أكد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل “أن سفراء الخماسية يبذلون جهدًا من أجل تسهيل عملية انتخاب رئيس للجمهورية، لكننا نؤكد أن التسهيلات جميعها تبقى حبرًا على ورق إن لم يكن هناك التزام علنيّ بالتخلي عن سليمان فرنجية”، مشددا على “أننا منفتحون على الأسماء ونريد رئيسا بأسرع وقت ممكن لكن الأمر الوحيد الذي لن نقبل به هو الاستسلام لحزب الله.
كلام رئيس الكتائب جاء بعد استقباله سفراء “اللجنة الخماسية”: سفير دولة قطر سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، سفير الجمهورية الفرنسية هيرفيه ماغرو، سفير جمهورية مصر العربية علاء موسى، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون.
وقد حضر الاجتماع عن جانب الكتائب النائبان الدكتور سليم الصايغ والياس حنكش، عضوا المكتب السياسي الكتائبي زينة حبيقة والبروفسور آلان حكيم ورئيسة جهاز التشريع والسياسات العامة الأستاذة لارا سعادة.
وأشار الجميّل الى “ان الاجتماع مع السفراء كان مطولا ومعمّقا، تمت في خلاله مناقشة كل وجهات النظر وحاولنا توضيح وجهة نظر الكتائب عن المرحلة التي نمر بها وعن إشكالية الانتخابات الرئاسية في لبنان”.
وشكر الجميّل للدول الخمس جهدها الجبّار، مشيرا الى “ان السفراء حريصون على لبنان ويحاولون إيجاد حلول من دون سياسة الفرض وهناك نوع من وساطة ومحاولة إيجاد توافق بين الأفرقاء للخروج بحل للمشكلة الرئاسية، لافتًا الى ان مقاربة السفراء تحترم وجهة نظر الجميع وسيادة لبنان وموقف كل فريق يتحاورون معه وهذا الامر ملفت”.
وتابع الجميّل: “في ما يتعلق بنا ككتائب هناك طريقتان للانتهاء من الشغور، الطريقة الاولى تطبيق الدستور وعقد جلسة انتخاب رئاسية بدورات متتالية وصولا الى نيل أحد المرشحين النصف زائدًا واحدًا وهذا ما يقوله الدستور والتجارب العالمية التي تعتمد نظامنا الانتخابي، أما الطريقة الثانية فهي التوافق بحوار خارج المجلس او داخله على مرشح مقبول وعلى مسافة واحدة من الجميع ويحظى باحترام الجميع وعندها يذهب النواب الى المجلس ويترجمون الاتفاق بالتصويت والمشكلة التي نواجهها اليوم أن حزب الله يعطل الطريقتين فهو يعطل اولا نصاب الجلسات وسير العملية الديمقراطية ويمنع التوافق من خلال تمسكه بمرشحه ورفضه النقاش بمرشحين آخرين“.
وإذ سأل: “هل المطلوب منا الاستسلام والقبول بمرشح الحزب؟” جزم بأننا لن نقبل بأن يُفرض على لبنان من قبل حزب الله رئيس جديد مرة أخرى، ولن نقبل بناطق رسمي باسم حزب الله لأن هذا يؤذي لبنان ويعزله عن محيطه ويحوّله الى دولة تابعة لإيران وجزء من محور ويجره مع دول المحور لأي صراع سياسي او اقتصادي أو عسكري يمكن ان يحصل وهذا سيؤدي الى مزيد من التدمير للبنان“.
أضاف: “انطلاقًا من هنا يتم الحديث عن الكثير من الشكليات إن كنّا سنعقد حوارًا أو نقاشًا ومن سيترأس الحوار وشكله وهذا بالنسبة إلينا تفاصيل، لأن المهم والأساس هو: هل إن حزب الله مستعد للتخلي عن مرشحه والذهاب الى مرشح مقبول من جميع؟ نعم أم لا؟“ وهل هو مستعد لملاقاة اللبنانيين الى منتصف الطريق؟ نعم أم لا؟“
وتابع: “في اليوم الذي نحصل فيه على جواب عن هذا السؤال عندها تصبح كل الشكليات تفاصيل بالنسبة إلينا، ففي اليوم الذي يقبل فيه حزب وحركة أمل والرئيس بري بالتخلي عن ترشيح فرنحية والقبول بمبدأ التوافق مع الفريق الآخر وإيجاد شخص ثالث رابع أو خامس نتحدث بأسماء مقبولة“.
وأكد أن السفراء يبذلون جهدًا من أجل تسهيل العملية الانتخابية، لكننا نؤكد أن التسهيلات جميعها تبقى حبرًا على ورق إن لم يكن هناك التزام علنيّ بالتخلي عن سليمان فرنجية.
وشدد رئيس الكتائب على ان المطلوب استعداد وكلام واضح من حزب الله بالقبول بمرشح توافقي الأمر غير الموجود لغاية اللحظة، إذ أن الحزب ما زال متمسكًا بمرشح واحد هو سليمان فرنجية والسؤال: “هل كان فرنجية ليستمر بترشحه لولا ضمانات حزب الله وحركة أمل؟“
وجزم بأننا منفتحون على الأسماء ونريد رئيسًا بأسرع وقت ممكن والأمر الوحيد الذي لن نقبل به هو الاستسلام لحزب الله، فلن نقبل بمندوب سامي يقرّر عنا مستقبلنا ورئيس جمهوريتنا في كل استحقاق فقد فعلوا ذلك في المرة الماضية ويريدون تكراره اليوم ليكرّسوا الأمر الى أبد الأبدين، أي هم يختارون دائمًا رئيس جمهورية لبنان، لكن لا، فنحن جميعًا نختار رئيسنا وهم من ضمننا وليس غصبًا عن الجميع وباستمرارهم بسياسة الفرض.
السفير المصري: نقدر مواقف رئيس الكتائب
وقال السفير موسى بعد اللقاء: “سعدت بالاستماع الى رؤية رئيس الكتائب وتوافقنا على الاجتماع مرة أخرى، لأن هناك بعض الاستفسارات التي تحتاج إلى إضافات، والاجتماع كان بنّاءً وإيجابيًا استمعنا في خلاله الى وجهة نظر واضحة وأنا أقدّر لرئيس الكتائب موقفه“.
وعن التقارب بين رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والجميّل، قال: “هناك أرضية مشتركة لكن مساحتها تزداد يومًا بعد يوم إذا ما اجتمعت الكتل السياسية على ان اختيار رئيس لبنان هو هدف عادل يجب الوصول اليه بأسرع وقت وبالتالي علينا تقريب المسافات بعض الشيء لزيادة مساحة الثقة“.
وردًا على سؤال عما اذا تم التطرق الى مرشح ثالث، أكد موسى أنه لم يتم التداول بأسماء مرشحين، فالخماسية تتناول مسألة وضع خريطة طريق تجيب عن غالبية الهواجس والنقاط غير الواضحة.
وردًا على سؤال حول كيفية بناء الجسور، في وقت ان النقطة الخلافية بين الجميّل وفرنجية وهي حزب الله والخط الممانع وسلاح الحزب، قال: “لا بد من الإجماع على أن مصلحة لبنان هي الأهم ونحن نحتاج الى مجهود وما زلنا في البداية، والاستماع الى وجهات النظر سيساعد كثيرًا في رسم خريطة يبحث عنها الجميع“.