اعتبر امام مسجد الصفا المفتي الشيخ حسن شريفة خلال خطبة الجمعة، أن “ما حصل ليل السبت فجر الأحد الماضي من هجوم عسكري إيراني ضخم ردا على قصف القنصلية الإيرانية في الشام من قبل الطيران الحربي الإسرائيلي واستشهاد القائد في الحرس الثوري وستة من رفاقه، يستحق وقفة تأمل عميقة تنطلق من الواقع الجديد الذي فرضته الجمهورية الإسلامية الإيرانية بنظرة مجردة، بعيدا من التحاليل التي بعضها مستند إلى حب وبغض، وبعض آخر مكتوب بحبر الاملاءات والإيحاءات استكمالا للشرق الأوسط الجديد الذي عبرت عنه كونداليزا رايس يوما هذا من جهة، ومن جهة اخرى أن تصل الصواريخ والمسيرات إلى فضاء الكيان الصهيوني، وتصاب القاعدة والمطار العسكريين الذين انطلقت منهما طائرات f35، وعلى أثر ذلك تم اشغال كل وسائل الدفاع بما فيها القبة الحديدية في المنطقة، وبما فيها الطيران الحربي أنه حقا انجاز يسجل لإيران بل لمحور المقاومة، وعلى الإسرائيلي ومن خلفه أن يعوا جيدا أن المعادلات وقواعد الاشتباك تغيرت تماما حيث المحور اتسعت مساحته إضافة إلى لبنان وسوريا وايران دخل العراق واليمن، وأسلوب المقاومة بالردع بات مفاجئا ليس اوله الصواريخ الذكية الموجهة ولا ينتهي ذلك بالطائرات المسيرة الانقضاضية التي لم تكن في الحسبان”.
وقال:”وهنا السؤال يخرج من عمق الرد الايران، ماذا لو لم يستنفر التحالف الأميركي البريطاني الفرنسي قواعده المنتشرة في الشرق الأوسط؟ وماذا لو لم يشارك بإسقاط بعض الطائرات ؟ ماذا لو أن عدد الطائرات المسيرة تضاعف ؟ ماذا لو أطلق من لبنان وسوريا حوالي ٢٠٠٠ طائرة؟”.
تابع:”الجواب، ان الإسرائيلي أمام مأزق حقيقي وعليه ان يفهم هو والأمريكي أن قواعد اللعبة قد تغيرت ، بعد ٧٥ سنة على احتلال فلسطين ولازالت بقعة الضوء تتوسع ولا يمكن للفلسطيني أن يسمح لغيره بتقرير مصيره”.
وحول الضغوط والتهويل الخارجي قال:”انها لعبة قديمة جديدة يستعملها الغرب تارة سحب الرعايا، وطورا تحذيرهم من البقاء وبعدها نصيحتهم بعدم التوجه إلى منطقة الشرق الأوسط، ويتبع ذلك خطوات تحذير الرعايا من السفر إلى الشرق الأوسط واعتباره غير آمن”.
ورأى اننا “نشهد حراكا داخليا من أجل ترتيب البيت الداخلي اللبناني، ونحن نراهن على كل جهد مخلص يهدف الى اخراجنا من مآزقنا الراهنة والشروع في البحث عن قواسم مشتركة تعيد تنظيم امورنا وانتظام حياتنا الوطنية التي تعيد الاستقرار لوطننا”، مستغربا “التناقض في الخطاب عند البعض في الذي يطالبون فيه ببسط الدولة سلطتها، يهاجمون السلطتين الشرعية والتنفيذية انها انفصام وآله في المواقف”.
وختم:”ما احوجنا الى اظهار وحدتنا الداخلية أمام توحد كيان العدو حول خيارات العدوان والمجازر في فلسطين ولبنان، سواء وحدة على مستوى الأمة او على مستوى الوطن، لمواجهة هذا العدو ومخططاته التوسعية الاجرامية”.