اعتبر مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي في رسالة “منبر الجمعة” أن “حكومة نتنياهو هدمت كلّ ما شيّد من اتفاقيات ومعاهدات في العقود الأربعة الأخيرة مع العديد من العواصم والأطراف، وتذهب اليوم إلى تعطيل المفاوضات لفرض واقع قانوني وسياسي وديمغرافي جديد على غزة… خاب فألكم”.
ورأى أن “ادعاء إسرائيل استمرار أمد الحرب يندرج تحت مسمى الحرب النفسية على مستوى حرب غزة وجنوب لبنان”.
وأكد أن “لا أحد يستطيع أن يجزم متى تنتهي المعركة، أو متى تصل الأمور إلى الذروة، والمفاوضات هي الثابت الوحيد والحقيقة الوحيدة على الأرض”.
وأشار إلى أنه “خلال هذه المعركة لم يسبق للاحتلال أن يستعيد أياً من محتجزيه أحياء إلا عبر المفاوضات. الحرب قد تمتد، والمقاومة الفلسطينية أثبتت قدرتها على المناورة حتى النفس الأخير، ولا يمكن أن تتخلى عن شعبها وأرضها”.
وأصاف: “عند النظر إلى نتائج الحرب من زوايا أخرى، يتضح أن إسرائيل تكبدت خسائر كبيرة شملت جميع القطاعات، وبلغ عدد الجنود الإسرائيليين القتلى منذ بداية الحرب 642، بينهم 291 بالمعارك البرية في قطاع غزة”.
وتابع: “إطالة الحرب لن تكون أمراً سهلاً بالنسبة إلى تل أبيب، ولن يكون لمصلحتها، وهو ما أوضحه اللواء احتياط في الجيش الإسرائيلي إسحاق بريك؛ وذلك لأن الجيش الإسرائيلي صغير ومهترئ، وليس لديه فائض في القوات، وكل يوم تتواصل فيه الحرب يزداد الوضع سوءاً”.
وأردف: “مواصلة الدول الاعتراف بدولة فلسطين، وازدياد المظاهرات في دول العالم المنددة بجرائم إسرائيل سيزيد من عزلة اسرائيل العالمية”.
وأعلن عن “إطلاق دائرة الأوقاف ودار إفتاء محافظة بعلبك الهرمل حملة “ثابتون ومستمرون” لجمع التبرعات لأهلنا في غزة”.
وتطرق إلى الوضع الداخلي اللبناني، فقال: “يعيش المشهد النقدي في لبنان تحدّيات معقّدة ومتداخلة تعكس واقعاً اقتصادياً متأزّماً وأزمة ثقة عميقة بالنظام المالي والمصرفي”.
ولفت إلى أنه “ليس هناك حلول آنيّة، والقرار يعود للّبنانيين لأنّ القوى الدولية والإقليمية لا تملك كل أدوات والقدرة على التأثير الداخلي، وإذا لم يتّجه اللبنانيون إلى الحوار والتفاهم فالأزمة مستمرّة إلى وقت طويل”.