انطلقت أعمال المؤتمر الدولي الإسلامي – المسيحي حول تطبيق وثيقة الأخوة الإنسانية، بدعوة من كلية اللاهوت للتصوف التابعة للرهبنة الكرملية في مدينة افيلا الإسبانية ومن تنظيم لقاء جبيل عاصمة الحوار والعيش المشترك بحضور أساتذة وباحثين ومفكرين وآباء واعلاميين.
استهل المؤتمر الذي ينعقد للمرة الثانية على التوالي، بكلمة القاها مدير الكلية الأب يرزي نافويووسكي رحب فيها بالحضور ومثنيا على أهمية هذه اللقاءات التي تجمع بين الأديان وتؤكد ان ما يجمعنا هو أكبر مما يفرقنا. مفندا برنامج المؤتمر وما سيؤول اليه من توصيات.
بعدها، كانت كلمة لممثل حكومة افيلا أثنى فيها على أهمية هذا المؤتمر وما سيرخي من انعكاسات هامة في وقت تشهد العديد من الدول العنف والحروب.
ثم، ألقى المطران خيسوس غارثيا بوريو المطران الفخري لأفيلا كلمة تحدث فيها عن أهمية الوثيقة وكيفية التعمق بمضامينها.
بعدئذ، كانت للمطران خيسوس ريكو غارثيا مطران افيلا كلمة عبر فيها عن محبته العميقة لكل الوافدين والمشاركين وخصوصا الوفد الآتي من لبنان الذي يحمل رسالة في المحبة والانفتاح والتلاقي. مثنيا على الوثيقة التاريخية داعيا إلى بذل الجهد والعمل على تطبيقها.وقال:”
ان هذا المؤتمر هو مدعاة للقاء بين الأشخاص حول وثيقة الأخوة الإنسانية، بحيث يجب أن نتشارك كلنا مع بعضنا كي نصل إلى مفاهيم هامة وسط ما يجري في العالم من أعمال عنف وحروب. وبالتالي، أن هذا المؤتمر هو دعوة للمفكرين والاعلاميين والباحثين كي يتشاركوا ويتحدوا ضد أعمال العنف والصراعات، وأن يعملوا على زرع بذور السلام في هذا العالم المقسوم بالحروب. أكثر من ذلك، يجب أن نتعلم كيف نعيش معا لان الوثيقة تمثل الرجاء وسط التحديات. ”
مقابل ذلك، أطل سماحة مفتي جبيل الشيخ غسان اللقيس عبر تقنية الزوم قائلا:”
أتوجّه بالشّكر الجزيل لسيادة المطران الحالي وسيادة صديقي المطران افيلا السابق ورئيس مركز أسيتاس المحترم على هذه الإستضافة في هذه الجامعة،
هذه هي المرّة الثانية التّي نقيم مؤتمرنا معكم إيمانا منا بضرورة نشر ثقافة الحوار والعيش المشترك وعلى قاعدة الإحترام المتبادل والتّفهم والتّفاهم بين المسلمين والمسيحيّين وسائر شعوب الأرض .
لقد جئناكم يا حضرات المسؤولين ويا حضرات السّيدات والسّادة من لبنان من مدينة جبيل بيبلوس صانعة الحروف الابجديّة باسم لقاء جبيل عاصمة الحوار والعيش المشترك الّتي أنشأناها بمعية مطران جبيل منذ مدّة لنكرّس مضمون ما ندعو اليه.
اضاف:
أتينا إلى إسبانيا إلى هذه المدينة آملين أن يتكرّس نشاطنا هذا وأن يعطي الفائدة لتحقيق التّفاهم بين الشرق والغرب إذ لم يعد أمام المجتع الدّولي واوروبا بالذات ألا أن يبادروا إلى تفعيل ثقافة الحوار ونشرها وتعميمها على سائر بلدان العالم لقطع الطريق على المتعصبين من كلّ الأديان والمذاهب المتعطشين للدمّاء الّذين يضرمون النّار ويقتلون الأبرياء شباباً ونساءاُ وأطفالاً وشيوخاً دون هوادة أو شفقة أو رحمة لأسباب واهية خفيفة لا ترقى إلى الحقيقة ولمسمّيات غير صحيحة لا تنطوي على أحد من أصحاب العقول .
