شدد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل على أن “مواصفات المرشح للرئاسة يجب أن تتركز على مسألتين أساسيتين هما حماية لبنان وبناء الدولة”، كاشفاً عن “مسعى للتيار بهدف السعي لإيجاد المساحات المشتركة في الملف الرئاسي”، وداعياً إلى “حوار يواكب البحث في رئاسة الجمهورية ويتناول قضايا تتعلق بالإقتصاد والنظام السياسي“.
وأوضح في مقابلة عبر “LBC” ضمن برنامج “عشرين ثلاثين” انه لا يقبل “العيش من دون شراكة لأنها أساس كل شيء وغيابها يضرب فكرة وجود لبنان”، وتساءل: “ألا يفترض الحوار حول رئيس أن نقوم بحوار حول ثلاثة أمور رئيسية الا وهي الإصلاحات البنيوية في الاقتصاد والنموذج اللبناني، الاستراتيجية الدفاعية ومعنى تحييد لبنان، والنظام اللبناني بمعنى استكمال اتفاق الطائف واصلاح الثغرات فيه بالتوافق بين جميع اللبنانيين“.
وقال: “بالتوازن النيابي الموجود لا نستطيع أن نأتي برئيس من دون حصول توافق عريض عليه وإذا حصل وانتخب من دون التوافق سيتمّ محاربته وسيفشل. أنا مع أن نؤمن إجماعاً على الرئيس ولكن اذا لم يكن هناك توافق أنا مع الانتخاب لأنه أفضل من الفراغ“.
وشدد على “ضرورة وقف نزيف الهجرة الى الخارج”، وقال: “نحن مع مجموعة أشخاص، مع التفكير الذي يقضي بعدم التعنت بأي مكان. ونحن مع التوافق ولكن اذا لم يحصل ذلك نذهب إلى الانتخاب. بدأنا تحركاً ومسعى منذ ما قبل 7 تشرين وكنا نعتبر أن هناك فرصة جدية لتحقيق هذه الفكرة التي ظهرت، ولتنجح يجب ان تأخذ الاطراف على موقفها“.
وتوجه باسيل الى الثنائي بالقول: “اذا كنا جديين، الحوار والتشاور يقتضيان منا التنازل واذا لم يكن هناك استعداد للتنازل نذهب الى جلسات انتخاب جدية لا يقاطع أحد فيها ومن يفوز يفوز”. وأشار رداً على سؤال الى أن “هناك اسماء مرفوضة وأخرى مقبولة بينما هناك أسماء قابلة للبحث وإسم المدير العام للأمن العام اللواء الياس البيسري قابل للبحث والقطريون عرضوه علينا“.
وعن الدعوة التي اطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري من أجل التشاور لانتخاب رئيس، قال: “أولا يجب أن نعلن بأن هذا الامر إن حدث هذه المرة فهو لن يتحول الى عرف في المستقبل“.
وبالنسبة الى كلام رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه عن إنتخاب رئيس الجمهورية من الشعب، قال باسيل: “إذا استطاع أن يقنع الثنائي بهذا الطرح يكون ذلك ممتازاً. نحن من قدمنا في هذا الامر تعديلا دستوريا في العام 2014- 2015 على ان يتم الانتخاب على دورتين، الدورة الاولى لدى المسيحيين وفي الدورة الثانية على المستوى الوطني ليكون للرئيس تمثيل على المستوى الوطني وعلى المستوى المسيحي. قدمنا الطرح من دون تعديل للصلاحيات“.
وفي ما يتعلق بمبادرة بكركي، قال: “أنا مع الوثيقة ولكن اعتبر أنها غير كافية وأطالب أن تكون مرفقة بخطة عمل مكتوبة وبالتالي تكون ترجمة لها. الوثيقة إذا صدرت وحدها تكون جدية ولكن يجب ان تترجم بخطة عمل فعلية على كل المستويات حتى تكون الشراكة من المحرمات وأن يكون لهذه الوثيقة مدى وطني“.
