مازن معضم ممثل لبناني متألق دوما ومميز استطاع من خلال موهبته ان يسلك مساراً فريدا من نوعه ويرفق دربه بجملة ” النجاح حليفه ورفيقه ” ، ابداعه في تجسيد الشخصيات المختلفة ” كالمقعد والمناضل السياسي والمعقد نفسيا والثائر و المقاوم والعاشق ” ساعده على خلق جماهرية كبيرة فأعماله عرضت على مختلف القنوات اللبنانية والعربية مثل مسلسل ” لونا ، زوجتي انا ، الغالبون ، من الاخر ، موت اميرة ، مدام كارمن وغيرهم ، كما شارك بعمل سينمائي خارج لبنان حصد نجاحاً باهرًا وجوائز عالمية وهو فيلم ” المنعطف ” .
وبالرغم من ان عماله تركت بصمة في مخيلة الجمهور وبالرغم من كونه نجما يلمع في سماء الفن الا انه ما يزال متواضعًا وقريبًا من جمهوره .
ولان المتابعين ينسابون مع حديثه المستمد من الرقي والادب والثقافة ، اجرينا مع مازن حوار شيق جاء فيه :
في ظل الاوضاع الصحية الراهنة بسبب جائحة كورونا كيف تمضي وقتك في الحجر المنزلي ؟!
في البداية أستمتعت في اول حجر اقاموه واعتبرته نوعًا من الراحة ، خصوصا انني كنت منهمكًا جداً في تصوير اخر عمل لي و امضيت وقتي مع العائلة بين قراءة الكتب والقرآن الكريم ، وممارسة الرياضة و هواية الطبخ ولكن اعتبر هذا الحجر ممل ومزعج للغاية لانه اصبح نوعًا من الروتين ، فقد اصبحت اخشى من المستقبل خصوصا مع الطاقة السلبية التي نراها حولنا من اوضاع البلد المزرية كما ان الحجر ضرنا كممثلين على الصعيد المهني فقد توقف تصوير الكثير من الاعمال بسبب الحجر .
هل اصبت بفايروس كورونا ، وما رأيك بشأن اللقاح ؟
الحمدالله ، لم اصب بالفيروس بعد ، فأنا اطبق الاجراءات الوقائية المطلوبة وبشدة ، اما بالنسبة للقاح فانه موضوع علمي دقيق بحاجة لدراسة لكنني مبدئيا ساخذه .
هل انت مع تحميل مسؤولية ارتفاع عدد الاصابات بفيروس كورونا الى المواطنين الذين لم يلتزموا باجراءات السلامة خلال فترة الاعياد ؟
من وجهة نظري المسؤولية تقع بالدرجة الاولى على المسؤولين الذين لم يقوموا بضبط الشارع كما يلزم ، وبالدرجة الثانية على المواطنين الذين استخفوا بصحتهم وبصحة الافراد من حولهم .
هل انت مع الاقفال التام ؟ ام انك مع وجود استثناء لقطاعي الغذاء والتمريض ؟
انا ضد التسكير العشوائي بدون تامين حاجات المواطنين، كمعاش شهري او اسبوعي وخصوصًا في الاوضاع الاقتصادية الراهنة فمعظم المواطنين خسروا ما كانوا قد ادخروه ويعانون من فقر وقد وصلوا للذروة ” في مصروف وما في مدخول ” لذلك يجب تسوية الاوضاع الاقتصادية باسرع وقت ممكن .
برأيك ومن خلال تجربتك مع أولادك هل التعليم عن بعد يعطي نفس نتيجة التعليم المدرسي المباشر ؟
حتمًا التعليم عن بعد ليس له نفس تأثير التعليم المباشر ولكن من خلال تجربتي مع ابنائي اريد ان اوجه تحية لمدرستهم واساتذتهم الذين يتعبون ويبذلون مجهود كبيرًا لنقل المعلومات بالشكل الصحيح ، لكن التعليم المباشر له تاثير ايجابي ويفيد التلاميذ اكثر من التعلم عن بعد ومع ذلك نحن لا نريد إلحاق الاذى باطفالنا من خلال ارسالهم الى المدارس .
مازن خضت تجارب تمثيلية عديدة في سوريا وقد لمسنا محبة الجمهور السوري لك عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، فهل تعتقد ان مقولة ” نجوم سوريا يتفوقون على نجوم لبنان ” صحيحة ؟
محبتي للشعب السوري متبادلة وعلاقتي معهم قوية جدا كنت من اول الداعمين لهم ولاطفالهم ايام الحرب .