فالصّدق والشّجاعة تقتضي من الجميع الجلوس معاً لننشد من جديد السّلام والأمن والمعرفة والمحبّة .
لاشكّ بأن اللقاء معكم أيّها السّادة يبلور أفكاراً جيّدة مفيدة وتُخرج ثماراً طيّبة مباركة.َ”
تابع :”
لقد أتت وثيقة الأخوة الّتي حصلت بين بابا روما وشيخ الأزهر في دولة الامارات العربيّة لنكرّس التفاهم ولتنشد السّلام بين المسلمين والمسيحيّين وكلّ شعوب العالم وها نحن الآن جئنا إليكم لنكمّل المسيرة ولننشد السّلام فالحروب تدمّر البشر والحجر والّتي هي لا تخرج بلا غالب ولا مغلوب .
أمّا السلام فهو يزرع الألفة والمحبّة والطّمأنينة وبه تعمّ الفائدة و تزدهر التجارة وبه لذة الحياة واشياء كثيرة يصعب حصرها الآن .
جئنا لنقيم معكم هذا اللقاء نتبادل فيه المعلومات والدروس عبر محاضرات يقيمها المندوبين ليستفيد منها الحضور” .
ختم كلمته بالقول:”
أن الإنسان أخ الإنسان يقول الإمام علي رضي الله عنه: الإنسان إمّا أخ لك في الدّين وإمّا أخ لك في الإنسانيّة .
ويقول النّبي محمد صلّى الله عليه وسلّم: لا يؤمن أحدكم حتّى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه.
كما أودّ أن أؤكّد على أهميّة تنظيم مؤتمرات حوارية مشتركة بين المسلمين والمسيحييّن والبدء بوضع خطط عملية تنفيذية . قد يكون من الفائدة أن تكون مؤتمراتنا بين مركزكم في الجامعة وجبيل عاصمة الحوار والعيش المشترك الإسلامي المسيحي كلّ سنتين ، كما نرحّب بأن ندعوكم إلى جبيل وإستقبالكم بإحدى هذة المؤتمرات حين يستتبّ الأمن في ربوع بلدنا لبنان”.
مقابل ذلك، اطل راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون في كلمة متلفزة باللغة الفرنسية بارك فيها أعمال المؤتمر وتطرق الى أهمية الوثيقة التاريخية التي وقعها البابا فرنسيس والأزهر الشريف، داعيا إلى التعمق فيها وبمضامينها متمنيا للمؤتمرين النجاح في هذا المؤتمر الذي سينبثق عنه توصيات هامة.
بعد ذلك، قدم القاضي الدكتور محمد النقري هدية تذكارية إلى رئيس الجامعة الأب يرزي نافويووسكي عبارة عن سمكة تاريخية تعود إلى أكثر من مئة مليون سنة مرفقة بشهادة مثبتة، ما اضفى أجواء من التأثر وان دل على شيء فهو يدل على محبة الآخر.
في ختام انطلاق أعمال المؤتمر تم تلاوة الدعاء المشترك من الجانبين اللبناني والاسباني. وعرض فيديو يوثق تعانق أجراس الكنائس مع مآزن الجوامع.
بعد ذلك، بدأت الجلسة الأولى من المؤتمر وقدمها الأب رافائيل فاثكيت مدير أمانة سر لجنة العلاقات بين الطوائف وحوار الأديان في المجمع الأسقفي الاسباني تحدث فيها عن الوثيقة، تطبيقها، التحديات ولاهوت العصر.