وأوضح أن الوثيقة “تجمع بمعانيها لكن يجب أن تترجم بخطة فعلية على كل المستويات السياسية والنيابية والإعلامية ودور الكنيسة لا بل الشعبية وعليها أن تكون ذات طابع وطني لأن المشاكل الاقتصادية ليست خصائص مسيحية بل تطال جميع اللبنانيين“.
وفي موضوع الحرب في الجنوب ووحدة الساحات، قال: “وقعنا وثيقة تفاهم تتحدث عن حماية لبنان وليس تحرير فلسطين. هناك فارق بين حرب تموز 2006 وما يحصل اليوم في الجنوب. في العام 2006 حصلت عملية أسر لجنديين لا تستوجب شن حرب شاملة على لبنان ويومها اسرائيل كانت تتحضر لشن حرب على لبنان وبتنا بموقع الدفاع عن أنفسنا. أما ما يحصل اليوم في الجنوب فمختلف، إذ أنه وقعت حرب في غزة وفتح “حزب الله” جبهة إسناد لها. برأيي، إن اللبنانيين لا يريدون الحرب على لبنان وحتى جمهور حزب الله والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لا يريدون الحرب على لبنان. نصرالله يعتبر أن هذه الجبهة هي جبهة اسناد وأنا اعتبر هذه الجبهة لا تفيد لبنان وقد تجر البلد الى حرب“.
وبالنسبة الى موضوع العد الذي تحدث عنه نصرالله، أكد باسيل أنه “لم يفهم أن السيد نصرالله قالها بمعنى العدد، فقبل وثيقة التفاهم تحدث نصرالله في تصريح عن العدد وعندما وقعنا وثيقة التفاهم أصررنا على إدخال الديمقراطية التوافقية ووافقوا على ذلك ومارسوها عملياً لكن عندما خرجوا عنها اختلفنا معهم”. وقال إن الامين العام لحزب الله “لم يقل ذلك بالعد في التوازن الداخلي”. أضاف: “انا اعتقد انه لا يفكر كذلك ويعرف ان طبيعة لبنان تجعله لا يحكم بالعدد وان التنوع لا يرتبط بعدد المسيحيين لأن دورهم أكبر من عددهم“.
ولفت إلى أن “حزب الله لا يستطيع أن يتكل أن لديه معادلة ردع توقف الجموح الاسرائيلي”، وقال: “خطة المفاوض الاميركي اموس هوكشتاين يمكن ان تكون أحد المخارج للأزمة. وهوكشتاين يحب لبنان ويريد مساعدته ولكن الاكيد أنه مهتم لاسرائيل. وما هو معروض يدل على اننا نعود الى 2006. ومن هنا أقول إن مردود الحرب على لبنان سلبي“.
أضاف: “قصة الحدود البرية تهمنا لكن لا تستأهل حرباً فالإتفاق الكبير عليها مُنجَز. الحرب تقوم بها للدفاع عن نفسك أو تحصيل حقوق كيانية لا يمكن التخلي عنها. مثلاً، أنا اضع موضوع النازحين في إطار الصراع مع إسرائيل لجهة التهجير الجماعي ودوره في الفكر الإسرائيلي، فما يحصل في دول الطوق هو جزء من حماية إسرائيل“.
وفي ما يتعلق بتفاؤله بمبادرة الرئيس الاميركي جو بايدن، لفت الى أن “طرح بايدن هو اعلان انتصار لحماس وهزيمة لإسرائيل”، وقال: “انا اعتبر ان تعقيدات حرب غزة لا تنتهي وهي ورقة أساسية في الانتخابات الأميركية ولا حل لإسرائيل إلا بحل الدولتين والخسارة التي تمنى بها اسرائيل تقول نريد حلا لتبقى“.
وأشار إلى أنه في موضوع النازحين ” الحل باعتبار الموجودين بطريقة غير شرعية هم هكذا والحل بتطبيق القوانين وأن تقوم البلديات بمهامها“. وقال: “الفكرة هي منع المخالفات ومنع المخالفين وإعادة العائلات فكما العامل السوري يعمل في لبنان يجب أن تعود عائلته الى سوريا وأن يبقى هو في لبنان ليعمل“.
