رأى إمام مسجد الصفا المفتي الشيخ حسن شريفة خلال خطبة الجمعة، أن “لبنان يبدو وكأنه محكوم بكل ملفاته وقضاياه بالمدّ والجزر والمماطلة والتسويف، بدءا من حقوق المودعين وحقوق الموظفين وتأمين الكهرباء وقضية الاستشفاء التي حولت المواطن إلى متسول، وليس آخرها قضية النزوح واعبائه المترتبة على البلد، الذي هو اصلا تحت ضغط حصار اقتصادي خارجي، وتحت ضغط الاعتداءات الاسرائيلية التي لم يسلم منها لا الحجر ولا البشر، ولا معلم في مدرسة ولا حتى التلاميذ الأطفال”، وقال: “ألا يكفي هذا المشهد لوطننا الجريح أن نجلس سويا بعيدا من المكابرة والعنتريات، لانقاذ الوطن مما هو فيه ونخفف الأعباء عن كاهل المواطن الذي كاد يكفر بكل شيء؟”.
وسأل: “لماذا يصر البعض على قتل ما تبقى من أحلام سعيدة، ولمن يعطل الحوار وما البديل والمصلحة من ذلك، إلى متى يبقى الفراغ في رئاسة الجمهورية في المجهول، ومؤسسات تحتضر على سرير الترهل بعد إطالة زمن التعطيل”؟.
وأشار الى أن الفساد في الإدارات لا يزال سيد الموقف ويجبر المواطن على تسليم المعاملة إلى سمسار وإلا توضع في ادراج النسيان”.
واعتبر أن “كل هذا المشهد القاتم يحتم على الجميع ان يغادروا مربع الانانية والمصالح الفئوية والتفكير في مستقبل الوطن عبر طروح منطقية ومعقولة تقدم ما هو مشترك بين اللبنانيين ويؤسس لمساحة تلاق بين المعنيين، لانتاج الحلول بدل استيلاد العناوين الخلافية وصناعة التباعد بين القوى المؤتمنة على المصير الوطني”.
وقال: “اذا كان العدو يريد تدمير وطننا وانهاكه بالحروب والخلافات والانقسامات والموت البطيء، هل نجاريه ونتماهى مع خياراته ام نواجه مخططاته بوحدتنا ووعينا ومسؤوليتنا”؟ .
وتوجه إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادة وشعبا بالتعزية، برئيس الجمهورية ووزير خارجيتها والوفد المرافق، معتبرا أن “ألم الحزن أصابنا جميعا”، مؤكدا أن “إيران قادرة على تجاوز هذه الخسارة الكبرى، لتحافظ على استقرارها ودورها المحوري في المنطقة والعالم”.
وختم موجها كلامه “للعرب والمسلمين”، مشددا على ان “الوحدة الحقيقية، هي في الالتفاف حول القضية المركزية فلسطين، المتعبة المرهقة الجريحة والتي تسألنا متى الغوث يا أهل النخوة والحمية”.