شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” الشيخ علي دعموش خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيدين على طريق القدس حسين نبيه فواز وبلال أمين مراد في حسينية بلدة تبنين الجنوبية، بحضور عدد من العلماء والفاعليات والشخصيات وعوائل الشهداء، على أن “جبهتنا في الجنوب مستمرة إسنادا لغزة، ولن تتوقف مهما بلغت التضحيات قبل توقف العدوان”، مؤكداً أن “المقاومة تحقق إنجازات في هذه الجبهة، وتكرس فيها المعادلات، وهي أدت الى تهجير أكثر من تسعين ألف مستوطن من شمال فلسطين المحتلة، وعطلت الحياة والمصالح والمصانع في هذه المنطقة، وكبدت ولا تزال تكبد العدو خسائر كبيرة”.
واعتبر أن “الانجازات والنتائج التي حققتها هذه الجبهة كبيرة ونوعية، وأربكت العدو وأدخلته من خلال عملياتها وصواريخها ومسيراتها في حرب استنزاف حقيقية، وهشّمت صورته، وأضعفت جيشه، وفجرت أزمة كبيرة بوجهه في الداخل الاسرائيلي، بين مستوطني الشمال وحكومة العدو، حتى أصبح الحديث اليوم في الاعلام الاسرائيلي أن اسرائيل خسرت الشمال، وأن الشمال أصبح تحت رحمة حزب الله”.
ورأى أن “ما تُحقّقه المقاومة من إنجازات على هذه الجبهة هو أكبر بكثير ممّا يعترف به العدو، والضغوط التي تمارس على لبنان لإيقاف هذه الجبهة هي دليل على مدى تأثير هذه الجبهة على العدو، وحجم الخسائر التي يتكبدها فيها”.
أضاف: “صحيح أننا نقدم شهداء أعزاء وتضحيات وأن كلفة المعركة البشرية والمادية التي ندفعها مؤلمة، ولكنها بالمقارنة مع حجم المواجهة وأبعادها ونتائجها هي طبيعية وعلينا أن نتحمّلها، ونحن ومجتمعنا وأهلنا أهل المقاومة الشرفاء وعوائل الشهداء الشريفة نتحملها بالفعل من موقع الوعي بطبيعة هذه المعركة وأهميتها وأبعادها”.
وأكد أن “تمادي العدو في العدوان على قرانا وبلداتنا واستهداف المدنيين وارتكاب الجرائم وقصف البلدات وتدمير البيوت، لن يخرج العدو من المأزق الذي يتخبط فيه، ولن يعوض عجزه وفشله في تحقيق غاياته، ولن يعيد المستوطنين إلى المستوطنات، كما لن يوقف هذه الجبهة المساندة لغزة أو يغيّر من مواقف المقاومة”.
وأشار إلى أن “العدو الإسرائيلي المأزوم في لبنان هو في عمق الأزمة في غزة، لأن غزة بفعل ثبات وصلابة المقاومة فيها، تؤكد كل يوم عجز العدو وفشله في الميدان، وهو يحاول الهروب من فشله باستهداف المدنيين وارتكاب المزيد من التدمير والمجازر، وليس آخرها المجازر الوحشية التي ارتكبها قبل يومين بحق الأبرياء في مخيمات النازحين في رفح، وذهب ضحيتها عشرات الشهداء معظمهم من النساء والأطفال”.
واعتبر “أن من يتحمل مسؤولية هذه المجازر بالدرجة الأولى هو الإدارة الأمريكية، لأن هذه المجازر ترتكب بقنابل وصواريخ أميركية، وبغطاء أميركي، وأميركا شريك أساسي في كل ما يجري في غزة.
ولفت إلى أن “الإدارة الاميركية من خلال بعض المواقف المنافقة تحاول تلميع صورتها، بعدما افتضحت وانكشفت أمام الرأي العام، ولكن مهما حاولت تلميع صورتها ومخادعة الرأي العام، فإن ذلك لن ينطلي على أحد، لأن العالم كله بات يعرف أن الإدارة الأميركية هي الداعم الأول لإسرائيل في عدوانها، سياسياً وإعلامياً وعسكرياً وأمنيا، وهي التي تمول وتسلح وتؤمن الغطاء الكامل لهذا العدوان الوحشي المستمر، ولو أرادت وقف العدوان لفعلت ذلك بشحطة قلم، ولكنها لا تريد ذلك”.
وختم بالقول: “كل هذه الوقائع والحقائق رسالتها واحدة، وهي أن مجلس الأمن والأمم المتحدة والمحكمة الدولية والمجتمع الدولي لا تحمي بلداً ولا تحفظ شعباً ولا تؤمن كرامة لشعب، وأن من يحمي بلدنا وشعبنا وسيادتنا وكرامتنا وحريتنا في هذا العالم المتوحش المجرد من إنسانيته ومن الأخلاق والقيم، هو قوتنا ومقاومتنا ووحدتنا وشجاعتنا واستعدادنا للتضحية والطريق الذي سلكه شهداؤنا ومجاهدونا الشهداء وهو طريق المقاومة، لأن هذا العدو المتوحش لا يفهم إلاّ بمنطق القوة والمقاومة”.