رأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب في رسالة الجمعة، أن “الرد الايراني على الاعتداء على قنصليتها في دمشق، اسقط مفهوم التفوق الاسرائيلي المطلق في المنطقة، وفتح باب الآمال الكبرى للأمة العربية والاسلامية وخصوصا لأجيالها الشابة، في إنقاذ المقدسات الإسلامية والمسيحية من براثن الصهيونية العالمية”.
واعتبر أن “الأمة اليوم هي في لحظة وحدة لم تشهدها منذ قرون، ويجب اغتنام هذه الفرصة للسعي الحثيث والجاد لترسيخ هذه الوحدة والعمل على تطويرها”، مشيدا بـ”الوعي المستجد لدى شعوب العالم حول مخاطر الصهيونية، وزيف ادعاءاتها التزام القوانين الدولية”.
ورأى أن “الحرب الصهيونية العالمية الوحشية على أهلنا في غزة، وانكفاء الانظمة العربية للاسف عن نصرته لم تحقق أهدافها العدوانية في إنهاء القضية الفلسطينية، بل أعاد طوفان الاقصى هذه القضية كأولوية على رأس اهتمام الشعوب العربية والاسلامية، وأعطى للشعوب في العالم أجمع فرصة للتعبير عن إرادتها الحرة في تقرير مصيرها”.
وأشار العلامة الخطيب الى أن “المستقبل القريب هو لهذه الارادات الحرة والمواقف الإنسانية في رسم موازين عالمية جديدة تخرج العالم من دائرة الارتهان والخضوع للقوى الاستكبارية”، داعيا “للتواصل بين مختلف الاتجاهات الفكرية و السياسية الجماهيرية في العالم لبلورة رؤية للوقوف في وجه ظلم القوى الدولية الغاشمة والتي تتمظهر في اجلى صورها فيما يتعرض له الشعب الفلسطيني”.
ورأى أن “الشعوب العربية والإسلامية أدركت أهمية وحدة الموقف العربي والإسلامي وخصوصا الإيراني العربي في مواجهة المخططات العدوانية على مصالحها خصوصا بعد أن تبين الموقف الصادق للجمهورية الإسلامية الإيرانية وقيادتها الحكيمة في الدفاع عن مصالح الأمة وقضية الشعب الفلسطيني إثر الرد القوي والشجاع على العدو الإسرائيلي”.
ودعا “لتجاوز المخاوف الناتجة في أكثر الأحيان عن سوء الفهم بين الاطراف المختلفة نتيجة لأحداث تاريخية استغلها العدو الصهيوني لتحقيق مشروعه في أحكام السيطرة على المنطقة وثرواتها الطبيعة وهو يحاول اليوم تشويه دور الجمهورية الاسلامية في مساندة الشعب الفلسطيني عبر تصوير ردها عليه بأنه عدوان على القدس وان العدو يساند السنة في الدفاع عن القدس التي استهدفتها الصواريخ الايرانية حسب زعمه في محاولة يائسة للخروج من مأزقه وتفريغ الرد الايراني من مضمونه والحؤول دون نتائجه الاستراتيجية على صعيد تحقيق وحدة الموقف العربي الإسلامي والسني الشيعي”.
وطالب “القوى الفكرية والثقافية المختلفة إلى استغلال الفرصة للتلاقي وإنتاج مشروع مشترك على مستوى الامة لمعالجة نقاط الضعف والمخاطر وتحديد الاولويات”.
ودعا الخطيب “القوى السياسية اللبنانية الى أخذ العبر والدروس مما جرى والتوقف عن المناكفات السياسية وتضييع الفرص بانتظار ما ستؤول اليه الاحداث الجارية في المنطقة لاستثمارها في مصالح فئوية وحزبية على حساب الوطن والشعب اللبناني مما سيؤدي إلى مزيد من التشنجات والانقسامات والاضرار على الصعد الاقتصادية والمالية والسياسية كافة، ومزيد من معاناة الشعب اللبناني واسترهانه لحساب العدو الاسرائيلي والقوى الخارجية الداعمة له، لذا يجب العمل على الخروج سريعا من حالة المراوحة والانتظار والمبادرة إلى الحوار الجاد والصادق للتوافق على كلمة سواء وإنهاء هذا الفراغ في المؤسسات الدستورية والاستفادة من الفرصة التاريخية التي هيأتها المقاومة ليكون لبنان حاضرا في ما يرسم من حلول على مستوى المنطقة ولا تكون على حسابه”.