وتحدث عن المعابر غير الشرعية وأكد أنها “معروفة وعلى الجيش اللبناني أن يضبطها”، لافتا الى أنه “لو لبنان حذا حذو أردوغان لكانت اوروبا وقفت على خاطرنا“.
وعن الازمة الاقتصادية ومرور اكثر من عامين على الاتفاق مع صندوق النقد، قال: “هناك من يعتقد أنه بترك الامور من دون معالجة يتم اعادة انتاج للاقتصاد الريعي. وفي حين أن البعض ظن أن الازمة التي مررنا يمكن أن تساعدنا على انتاج نظام اقتصادي جديد فإن هذا لم يحصل. إننا أمام خطر أن ندخل الى كارثة جديدة فهناك قصة اليوروبوند وهناك “الكاش ايكونومي” وان نصنف على اللائحة الرمادية. الرئيس نبيه بري يستطيع أن يدعو الى جلسة لاقرار المشاريع الاصلاحية وننجز الاتفاق مع صندوق النقد وإلا سنكون أمام كارثة جديدة. الاتفاق مع صندوق النقد مهمّ لأننا نتعرض لحصار ويمكن ان نفاوض ليس من أجل الاموال بل من أجل “الختم“.
وحول من يتحمل الخسائر، قال إن ذلك يجب أن تتحمله “المصارف والدولة بالدرجة الاولى” مشيراً إلى أن “طرح حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم المنصوري ليس سيئاً بتوزيع عادل للخسائر”، وقال: “”انا مع فكرة إعادة تكوين الاموال لاعادة الودائع مثلا الصندوق الائتماني“.
أما بالنسبة الى العلاقة مع الرئيس نبيه بري و”حركة امل” قال: “إنها أفضل وهناك ايجابية نأمل ان تترجم بالكثير من الميادين مثل موضوع الاصلاحات وغيرها. حتماً هناك اختلافات سياسية ولكن هذه مبدئيتنا تأخذنا ان نختلف وواقعيتنا تدفعنا الى الحديث مع الناس الذين نختلف معهم خصوصا لإيجاد حل للملف الرئاسي“.
وفي الشق الداخلي المتعلق بالتيار، أشار باسيل الى أن “التيار بطبيعته تيار ومؤلف من مجموعات التقت على اهداف وطنية ومنذ الازل فيه ديمقراطية زائدة“. واعتبر ان “التكلم عن أمور التيار وحده في الإعلام دليل جديد على استهدافه وعلى أن “التيار” محوري في السياسة اللبنانية“.
وأوضح أن “المشكلة عندما تصبح هذه الحرية فوضى”، وقال: “عندما نصل الى قرار سياسي وإلى تصويت بمجلس النواب لا يمكن أن نسمح أن يكون هناك اشخاص تعبر بشكل مستقل داخل الحزب. واذا سمحنا بهذا الامر لا يعود التيار تياراً بل يصبح تيارات وهذا لا يجوز“.
وتابع: “في آخر فترة حصلت “نتوءات” من بعض النواب فاعتبروا أنَّ لديهم كياناً خاصاً يجعلهم لا يلتزمون. وعندما اتخذ ذلك منحى تصاعدياً، ونحن حريصون على كل شخص لكن لا يجوز السماح بالإستمرار بذلك ولدينا نظامنا الداخلي الذي يتعاطى مع حالات مماثلة. وهناك مسار فرضت فيه علينا الأمور “ضبضبة” الوضع لمنع الفوضى. هناك مسار داخل التيار وقد تم فصل أحد النواب وهناك إحالة لأحد النواب على مجلس الحكماء والقضية عالقة ويجب أن تنتهي إما بالفصل أو بالالتزام بقرارات التيار وسياسته“.
ختم : “الالتزام هو بنظام التيار وبقراراته وسياساته ولا شيء يتعلق برئيس التيار فقراراتنا تخرج تلقائياً بالتوافق والتشاور وكل أسبوع لدينا اجتماع. وأطمئن كل الغيورين على التيار أنه سيعود أقوى وأن ما يحصل صحي لجهة التنوع أو لجهة ضبط الفوضى ومنعها وسنستمر“.