اما عن نجوم سوريا فهم من أكفأ الممثلين وتجمعني صداقات معهم . فقد تشرفت بالوقوف امام اسطورة الدراما السورية منى واصف في مسلسل ” جريمة شغف ” وخضت تجربة رائعة مع النجمة امل عرفة واتمنى تكرارها ، ولكن عندما نتكلم عن حقوقنا كممثلين لبنانيين هذا لا يعني كراهية او كلام عنصري ، نحن مع الانفتاح والتعامل ليس فقط مع نجوم سوريا بل مع نجوم مصر وغيرهم ، لكننا نطالب بالتساوي في ما بيننا ، الممثل اللبناني متميز وموهوب وردًا على سؤالك انا لست مع هذه المقولة .
ما مصير الدراما اللبنانية وما هي عوائق انتشارها عربيًا ؟
الدراما اللبنانية المحلية تعاني من الانخفاض المستمر لميزانية الاعمال كما ان السوق الاعلامي يعاني من تراجع ملحوظ كالوضع الاقتصادي التعيس .
اما تطوير الاعمال المحلية وانتشارها عربيًا يعود لجرأة ومخاطرة المنتجين ، لذلك نأمل ان نعقد جلسة تواصل تجمع منتجين وممثلين وحتى التلفزيونات لنعثر على حلول تساعد في إستمرار الانتاج اللبناني الغني و انتشاره عربيًا .
يسلك الممثلون اليوم دربا جديدًا من خلال عرض اعمالهم على
المنصات مثل منصة شاهد وغيرها وهل انت من المؤيدين لهذا
التوجه ؟
انه توجه جديد سليم يخدم الممثل والعمل القوي فهناك مسلسلات تعرض على المنصات ومن ثم على التلفزيونات ، نعم انا من المؤيدين لهذا الاسلوب .
هل انت مع عودة الثوار للانتفاضة من جديد واعادة ثورة ١٧ تشرين او ضد الامر ؟!
انا مع الثورة و لي مطالب كثيرة لكن هذا موضوع حساس جدا ، خصوصًا ان السلاح في لبنان لا ينحصر بيد الجيش اللبناني ، فنحن المسالمون نقلق من حاملي السلاح ونخاف من الفوضى والحروب الاهلية ، كما نخشى على مستقبل اولادنا من تدهور البلد اكثر .
انا مع ثورة المواطنين لحظة الانتخابات وعلى المترشحين المعتادين ، فنحن نطالب بوجوه جريئة لديها المقومات وطاقات قوية بعيدًا عن الاحزاب كي تساعد على حل مشاكل البلد .
برأيك هل من الممكن تغيير وضع البلد الى الاحسن في حال تشكلت الحكومة الجديدة ، وهل مايزال الامل قائمًا في لبنان ؟!
لنكن واقعيين مشكلة لبنان داخلية وخارجية من الممكن تغير وضع البلد في حال تم تعيين اشخاص متخصصين ومستقلين ولكن يجب تسوية العلاقات الخارجية مع الدول العربية ، وخصوصًا دول الخليج ، لان تسوية العلاقات تنعش البلد اقتصاديا .
فعلى الصعيدين المهني والصناعي تم تسكير اكثر من مصنع كانوا يعتمدون على تصدير موادهم للسوق الخليجي وتحديدًا الى المملكة العربية السعودية اما على الصعيد السياحة معظم السياح هم من الخليج فضلا عن ان الدول الخليجية هي ملجأ الشاب اللبناني .
ما رأيك بموضوع الهجرة ؟!
هذه الفكرة تخطر على بالي دائمًا خصوصا في هذه الاوضاع الصعبة فقدان الامان والاستقرار والتفكير في الغد كل هذه الأمور تقلقني ، فانا شخص عملي طموح وأسعى لمستقبل جيد لي ولابنائي .
لا افكر بالهجرة كليًا لكنني احب ان اسس لعمل في الخارج ، ومن جهة اخرى تعلقي الزائد بعائلتي و بوالدتي يجعلني أتريث قليلًا .
أخيرا ما الرسالة التي توجهها للطبقة السياسية ؟
كفاكم إجحافا بحقوق المواطنين والتفكير بطائفية بالدفاع عن الوجود الحزبي لا عن المواطنين والبلد .
انا شخصيا لست مهتمًا اذا كان من في الحكم من طائفتي بل اطالب بحياة كريمة ، الشعب اللبناني خلاق يحب العمل وطموح لذلك يجب تسوية العلاقات خارجًا والاوضاع الامنية والمعيشية داخليًا لنحول الظلام الى نور ولنعيد لبنان القديم الى عهده .
بأسلوبه وإبداعه حجز مازن لنفسه مكانًا في قلوب كل من يسمع ارائه ومن يشاهد مسلسلاته واليوم تحدث عن وجع الشعب اللبناني مبينًا وجهة نظره بامور سياسية وفنية مقترحاً حلول قد تساعد على تسوية الاوضاع .
كل الشكر لمازن على هذا الحديث وتمنياتنا له بالنجاح والتوفيق في اعماله القادمة.
@mazenmoadam for both twitter and insta
نور علي زريق