذين بدأوا بحالة تمرد على واقعهم المرير وقد اصبحوا مجهولي المصير وبدأوا يلومون الأسد الذي يشعل النار بنفسه لينير الطريق لوطن ضرير
ولأنه رغم قوته لا يمارس سطوته بل يستمر بسياسة ضب المخالب
وتواضع الغالب رغم كثرة المقالب التي تعرض لها من مجموعة الثعالب وتسببت بالكثير من المصائب التي قد تجعلنا قريبا نتكلم بلسان الوطن بصيغة ضمير المتكلم الغائب .
هذه المقدمة هي صرخة في الفراغ اللامتناهي من الأخفاقات والتي سيتردد صداها قريبا في الساحات والأزقة أنينا وعويلا من وجع وجوع مصدرها الناس التي صمتت وعضت على الجراح على أمل ان ينجح مبضع الجراح في استئصال السرطان الذي تغلغل في جسدها الذي لم تبخل يوما بتقديمه فداءا للوطن فهل سينجح السعدان في علاج السرطان
أظن ان النتيجة باتت واضحة قبل ظهور نتائج الأمتحان فمسيرة الفشل بانت تباشيرها مبكرا من خلال العودة الى لعبة الدم والتخوين والشتم والذي لم تسلم منه حتى المؤسسة العسكرية مترافقة مع تهديدات بتدخلات تركية على قاعدة عقائدية من ابناء المدرسة الحريرية الذين يرفعون شعار لا للطائفية وماذا عن الوعود بالحلول المالية ةالحكومة الموعودة لا تراهن الا على مساعدات دولية دونها شروط تعجيزية تنفيذها سيؤدي الى انفجر مجتمعي اين منه انفجار المرفأ في حين ان لبنان بحاجة الى حكومة فدائية ومساعدات دولية تساهم في القبض على اللصوص واستعادة المسروقات وهم من اشترطوا علينا ان نقدم لهم من خلال حكومة كفاءات بيان وزاري يتضمن كشف بأسماء اللصوص مع حافظة مستندات تثبت بالتواريخ والأرقام قيمة التحويلات نريد وزراء بقبضات حديدية وقلوب فولاذية وأدمغة عبقرية وهي أمور لا يمكن ان تتوافر في حكومة الحريري قابلتها القانونية والذي اوكلت اليه مهمة اشعال النار ليجلس بعدها على التل ليراقبها وهي تتمدد من بقعة الى اخرى مستعينة بالرياح الغربية والخليجية للمساهمة في تمددها فاذا ما اجهز الحريق على الغابة باعوها للتاجر اليهودي بأبخس الاثمان .
أذن ما هو الحل ،الحل هو ان يسارع الأسد الى اظهار انيابه وشحذ مخالبه ويصدح صوت زئيره في ارجاء الغابة ليطغى على صوت نقيق الضفادع وعواء الذئاب ويصادر اعواد الثقاب ويقفل على مشعلي النار الابواب ويحمي دياب من مجموعة الذئاب ويخرج من مخازنه كافة الأسلحة النوعية ويستخدم في السياسة ذات التكتيكات العسكرية التي حقق بها الانتصار تلو الانتصار وكما نجح في تحرير التراب عليه ان يحرر الرقاب التي وقعت اسيرة لأحتلال مجموعة من الوزراء والنواب
فقد أنتهى زمن المساكنة والمهادنة وحان وقت العقاب ونحن الأولى
بالتصدي لهذه المهمة وقد دفنا في تراب هذا الوطن خيرة الشباب
ولم يعد هناك مجال لأرتكاب الأخطاء فكم من مرة اخطئنا بالحساب
وأحسنا الظن بشركاء العيش على ذات التراب فبللوه بدموع التماسيح فأصبح مستنقع وحول فنظفناه وطهرناه بدماء زكية ليصبح وطن فهل يستوي من يقدم الدماء مع من يلوث التراب والماء والهواء لا والله انها قسمة ضيزى وقد بتنا على قاب قوسين او ادنى من الانفجار الكبير فأما ان نقود ثورة التغيير وأما ان تقود الفوضى الثورة بوجهنا وأخطر الثورات هي ثورة الفقير وهو الأحق بأن يستقوي بسلاحنا وقد كان هو ذخيرته
وهو الذي من حقه اليوم ان يحدد وجهته فيصوب بندقيته الى رأس
المحتل الداخلي الذي اعلنها صراحة بأن هدفه كسر ارادتي تمهيدا لأبادتي وكيف له ان يحقق مراده وسيدنا قال سأحميكم بعبائتي
ووصفنا بأشرف الناس ورجاله لطالما كانوا لنا حراس واليوم ستكون اجسادنا لهم متراس فنحن ساعة الحقيقة جمرة لا تداس وبانتظار ان يصدح الأذان في المساجد وفي الكنائس تقرع الأجراس وتعانق الأهلة الصلبان ويعبر التفاهم هذا الأمتحان ونتشارك في حملة الدفاع عن لبنان فلم يعد هناك مجال للشك بأن حربنا هي مع الشيطان في معركة وجودية فأما نكون او لا نكون وحتما حتما اننا لمنتصرون.
لا تسمحوا للأنهيار بأن يشوه الأنتصار والسؤال الى متى الأنتظار .